مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تعتبر صحة الأشخاص المعاقين من أهم أولوياتها
منافع جمة تنعكس على المجتمع من خلال الاهتمام بالجانب الصحي
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ولا نضيف جديداً إذ نقول إن اهتمام الإنسان بصحته مسؤولية لا بد أن تكون دائماً بالحسبان فلا مجال لمواجهة الحياة وتحدياتها إلا بوجود الصحة التي تمكن المرء من القيام بذلك اعتماداً على نفسه، ومما لا شك فيه أن هذه المهمة لا تقتصر على الشخص وحسب بل هي واجب على أسرته ومجتمعه بما يضمه من مراكز ومستشفيات تؤمن له الرعاية الصحية المطلوبة متى اقتضت الحاجة إلى ذلك فبالرعاية الصحية السليمة يسير المجتمع بأفراده نحو التطور والازدهار والرقي لما تلعبه الصحة من دور مهم على مختلف الأصعدة المتعلقة بالحياة بشكل عام.
والأشخاص من ذوي الإعاقة شأنهم شأن غير المعاقين.. لا بد لهم من الاعتناء بصحتهم قدر ما يستطيعون ذلك وأيضاً للجهات والمراكز المتخصصة والمجتمعية الدور الكبير في رعايتهم صحياً وتيسير مختلف الإجراءات التي تفضي إلى ذلك مع إعطائهم الأولوية قدر حاجتهم إليها، وغني عن الشرح أن هذه الشريحة من أبناء المجتمع تحتاج المساندة والدعم وخاصة في تلك الجوانب التي تتعلق بالصحة نظراً لأهميتها الكبيرة والمرتبطة بشتى الأمور الأخرى.
من هذا المنطلق وضعت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في سلم أولوياتها صحة الأشخاص من ذوي الإعاقة وسعت بكافة السبل إلى تأمينها ورعايتها سواء خلال أنشطتها الداخلية أو الخارجية، ولم تكتف بذلك بل عمدت عن طريق علاقاتها المجتمعية إلى تعزيز هذا الجانب بالاتفاقيات وأطر التعاون مع مختلف الجهات والأفراد لتكون الخدمات الصحية المقدمة لطلبتها المعاقين على أعلى المستويات.
منى عبد الكريم:
تدريب طلاب كلية الطب في المدينة يؤهلهم لمعرفة كيفية التعامل مع المعاقين
نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الأستاذة منى عبد الكريم أكدت أن الاهتمام بالطلبة من ذوي الإعاقة لا يتوقف على جوانب تعليمهم أو دمجهم تربوياً ومجتمعياً وإنما يشمل الجانب الصحي بشكل كبير نظرأً لأهميته البالغة لذا تركز المدينة على أن يحضر الأهل قبل تسجيل ابنهم في المدينة تقريراً طبياً وهذا التقرير يساعد في تشخيص حالة الطالب من ذوي الإعاقة حيث تؤخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية له بشكل عام الامر الذي يساعد في الاهتمام به أكثر.
وأشارت الأستاذة منى إلى حرص المدينة على وجود ممرضة في مختلف الاقسام والفروع خلال الدوام الرسمي تقوم بالكشوفات اللازمة منذ بداية العام الدراسي، كما تقوم المدينة بالتعاون مع منطقة الشارقة الطبية بتوفير العديد من الفحوصات والكشوفات الطبية حرصاً على صحة الطلبة من ذوي الإعاقة، كما أن المدينة قامت بتفعيل البطاقة الصحية للأطفال المعاقين بالتنسيق أيضاً مع منطقة الشارقة الطبية ووزارة الصحة لتقديم أفضل الخدمات الصحية والطبية للأشخاص من ذوي الإعاقة.
