تعريف القيم لغوياً:
قيمة الشيء في اللغة هي قدره، وقيمة المتاع ثمنه. يقال: ما لفلان قيمة، أي ما له ثبات ودوام على الأمر. والقيمة مرادفة للثمن،..
كما وردت بمعنى الاستقامة فأمر قيم أي مستقيم.
ودلت الكلمة بفتح الواو (قوم) على العدل وبكسر الواو (قوم) بنظام الأمر وعماده.
وفي اللغة الإنجليزية دلت الكلمة أيضا على المعنى المادي للقيمة كذلك باعتبارها الثمن أو ماشابه ذلك. وارتبطت كلمة القيم في العصر اليوناني بالمثل العليا.
تعريف القيم اصطلاحاً:
القيم هي التي تؤثر في بنائنا العميق، فهي مرجعية حكمنا لما هو منكر أو فاضل، صح أو خطأ، وهي لاواعية.
والقيمة عرفت بأنها: حكم يصدره الإنسان على شيء ما مهتدياً بمجموعة من المبادئ والمعايير التي ارتضاها لنفسه وفق التعاليم الشرعية محدداً المرغوب فيها والمرغوب عنه من السلوك.
كما أنها تشكل شخصية الإنسان المتزنة القوية المتماسكة، لأنها تسير وفق مبادئ وقيم ثابتة، وتوحد ذاته، وتقوى إرادته، وتنظم عناصره، من خلال توحيد وجهتها، فنرى الشخص غير الأخلاقي متذبذباً مشتت النفس، تنتابه الكثير من الصراعات النفسية، قال تعالى: (أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم) (الملك 22).
إنها تجعل للإنسان الخلوق قيمة ومنزلة ومكانة بين الناس، وبقدر ما يتأدب ويتحلى بهذه القيم تزداد ثقة الناس به واعتمادهم عليه ويتسابقون في تكليفه بالأعمال والمهام، قال تعالى: (ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون) (الأنعام 132). فتطبيق القيم في حياة الفرد تجعله دائم الإحساس بالرضى والاطمئنان والسعادة القلبية، كما تجعله متميزاً بالجلد والصبر والثقة بالنفس، وقوة الإرادة، وتجنبه مظاهر الإحباط والضجر والتبرم والسخط من جميع أحواله.
كما يستطيع من خلالها ضبط النفس ومواجهة التيار وعدم التأثر بالاعصار الفكري او السلوكي..
وخصوصا انه في هذا العصر ـ عصر التطور التقني والانفجار المعرفي ـ نجد أن الأمور تسير في طريق إبعاد الفرد والمجتمع عن قيمة ودينه أكثر فأكثر، ابتداءً من الانبهار بالتطور التقني والتجاوب معه دون وجود رصيد قيمي وسلوكي يضبط حياة الفرد ويحدد مساره…
ونستنتج من التعريفات أن تقييم شيء معناه أن تعلق أهمية كبيرة عليه، وأي شيء تعتبره عزيزاً على نفسك يمكن أن يسمى قيمة، وقيم الحياة هي تلك الأمور التي تعتبرها الأكثر أهمية في حياتك ولهذا النوع من القيم نمطان: الغاية والوسيلة.. فالغاية نحو عندما تسأل شخصاً ما هو تقييمه كأعلى قيمة: فقد يجيب: الحب، تحمل المسؤولية، الأمانة، العائلة، المنصب، المال… الخ، ومن بين هذه القيم نرى أن الحب والإخلاص وتحمل المسؤولية هي القيم الغاية التي نسعى لها، أما العائلة والمنصب والمال فهي قيم واسطة أي تعتبر مجرد قيم وسيلة.. لكن التحدي الموجود في الحياة هو أن معظم الناس لا يعرفون بوضوح الفرق بين قيم الغاية وقيم الوسيلة، ولذا فإنهم يخضعون للكثير من مشاعر الألم. فالناس في كثير من الأحيان مشغولون بملاحقة قيم الوسيلة بحيث أنهم لا يحققون رغباتهم الحقيقية أي قيم الغاية التي يسعون لها. فقيم الغاية هي تلك التي تحقق لك ما تصبو إليه وتجعل حياتك غنية وتحقق لك المكافأة التي ترجوها، عكس قيم الوسيلة والتي قد تكون آنية وتنتهي.
فإذا كنت لا تعرف قيمك الحقيقية فاستعد لتحمل الألم لأن السبيل الوحيد لكي نشعر بالسعادة والرضا عن النفس على المدى الطويل هو أن نعيش طبقاً لقيمنا الحقيقية، وإلا فإننا سنخضع للشعور بالألم دون شك.
وهذا يؤكد لنا بأن القيم هي البوصلة التي تقودك إلى مصير حياتك، وتخلق مسار حياتك، وتقودك إلى إتخاذ قرارات معينة، والقيام بأفعال معينة بإستمرار، وعدم إستخدام بوصلتك الداخلية بذكاء يؤدي إلى الشعور بالإحباط، وخيبة الأمل، والإحساس بالظلم مع وجود إحساس يقضي مضجع الإنسان بأن من الممكن للحياة أن تكون أفضل لو أن شيئا ما كان مختلفاً بطريقة تتواءم مع قيمك، إذ تتمتع بإحساس باليقين وبالسلام الداخلي وبتوافق تام، وهي أمور لا يتمتع بها إلا عدد قليل من الناس.
