إعداد : هشام محمد كتامي
غرس الثقة بالنفس للأطفال، أحد المهام الأساسية للأبوين، التي يحتاجها طفلهما بشدة منذ سنوات حياته الأولى، وهو ما يمكن القيام به بمجموعة مختلفة ومتنوعة من الطرق على مدار سنوات نمو الطفل وتطوره، لأن ثقة الطفل بنفسه هي وليدة أحداث ومواقف وردود فعل تجاه تصرفاته، تتبلور داخله تدريجيًا، وتؤثر فيه منذ طفولته، حتى يكتسب هذه الصفة، وتصبح أساسًا لحياته وعاملًا مهمًا في بناء شخصيته القوية القادرة على اتخاذ القرارات، وتحمل المسؤولية، ومواجهة المشكلات فيما بعد، وتقدم لكِ “سوبرماما”
نصائح لغرس الثقة بالنفس للأطفال
عزيزتي الأم إليك مجموعة من هذه الطرق التي تساعدكِ على ذلك على غرس الثقة بالنفس لدى طفلك ، فالأطفال الذين لديهم ثقة بالنفس، يشعرون بالحب والقبول والسعادة، وتزيد إنتاجيتهم ويتطورون أسرع ممن لا يشعرون بنفس مقدار الثقة بالنفس، ولكي تزرعي في طفلكِ هذه الصفة اتبعي ما يلي:
- راعي الفروق الفردية بين الأطفال، ولا تتجاهلي أن لكل طفل شخصيته وقدراته، لتفادي الأضرار التي تصيب طفلك عندما تقارنينه بالأطفال الآخرين، وحتى لا يشعر بالدونية.
- شجعيه على تحسين أدائه الحالي، وقارنيه بالسابق، حتى يشعر بالتقدم والإنجاز، وحددي نقاط قوته وامدحيها، وركزي على الجوانب الإيجابية في شخصيته، فإذا أخفق في شيء ما، اثني على تفوقه في شيء آخر، ليشعر بالثقة والقبول.
- أكثري من عبارات الاستحسان والتقدير والتشجيع، مثل “أنت تستطيع فعل ذلك”، حتى تعززي من شعوره بقيمة نفسه، وامدحيه على تفوقه في أي مادة، أو أي تصرف صحيح، ولكن بحدود حتى لا يصاب بالغرور. أنصتي لحديث طفلكِ بكل حواسكِ، ولا تقاطعيه أو تنهي جملته قبل أن يكملها بنفسه، وافسحي له المجال كي يعبر عن نفسه ويتكلم ويوضح ما يدور بعقله، وناقشي أفكاره معه، لتثبتي المفاهيم الصحيحة لديه وتصححي المفاهيم الخاطئة، وابتعدي عن النهي والأمر دائمًا وكلمة (بدون نقاش)، وردي على جميع أسئلته، ليثق في نفسه ويشعر باهتمامكِ به.
- لا تكثري من نقده وتستخدمي الألقاب الهادمة، أو تنعتيه بشتائم تسيء إلى نفسيته وتسهم في تشويه صورته أمام نفسه، حتى لا يصدق هذا الكلام، ويبدأ بترجمة هذا الاعتقاد الخاطئ إلى سلوك فعلي، لينسجم مع الصورة السلبية التي رسمها عن نفسه، فيصبح شخصية مهزوزة، لا تثق في نفسها ولا في من حولها.
- لا تسرفي في العقاب واللوم والوعظ، إذا انحرف عن الكمال أو واجه مشكلة معينة، حتى لا يشعر طفلكِ بأنه مذنب دائمًا، وغير جدير بالاحترام.
- لا تقمعي شعور طفلك بالاستقلالية منذ صغره، ولا تمنعيه دائمًا من التصرف بمفرده، حتى في الأساسيات البسيطة، خوفًا من أن يتصرف بصورة خاطئة، حتى يتعلم الاعتماد على نفسه ولا يعتاد على الاتكالية دائمًا. اصقلي مواهبه وشجعيها، ووفري له الظروف الملائمة والأدوات التي تساعده على إظهار ميوله، كأدوات الرسم إذا كان يحب الرسم والكتب إذا كان يحب القراءة.
- ارفعي من روحه المعنوية، عن طريق تزويده بمهارات وخبرات هادفة، مثل إشراكه في عمل خيري أو تطوعي على قدر طاقته، أو تعليمه رياضة معينة حتى يتمكن من التعامل مع الآخرين، ما يعزز ثقته بنفسه. علميه أن يتحمل مسؤولية تصرفاته، وامنحيه الفرصة للتعبير عن ذاته من خلال التجربة والمحاولة بعد الخطأ، حتى يتعلم تصحيح السلوك غير المرغوب فيه إلى السلوك المرغوب.
