لابد من رفع الوعي البيئي للحد من أزمة التلوث ومخاطرها التي تهدد الحياة الإنسانية
يشهد العالم في عصرنا الحاضر إهتماما واسعا بقضايا البيئة وحمايتها من مخاطر التلوث حفاظا على سلامة مقوماتها ومصادرها التي هي أساس إلزامي لإستمرار حياة بشرية آمنة، بعد أن بلغت التجاوزات السلبية أعلى درجات المخاطر الناتجة عن التطورات الصناعية والتكنولوجية الحديثة والمتسببة في تلوث البيئة بأخطر المواد الضارة، نظرا لتقلص وتراجع الوعي البيئي في الحد من استنزاف مقومات البيئة وما ينجم عنه من أضرار جسيمة بصحة الإنسان تصل إلى حد الإصابة بأمراض العصر الخطيرة والمتمثلة في السرطانات والتشوهات الخلقية والإعاقات على اختلافها، ولهذا تسارعت الجهود العالمية لإصدار قوانين وتشريعات تستهدف حماية البيئة من تلوث مصادرها الطبيعية ومواجهة هذه الأزمة التي تؤدي إلى انقراض الكائنات الحية خاصة أن الإنسان هو المتضرر الأول حيث أنه مرهون ببيئته وحفاظه عليها فيه حفاظ عليه وعلى الأجيال من بعده بما تحمله البيئة من موروثات جينية تعاقبت وراءها أجيال حتى آلت إلينا.
وفي هذا السياق تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجا فريدا في الحفاظ على البيئة وحمايتها حيث تبوأت مكانة مرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي لما حققته من إنجازات متميزة في مجال حماية البيئة والحياة الفطرية جعلتها ترتقي في سنوات قلائل إلى مصاف الدول المتقدمة، وكغيرها من القضايا التي تهتم بها الدولة شكلت قضية المحافظة على البيئة هاجسا ملحا إنطلاقا من توجيهات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه فقد كان يدرك بنظرته الثاقبة أهمية تحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والبيئة?بما يحفظ للأجيال المتعاقبة حقها في التمتع بالحياة في بيئة صحية وآمنة.
ومن هذا المنطلق تعزز الإمارات إلتزامها في الحفاظ على موروثاتها البيئية في تجربة تؤكد نجاح التنمية بأسس راسخة تعكس الأصالة والمعاصرة، وجاء هذا الإهتمام المحلي بظهور هيئات مستقلة خاصة وحكومية تعنى بشؤون البيئة، كما برزت العديد من الجمعيات الطوعية التي تعنى بالبيئة مثل جمعية أصدقاء البيئة ومجموعة عمل الإمارات للبيئة، ومجموعة الإمارات للبيئة البحرية وجمعية الإمارات للحياة الفطرية وغيرها.. كما تم وضع نظم وقوانين وخطط عمل بيئية شملت حماية وتطوير البيئة البحرية والحد من تلوث المياه والهواء وإدارة النفايات وإعادة تدويرها ومكافحة التصحر والتنوع البيولوجي والحفاظ على الحيوانات المهددة بالإنقراض.
غير أن التطورات السريعة على كافة الأصعدة تتطلب الإهتمام والرعاية أكثر خاصة مع تقدم الوعي بأهمية هذه القضية التي هي في الأساس مسؤولية جماعية تستدعي مشاركة جميع أفراد المجتمع ومؤسساته، ولا يقتصر التدخل فقط على وزارة البيئة أو المؤسسات الناشطة في هذا المجال حيث تتواصل الجهود لترسيخ هذه القيم وتجنب أزمة ومخاطر التلوث البيئي على صحة الإنسان وحياته، وكغيرها من المؤسسات البيئية تقوم مجموعة عمل الإمارات للبيئة بدور فعال في الإرتقاء بمستوى الوعي البيئي في الدولة تمثل بحملة نظفوا الإمارات التي كان لها أثر كبير في تغ?ر سلوك الأفراد والمساهمة في المحافظة على البيئة.
قوانين لحماية البيئة..
