في اليوم العالمي لذوي متلازمة داون: تأكيد على احترامهم وتقديرهم كجزء أصيل في المجتمع
لا يريدون منك شيئاً…ولا يعنيهم في شيء ما تملكه أو ما هو المنصب الذي وصلت إليه، كل ما يحتاجونه هو الاحترام والمحبة منا جميعاً، الاحترام والمحبة بعيداً عن الشفقة والعطف،…الاحترام والمحبة.
بعيداً عن تلك النظرات الجارحة التي تغرز سكاكينها في نفوس بريئة لا تعرف إلا الصفاء، فالأشخاص من ذوي متلازمة داون جديرون بأن تتم معاملتهم باعتبارهم أفراداً من المجتمع قادرين على التعلم والتفاعل مع باقي الأفراد متى توفرت لهم الظروف الملائمة، وهذه الظروف لا تأتي نتيجة لعمل جهة بمفردها وإنما تكون حصيلة لتعاون مجتمعي بنّاء تتضافر فيه جهود جميع الأفراد والجهات الحكومية والخاصة للوصول بالمجتمع إلى حالة من التعامل الأمثل مع الأشخاص من ذوي متلازمة داون لينخرطوا في مجتمعهم دون عوائق تذكر.
ولعل الاحتفال كل عام في الحادي والعشرين من شهر مارس باليوم العالمي لمتلازمة داون فرصة طيبة للتذكير بحقوق هؤلاء الأشخاص وأولياء أمورهم كي لا نجعل من ذلك الصبغي الزائد لديهم سبباً في تعكير حياتهم وتحويلها لمأساة، وعوضاً عن ذلك لا بد من التوعية بما يتطلبه تعليمهم وتدريبهم والتفاعل بإيجابية معهم لتحقيق أكبر قدر من الاندماج الاجتماعي وتعريف بقية الأفراد بهذه الفئة بعيداً عن النظرة المسبقة والفئوية التي تلقي بمنعكساتها السلبية على المجتمع ككل.
ولتسليط الضوء أكثر على هذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع كان للمنال هذا التحقيق الصحفي الذي شاركت فيه مجموعة من أهالي الأشخاص من ذوي متلازمة داون وبعض الاختصاصيين لتعريف باقي أبناء المجتمع بواقعهم وحياتهم والطرق الأنسب للتعامل معهم، فهم أشخاص كباقي أفراد المجتمع ولهم حقوقهم المحفوظة:
المستشار علي الرضوان (ولي أمر أحمد): قادرون على التعلم
رئيس بمحكمة استئناف الشارقة، كانت تجربته الأولى في التعامل مع متلازمة داون عندما رزق بابن من ذوي متلازمة داون وكان لديه ثقب في القلب ومشاكل صحية متعددة، إلا أنه وتبعاً لنصيحة الأطباء هنا، لم يقم بإجراء العملية له، وبعد ذلك بفترة قصيرة توفي إلى رحمة الله، ثم رزق بابن آخر (أحمد) لكنه هذه المرة لم يقتنع بإجراءات الأطباء هنا، فسافر به إلى ألمانيا وهناك أخبره الطبيب المختص أن هذه الفترة المبكرة هي الفترة المناسبة لإجراء العملية، وبالفعل تم إجراؤها حيث كللت بالنجاح والحمد لله.
وعن هذه التجربة يقول المستشار علي الرضوان: إن الإيمان بقضاء الله وقدره هو ما ساعده على تقبل كل ذلك متذكراً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم، وبعد التوكل على الله وعندما أصبح سنه مناسباً قام بإدخاله إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث الاختصاصيوين المحترفون والمتفهمون للأشخاص من ذوي الإعاقة والقادرون على التعامل معهم بأفضل طريقة ممكنة.
وأشار ولي أمر الطالب أحمد إلى أن ابنه ومنذ التحاقه بالمدينة حقق تقدماً كبيراً في التعلم والقدرة على الاعتناء بنفسه وهو يعرف مكان المنزل، غير أن العائق الذي مازال قائماً إلى حد ما هو موضوع النطق، وهي مشكلة يعاني منها أغلب الأشخاص من ذوي متلازمة داون وتحتاج إلى الكثير من برامج التدريب الخاصة.
كما لفت المستشار الرضوان إلى أن أحمد رياضي ويحب مشاهدة التلفاز ولديه أصدقاء يحبونه ويحبهم فهو يتفاعل بشكل ودود اجتماعياً كما أنه مهتم بعالم الإنترنت وأبرز ما يميزه هو تفاؤله الدائم الذي يجعله مقرباً من جميع من هم حوله.