- امنحي طفلك واجبات ومسؤوليات، وكافئيه عند أدائها، لتدعيم ثقته بنفسه، وحتى يشعر بأنه شخص مؤثر، وعلميه كيف يستثمر ماله، ويدافع عن نفسه، بما يتناسب مع عمره ومقدرته.
- ساعدي طفلك على كسب الصداقات، وامنحيه فرصة تكوين علاقات مع من هم في مثل عمره، وشجعيه على اللعب الجماعي مع أطفال آخرين، ولا تتدخلي بينهم إلا عند الضرورة، حتى يكون صاحب شخصية مستقلة.
- شجعي طفلك على إبداء الرأي، وخذي رأيه في أمر من الأمور من حين لآخر، ودعيه يعبر عن مشاعره بدون خوف أو تردد، علميه كيف يتكلم ويشرح ما يريد للناس، وعلميه كيف يخطط لنفسه ويضع هدفًا، ويحاول تحقيقه من خلال خطوات متتابعة، فيشعر بثقة في نفسه وبقدرته على التصرف، ومسؤوليته عن تحقيق النجاح.
- امنحيه فرصة الاختيار وتحديد ما يريده، ولا تختاري له دائمًا الملابس والألعاب والكتب التي تعجبكِ أنتِ دون أن تسأليه عن رأيه، واحترمي خصوصياته ولا تأخذي شيئًا من أشيائه دون استئذانه، لتزيد ثقته بنفسه. امنحيه فرصة اختيار الهدايا التي سيقدمها للآخرين، وقدميه للضيوف في المناسبات الاجتماعية ولا تتصرفي وكأنه غير موجود، ليكتسب الثقة.
- لا تبالغي في خوفك عليه، وتتجاوزي حدود الحماية المعقولة، ما يخيفه في التعامل مع الآخرين، وخوض أي تجربة جديدة غير معتاد عليها، فيضعف ذلك من شخصيته ويقلل من ثقته في نفسه.
- عبري له دائمًا عن حبكِ، وأحسني معاملته، ولا تقللي من قدره أو تسخري منه أمام الآخرين، حتى يشعر بالأمان والثقة فيمن حوله.
- تصرفي بثقة أمام طفلكِ، فثقتكِ بنفسكِ وصدقكِ في تعاملكِ مع الآخرين، ستعزز هذا المفهوم عنده.
- لا تنسي أنه طفل، فاجعليه يعيش طفولته، لأن اللعب يساعد على نموه النفسي بشكل سليم.
- تعرفي على: كيف تتعاملين مع الطفل شديد الخوف أو ضعيف الشخصية
إعادة الثقة بالنفس عند الأطفال
من الممكن أن تهتز ثقة الطفل في نفسه بسبب أي مواقف سلبية يتعرض لها، وهنا تتساءل الأمهات عن طرق إعادة ثقة الطفل في نفسه، وهو ما يمكن بالفعل تحقيقه من خلال اتباع ما يلي:
- لا تفعلي كل شيء له: حتى إذا فقد طفلكِ ثقته بنفسه، تحلي بالصبر لأقصى درجة عند التعامل معه، واتركيه يقوم بالمهام الخاصة به بمفرده، حتى ولو كان في وقت أطول، فالتحديات الجديدة الصغيرة، هي التي ستشعره بالكفاءة والثقة مرة أخرى.
- اطلبي منه أعمالًا مناسبة لعمره: اعطيه بعض الواجبات المنزلية المناسبة لعمره، كترتيب الطاولة وفصل الملابس النظيفة عن المتسخة وغيرها، فهذا سيزيد شعوره بالكفاءة ويعزز مهاراته في حل المشكلات. تحدثي معه عن مفهوم المثالية: أخبريه أنه لا يوجد شخص مثالي، وأن لا أحد يتوقع منه أن يكون مثاليًا، وأعيدي النظر في طريقة تعاملكِ مع أخطائه.
- اعطي له خيارات: فهذا يشعره بالقيادة، فاسأليه مثلًا هل ترغب في تناول البيض أم الجبن؟ وسيساعده هذا على تعلم مهارة اتخاذ القرارات منذ الصغر، ويحضره لاتخاذ قرارات أكثر صعوبة مع تقدمه في العمر.
- لا تمدحيه أكثر من اللازم: فالمدح غير الصادق والمجاملات تؤتي بنتائج عكسية.