الاتفاقية الموقعة بين مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وكلية الطب بجامعة الشارقة منذ العام 2007 دليل آخرعلى الاهتمام الكبير الذي تولية المدينة لصحة طلبتها من ذوي الإعاقة وحرصها على أن يكون أطباء المستقبل ذوي إلمام بكيفية التعامل مع الأشخاص المعاقين وأسرهم حيث تقوم المدينة بتدريب طلاب كلية الطب على ذلك وبلغ عدد الطلبة المتدربين في المدينة منذ توقيع الاتفاقية وحتى الآن أكثر من ثلاثمائة طالب وطالبة.
وتشمل الاتفاقية أيضاً تدريب كوادر من طلاب بقسم العلاج الطبيعي في كلية العلوم الصحية وهذا ما يقدم لهم المهارات المطلوبة في كيفية التعامل مع مختلف حالات الإعاقة، كما قامت كلية طب الأسنان بتجهيز العيادة في المدينة بمختلف الأجهزة الضرورية للفحص والتشخيص اللذين يقوم بهما أطباء وطلاب من الكلية، وفي حال كانت الحاجة تقتضي تحويل أحد الأشخاص من طلبة المدينة ذوي الإعاقة إلى المستشفى فإن التنسيق مع المستشفى الجامعي في جامعة الشارقة يتيح لطلبة المدينة الخضوع للعلاج فيه مع خصومات مادية.
وتقول الأستاذة منى عبد الكريم: إن توعية الأهل بأهمية الفحوصات الدورية للأطفال من ذوي الإعاقة أمر غاية في الأهمية وعلى المستشفيات التي يراجعها الأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم أن تتولى مسؤولية التذكير بالفحوصات الدورية ومواقيتها وألا يقتصر دور المستشفيات على الجانب العلاجي بل لا بد أن تقوم بالدور التوعوي وتوفير الأجهزة المعينة والمساعدة للأشخاص من ذوي الإعاقة بالإضافة إلى إعطائهم الأولوية في العلاج وعدم تركهم للمواعيد الطويلة الامد.
محمد الزرعوني:
الاهتمام بالأشخاص المعاقين يعكس الوجه الحضاري للإمارات
الأستاذ محمد عبد الله الزرعوني مدير منطقة الشارقة الطبية بالإنابة أشار إلى أن وزارة الصحــة ومن خلال منطقة الشارقـة الطبيــة تقدم خدماتها الصحية لجميع شرائح المجتمع وتولي اهتماماً خاصاً بالأشخاص ذوي الإعاقة حيث أنهم جزء من المجتمع ولابد من تقديم مختلف الخدمات التي من شأنها مساعدتهم على الاندماج فيه والمساهمة في بنائه، ومن بين هذه الخدمات الخدمة الصحية بشقيها الوقائي والعلاجي للوقاية من بعض الأمراض التي تسبب الإعاقــة.
فعلى الصعيد الوقائي تقوم وزارة الصحة بجهود رائدة في مجال التحصين للوقاية من الإصابة بالأمراض التي قد تؤدي للإعاقة مثل شلل الأطفال، ودولة الإمارات من الدول الرائدة في هذا المجال ، كما تقوم وزارة الصحة – منطقة الشارقة الطبية بالتعاون مع الجهات ذات الصلة والشركاء الاستراتيجيين بحملات مكثفة للتقليل من الإصابة الناتجة عن الحوادث المرورية والتي قد تسبب الإعاقة.
كما تهتم وزارة الصحة اهتماماً خاصاً ببرنامج الفحص ما قبل الزواج لتفادي الإصابة بالأمراض الوراثية التي قد تصيب الأجيال القادمة وقد تسبب الإعاقة، وبناء على توجيهات وزارة الصحة تحرص منطقة الشارقة الطبية على زيادة عدد المراكز الصحية التي تقدم خدمات الفحص ما قبل الزواج سنوياً.
كما يقدم مختبر الأمراض الوراثية بمركز الأمومة والطفولة بالشارقة خدمات الفحص لحديثي الولادة والذي يغطي كافة الإمارات الشمالية كما تسعى عيادة الأمراض الوراثية لتقديم كافة سبل التعاون والتواصلوالاستشارات الطبية للوالدين حول كيفيةالتعامل مع الأشخاص المعاقين.
