كثيرا ما تتساءل الأسر ـ وليس المرضى ـ عن وجود علاج شاف لمرض ألزهايمر، والحقيقة البسيطة أن الطريق ما زال طويلا لتحقيق هذا الهدف بشكل كامل. ولكن في الوقت الحالي توجد تدخلات غير دوائية وأخرى دوائية علينا الإلمام بها واستخدامها بمساعدة وإرشاد المتخصصين كي نصل إلى أفضل نتائج ممكنة ومتابعة الجديد في العلم لنطبقه كلما وجدناه آمناً ويراعى فيه إتباع القواعد العلمية عند الإكتشاف أو التجريب.
-
التدخلات غير الدوائية:
الهدف منها إيجاد بيئة آمنة يتمكن فيها المريض من التعامل بأقل إحتمالات الفشل مع الإحتفاظ بأكبر قدرة ممكنة ومستقلة. أي أن نمنع أو نقلل الإعاقة الوظيفية للمريض، عن طريق تشجيع الرعاية المعتمدة على الوظائف لديه.
من أمثلة ذلك؛
- المشي بمساعدة الغير للوصول إلى قاعة الطعام بديلا عن إستخدام الكرسي المتحرك.
- تشجيع الأنشطة الجماعية والأنشطة التى تعتمد على التبادل بين المسنين بديلا عن الإقتصار على التعامل مع فريق التمريض والرعاية.
- المساعدة قدر الحاجة عند إرتداء الملابس بديلا عن إلباس المسن للملابس في كل مرة.
- الفلسفة العامة في التعامل مع المسن هي تقليل إحتمالات (الإعاقة) وتأجيل ذلك قدر الإمكان، من خلال إطالة أمد الإعتماد على النفس وتشجيع ذلك وإن كان أداء نفس المهمة أبطأ أو أقل دقة إلا أن على القائمين بالرعاية الصبر والتشجيع، لأن البديل هو التراجع المستمر من وظيفة لأخرى، ثم في النهاية الإعتماد التام على الغير.
-
التدخلات الدوائية:
هناك أسباب ودواع لإستخدام الأدوية لدى مرضى ألزهايمر، بعضها متعلق بأصل المرض، وكذلك للسيطرة على الأعراض النفسية والسلوكية المصاحبة له مثل: الإكتئاب والهلاوس والهذاءات الفكرية ومختلف أشكال التهيج والعنف اللفظي أو الجسدي.
ولهذا لا تندهش عندما تجد أحد الأدوية التالية ضمن الوصفة الطبية لقريب مسن يعاني مرض ألزهايمر، وغالباً ما تتغير من وقت لآخر حسب درجة تحسن العرض الذى لاحظه الطبيب ونصح باستخدام الدواء للسيطرة عليه، والأدوية هي:
- مضاد الإكتئاب من مجموعة مثبطات إعادة سيروتونين للخلايا ومن أشهرها فيلوزاك.
- مضادات الذهان الحديثة مثل ريسبيريدون وأولانزابين.
- مضادات التشنج مثل فالبروات (وهي تستعمل كمثبت للأعصاب والحالة المزاجية لدى المرضى وليس لداعي التشنج فقط).
- المهدئات من نوعية بنزوديازيبين.
كما أن هناك محاولات تجريبية تصلح لتحسين الحالة الذهنية لدى بعض المرضى ذوي الظروف الخاصة لوجود أمراض مصاحبة لألزهايمر وثبت فعالية بعض الأدوية غير التقليدية في علاجهم، مثل الكورتيزون من نوعية بريدنيزون بجرعة صغيرة، والذي يستخدم لمن يعاني الروماتويد والحساسية الشديدة والذئبة الحمراء وفي نفس الوقت ألزهايمر، فيكون الكورتيزون مفيداً للحالتين المرضيتين معاً. كما تفيد الأدوية مضادة الروماتيزم من مجموعة مثبطات إنزيم كوكس 2، وأشهرها ميلوكسيكام، وذلك لعلاج المسن عند وجود ألزهايمر مع الروماتيزم في ذات الوقت.
وفي المقابل ثبت من الدراسات الإحصائية الطبية أن إستخدام فيتامين (آي) بجرعة كبيرة كمضاد للأكسدة، وكما أصبح مشهوراً، يصاحبه زيادة في نسبة أمراض القلب والوفيات، وبالتالي ليس من الحكمة إستخدامه وبالذات لمن لدينا شكوك في وجود متاعب بالقلب لديهم.
ما هي الأدوية المعتمدة لعلاج المرض نفسه؟
سؤال هام، والإجابة عليه تتغير بين فترة وأخرى مع الإكتشافات الحديثة لبيولوجيا المرض والأدوية التى تعدلها، أو لإيقاف إستخدام أدوية بعد ظهور أعراض جانبية غير مقبولة عند إستعمالها على نطاق واسع.
نظراً لإكتشاف قلة وجود مادة أستيل كولين الموصلة للإشارات بين الخلايا العصبية في بعض مناطق المخ لدى مرضى ألزهايمر، فقد بدأ استخدام مجموعة من الأدوية مثبطة للإنزيم الذى يحلل أستيل كولين بعد تكونه، وبالتالي يزيد تركيزه بين الخلايا وتتحسن أعراض المرضى. وأشهر هذه الأدوية دونيبيزيل وريفاستيجمين وجالانتامين، وهى المستخدمة بشكل كبير، بينما توقف استخدام تاكرين من نفس هذه المجموعة لأنه يعطى أربع مرات يومياً ويحتاج للمتابعة عن طريق تحليل وظائف الكبد وهذا موضوع مرهق مع المسنين.
وحديثاً نسبياً تم إكتشاف الدور المدمر ـ والمميت أحيانا ـ للخلايا العصبية لمادة جلوتامات لدى مرضى ألزهايمر، ولذلك وجد أن استخدام مادة تغلق مستقبلات جلوتامات على الخلايا بشكل نسبي سيكون مفيداً للمرضى وخاصة إذا لم يؤثر على التوصيل الطبيعي. والمادة الأكثر إستخداماً الآن لهذا الغرض هى ميمانتين.
وفي ختام هذا العرض المبسط، أنبه للقواعد التالية:
- كل ما عرضناه هو الأسماء العلمية للمواد الكيماوية وليست أى أسماء تجارية لأدوية، حيث أن هذا العمل محظور.
- لا يصف الأدوية عموماً إلا الطبيب المتخصص، وبالتالي فالغرض من العرض هنا زيادة مستوى الثقافة الطبية لدى المرضى وأسرهم، وليس تشجيع أي منهم على تجريب هذه المواد.
- هناك مواد طبيعية وكيماوية عديدة تستخدم لتحسين الحالة الذهنية ولكن عرضنا هنا اقتصر على مرض ألزهايمر.
أخصائى الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى آل سليمان وشركة كهرباء مصر
طبيب جمعية ومركز التأهيل الشامل للمعاقين بمحافظة بورسعيد
مستشار إعاقات الطفولة لجمعية نور الرحمن
صاحب مدونة ( إطلالة على التوحد ),
كاتب ومؤلف بمجلة وكتاب المنال الصادر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كاتب بمجلة أكاديمية التربية الخاصة السعودية