الأسرة هي المسؤول الأول عن تربية الطفل.. في أحضانها ينعم بدفء العناية والحب والأمان، حتى يشب معتمداً على نفسه وقادراً على الاندماج في المجتمع، وهو ما أكده علماء النفس في مضمار حديثهم عن أساليب التربية السائدة وأثرها على حياة الطفل.
وقد أشارت الدراسات إلى الأساليب التربوية الخاطئة التي يتبعها الآباء فتؤدي إلى نتائج سيئة يعاني الأطفال من آثارها في جميع مراحل حياتهم نذكر منها:
-
التسلط:
وهو فرض الأم أو الأب آرائه على الطفل ومنعه من القيام بالهوايات والألعاب المحببة إليه وذلك باستخدام التهديد أو الضرب أو فرض نوع من اللعب أو طريقة دراسية معينة وغيرها. ويؤكد الباحثون النفسيون أن هذا الاتجاه في الغالب يساعد في تكوين شخصية خائفة من السلطة دائما، خجولة، حساسة، تشعر بعدم الثقة بالنفس.
-
التذبذب في المعاملة:
ويتمثل هذا الاتجاه في عدم استقرار الأب أو الأم على استخدام أساليب الثواب والعقاب، وهذا يعني أن سلوكاً معيناً يثاب عليه الطفل مرة ويعاقب عليه مرة أخرى. ومثال على ذلك، عندما يبدأ الطفل بالكلام ويشتم والده أو والدته، فإنهما لا ينبهانه إلى أن ذلك خطأ أو عيباً، بل قد يضحكان لذلك السلوك. ولكن إذا كرر الطفل السلوك نفسه في وجود زوار فإن الوالدين غالباً ما يعاقبان الطفل أو ينهرانه.. وكذلك تتدخل الحالة الانفعالية للأبوين في تحديد العقاب. فإذا كانا في حالة غضب يعاقبان الطفل والعكس إذا كانا مسرورين وهنا نجد الطفل في حيرة من أمره ويصبح ذا شخصية متقلبة مزدوجة منقسمة على نفسها الأمر الذي يمكن مشاهدة نماذجه بوضوح في حياتنا اليومية.
-
التفرقة في المعاملة:
وتتمثل في عدم المساواة بين الأبناء جميعاً، وتفضيل الأولاد على البنات أو الصغير على الكبير حيث نجد أن الأسرة التي تحب الذكور وعندها صبي بين عدة بنات تعامله بشكل أفضل وعندما يكبر الأبناء فإن صلاحيات الولد تصبح أكثر من البنت ويكون عليها أن تعد الطعام لأخيها أو تعمل له الشاي حتى لو أدى ذلك إلى إهمال دروسها. وتكون التفرقة أحياناً على أساس ترتيب الولد فقد يكون الطفل الأصغر سناً مميزاً عن اخوته ويظل صغيراً في نظر أمه حتى بعد تخرجه من الجامعة وعلى اخوته من هم أكبر منه مساعدته دائماً بحجة أنه الصغير!
والنتيجة المتوقعة أن يصبح الطفل المفضل أنانياً واتكالياً يأخذ دون أن يعطي ويحب أن يستحوذ على كل شيء.
والخلاصة أن الأسرة باتباعها الأساليب التربوية الخاطئة تساهم في تدمير شخصيات أطفالها دون أن تعي خطورة سلوكها الخاطئ.