ويحرص مركز الأمومة والطفولة بالشارقة على تقديم خدمات تثقيفية مستمرة حول كيفية التعامل مع الأطفال المعاقين ، وتقوم منطقة الشارقة الطبية بتقديم خدمات صحية للمعاقين وبطاقة صحية بموجب احتياجاتهم بالإضافة إلى حرص منطقة الشارقة الطبية على توفير مواقف خاصة للمعاقين بكل وحدة ومكان مخصص لدخول وخروج الكراسي المتحركة في كل وحدة صحية.
وعن طبيعة التعاون بين منطقة الشارقة الطبية ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مجال الحرص عل صحة الأشخاص المعاقين أوضح الزرعوني أن ذلك يتجســد في رؤية حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لتأكيد روح التآخي والتآزر والتلاحم الاجتماعي التي ينبغي أن تسود مجتمع الإمارات، حيث قامت وزارة الصحــة ومن خلال مبادرة (أبشر) بتعيين عدد من الأشخاص المعاقيــن في المستشفيات والمراكـز الصحيـــة كي تتيح الفرصة لأبنائها المشاركة في تنمية المجتمع خارج أطر العمل التقليدية وبالأخص مؤازرة ودعم الفئات الأكثر احتياجاً في المجتمع من الأشخاص المعاقين ومن المؤكد أن هذه الأنشطة تسهم في بناء التنمية المستدامة وتؤكد روح التلاحم وترسخ الانتماء في نفوس هذه الفئات بالإضافة إلى تفعيل دور الأشخاص المعاقين في عملية التنمية ودمجهم في المجتمع.
ولفت إلى أن لمنطقة الشارقة الطبية تعاون وتواصل مستمر مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وذلك من خلال الزيارات المستمرة لمدرسة الأمل للصم ورعاية الأنشطة التي تقيمها وتنظيم دورات للإسعافات الأولية بلغة الإشارة لتدريب عدد من الطلبة والأساتذة والاتفاق على تقديم برامج التثقيف الصحي بلغة الإشارة في المرحلة القادمة.
وعن الفعاليات التي تساهم فيها منطقة الشارقة الطبية قال المدير بالإنابة: لقد كان لمنطقة الشارقة الطبية دور كبير في عدة أنشطة مثل معرض ومؤتمر الشرق الأوسط لتقنيات الإعاقة في فبراير عام 2013 بإكسبو الشارقة وصاحبه أوراق وورش عمل ناقشت أحدث الأنظمة والتقنيات التي تخدم الأشخاص المعافين بصرياً والوسائل والحلول لتسهيل اندماجهم في مجتمعاتهم، كما كان لمنطقة الشارقة الطبية دور هام في ال أسبوع السعودي الإماراتي لدعم ذوى الإعاقة تحت عنوان (الواثقون) بهدف إلى توعية ذوي الإعاقة بأهمية الدور الذي يمكن أن يقوموا به في مجتمعاتهم وتشجيع المبدعين منهم في مختلف المجالات.
وختم الزرعوني بالقول: إن حماية حقوق الأشخاص من ذوى الإعاقة لا تقتصر على مؤسسة أو جهة معينة بل تتطلب إيجاد مجتمع صديق لذوي الإعاقة وتضافر جميع جهود الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات النفع العام لتسليط الضوء على نطاق واسع بالمتطلبات الخاصة بالأشخاص المعاقين وبث روح الوعي نحو أهمية التفاعل مع هذه الشريحة وأن التركيز على هذه القضية يعكس الوجه الحضاري المشرق لدولة الإمارات العربية في مجال رعايتها لأبنائها من ذوي الإعاقة.