وفي ختام حديثه وجه المستشار علي الرضوان جزيل الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وإلى جميع العاملين في المدينة على ما يبذلونه من جهد مخلص لتقديم أقصى ما يستطيعونه للأشخاص من ذوي الإعاقة ومن ضمنهم الأشخاص من ذوي متلازمة داون.
جمعية الإمارات لمتلازمة داون
الأستاذة سونيا الهاشمي: تعاون الأهل مع المؤسسات والمراكز والجمعيات المتخصصة من أهم عوامل النجاح
الأستاذة سونيا الهاشمي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لمتلازمة داون التي تأسست في العام 2006 وتم إشهارها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية تحدثت عن بداية الجمعية وشعارها (تحرير القدرات الكامنة) التي أسستها أربع عائلات لأشخاص من ذوي متلازمة داون مع الدكتورة منال جعرور والدكتورة مريم مطر والدكتورة إيمان جاد والدكتور جيفرسون، وكانت في البدايات تحت مظلة نادي دبي للسيدات وترأسها فخرياً منذ ذلك الحين سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم.
وأوضحت الأستاذة سونيا أنه ونتيجة للحاجة الماسة لتوسيع نطاق الخدمة المقدمة للأشخاص من ذوي متلازمة داون من قبل الجمعية وكي تقدم هذه الخدمات بحرية أكبر دون التوقف عند الأمور الروتينية جاء إشهار الجمعية من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية الأمر الذي ساعد كثيراً في استقطاب الأسر، وهاهي الجمعية اليوم تقدم خدماتها لأكثر من خمسمائة أسرة بينما قارب عدد المراكز التي تقدم لها الجمعية خدماتها من خلال المحاضرات التوعوية ما يقارب الـ17 مركزاً، كما تتعاون الجمعية مع الأندية الرياضية لذوي الإعاقة والأولمبياد الخاص واتحاد الإمارات لرياضة المعاقين من خلال مشاركة أطفال الجمعية في بطولات الأولمبياد المحلية بالإضافة إلى التنسيق مع اتحاد المعاقين لتنظيم بطولات رياضية خاصة بالأشخاص من ذوي متلازمة داون، لافتة إلى بطولة (البوتشي) السنوية التي تنظمها الجمعية.
وذكرت رئيس مجلس إدارة الجمعية إلى أن الجمعية تنظم منذ عامين ونصف البرنامج العلاجي (النطق، الوظيفي، التدخل المبكر) حيث استفاد منه حتى الآن 127 شخصاً من ذوي متلازمة داون مؤكدة أن البرنامج بحاجة لتوسع عاجل نظراً للإقبال الكثيف عليه ولعدم توفر هذا النوع من العلاج بشكل كاف يغطي متطلبات الأعداد الكبيرة من مواليد متلازمة داون حيث تزداد نسبتهم في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أن توفير برنامج العلاج هذا يتيح لهؤلاء الأشخاص فرصاً أكبر لزيادة مهارات التواصل والإدراك والتفاعل مع الآخرين ما يساعدهم في مختلف مناحي الحياة بشكل عام، لافتة إلى أن عدد الأشخاص من ذوي متلازمة داون الموظفين في الجمعية بلغ عشرة أشخاص وهم موظفون متميزون وملتزمون بعملهم شأنهم شأن زملائهم من غير المعاقين، أما من هم مازالوا تحت التدريب فثلاثة أشخاص.
8135 طالباً وطالبة شملتهم أكبر حملة توعية على مستوى الدولة
وأوضحت الأستاذة سونيا أن جمعية الإمارات لمتلازمة داون تسعى لزيادة الوعي المجتمعي من خلال الفعاليات والأنشطة وتسليط الضوء عليها إعلامياً بالإضافة إلى المحاضرات التي بلغ عددها منذ إنشاء الجمعية 85 محاضرة، كما أن الجمعية تنظم سنوياً الملتقى السنوي لجمعية الإمارات لمتلازمة داون والذي تدعو إليه المراكز والأسر والشخصيات من أصحاب القرار ويكون الهدف الأكبر الاطلاع على أوضاع الأشخاص من ذوي متلازمة داون وأسرهم والعمل على إيجاد الحلول.
ولفتت رئيس مجلس إدارة الجمعية إلى أن الجمعية نظمت أكبر حملة توعية على مستوى الدولة في 70 مدرسة من خلال المحاضرات التي كان يلقيها عدد كبير من الاختصاصيين على الطلبة الذين بلغ عددهم 8135 طالباً وطالبة حيث استمرت هذه الحملة على مدى عامين وكان عنوانها (التحديات العقلية ـ إعرف الفرق).