حبيبة المرعشي رئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة وعضو مجلس إدارة الميثاق العالمي للأمم المتحدة تحدثت عن إهتمامات دولة الإمارات بشؤون البيئة وأكدت أن الدولة وضعت العديد من القوانين ذات الصلة بالبيئة منذ إنشاء الاتحاد، مثل قوانين تنظيم الصيد والحجر الزراعي والبيطري وإدارة الموارد المائية وغيرها، وقانون حماية البيئة الذي صدر عام ،???? والذي يضم في طياته العديد من التشريعات الكفيلة بحماية البيئة والحفاظ عليها، من خلال تقسيم القانون إلى عدد من الأبواب تناولت التنمية والبيئة من خلال التأثير البيئي للمنشآت والبيئة?والتنمية المستدامة والرصد البيئي وخطط الطوارئ لمواجهة الكوارث البيئية، وأيضا حماية البيئة المائية والذي يشمل نطاق الحماية البيئية وحماية البيئة البحرية والتلوث من الوسائل البحرية والتلوث من المصادر البرية وحماية مياه الشرب والمياه الجوفية، وباب حماية التربة وباب حماية الهواء من التلوث وباب تداول المواد والنفايات الخطرة والنفايات الطبية وباب المحميات الطبيعية وباب المسؤولية والتعويض عن الأضرار البيئية ويشمل سلطات الضبط القضائي والمسؤولية والتعويض عن الأضرار البيئية وباب العقوبات بالإضافة إلى أحكام أخرى متعلقة.
حبيبة المرعشي رئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة:
“الإمارات تحظى بإحترام المجتمع الدولي لما حققته من إنجازات بيئية ملموسة”
وعن رؤيتها للواقع البيئي في الدولة مقارنة مع الدول العربية قالت حبيبة المرعشي: »وفقاً للتقارير الدولية، فإن دولة الإمارات تأتي على رأس قائمة الدول ذات أكبر بصمة بيئية، ورغم أن هذه التقارير استندت على إحصائيات غير دقيقة عن الدولة فإن الإمارات لم تأل جهداً في بذل كافة الجهود من أجل صون وحماية البيئة والحفاظ على مواردها، حتى أصبحت تحتل مكانة مرموقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي وتحظى باحترام المجتمع الدولي لما حققته من إنجازات بيئية ملموسة واستضافة أبوظبي لمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا)أكبر دليل على هذه الجهود، كما أصبحنا نرى التطور الملموس في جهود المؤسسات البيئية في الدولة، والتي عملت على وضع التشريعات والمعايير البيئية المختلفة مثل قانون المباني الخضراء في دبي وتقرير حالة البيئة في أبوظبي، وقانون إدارة النفايات في أبوظبي، وقانون المحميات الطبيعية في الشارقة وغيرها، كما أصبحنا نرى تركيزاً على تدريب وتأهيل الكوادر العاملة في مجال البيئة، ووضع الاستراتيجيات والخطط للحفاظ على الموارد الطبيعية واستغلالها بشكل مستدام.
وأضافت أن البيئة تواجه بشكل عام تحديات عالمية خطيرة تتمثل في التغير المناخي وتلوث الهواء وشح الموارد المائية وتدهور التنوع الحيوي وتدهور الأراضي وغيرها وقالت: »إذا نظرنا بعين الفاحص، نجد أن السبب الأساسي والرئيسي لهذه المشاكل هو الإنسان وأنشطته اللامبالية فالاستهلاك الكبير للطاقة وللموارد الطبيعية دون الأخذ بالاعتبار التوازن الموجود في هذه الطبيعة هو أساس المشكلة، حيث ينظر الإنسان إلى مصلحته اليوم، ولا ينظر إلى مستقبله غداً« ومن هنا تبرز أهمية تعزيز مفهوم التنمية المستدامة والتي تتلخص ببساطة بأن نترك لأطفالنا حصتهم من موارد الطبيعة بما يضمن لهم نفس الرفاهية التي نعيشها اليوم، ويمكننا تطبيق ذلك بشكل فردي من خلال بضع خطوات بسيطة مثل تقليل استهلاك الطاقة وتقليل استخدام المياه وإعادة تدوير النفايات بدلاً من إلقائها وتقليل الفائض من الاستهلاك، ويواجه هذا المفهوم انتقاد الكثيرين الذين يتحججون بأن ذلك يعني انخفاض مستوى الرفاهية التي يتمتعون بها، ولكن إذا أدركنا أن تطبيق معايير الأبنية الخضراء مثلاً يوفر نحو ?? من استهلاك الطاقة مع تقديم نفس الخدمات، سندرك حينها القدر الكبير من الاستهلاك المسرف والذي يذهب هدراً دون الإستفادة منه.