الدكتور نبيل سليمان:
صحة الأشخاص المعاقين قضية أساسية تحتاج إلى تكاتف الجميع
الدكتور نبيل سليمان رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة الشارقة أكد أهمية مختلف الجوانب المتعلقة بصحة الاشخاص من ذوي الإعاقة باعتبارها قضية أساسية وليست هامشية يجب على الأسرة والمجتمع ومختلف الأفراد حسب مراكزهم أن يولوها أهميتها التي تستحقها كون هذه الشريحة جزء لا يتجزأ من البنيان المجتمعي المتكامل وصحتها أمر من الواجب متابعته والعمل بشكل متواصل على تطويره والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في إطاره بشكل عام.
ولفت الدكتور نبيل إلى أهمية الاتفاقية الموقعة بين جامعة الشارقة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في العناية بصحة الأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال تبادل الخبرة والتجارب وتأسيس جيل من طلبة كلية الطب القادرين على التعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم مستفيدين من التدريب الذي يتلقونه في المدينة ومعاينتهم للعديد من حالات الأشخاص المعاقين بشكل عملي الأمر الذي يتيح لهم الفرصة لاكتساب الكثير من الخبرة والمعرفة في هذا المجال.
ودعا رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع والعلوم السلوكية الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه القضية كل حسب موقعه فصحة الأشخاص من ذوي الإعاقة تحتاج إلى نمط التفكير الإيجابي الذي يساعد في الوصول إلى المراحل المطلوبة صحياً واجتماعياً والتي من شأنها تحقيق النتائج الطيبة المرجوة على مختلف الأصعدة.
كما أوضح أن هذا التعاون المثمر بين جامعة الشارقة من جهة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية له الدور الكبير في حث مختلف الجهات والمؤسسات للاقتداء به سعياً للارتقاء المستمر بالأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية للجميع من أشخاص معاقين وغير معاقين ضمن التكاتف والتكامل المجتمعي الضروري والهام في شتى أمور الحياة.
زينب عباس العقابي:
لا بد من تعزيز ثقة الشخص المعاق بنفسه وتأهيله للمطالبة بحقوقه الصحية
زينب عباس العقابي (إعاقة حركية) من المتطوعات في مخيم الأمل الرابع والعشرين في الشارقة تقول: الصحة أهم شيء في حياة الإنسان وهذه القاعدة تنسحب على الجميع معاقين وغير معاقين وبالتالي فإن الشخص المعاق مسؤول بشكل شخصي عن صحته وعليه واجب الاعتناء بها ما أمكنه ذلك وعلى أسرته ومجتمعه أن يساندوه في ذلك بكل ما أوتوا من قدرة.
ففي حال عدم تمكن الشخص المعاق من الاعتناء بنفسه إن حدث طارئ صحي معين يجب عليه مباشرة أن يخبر الأهل ليقوموا بالتصرف المناسب واستشارة الطبيب مباشرة وهنا تقع على الطبيب الذي يعاين الشخص المعاق مسؤولية كبيرة من خلال التأكد من تشخيصه للحالة ولا حرج على الطبيب في حال لم يكن متأكداً من تشخيصه لحالة الشخص المعاق أن يستعين بزملائه ممن هم أكثر خبرة ودراية.
تضيف زينب: مخاطر التشخيص الخاطئ لحالة الشخص المعاق من قبل الطبيب لها نتائج خطيرة جداً وقد تكون كارثية في بعض الحالات لذا توجب على الطبيب أن يكون متأكداً من تشخيصه والعلاج الذي يقدمه، كما تقع على عاتق الطبيب مسؤولية التعامل الصحيح مع الأشخاص من ذوي الإعاقة والاستماع إليهم بشكل مركز لمعرفة العوارض بدقة وما قد يحتاج إليه المريض من أدوية، أي أن على الطبيب أن يكون صديقاً للشخص المعاق قبل أن يكون طبيبه.
ولفتت زينب العقابي إلى الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في رعاية صحة الشخص المعاق وأهمية الكلمة الطيبة التي يقولونها لابنهم فيساعدونه بها نفسياً حيث يحتاج الشخص المعاق إلى الدعم المعنوي من أسرته وتشجيعه على الاندماج في المجتمع بشكل إيجابي يمكنه من تعزيز شخصيته وزيادة ثقته بالنفس وتكوين علاقات اجتماعية مع أصدقاء من مختلف شرائح المجتمع لأنه جزء من هذا المجتمع.