وتشير الأستاذة سونيا إلى أن آثار التوعية يمكن لمسها من خلال طريقة التعامل مع هذه الشريحة من قبل باقي أفراد المجتمع حيث شهدت هذه المعاملة تطوراً كبيراً، كما أن استخدام التسمية المسيئة بحق الأبناء من ذوي متلازمة داون (منغولي) في تراجع مستمر والأمل كبير في أن يتم التخلص من هذه التسمية بشكل كامل، وقد بلغ عدد المتطوعين المسجلين في الجمعية 611 متطوعاً .
وختمت الأستاذة سونيا بالتأكيد على الأهمية القصوى لتعاون الأهل مع المركز في إحراز تقدم ملحوظ لدى الشخص من ذوي متلازمة داون، مبينة أن الخدمات التي تقدمها الجمعية مجانية ولمختلف الجنسيات والثقافات لأن العمل الإنساني يجب أن لا يميز بين الناس بناء على أي اعتبار.
أبو خلفان : خلفان ليس ابني فقط… بل صديقي أيضاً
الأستاذ سيف الشاعر (أبو خلفان) رئيس مجلس الآباء في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات (فرع الرملة) أكد أن الرضا بقضاء الله وقدره كان سيد الموقف لدى علمه بأنه رزق بابن من ذوي متلازمة داون وكان يتذكر دائماً ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من رحمة بالضعفاء وبناء عليه توكل على الله وعمل كل ما استطاع كي يتعامل مع ابنه القادم بأفضل أسلوب ممكن.
وأشار أبو خلفان إلى أنه بادر إلى تسجيل ابنه في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ البداية وفيها تلقى خلفان كل أنواع الرعاية والاهتمام وبدأ بعد فترة يتبع برامج العلاج النطقي، حيث لم تتدخر المدينة أي جهد لتقديم الفائدة والمنفعة له كما تفعل مع جميع طلبتها دون استثناء، وهذا ما حقق لخلفان تقدماً ملفتاً على أكثر من صعيد علمي وتربوي.
وأوضح الأستاذ سيف الشاعر أن احترام الأهل لابنهم المعاق عامل رئيسي في احترام وتقدير المجتمع له، فعندما يرى الأصدقاء والجيران والوسط المحيط أن الأهل يقدرون ابنهم المعاق تقديراً عالياً ويؤمنون بمواهبه وقدراته وإمكانياته فإن ذلك سيكون محفزاً أساسياً لاحترامه والتعامل معه بذات الطريقة التي يتم التعامل فيها مع الأشخاص من غير المعاقين بعيداً عن نظرات العطف والشفقة.
ولفت أبو خلفان إلى أنه يصطحب ابنه معه إلى المسجد وهو يعتبره مثل صديقه تماماً كما يصطحبه إلى جلساته مع الأصدقاء مبيناً أن خلفان يتمتع بقدر ملفت من الذكاء وهو يعشق التكنولوجيا ويشاهد التلفاز مع الأسرة، كما أنه ودود واجتماعي إلى أبعد الحدود، ورياضي ممتاز في عدد من الألعاب الرياضية كالسباحة وكرة القدم وكرة الماء .
محسن علي السويدي (أبو علي): الإيمان بقدرات الابن واجب على العائلة
الأستاذ محسن علي السويدي ولي أمر الطالب علي أكد على أهمية تعاون أسرة الطفل من ذوي متلازمة داون مع المدينة في تحقيق الفائدة والمنفعة لابنها وبالتالي حضور مختلف الأنشطة والفعاليات التي تتم الدعوة إليها بالإضافة إلى حضور الاجتماعات الضرورية مع الاختصاصيين العاملين مع الطفل وتبادل الآراء والاقتراحات معهم والاطلاع على ما يقدمونه من معلومات عن حالة الطفل.
وأشار (أبو علي) عضو مجلس الآباء إلى أن العلاقة الإيجابية بين الأهل وطفلهم من ذوي متلازمة داون لها كبير الأثر في تعزيز ثقة الطفل بنفسه واكتسابه للمهارات والخبرات، وهنا يقع على عاتق الأهل الإيمان بمقدرات ابنهم وعدم السماح بالتعامل معه على أساس الشفقة والعطف، وعندما تقوم الأسرة بذلك فإن المجتمع سيعامله على هذا الأساس.
