على الشخص المعاق أن يتفاعل اجتماعياً مع محيطه ويتعاون معه وعليه ألا يتنازل عن واجباته قبل حقوقه مهما كانت المغريات
المطلوب من الشخص المعاق الاتزان في عاطفته وتنمية قدرته على ضبط أعصابه والتحرر من التوتر والقلق والاطمئنان إلى الآخرين وعدم الحساسية الزائدة للمواقف المختلفة..
إن زواج الأشخاص المعاقين حركياً ـ حسب علماء الاجتماع ـ يبقى مرهوناً بالفكرة الاجتماعية المكونة من رأي المجتمع ككل أو ما يسمى بـ (الوصمة الاجتماعية) التي هي عبارة عن تبني رأي اجتماعي عام تجاه فئة اجتماعية تؤثر من خلال هذا الرأي على استجابات المجتمع ككل تجاه هذه الفئة وتتحكم بمصيرها، وهذه الوصمة بهذا المعنى إما أن تكون ايجابية أو سلبية.
وموضوع زواج الأشخاص المعاقين حركياً خضع لـ (الوصمة الاجتماعية السلبية) كما تقول الدكتورة منى دياب الاختصاصية في علم الاجتماع في معرض حديثها عن وصمة الإعاقة:
(علينا النظر إلى المفهوم الاجتماعي الخاطئ للإعاقة، فالمجتمع ينظر إلى الشخص المعاق على أنه شخص بحاجة إلى رعاية ومساعدة دائمتين، لذا لم تتح له الفرصة ليأخذ دوره في عملية البناء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وقد لعب مفهوم الإعاقة هذا دوره في عدم ادماج الأشخاص المعاقين في النشاطات الاجتماعية وخاصة في المجتمعات النائية التي لا تخضع للتخطيط فإن عملية البقاء فيه للأقوى وليس للأفضل، والأسرة كنواة اجتماعية أولى للفرد ساهمت في تكوين هذا المفهوم (أي مفهوم تهميش الشخص المعاق) وبالتالي في تكوين هذا الفراغ الاجتماعي الذي يحيط به).
وهنا ننتقل إلى سؤال مهم جداً.. ما هو تأثير تهميش الشخص المعاق حركياً عن المجتمع؟
تقول الدكتور دياب: هذا يخلف عنده جهلاً بالمجتمع، وكما يوجد عند المجتمع ككل جهل بماهية الإعاقة والأشخاص المعاقين حركياً، وكنتيجة لهذا الجهل المتبادل فترت العلاقات التفاعلية بين الكل والفرد فخلفت شيئاً من عدم التوازن لأن الإنسان عدو ما يجهل، وبذلك تولدت عند الشخص المعاق مشاعر النقمة على المجتمع وعند المجتمع مشاعر العطف عليه، ومسار هذه العلاقة أدى إلى التباعد المستمر بين مفهومي المجتمعين، فاستمر الشخص المعاق يرفض مبدأ التهميش والتعامل معه كمريض، واستمر المجتمع في فصله عن الجو الاجتماعي العام.
وعندما نرى نظرة المجتمع للشخص المعاق فإننا نجد أن المجتمع لم يقتنع بعد بجدارته المادية والعملية ويعتبره شخصاً اتكالياً وبحاجة إلى رعاية دائمة وغير قادر على الانخراط في سوق العمل كما ويخاف من توارث الإعاقة بالإنجاب وهذا يولد نقصاً في خبرة الشخص المعاق الحياتية ونقصاً في عملية تطبيعه الاجتماعي.
ولتغيير هذه النظرة الاجتماعية الخاطئة لابد من اتباع الأمور التالية:
- على الشخص المعاق أن يتفاعل اجتماعياً مع محيطه ويتعاون معه، وكلما ازداد مقدار التعاون الناجح يستطيع الشخص المعاق أن يحدث علاقة بينه وبين غيره من أفراد المجتمع، وعدم تنازل الشخص المعاق عن واجباته مهما كانت المغريات.
- على الشخص المعاق تقبل الاستجابات سلبية كانت أم ايجابية، واتقان المهارات الملائمة له.
- على الشخص المعاق المطالبة بتأمين فرص للعمل وبجدية من الدولة وبالمقابل على الدولة ادماج الشخص المعاق في المجتمع وتخصيصه ببعض الوظائف في المصانع والمكاتب لتأمين الاستقلال الاقتصادي له.
- المطلوب من الشخص المعاق الاتزان في عاطفته وأقصد بذلك قدرة الفرد على ضبط أعصابه وتحرره من التوتر والقلق وإحساسه بالاطمئنان إلى علاقاته مع الآخرين وعدم الحساسية الزائدة للمواقف المختلفة.