كما أوصت جميع الاشخاص من ذوي الإعاقة ممن تعرضوا إلى حالات تشخيص طبية خاطئة ألا يفقدوا الأمل بل عليهم أن يشجعوا أنفسهم بشكل مستمر ويواصلوا حياتهم ضمن أسرتهم وفي المجتمع بإيجابية تمكنهم من التقدم والتطور في مختلف المجالات والأصعدة.
ضرورة تسهيل الإجراءات أمام الأشخاص المعاقين في المشافي والمراكز الطبية
السيدة الفاضلة ندى المدفع نائب رئيس مجلس الأمهات في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات وولية أمر الطالبين عيسى وريم حمد المدفع أكدت أن الاهتمام بالجانب الصحي للأشخاص من ذوي الإعاقة مسؤولية يتحمل القسم الأكبر منها أهل المعاقين الذين من الواجب عليهم متابعة الحالة الصحية لأبنائهم بشكل مستمر والحرص على مراقبتهم وملاحظة أي تبدلات ممكن أن تطرأ عليهم ومراجعة الطبيب حال حدوثها للوقوف على طبيعتها ومعالجتها سريعاً.
كما لفتت إلى الدور الكبير الذي تلعبه المراكز المتخصصة والمستشفيات في تسهيل الإجراءات الطبية والمعاينات الضرورية للأشخاص المعاقين الذين يحتاجون إلى تحاليل ومتابعات منتظمة لا ينفع معها تركهم للأمد الطويل في الانتظار، داعية إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات التي تصب في العناية بصحة هذه الشريحة المهمة من أبناء المجتمع وعدم التردد من قبل الجميع في دعم الجانب الصحي نظراً لأهميته القصوى سواء بالنسبة للمعاقين أو غير المعاقين.
وركزت نائب رئيس مجلس الأمهات في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات على أهمية التوعية المجتمعية بهذا الخصوص في المدارس والجامعات ومختلف مؤسسات الدولة من خلال الزيارات التي يمكن أن يقوم بها الاختصاصيون وأمهات الأشخاص من ذوي الإعاقة والأشخاص المعاقون أنفسهم لتعريف المجتمع بمدى أهمية الرعاية الصحية ودورها الكبير في حياة الفرد والاسرة والمجتمع.
الدكتورة شارميلا تشانغكاكوتي:
استشارة الطبيب ضرورية بالنسبة للمعاق وأسرته
الدكتورة شارميلا تشانغكاكوتي اختصاصية المخ والأعصاب في مستشفى الزهراء أكدت أن أهم الإجراءات الواجب اتباعها من قبل الشخص المعاق وأسرته في هذا المجال استشارة الطبيب لتقييم الحالة ووضع الاستراتيجية المناسبة للتعامل معها وتنفيذ الإجراءات الضرورية كالمتابعة مع أخصائي العلاج الطبيعي والوظيفي أو أخصائي النطق أو علم النفس أو أخصائي العيون حسب الضرورة، بالإضافة إلى المتابعة في مركز لإعادة التأهيل حيث يمكن أن يتم كل شيء في الوقت نفسه.
وأوضحت الدكتورة شارميلا أن تجهيز المستشفيات والمراكز الطبية بالمستلزمات الضرورية للاهتمام بالأشخاص من ذوي الإعاقة لا بد أن يلاقي تجاوباً متفاعلاً مع هذه المستلزمات نظراً لأهميتها القصوى في الارتقاء المستمر بالجانب الصحي لدى أبناء هذه الشريحة التي تشير الدراسات والبحوث المتخصصة أن نسبتها تتراوح في المجتمع العالمي بين 15 و19%، وتقدر النسبة في دولة الإمارات على وجه التقريب بـ 3%.