وأوضح الأستاذ محسن أن علياً شخص اجتماعي للغاية ويحب التفاعل مع الآخرين وهو يتابع التلفاز مع الأسرة ويتعامل إلى حد ما مع الانترنت، إلا أن مشكلة النطق هي من أبرز المشاكل التي يواجهها، شأنه في ذلك شأن أغلب الأشخاص من ذوي متلازمة داون، وتحاول الأسرة بالتعاون مع المدينة قدر الإمكان العمل على تحسين النطق لديه، وهو يبلي بلاء حسناً في ذلك، وبإذن الله سيحقق تقدماً في هذا المجال مع مزيد من الإصرار والعزم والإيمان.
عبد الناصر درويش: طريقة نقل الخبر لأسرة الطفل عند الولادة أمر غاية في الأهمية
من جانبه أكد الأستاذ عبد الناصر درويش نائب مدير مدرسة الوفاء لتنمية القدرات أن تعاون الأهل مع المدينة واختصاصييها يمكن أن يحقق الكثير من الأمور الإيجابية التي تنعكس على الطالب من ذوي متلازمة داون، فالمدينة من خلال الأساتذة والاختصاصيين تبذل قصارى جهدها لتقديم الفائدة والمنفعة لهذه الشريحة، غير أن تكامل الجهود مع الأهل هو ما يحقق قدراً أكبر من المنفعة ويؤدي إلى نتائج طيبة بالنسبة للجميع إذ أن هذا التعاون المبني على الصراحة والصدق والتعاون يكسب طفل متلازمة داون الثقة بالنفس والقدرة على التفاعل بشكل فعال أكثر مع الوسط المحيط.
ولفت نائب مدير مدرسة الوفاء لتنمية القدرات إلى أن الطلبة من ذوي متلازمة داون جزء من نسيج المجتمع والاهتمام بهم ومساندتهم واجب على الجميع فلا يجب أن تتم معاملتهم بطريقة غير لائقة، أو توجيه نظرات الشفقة لهم أو لأسرهم لأن ذلك من شأنه أن يقوض عملية الدمج المجتمعي التي يتم السعي إليها بأقصى ما يمكن من مؤهلات، لذا لا بد من الابتعاد عن هذه النظرات والتعامل مع الأشخاص من ذوي متلازمة داون كما يتم التعامل مع أقرانهم من غير المعاقين.
وقد أكد الأستاذ عبد الناصر درويش على أهمية موضوع نقل الخبر لأسرة الطفل من ذوي متلازمة داون عند الولادة، ففي أغلب الحالات يتم نقل الخبر للأهالي من قبل الأطباء أو الممرضات بطريقة فجّة لا تراعي العامل النفسي، ما يؤدي إلى إحداث صدمة عميقة لا تزول آثارها إلا بعد مرور مدة طويلة، وفي هذا المجال تنظم المدينة العديد من المحاضرات والندوات التوعوية بالتعاون مع بعض المشافي والمراكز الطبية لتسليط الضوء على موضوع (نقل الخبر) وضرورة أن يكون بطريقة مدروسة تراعي خصوصية الموقف وأثره على الأهل.
وليا أمر الطالب ريدان الريدي :ريدان محب للجميع… وشخص اجتماعي بطبعه
السيد محمد فرج الريدي والسيدة زبيدة عبد السعيد وليا أمر الطالب ريدان أكدا أن لا قرابة تربطهما ببعض بالإضافة إلى أن عمر الوالدة لم يكن كبيراً عندما أنجبت ريدان إلا أن قضاء الله وقدره شاءا أن يكون من ذوي متلازمة داون وقد تقبلا هذا القضاء والقدر وتعاملا معه باعتباره أمراً واقعاً وبعد أن أتم طفلهما شهره السادس قررا أن يدخلاه إلى مركز التدخل المبكر في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وبالفعل تم الأمر.
ويضيف الأبوان: في مركز التدخل المبكر استقبله الاختصاصيون وبدأوا بعد فترة يدربونه على مختلف المهارات كالجلوس ومن ثم كيف يمشي وكيف يأكل وبعد ذلك كيف يذهب إلى دورة المياه، وقد كانت الفائدة المحققة على مختلف المستويات أكثر من رائعة، كما كان لإخلاص الاختصاصيين في العمل وجدهم واجتهادهم كبير الأثر في التقدم الملفت لحالة ريدان.
وأكد كل من الأستاذ محمد فرج الريدي والأستاذة زبيدة عبد السعيد أن ريدان يتواصل بفعالية مع أخوته وأصدقائه ويحب اللعب معهم في المنزل وفي المدينة، فهو لا يتوانى عن الانخراط في مختلف الفعاليات والأنشطة وفي كل يوم يحرز مزيداً من التقدم والحمد لله، وقد كان للتعاون بين الأسرة والمدينة كبير الأثر في حدوث هذا التقدم الذي يتمنيان أن يستمر في المستقبل.
