كثيراً ما نجتمع في رمضان للتزاور أو للإفطار.. وبمجرد الفراغ من وجبة الإفطار يبدأ الجميع في الحديث ويسرد كل منهم حكايات ومواقف قد لا يكون لها هدف أو منفعة إلا التسلية.. وفي هذه الأحاديث يذكر آخرون بصفات سيئة أو تسرد مساوئهم ومثالبهم.. وهو ما لا يرضى الله عنه، وهذه الأحاديث تعرف بالغيبة.. قد نسمع كثيراً عن هذه الكلمة ولكن لا ندرك خطرها وحجم أثرها في نشر الشحناء وتقطيع أواصر الروابط
والغيبة هي: ذكر المؤمن المعين بما يكره، سواءً أكان ذلك في خَلقِه، أو خُلُقه، أو مختصاته.
وليست الغيبة محصورة باللسان، بل تشمل كل ما يشعر باستنقاص الغير، قولاً أو عملاً، كناية أو تصريحاً.
وقد عرفها الرسول الأعظم صلى اللّه عليه وآله قائلاً: (هل تدرون ما الغيبة)؟ قالوا: (اللّه ورسوله أعلم). قال: (ذكرك أخاك بما يكره). قيل له: (أرأيت إن كان في أخي ما أقول)؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته).
وهي من أعظم الذنوب وأكثرها تنفيراً وإفساداً للمجتمع حيث شبه الله عزوجل المغتاب بأبشع الصور ألا وهي أكل الميت: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم).
بل أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم خطرالغيبة بأنها من أكبر الكبائر وأشدها عذاباً يوم القيامة،.. فعن عائشة رضى الله عنها قالت: (يا رسول الله، إن صفية امرأة، وقالت بيدها هكذا، كأنها تعني قصيرة، فقال: لقد مزجت بكلمة لو مزجت بها ماء البحر لمزج) أي لوثته وأفسدته.
وكذلك قال عليه الصلاه والسلام: (لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم).
ولتعلم يا مستمعاَ للغيبة أن المستمع شريك القائل،.. القائل والمستمع للغيبة سواء، قال عتبة بن أبي سفيان لابنه عمرو: (يا بني نزِّه نفسك عن الخنا، كما تنزه لسانك عن البذا، فإن المستمع شريك القائل).
وللغيبة دوافع وهي الحقد: فقد يلجأ بعض الأشخاص إلى إظهار عيوب الآخرين بسبب أحقادهم الدفينة أو الهزل والسخرية والاستهزاء وإضحاك الآخرين أو مجاراة الأحاديث ومجاملة الآخرين.
إذن ما الحل؟
-
كفارة الغيبة
الغيبة من الكبائر، وليس لها كفارة إلا التوبة النصوح، وهي من حقوق الآدميين، فلا تصح التوبة منها إلا بأربعة شروط، هي:
- الإقلاع عنها في الحال.
- الندم على ما مضى منك.
- والعزم على ألا تعود.
- واستسماح من اغتبته إجمالاً أو تفصيلاً، وإن لم تستطع، أو كان قد مات أو غاب تكثر له من الدعاء والاستغفار.
-
لا تمكِّن أحداً أن يغتاب عندك أحداً
أخي الكريم نزِّه سمعك ومجلسك عن سماع الغيبة والنميمة، ولتكن سليم القلب مع إخوانك المسلمين، فعن ابن مسعود قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبلِّغني أحد عن أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم القلب).
-
غيرمجرى الحديث لتجنب الاساءة الى احد اوالاستمرار في الغيبة
-
ولتضع نصب عينيك دائماً
أن ما تجتهد فيه من صوم وصلاة وزكاة وإدراك للحسنات سوف يؤخذ منك ورداً على كل كلمة أو لفظ تفوهت به. هناك عند القنطرة وقبل دخول الجنة.. ألم تسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأل أصحابه:
(تَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ؟) قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، قَالَ: (إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْضَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ).
… فلنتاجر بألسنتنا مع الله تجارة رابحة فإما أن نحبس ألسنتنا أو نشغلها بالذكر وشهر رمضان خير تدريب يعين المسلم وهو المطية التي أهداها الله لنا لعلاج هذه الآفة والإقلاع عنها.
البيانات الشخصية:
تاريخ الميلاد: 6 مايو 1980
الحالة الاجتماعية: عزباء
الجنسية: مصرية
المؤهلات العلمية:
- ليسانس الأداب قسم الإعلام والصحافة 2001، جامعة عين شمس
- .شهادة الترجمة القانونية 2009، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، التقدير: جيد.
الخبرة العملية:
- عملت في مجال الصحافة الإلكترونية كمتدربة في القسم الإسلامي، جريدة أوراق عربية الالكترونية
- إجادة برامج ويندوز وميكروسوفت أوفيس
- وبرامج متخصصة للترجمة (ترادوس), في ترجمة المواقع الإلكترونية
- وبرامج سابتيتل وورك المستخدمة في ترجمة الأفلام.
معلومات أخرى
- لدي موهبة في كتابة الشعر والقصة القصيرة
- أعشق اللغة الانجليزية بكل فنونها