- لا تقللي من مشاعر طفلكِ: ضعي نفسكِ مكان طفلكِ، وفكري بعقله، حتى عندما يغضبكِ استريحي وابتعدي عنه حتى لا تقولي له كلامًا ثم تندمين عليه، وتذكري دائمًا أنكِ تكرهي تصرفات طفلكِ وليس طفلكِ، ووضحي له ذلك.
- اجلسي معه بمفردكما: اجلسا معًا على الأقل مرة في الأسبوع بشكل منتظم، فهذه فرصة عظيمة للحديث عن كل ما يدور في باله، ليشارككِ به دائمًا، لتوجهيه إلى الأفضل.
علامات عدم الثقة بالنفس عند الأطفال
إذا كنتِ حائرة حول مدى ثقة طفلكِ في نفسه
- راقبي العلامات التالية عليه، وحددي هل هي عارضة أم متكررة، ليساعدكِ ذلك في تحديد هل طفلكِ يعاني من عدم ثقة بالنفس أم لا، وانتبهي لاحتمالية وجود مشكلة:
- يتجنب القيام بأي مهمة أو تحدٍ جديد، وهذا يشير إلى الخوف من الفشل أو الشعور بالعجز. ينسحب بعد وقت قصير من بدء لعبة أو مهمة، وهو ما يشير إلى إحباط سريع وعدم ثقة في النفس.
- يعلق بشكل سلبي عن نفسه، كأن يقول عن نفسه (أنا فاشل، لا أحد يحبني، هذا خطأي، الجميع أذكى مني). يكذب أو يبرر عند اقتراب الخسارة، أو يقلل من الموقف أو يلقي اللوم على الآخرين.
- تقل درجاته الدراسية، ويفقد الاهتمام بالأنشطة المعتادة.
- يساعد بشدة أو لا يساعد أبدًا في الأعمال المنزلية.
- يعاني من تغير سريع في الحالة المزاجية، كالحزن أو البكاء أو الغضب.
- لا يرغب في تكوين صداقات جديدة، ويبتعد عن أصدقائه القدامى.
- يصبح قلقًا وحساسًا بشدة تجاه تصرفات وكلام الآخرين.
- يتأثر بشدة بأصدقاء السوء.
- اقرئي أيضًا: كيف أبعد طفلي عن صديق السوء؟ غرس الثقة بالنفس للأطفال، مهمة كل أب وأم يريدان لطفلهما أن يكون شخصًا سويًا ناجحًا قادرًا على اتخاذ القرارات، ودورهم في غرسها يبدأ من السنوات الأولى للطفل، باتباع النصائح والطرق التي ذكرناها.
المصادر
Signs of Low Self-EsteemWays to Boost Your Child’s Self-Esteem
اقرئي المزيد:
https://www.supermama.me/posts/19-خطوة-عملية-لغرس-الثقة-بالنفس-لدى-الطفل
هشام محمد كتامي،
الجنسية: مغربي ،
الإقامة: الشارقة ،
الإمارات العربية المتحدة المتحرك:00971503078161،
البريد الالكتروني: [email protected]،
حاصل على دبلوم معهد خاص إشراف فرنسي في مجال التربية الخاصة بالمملكة المغربية سنة 1999.
دراسة جامعية علوم اقتصادية، قانونية وإنسانية في جامعة الحسن الثاني بالمملكة المغربية.
التحق ببرنامج تدريبي لتأهيل الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في جامعة الشارقة (من 7 سبتمبر 2010 إلى 4 مايو 2011).
سكرتير تنفيذي في الإدارة العامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ 2006 حتى تاريخه.
سكرتير تحرير مجلة المنال الالكترونية.
عضو الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 2011 حتى أغسطس 2020.
عضو ناشط في فريق الإعلام الاجتماعي ومهتم بمجال الإعلام والتسويق.
عضو بمنظمة الطفل العربي.
عضو متطوع بمؤسسة تكاثف.
عضو فريق الصحة والسلامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
عضو متطوع في اكسبو 2020 الإمارات العربية المتحدة.
ملتحق بدورة تدريب مدربين وحاصل على شهادة مدرب معتمد من جامعة عجمان بالإمارات العربية المتحدة وعضوية تدريب صادرة من American east coast university
خبرة عملية سابقاً في التنسيق والاستقبال والتنظيم لمدة خمس سنوات في تلفزيون القناة الثانية بالمملكة المغربية وخبرة عملية في الاستقبال بفندق قصر المامونية بمدينة مراكش بالمملكة المغربية.
منسق عام لرابطة التوعية البيئية لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 2008 حتى أغسطس 2020.