واعتبرت اختصاصية المخ والأعصاب في مشفى الزهراء أن الاهتمام بصحة الأشخاص من ذوي الإعاقة له انعكاساته الإيجابية على المجتمع بشكل عام لذا وجب وضع الخطط المدروسة بعناية من قبل مختلف المؤسسات والمراكز المعنية لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمعاقين ومواظبة العمل بشكل مستمر على توعية المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته بهذه القضية النبيلة.
عيسى مخشب:
سن القوانين الضرورية في المجال الصحي
يتيح الفرصة أمام تقديم خدمات أفضل وأكثر للأشخاص من ذوي الإعاقة
من جانبه تحدث الأستاذ عيسى أحمد مخشب (من الأشخاص ذوي الإعاقة) فني الحاسب الآلي في مستشفى الكورنيش (أبو ظبي) عن الشوط الكبير والمهم الذي قطعته دولة الإمارات العربية المتحدة والإنجازات المتميزة لها في مجال رعاية الأشخاص من ذوي الإعاقة في مختلف المجالات ومن ضمنها الصحة والرعاية الصحية لهذه الفئة انطلاقاً من توجيهات القيادة الحكيمة التي حرصت على الاهتمام بهذه الشريحة من أبناء المجتمع من مختلف الجوانب وخاصة الجانب الصحي نظراً لأهميته الكبيرة.
الاستاذ عيسى ركز على أهمية دور وسائل الإعلام في تسليط الضوء على قضايا الأشخاص المعاقين وتوعية المجتمع بذلك من خلال البرامج الخاصة وتغطية الفعاليات المتعلقة بهذا الموضوع وإيصال صوت المعاقين إلى المسؤولين على الدوام ليكونوا على اطلاع مستمر بما يريدونه وبالتالي تحقيق هذه المتطلبات قدر الإمكان خاصة أنها تلعب دوراً مهماً في تطوير الخدمات المقدمة، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على المجتمع بشكل عام.
ودعا مخشب وزارة الصحة إلى سن القوانين الضرورية كي تكون المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الخاصة مناسبة لخدمة هذه الشريحة من خلال توفير البيئة العمرانية سهلة الوصول المزودة بالمنحدرات والمصاعد والتي تتيح للشخص المعاق إمكانية زيارة المكان دون عوائق والاستفادة من خدماته المقدمة، وكذلك الأمر بخصوص الصيدليات بحيث يسهل على الشخص المعاق على الكرسي المتحرك مثلاً أن يدخل إليها لجلب ما يحتاجه من دواء وضرورة أن يكون العاملون في هذه الصيدليات متعاونون إلى أبعد الحدود مع الأشخاص المعاقين مع وجود أرقام هواتف الاتصال بشكل واضح وجلي على الصيدلية ليسهل على المعاق التواصل مع الصيدلي وتأمين الدواء اللازم.
وتوجه الأستاذ عيسى بجزيل الشكر والتقدير إلى القيادة الحكيمة التي تبذل كل ما بوسعها للارتقاء المستمر بما يتم تقديمه من خدمات صحية وغيرها من الخدمات للأشخاص من ذوي الإعاقة إيمانأً منها بأهمية هذه الشريحة من المجتمع باعتبارها جزءاً لا يتجزأ منه.
ماجد العصيمي:
الإعلام شريك حقيقي في تسليط الضوء على أهمية الرعاية الصحية وتوعية المجتمع بها
الأستاذ ماجد العصيمي المدير التنفيذي لنادي دبي للمعاقين أكد أن الصحة مطلب لكل إنسان سواء أكان معاقاً أم غير معاق وغني عن القول إن الوقاية هي اللبنة الاساسية التي يجب أن يرتكز عليها الجميع من أجل صحة أفضل وهذه المهمة لا تقع على عاتق الأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم فحسب بل تمتد لتشمل المستشفيات والمراكز الطبية وباقي مؤسسات المجتمع المعنية، اي أنها مسؤولية مجتمعية متكاملة لكل جهة دورها المهم فيها.