وأوضح كل من أبو ريدان وأم ريدان أن الأسرة تصحبه معها أينما ذهبت سواءً إلى الحدائق أو المراكز التجارية أو غيرها من الأماكن، وهو إنسان اجتماعي لأبعد الحدود ويتفاعل مع الآخرين بمحبة منقطعة النظير، كما أنه يذهب بصحبة أبيه إلى المسجد ويعرف كيف يتوضأ، وهو ودود مع الجميع إلى أبعد الحدود.
أم لينا (السيدة أمل عزام): لا أسمح لأحد بالإساءة لابنتي
تقول السيدة أمل عزام عن وجود شخص من ذوي متلازمة داون ضمن أسرتها: لم يكن تقبل الأمر سهلاً في البداية، وقد مرت الأسرة بكاملها بمرحلة صعبة كان التعامل معها غاية في الصعوبة، ثم كان لا بد من تقبل الأمر واجتياز مرحلة الكآبة، فتم التوجه إلى مركز التدخل المبكر في المدينة وكانت هناك الانعطافة الهامة والتي ساعدت لينا والأسرة بشكل عام مساعدة كبيرة في هذا المجال.
وأشارت السيدة أمل إلى أن اختصاصيي المركز ساعدوها كثيراً في تعلم كيفية التعامل مع لينا وأرشدوها إلى الطريق الصحيح لذلك، كما أنهم لم يدخروا جهداً في تقديم الفائدة والمنفعة لها، من خلال تمارين العلاج الطبيعي والوظيفي التي أعطت النتائج الطيبة، واعتماداً على ذلك ونظراً للتحسن الملحوظ في قدراتها قامت أم لينا بتسجيل ابنتها فيما بعد في روضة للأشخاص من غير المعاقين، إلا أنها أدركت فيما بعد أن وجود لينا في المدينة بين الأيادي المتخصصة والقادرة على التعامل هو الخيار الأمثل في هذا المجال.
وأكدت أم لينا أن ابنتها باتت تربطها بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية علاقة لا توصف، فهي تحب المكان حباً جماً، ومتعلقة إلى أبعد الحدود بأساتذتها ومدربيها ولاتستطيع إلا أن تلتزم بدوامها فهي تعشقه إلى درجة كبيرة حتى وإن كانت مريضة تطالب بالذهاب إلى المدينة ولا تقبل أن تظل جالسة في المنزل، وهذا مرده إلى المعاملة الرائعة التي تتلقاها في المدينة من قبل أشخاص نذروا أنفسهم لخدمة هذه الفئة من الأطفال.
وبهذا الخصوص لفتت السيدة الفاضلة أمل عزام إلى مجموعة البرامج والفعاليات والانشطة التي تنظمها المدينة لتعليم الأشخاص من ذوي الإعاقة وتدريبهم وأيضاً للترفيه عنهم في مختلف أيام العام الدراسي وحتى في الإجازة الصيفية من خلال المركز الصيفي الذي تنظمه المدينة وتسعى من خلاله إلى ملء أوقات طلبتها بكل ما هو مفيد وقيم.
ولفتت أم لينا إلى أن العائلة لا تعامل لينا إلا كفرد من بقية أفرادها أسوة بإخوتها فلا تمييز ولا عطف مبالغ به أو شفقة وتصحبها معها في النزهات إلى الحدائق والمراكز التجارية ولا تسمح لأحد أن يعاملها إلا باحترام وتقدير.
الخاتمة
نستطيع من خلال هذه الإطلالة على واقع بعض الأشخاص من ذوي متلازمة داون وأسرهم التأكد من أن هؤلاء الأشخاص اجتماعيون ومحبون وقادرون على التفاعل الإيجابي والاجتماعي بشكل قد يتفوقون به على أقرانهم من غير المعاقين ولا يريدون من المجتمع إلا أن تتم معاملتهم بطريقة لائقة مبنية على الود والاحترام بعيداً عن النظرة السلبية المسبقة، كما أنهم قادرون على التعلم والارتقاء متى توفرت لهم الظروف الملائمة وهذه مسؤولية تقع على عاتق المجتمع بمختلف شرائح وأطيافه ويجب ألا يعتمد أحد فقط على المؤسسات والمراكز المتخصصة بل يجب أن يطلع كل بدوره في هذا المجال.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)