تواصل السيدة حبيبة المرعشي حديثها عن أهمية الوعي البيئي وتؤكد أن مجموعة عمل الإمارات للبيئة صممت برامجها المختلفة بمستويات عدة بهدف اشراك كافة شرائح المجتمع، فعلى مستوى المؤسسات الأكاديمية، تقوم المجموعة سنوياً بتنظيم برامج تتناول أبرز التحديات البيئية التي تواجه الدولة والمنطقة بشكل خاص بهدف تعزيز الوعي البيئي بين أوساط الشباب، والتي تتنوع من التحديات المائية مروراً بظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي، وانتهاءً بدور وسائل الإعلام البيئي، وتشمل هذه البرامج مسابقات الرسم البيئي للأطفال والمحاضرات البيئي? للمدارس والكليات والجامعات، وورش عمل للمعلمين والطلبة، إلى جانب عدد من المحاضرات التوعوية في مدارس مختلفة، أما برنامج إدارة النفايات، فإنه يتسع ليشمل إلى جانب المؤسسات الأكاديمية الشركات والمؤسسات العامة والخاصة، بالإضافة إلى الأفراد والعائلات، كما تنظم المجموعة سلسلة من المحاضرات المجتمعية البيئية والتي تكون مفتوحة لكافة أفراد المجتمع وتتناول فيها أهم القضايا البيئية الراهنة.
مصاعب وصعوبات
وعن المصاعب والضغوطات التي تعاني منها مجموعة الإمارات للبيئة في هذا الجانب قالت حبيبة المرعشي: »إن انخفاض الوعي والمسؤولية هي أحد أهم هذه التحديات التي نواجهها، حيث لا يزال الوعي البيئي في مستوى لا نتمناه، حيث بلغ مستوى الوعي البيئي في دراسة أجرتها هيئة البيئة ـ أبوظبي ?? ?، و نسبة المشاركة والاهتمام بالبيئة ???، ما يدل على ضرورة تكثيف الجهود المبذولة حالياً لرفع هذه النسبة، ورغم هذه الأرقام، فيجب أن نكون متفائلين، حيث إنني أرى أن مستوى الوعي آخذ في النمو، خصوصاً ما نشهده من الإقبال المتزايد عاماً بعد عام ?لى الأنشطة البيئية والبرامج العملية المختلفة في الدولة بما فيها أنشطة المجموعة المختلفة وخصوصاً بين الجيل الناشئ بالإضافة إلى توسع الأنشطة البيئية في قطاع الشركات والمؤسسات، فعلى سبيل المثال أصبحت حملة نظفوا الإمارات تشهد مشاركة واسعة من كافة أطياف المجتمع… الطلبة والأفراد والعائلات… بالإضافة إلى المؤسسات الحكومية والخاصة، ولكن يبقى علينا أن نعمل لإيصال رسالتنا إلى أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع«، وأكدت أنه لتحقيق هذا الهدف تتوجه المجموعة إلى كافة قنوات الاتصال الممكنة المسموعة والمرئية والمكتوبة من صحافة وإعلام ومجلات متخصصة وإذاعة وتلفزيون، كما تلجأ إلى طريقة الاتصال المباشر عبر المعارض، والمحاضرات والندوات والمؤتمرات لمضاعفة التأثير على المجتمع.