وأضاف العصيمي: بما أن الإعلام شريك رئيسي لمختلف القطاعات فإن دوره في هذا المجال يتطلب تغطية هذه البرامج وتسليط الضوء عليها في حال تنظيمها، أما في حال غيابها فإن دور الإعلام يتجه نحو متابعة القصص والحالات الفردية أو الجماعية وعرضها على المجتمع من باب التوعية والمعرفة.
وناشد المدير التنفيذي لنادي دبي للمعاقين الجهات المعنية بضرورة وضع خطط استراتيجية زمنية واضحة للعناية بصحة الأشخاص من ذوي الإعاقة تكون منبثقة من قانون الدولة ترعى أبناء هذه الشريحة صحياً وتهتم بشؤونهم ولكن ذلك لا يعني أن يكتفي الشخص المعاق وأسرته بذلك لكن تقع عليهم مسؤولية متابعة حالة الشخص المعاق من خلال التحاليل والمعاينات المنتظمة سواء في مشافي الدولة أو المراكز الصحية أو العيادات الخاصة، كما يتوجب على أولياء الأمور أن يتابعوا حالة طفلهم المعاق منذ مراحل مبكرة جداً والاهتمام به صحياً كي لا تتفاقم الأمور.
محمد فوزي:
حريصون على صحة المعاقين أشد الحرص.. وعملنا يشهد
الاستاذ محمد فوزي مدير مركز التدخل المبكر بالإنابة أشار إلى أن المتابعة الصحية اليومية لأطفال المركز من ذوي الإعاقة من أهم الأعمال التي يقوم بها الكادر التمريضي من خلال جولته التفقدية على الأطفال وفحصهم والقيام بالإجراءات اللازمة في حال تطلب الأمر أو التواصل مع الاهل إن كان في الحالة ما يستحق التحويل إلى إحدى المستشفيات أو المراكز الصحية.
بعض الأطفال من ذوي الإعاقة يتعاطون الأدوية ـ يضيف محمد فوزي ـ وهنا تتم عملية التنسيق بين المركز والأسرة لمعرفة المواعيد الدقيقة لتناول الطفل لدوائه كي يقوم الكادر التمريضي بإعطائه إياه في الوقت المناسب، كما أن إدارة المركز حريصة على توجيه موظفي المركز والعاملين مع الأطفال ذوي الإعاقة لاتباع أقصى درجات الحماية والوقاية للحفاظ على صحة الأطفال بشكل عام.
فعلى سبيل المثال يتم تنبيه الموظفين على عدم ارتداء المجوهرات التي قد تسبب جروحاً للطفل أو للمعالج والاهتمام الكبير بعملية تنظيف الأدوات المستخدمة وتعقيمها بشكل دوري منتظم كما يتم تعقيم أماكن الجلسات بعد نهاية كل جلسة حرصاً على النظافة العامة.
كما أوضح الاستاذ محمد فوزي أن مركز التدخل المبكر وانطلاقاً من حرصه الشديد على صحة الأطفال من ذوي الإعاقة أقام العديد من الشراكات المجتمعية مع عدد من الأطباء المتخصصين والمراكز الطبية بهدف تعزيز الجانب الصحي عند الأطفال وتأمين حصولهم على الخدمات الطبية الصحية المتخصصة بالمجان حيث يقوم المركز بين الحين والآخر بتنظيم زيارات يقوم بها الأطباء إلى المركز لإجراء كشوفات مجانية على الأطفال من ذوي الإعاقة.
ولفت إلى أن إدارة المركز حريصة على توجيه موظفيها في حال إصابة أحدهم بمرض معد إلى ارتداء الكمامة واتخاذ كافة الاحتياطات التي تمنع نقل العدوى، أو في حال كان المرض شديداً الإلتزام بالبقاء في المنزل حتى زوال المرض، وأيضاً يتم توجيه الأهل إلى إبقاء أبنائهم في المنزل عند حدوث الإصابة بمرض معد حفاظاً على سلامة زملائهم الطلبة كي لا ينتقل إليهم المرض.
