إعداد ، مشرف التعليم الدامج دعاء محمد عبد الله دريدي
التعليم الدامج يهدف إلى دمج جميع الطلاب ذوي الإعاقة في بيئة تعليمية شاملة تحترم اختلافاتهم وتلبي احتياجاتهم.
يُعتبر دور الأسرة في هذا السياق عنصرًا أساسيًا لضمان نجاح الطفل وتقدمه في البداية.
يعتبر الدعم العاطفي والنفسي من الأسرة أمرًا بالغ الأهمية عندما يشعر الطفل بالدعم من والديه وإخوته، تنمو ثقته بنفسه ويصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات المدرسية والاجتماعية.
إن توفير هذا الدعم يمكن أن يمنحه استقرارًا نفسيًا يجعله أكثر استعدادًا للتفاعل الإيجابي داخل بيئة المدرسة.
التواصل المستمر مع المدرسة هو أيضًا جزء حيوي من مشاركة الأسرة في التعليم الدامج.
تتطلب العملية التربوية تعاونًا وثيقًا بين الأهل والمعلمين لضمان تلبية احتياجات الطفل بطريقة فعّالة.
الاجتماعات الدورية وتبادل الأفكار بين الأسرة والمدرسة يمكن أن يساعد في تطوير خطط تعليمية تتناسب مع مستوى الطفل واحتياجاته الخاصة وهو ما يسهم في تعزيز فرص نجاحه .
إلى جانب المدرسة يمكن أن يكون المنزل بيئة تعليمية موازية تسهم في تطوير مهارات الطفل.
تهيئة بيئة تعليمية محفزة في المنزل تعني توفير المواد التعليمية المناسبة، مثل بعض القصص أو الأنشطة التي تلائم احتياجات الطفل.
بالإضافة إلى ذلك يمكن للأسرة تنظيم جدول يومي يساعد الطفل على التكيف مع الروتين المدرسي وتعلم إدارة وقته بفعالية مما يعزز من استعداده المدرسي ويجعل التعلم جزءًا طبيعيًا من يومه.
التفاعل الاجتماعي هو جانب مهم لابد للأسرة من دعمه من خلال تنظيم أنشطة اجتماعية مع الأصدقاء أو أفراد العائلة تمكن الطفل من تطوير مهاراته الاجتماعية وتحسين علاقاته مع الآخرين.
دعم الأسرة في هذه المرحلة يعزز ثقته بقدراته الاجتماعية ويجعله أكثر قدرة على الانخراط في الأنشطة الجماعية سواء داخل المدرسة أو خارجها.
الأمر لا يتوقف هنا، بل يمتد إلى بناء الثقة بالنفس والاعتراف بإنجازات الطفل، مهما كانت بسيطة.
التركيز على نقاط قوته بدلاً من التركيز على إعاقته يعزز من إحساسه بالقيمة، يساعده على رؤية نفسه بطريقة إيجابية، مما يعزز ثقته بقدرته على تحقيق المزيد.
الأسرة عنصر رئيسي في التكيف مع التحديات التي قد يواجهها الطفل.
قد تتطلب هذه التحديات توفير أدوات تعليمية خاصة أو البحث عن موارد إضافية تساعد في تلبية احتياجاته التعليمية، وأن تكون الأسرة على دراية بحقوق الطفل ذي الإعاقة في التعليم حيث يجب أن تسعى للمطالبة بحقوقه في الحصول على التعليم العادل و أن تكون على دراية بالتسهيلات التي يستحقها الطفل في المدرسة مثل تعديل المناهج أو توفير أدوات معينة و التدخل عند الحاجة إذا واجه الطفل تحديات في المدرسة مثل التمييز أو نقص الموارد، وأن تكون الأسرة مستعدة للتدخل والمطالبة بحلول مناسبة والتعامل معها بمرونة وذلك من خلال البحث عن الحلول الإبداعية والتعاون مع المدرسة لضمان توفير كل ما يحتاجه الطفل.
ختاماً، تلعب الأسرة دورًا حاسمًا في تعزيز التعليم الدامج من خلال توفير الدعم النفسي، التواصل الفعال مع المدرسة، وتهيئة بيئة تعليمية داعمة، تساهم الأسرة بشكل كبير في نجاح الطفل وتطوره الأكاديمي والاجتماعي، فالتعليم الدامج لا يقتصر فقط على المدرسة، بل هو جهد مشترك بين الأسرة والمجتمع لضمان حصول جميع الأطفال على فرص متساوية للنجاح.
المصادر
- UNESCO – Inclusive Education
- UNICEF – Inclusive Education
- World Bank – Disability Inclusion
- National Center on Educational Outcomes – Family Engagement
- European Agency for Special Needs and Inclusive Education
- ResearchGate – Role of Family in Inclusive Education
- Global Partnership for Education – Inclusive Education