حملة نظفوا الإمارات
وتحدثت السيدة حبيبة المرعشي عن دور حملة نظفوا الإمارات في بلورة الوعي وتوحيد الجهود وأوضحت أن الحملة تأتي كأحد برامج المشاركة بين المجموعة والمجتمع والتي تنظمها لتجمع الطلبة وموظفي القطاعين العام والخاص والأسر والعائلات وكافة شرائح المجتمع ليشاركوا معاً في تنظيف أماكن مختارة، لزيادة الوعي البيئي بين أوساط المجتمع وخصوصاً الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي رسالة أمل وتشجيع للناس للتصدي للتحديات البيئية الأكثر إلحاحاً في الدولة والتي تشمل ارتفاع نصيب الفرد من توليد النفايات والاستهلاك المرتفع للميا?، والبصمة البيئية الضخمة، حيث ترتبط جميع هذه القضايا بالاستدامة، كما تسلط حملة نظفوا الإمارات الضوء على هذه القضايا الملحة وتفتح أبوابها أمام جميع المهتمين للمشاركة في حماية البيئة، علما أن الحملة انطلقت في عام ???? كحملة صغيرة شملت أربع إمارات هي أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان، وما لبثت أن نمت واتسعت لتشمل كافة إمارات الدولة السبع في عام ???? وسجلت ما يزيد عن ????? مشاركا، ومع هذه الانطلاقة أصبحت الحملة حدثاً وطنياً دون شك، وبعد تسع سنوات من التطوير المستمر للحملة من حيث حجمها ومحتواها ومعناها، أصبحت نظفوا ا?إمارات بالفعل علامةً بارزةً في الحركة البيئية في دولة الإمارات العربية المتحدة وأحد مساهمات مجموعة عمل الإمارات للبيئة الملموسة لتحقيق التنمية المستدامة واستطاعت الحملة في دورتها التاسعة حشد أكثر من ?? ألف مشترك توزعوا على ??? مواقع على مستوى دولة الإمارات.
الشيخ عبد العزيز بن علي بم راشد النعيمي:
“الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية أثبتت أن مسببات الإعاقة عوامل تلوث البيئة”
أكد سعادة الشيخ عبد العزيز بن علي النعيمي الرئيس التنفيذي لمركز الإحسان الخيري والمستشار البيئي لحكومة عجمان أنه تم التركيز على العمل البيئي بشكل عام من ناحية السياسات والخطط في المشاريع، وتم إبراز التنمية المستدامة في جميع الأهداف العامة والخاصة بالمؤسسات الرسمية والخاصة، وإنشاء مشاريع للطاقة المستدامة مثل مدينة مصدر في أبوظبي والتي تعتبر من النماذج العالمية لاستخدامات الطاقة البديلة ومتعادلة الكربون، ونشر برامج التوعية البيئية بشتئ المجالات التعليمية والتطوعية وفي المؤسسات الحكومية والخاصة والأهليه،وإنشاء الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، ومتوقع استخدام وتشغيل الطاقة المتجددة في الإمارات في سنة 2020 بنسبة 7 %، وتأسيس مجلس دبي للمباني الخضراء، وأولويات المسؤولية الإجتماعية والبيئية، ومبادرات الإقتصاد الأخضر، ولكن مازالت البنية التحتية ضعيفة لتواكب التوازن بين الواقع والطموح، وأضاف أن هناك تحديات كبيره نواجهها، ومنها الاستهلاك الغير حكيم للموارد من طاقة ومياه وإنتاج نفايات هائلة، والعادات المستخدمة في عدم التغيير للأفضل والكثير الكثير، والتحدي الكبير هو الماء الذي نشرب أكثر من 50 % من خلال بحرنا المالح بعد تحليته ونقله، وقلة المياه العذبة وعدم وجود إحتياطي مياه لمدة 3 شهور على الأقل في حالة توقف محطات التحلية بسبب كارثة بيئية في مياه الخليج لا قدر الله، وقلة المشاركة بين المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية في برامج التمية المستدامة.
وفيما يخص الوعي المجتمعي اتجاه المحافظة على البيئة قال:” الوعي الموجود مازال على شكل فهم وإدراك ولكن لازال السلوك والعمل يحتاج إلى جهود أكبر واستمرارية، وبالأخص عند متخذي القرار هناك أولويات إقتصادية تسبق البيئية والإجتماعية، والضرورة هو التوازن بينهما لجعل الإنسان في صحة سليمة وبيئة إجتماعية آمنه وإقتصاد مثمر، ولكن مستوى الوعي لدى الأطفال والشباب يتزايد يوما عن يوم وذلك بوجود برامج تعليمية وإختلاطهم باقرانهم في الخارج”.