توعية المجتمع بقضايا المعاقين ضرورة مهمة
سلوى الحوسني طبيبة نفسية أطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية بأبو ظبي أشارت إلى بعض المشاكل السلوكية التي من الممكن أن تكون لدى الأطفال من ذوي الإعاقة ما يجعل من الصعب بالنسبة للطبيب أن يحصل على المعلومات عن حالة الطفل منه مباشرة لذا يكون اللجوء إلى الأهل للحصول على هذه المعلومات وتقييم وضع الطفل صحياً من مختلف الجوانب ومن بينها الجانب النفسي الذي لا يقل أهمية عن باقي الجوانب الصحية الأخرى وعلى المجتمع والشخص المعاق وأسرته الاهتمام به وعدم إهماله نهائياً.
وهنا ركزت الدكتورة سلوى على الدور المهم لأسرة الشخص المعاق في متابعة الحالة وملاحظة أي تبدلات أو تغيرات تطرأ مع مراعاة أن يكون الإشراف مباشراً من قبل الأهل وفي حال تمت الاستعانة بمربية فإنه يجب أن تكون على دراية واطلاع على الحالة الصحية للشخص المعاق وقادرة على التعامل معها وفق الضرورة اللازمة.
وذكرت الدكتورة سلوى بعضاً من المشاكل النفسية التي قد تتواجد عند الشخص المعاق منها السلوك العنيف تجاه نفسه أو غيره، الإيذاء، الإحباط، الكآبة، عدم القدرة على النوم.. إلخ، حيث يختلف علاج كل حالة باختلاف الشخص، لافتة إلى أن الوعي بقضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة ضمن المجتمعات العربية ما زال بحاجة إلى المزيد من الجهد على كافة الأصعدة للوصول إلى مرحلة من الوعي المجتمعي المتقدم.
وختمت الحوسني بالقول: إن تعليم الاشخاص من ذوي الإعاقة ورعايتهم صحياً من أهم المسؤوليات التي تقع على مختلف شرائح المجتمع لذا وجب التكاتف والتعاضد في هذا السبيل دون أي مبالغة بالتوقعات، والحرص على أن يكون الجهد المبذول صادقاً ومخلصاً في سبيل الأفضل على الدوام.
خاتمة
وهكذا نستنتج أن موضوع صحة الأشخاص من ذوي الإعاقة على درجة كبيرة من الأهمية ويتطلب من جميع أبناء المجتمع ومؤسساته تكاتفاً واهتماماً على قدر المسؤولية إذ أن هذه الشريحة من أبناء المجتمع لها دورها ومكانتها والرعاية الصحية بالنسبة لها شأنها شأن شريحة الاشخاص من غير المعاقين أولوية ضرورية جداً لكل تطور وارتقاء على مختلف الأصعدة الشخصية والاجتماعية.
كما يتضح من خلال ما سبق أن للمستشفيات والعيادات والمراكز الطبية دور مهم في تقديم أفضل ما بالإمكان من رعاية صحية للأشخاص من ذوي الإعاقة مع مراعاة المستلزمات التي تيسر هذه العملية دون أن ننسى بالتأكيد الدور الرئيسي والمحوري للشخص المعاق نفسه وأسرته في هذه الرعاية من خلال الاهتمام والمتابعة للحالة الصحية والمواظبة على إجراء التحليلات الضرورية والمراجعات الدورية للطبيب مع الحفاظ على الروح المعنوية العالية بشكل مستمر قدر الإمكان.
إن الصحة أساس سعادة الأشخاص المعاقين كما هي أساس سعادة الاشخاص غير المعاقين.. وعلينا جميعأً أن ندرك هذه الحقيقة ليتكامل عمل الجميع ويصب في خدمة هذا الهدف النبيل والمهم للارتقاء المستمر بالمجتمع.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)