دراسات وأبحاث تثبت مخاطر التلوث على صحة الأطفال
يقول سعادة الشيخ عبد العزيز بن علي النعيمي في حديثه أن هناك أنواع مختلفة من التلوث والسموم قد تكون في الهواء والماء والطعام ، والذي يؤذي الصحة العامة من خلال وجود بعض المواد مثلاً التي نتعرض لها بصورة يومية دون الانتباه قد يكون من الهواء الملوث بمواد سامة أوالغبار أو العوالق، مما تسببه من مخاطر ومشكلات صحية, مكونة من مجموعة من العناصر الكيميائية الخطرة على الجهاز المناعي للإنسان إذا تعرض له بصورة مباشرة وهو ينطلق من عوادم السيارات أو من الأثاث المنزلي الجديد أو الأصباغ أو حتى داخل السيارات الجديدة.
ويضيف أن الدراسات والبحوث العلمية أثبتت أن من مسببات الإعاقة عوامل تلوث البيئة ومثال بسيط على ذلك تأثير أبراج ووصلات التيارات الكهربائية القريبة 200 متر على السكان والتي تلوث بالطاقة الكهرومغناطيسية، وكلها لها تأثير على الأطفال أكبر وأعمق حيث يؤدي إلى ضرر بالجهاز العصبي يعوق النمو العقلي ويضعف من قدراته التحصيلية ويؤدي إلى تراجع مستوى الذكاء وقد يؤثر سلباً على قدرتي النطق والسمع، والتأثير المباشر في الحروب وخاصة الذي حدث العراق من الملوثات بالمواد المشعة من اليورانيوم المخصب والذي أثر في أعداد كبيرة من الأطفال.
أنواع التلوث الذي قد يتسبب في حالات الإعاقة
الإشعاعات النووية والطاقة الكهرومغناطيسية
المواد الكيماوية المستخدمة في المنازل والمستخدمة في تنظيف الأرضيات
المبيدات الحشرية والأعشاب
الاستخدام المستمر للأدوية الكيميائية
المواد الكيميائية في الأطعمة (المواد الحافظة والمواد المضافة والمواد الملونة)
السكر المكرر والدقيق والدهون المهدرجة والكحول والتبغ
المعادن الثقيلة (الألمنيوم والرصاص والزئبق، والكاديموم والزرنيخ، حيث تترسب في الجسم ويصعب التخلص منها بشكل طبيعي)
حشوات الأسنان من الزئبق
الضغوطات اليومية والأرق
المشاعر السلبية المزمنة (الغضب، الإفراط في القلق، الخوف، الحزن الشديد والإحباط المتكرر)
ومن بين الحلول و التدابير التي يمكن اتخاذها للحد من مسببات التلوث الخطيرة على صحة وحياة الفرد قال الشيخ عبد العزيز النعيمي:”الحلول كثيرة ومن أهمها تفعيل القوانين البيئية لردع المخالفين والملوثين، وزيادة الدراسات العليمة والأبحاث البيئية والموارد الإحصائية، لأن بنوك المعلومات لدينا مازالت شحيحة، وزيادة المعايير في الإنتاج الأنظف مازالت ضعيفة جدا.. “
وبذلك يستلزم توعيه متخذي القرار للعمل البيئي الوطني، لإتخاذ الإجراءات والاعتبارات في التخطيط والصناعة والسكن فالتداخل بين المناطق السكنية والصناعية وبين السكنية والتجارية ما زال مستمر، ويبقى الإعلام البيئي يعتبر من أهم الوسائل في عصرنا الحالي لنقل الصورة الحقيقية والتوعية ونشر الثقافة البيئية المحلية والاقليمية والعالمية.
حملة » نظفوا الإمارات« علامة بارزة في الحركة البيئية في دولة الإمارات العربية المتحدة
خديجة بامخرمة:
“رابطة التوعية البيئية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تعمل على تعزيز العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية لتنمية الحس والوعي بأهمية البيئة السليمة”
استطاعت رابطة التوعية البيئة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أن تحقق تصاعداً في الرسم البياني لإنجازاتها تماشيا مع المسيرة المعطاءة للمدينة، ويشير ذلك إلى قناعة راسخة بما تقوم به مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وجدية واضحة في تحقيق مساعيها التي وإن كانت تتمحور حول الأشخاص من ذوي الإعاقة إلا أنها لم تنشغل عن التحديات التي تواجه المجتمع كله، وبالرغم من العمر القصير للرابطة والتي تم تشكيلها في ?? سبتمبر عام ???? إلا أنها استطاعت بقيادة سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي الملهمة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ ?لدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ــ أن تحقق الرابطة الكثير وأن تكون جزءاً فاعلاً ومؤثراً في النشاط البيئي على مستوى الإمارة والدولة، فقد تحققت إنجازات تفوق التوقعات وهذه واحدة من المؤشرات التي تدل وبوضوح على الوعي العميق الذي توليه المدينة بأهمية التحديات المعاصرة ومن أبرزها مشكلة البيئة، وتمثلت الإنجازات الهادفة في عمل الرابطة الذي بدأ كبيراً ومنظماً منذ الخطوات الأولى فكان ترجمة حية للإيمان القوي بقدرات وطاقات كل أفراد المدينة وجديتهم في التعامل مع كل التوجيهات وتحويلها إلى قنا?ات راسخة في نفوسهم وممارسات عملية على أرض الواقع فلم تكن إلا (كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) غرست في نفوسهم فغدت بجهودهم نبتة طيبة آتت أكلها محبة وانسجاماً مع مجتمعهم بكل مكوناته ومع بيئتهم بكل ما تحتويه من تراب ونبات وماء في تناغم لا ينفصم بين الإنسان وبيته الذي يعيش ويحيا فيه يتنفس هواءه ويرتوي بمائه، وتوج هذا الإنجاز الخطط السنوية الهادفة التي تتضمن الأنشطة والبرامج والحملات البيئية الهادفة التي يتم تنظيمها خلال العام على مستوى المدينة أو بالتعاون مع الجهات المعنية بمجالات البيئة في ا?دولة، فكان لرابطة التوعية البيئية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الدور في تحقيق مؤشرات الأهداف المنشودة لنجاح التوعية البيئية.
تعاون مثمر…
وعن تعاون المؤسسات في المشاركة والمساهمة في بلورة الوعي البيئي قالت خديجة بامخرمة مساعد المدير العام ورئيسة رابطة التوعية البيئية في المدينة: »إن التعاون المثمر بين المؤسسات يلعب دوراً هاما في توحيد الجهود وتحقيق الأهداف المنشودة وهذا ما أتضح من خلال المشاركة الموحدة من قبل مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في العديد من الفعاليات ومنها »حملة نظفوا الإمارات« حيث استطاعت كل مؤسسة من خلال مستهدفيها والذين يشكلون كافة شرائح المجتمع إلى نشر الوعي بأهمية المحافظة على البيئة.
النظافة حضارة
وأضافت أن واجب كافة المؤسسات والجهات باختلاف مجالاتها وتخصصاتها بدءاً من الأسرة بلورة الوعي البيئي فواجب الأسرة تربية أطفالها على روح الانتماء وتعليمهم أن النظافة من الإيمان وهي واجب وطني، وواجب المدرسة أن تزرع فيهم أن النظافة حضارة؛ وواجب المؤسسات تنظيم أعمال تطوعية للمحافظة على النظافة، وتعمل المؤسسات البيئية على رفع مستوى الوعي البيئي، ومن هنائ نؤمن بأن هذا المجتمع يجب أن تتعاون فيه المؤسسات الأهلية والحكومية والخاصة بعضها مع بعض، وليس فقط ترك المسؤولية على المؤسسات المعنية في مجال البيئة بل أن تكمل كاف? المؤسسات بعضها بعضاً لأن كلا له خبرته الخاصة، وبالاندماج تتوافر الشمولية ونكمل بعضنا بعضاً ويصبح لدينا جسد واحد وعقل واحد وقدرة على استيعاب تعددية الأفكار في المجتمع الواحد وتحدي هذه المشكلة التي تواجه المجتمع عامة في عدم الوعي بأهمية مشكلات البيئة.
وقالت خديجة بامخرمة : »أرى خلال الفترة الحالية أنه زاد الإهتمام والحديث حول أهمية المحافظة على البيئة مقارنة بالسابق لا يمكننا أيضًا إنكار حقيقة أن دولة الإمارات تعتبر من الدول السباقة في مجال إدارة النفايات وتفعيل دور المجتمع في المنطقة العربية، وهذا يحتم علينا أن لا نتجاهل كل هذه المخاطر البيئية من حولنا، علاوة على مشاكل الاحتباس الحراري والتغير المناخي، والتي تعزى في جزء كبير منها إلى التصرفات غير المسؤولة للإنسان، لذا أشعر بأن الوقت قد حان لأن نخطو خطوة جادة إلى الأمام و الاستفادة من إيجابيات الدول وال?مم الذين نجحوا في هذا المجال، وعلينا أن ندرك أنه يمكننا أن نصنع بلداً حرّاً وناجحاً ومتطوراً إذا تكاتفنا ووحدنا جهودنا، وبالرغم من ذلك لا أخفيكم إحساسي بكثير من الضيق من بعض الممارسات البيئية والتي أصادفها في الكثير من الأحيان والصادرة من الأفراد في المجتمع سواء في بيئات العمل أو المرافق العامة والتي تصدر أحياناً من أفراد متعلمين و توحي بحالة الفوضى التي يعاني منها مجتمعنا، وتكمن المشكلة في قلة الوعي بأهمية المحافظة علي البيئة.
وعن نجاح حملة نظفوا الإمارات قالت خديجة: »يأتي نجاح حملة هذا العام والتي تعتبر الدورة التاسعة كنتيجة لجهد مشترك بين مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ومختلف فئات المجتمع من المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية والعائلات والأفراد، ويأتي تصميم تبني الدور الريادي من قبل المدينة في التنسيق والإعداد لهذه الحملة بالتعاون مع مجموعة عمل الإمارات للبيئة في ?? ديسمبر من كل عام لما له من أثر في تعزيز الشراكة المجتمعية مع المؤسسات المعنية في توعية المجتمع بأهم القضايا البيئية، والترويج لب?ائل مستدامة معقولة مثل إعادة التدوير، بالإضافة إلى تشجيع اتخاذ خيارات شخصية مدروسة في مواجهة هذه التحديات فقد أصبحت حملة »نظفوا الإمارات« اليوم رمزا للعمل البيئي الجماعي وفعاليته، وعلامة بارزة للمشاركة الواسعة من مختلف قطاعات المجتمع، وأكدت أن مشاركة مؤسسات المجلس الأعلى لهذا العام كانت ناجحة وحققت الأهداف المنشودة من حيث الحملات التي تم تنظيمها على مستوى إمارة الشارقة وكان النجاح متميزاً فقد جالت حملات التنظيف على ?? موقعاً بمشاركة ما يقارب ???? متطوع ساهموا في تجميع ما يقارب ?? طنا من المخلفات مقارنة بال?ام الماضي والذي كان حملات التنظيف ?? موقعا بمشاركة ???? مشارك ومشاركة من كافة الفئات على مستوى إمارة الشارقة وساهموا في تجميع ? أطنان من المخلفات، علما أن مجموع المواقع على مستوى الحملة في كافة إمارات الدولة كان ??? موقعا شارك فيها أكثر من ?? ألف مشارك ومشاركة ساهموا في تجميع ?? طناً من النفايات وذكرت خديجة بامخرمة أن المدينة بقيادتها الرشيدة وبناء على توجيهات سمو الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة مدير عام المدينة وقائد رابطة التوعية البيئية، تعمل على توحيد الجهود لإنجاح ه?ا الحدث المهم سنويا، تجسيدا لمعاني البيئة ولتنمية الحس والوعي في المجتمع بأهمية البيئة السليمة وأيضا لتعزيز العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية في الحفاظ على نظافة البيئة وسلامتها من المخلفات والممارسات الخاطئة ومردودها الإيجابي الذي يعكس صورة بيئية حضارية، ووجهت شكرها لكافة أعضاء وأسرة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ولشرطة الشارقة وبلدية الشارقة على تعاونهم القيم في دعم هذه الحملة وما حققته من نجاح من خلال توحيد الجهود للإهتمام بقضايا البيئة في الدولة.
مريم سعيد أمين عام المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة:
“مؤسسات المجلس تعمل على تعزيز جهودها لنشر الوعي البيئي
وتربية الأجيال بسلوك فكري وحضاري راق”
تحدثت مريم أحمد سعيد الأمين العام بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة عن أهمية توعية الأسرة بالمحافظة على البيئة وقالت: إن الوعي البيئي له أهمية كبيرة للمواطن والمقيم ولقد تناما هذا الوعي في السنوات الأخيرة، غير أنه بالرغم من المعرفة المتزايدة بالمشاكل البيئية إلا أن متطلبات الحياة العصرية أضحت سببا رئيسيا للكثير من المخاطر البيئية التي لو عرفتها الأسرة لبذلت الجهد الكبير لحماية أفرادها، وأضافت أن مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة تعمل على تعزيز جهودها لنشر الوعي البيئي وتربية الأجيال بسلوك فكري وحضاري يحفز على دع? هذه المبادرات الأخلاقية كالحفاظ على سلامة ونظافة البيئة، وأكدت أن قضية البيئة مرتبطة بضمير الإنسان وعقيدته فهو سلوك يعكس الإنتماء والحس الوطني لكل فرد ومسؤوليته في الحد من التجاوزات السلبية تجاه البيئة التي ينتمي إليها ليعكس بذلك حبه وهويته الوطنية ومن خلال برامج التوعية يعمل المجلس الأعلى لشؤون الأسرة على وضع مبادئ وخطط عملية مدروسة في تشجيع التطبيقات البيئية السليمة في الأسرة والمجتمع لتغيير الممارسات الخاطئة والحفاظ على أمانة البيئة لتنمية مستدامة، وأضافت أن حملة نظفوا الإمارات غير كافية وإنما هي إجراء?ضمن إستراتيجية يجب إستمرارها بصوت مؤثر ويطمح للمزيد وأكدت أن الإهتمام البيئي واجب على كل فرد في نشر الوعي للحفاظ على هذا الوطن بتصرفات وسلوك حضاري للحد من أن تبقى هذه القضية مرتبطة بمواسم وفعاليات وقالت: »هذا الوطن المعطاء أمانة يستحق منا أن نحافظ عليه في أجمل صورة«.
آمنة إبراهيم:
“لابد من زيادة الوعي بمخاطر التلوث وتشجيع المشاركة الفاعلة وتحمل المسؤولية لدى جميع أفراد المجتمع”
وفي سياق مشاركة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في حملة نظفوا الإمارات وفروعها، أشارت آمنة إبراهيم أميري مديرة فرع المنطقة الوسطى التابع للمدينة إلى أهمية الحملة في نشر الوعي بين فئات المجتمع، وقالت: إن المبادرة هي مساهمة فعالة في وعي المجتمع للحفاظ على البيئة وأيضا تساهم في إيقاظ الوعي للحد من مخاطر تلوث البيئة للوصول إلى مستوى إقتصادي وإجتماعي وبيئي يخدم الفرد والأسرة والمجتمع، وأضافت أن مشاركة المدينة في هذه الحملة تأتي في إطار سعيها إلى تعزيز التوطين البيئي من خلال زيادة الوعي بمخاطر التلوث وتشجيع المش?ركة الفاعلة وتحمل المسؤولية اتجاه المجتمع وإيجاد نوع من التواصل بين أفراد المجتمع حتى يتبنى الجميع هدف بيئة نظيفة مستدامة، وأكدت آمنة إبراهيم أن الحملة ليست ليوم واحد فقط وإنما يجب أن تكون سلوكا يومياً نزرعه في قلوب أبنائنا وأفراد المجتمع حبا للوطن وحفاظا على الإمارات من أي مخلفات تضر وتشوه جماليتها.
من خلال ما سبق ذكره تبين لنا ما للبيئة من أهمية عظمى وكذلك اتضحت الجهود التي تبذلها دولة الإمارات ممثلة في حكومتها الرشيدة للحد من التلوث البيئي وتثقيف المجتمع وتشجيعه للحفاظ على البيئة من خلال الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة في هذا الجانب، ويبقى الإهتمام ببيئة نظيفة يعكس تقدير القيمة الجمالية في دولة الإمارات التي تحولت في فترة وجيزة إلى لوحات فنية نشهدها في توسع المساحات الخضراء والمنتزهات والحدائق بأنواعها واجب إنساني وأخلاقي يقع على عاتق كل فرد مواطناً كان أم مقيماً للحفاظ على هذه الأمانة، وكان ال?غفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه شديد الوضوح في التعبير عن فهمه الواعي للبيئة حين قال: »إن بيئتنا ومواردنا ليست ملكنا بل هي أمانة عهد بها إلينا وعلينا جميعا مسؤولية تأمين الرعاية لها والعناية بها وتسليمها سالمة من الأضرار للأجيال القادمة«.