كما أن معرفتك أيضا لقيمك، يمكنك أن تفهم لماذا تتجه في إتجاه معين؟ لماذا تجد صعوبة في إتخاذ القرارات أحياناً؟ أو لماذا توجد صراعات في حياتك؟ ويرجع السبب لذلك بأن قيمك غير متواءمة مع بعضها بعضاً مما يسبب لك الجذب والشد.
مثال: هناك رجل كانت قيمه في الحياة تحقيق الحب والسعادة والأمان لنفسه ولأسرته فسعى للعمل وإمتلاك الثروات والجاه مما جعله منشغلاً بها ولم يعد لديه متسع من الوقت للقاء أسرته وتحقيق القيم التي كان يسعى إليها وأصبح يعيش في دوامة وتعاسة لم يعد يطيق الحياة حيث لم يجد الحب والسعادة والأمان والسبب أنه أهتم بقيم الوسيلة جلب المال والجاه وكيفية المحافظة عليها ناسياً قيم الغاية التي كان يسعى لها، لو تمسك بها لنعم بما جلبه من قيم وسيلة لأنه استطاع تحقيق التوازن بينهما.
وهذا المثال يقود لأهمية معرفتك لقيمك الخاصة والذي من شأنه أن يساعدك ويوضح لك ما الذي يدفعك لفعل ما تفعله؟ وكيف يمكنك أن تعيش بصورة أكثر تواؤماً وثباتاً؟ غير أن معرفة قيم الآخرين هي في نفس الأهمية. أليس مهماً أن تعرف قيم شخص ما تربطك به علاقة معينة، علاقة أخوة، صلة قرابة، عمل، صداقة…مثلا؟ إذ أن معرفة قيم إنسان ما ترشدك إلى إتجاه بوصلته وتمكنك بالتالي من تبصر السبيل الذي يسلكه لإتخاذ قراراته وكيفية التعامل والإنسجام معه.
كما أن معرفتك لهرم قيمك هو أمر حاسم تماماً نظراً لأن قيمك العليا هي تلك التي تجلب لك أقصى السعادة. وما تريده في الواقع بالطبع هو أن تضع هذه القيمة في موضع يمكنك من تحقيق متطلبات قيمك في كل يوم. فإن لم تفعل فإنك ستخضع لما يبدو وكأنه شعور قابل للتفسير بالفراغ والتعاسة.
وسلم قيم الحياة هي للإرتقاء في الحياة والجوانب العاطفية والإنسانية التي نبذل قصارى جهدنا للتوصل إليها ومن هذه القيم قائمة قيم الغاية الإيجابية: الحب، الصدق، النجاح، الحرية، الأمان، الإبداع، الشفافية المغامرة، التعاون….الخ، ونرى أن هذه القيم كل واحد منا يرى أنها مهمة بالنسبة له وإن كانت تختلف نسبة الأهمية لبعضها من شخص لآخر.
وهناك قيم معينة يجب علينا تجنبها لأنها تؤثر على مجمل عواطفنا وقراراتنا وهي قائمة القيم السلبية ومنها: الرفض، الغضب، الإحباط، الوحدة، الشعور بالذنب.
وبالنظر إلى القائمتين فإذا أختار شخص النجاح مثلا بإعتباره القيمة التي تقوده إلى الأمام، والرفض بإعتباره القيمة التي يريد الإبتعاد عنها، فهل نرى أي تحديات ممكنة قد يخلقها هذا الإختيار في حياته؟ وبالتأكيد ستواجه التحديات لأن شخص يحاول الحصول على متعة النجاح دون أن يخضع لتجربة ألم الرفض لن يحقق نجاحاً طويل الأمد. بل إن مثل هذا الشخص سيخرب على نفسه قبل أن يحقق نجاحاً حقيقياً وعلى مستوى كبير.
وهناك أناس يقطعون خطوات كبيرة إلى الأمام ثم ما يلبثون أن ينسحبوا في اللحظة الأخيرة بصورة يلفها الغموض. أو قد يقولون أو يفعلون ما يخرب النجاح الشخصي والعاطفي الذي يلاحقونه، والسبب في ذلك هو أن لديهم دائماً صراعا رئيسياً في القيم. إذ أن جزءاً من دماغهم يقول: تقدم إلى الأمام، والجزء الآخر يقول: إن فعلت فإنك ستخضع للكثير من الألم ولذلك فإنهم يقطعون خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الوراء.
ولطالما رأينا أناساً يحتلون مراكز مرموقة خضعوا لتجربة ألم الصراع بين القيم. غير أننا بدلاً من أن نصدر أحكاما عليهم علينا أن ندرك بأن لدى كل منا صراعا في القيم في داخل أنفسنا لماذا؟ لسبب بسيط أراه هو أننا لم نخطط نظامنا لأنفسنا، بل سمحنا لمحيطنا بأن يشكلنا، غير أن بإمكاننا أن نبدل ذلك الآن كيف؟ بإتخاذ خطوتين:
الخطوة الأولى: هي ان نعي قيمنا الحالية لكي نفهم لماذا نفعل ما نفعل؟ ما هي الجوانب العاطفية التي نتقدم في إتجاهها؟ وما هي الجوانب التي نبتعد عنها؟ وذلك من خلال مراجعة نموذجي القائمتين الإيجابية والسلبية.
الخطوة الثانية: يمكننا أن نتخذ حينئذ قرارات واعية حول القيم التي نريد أن نعيش على أساسها لكي تشكل نوعية الحياة والمصير اللذين نرغب فيهما ونستحقهما.
واسمحوا لنا أن نقدم هذه القائمة لبعض قيم الإرتقاء في الحياة ومنها:
الصحة، الحب / الدفء، الصدق، الإخلاص، الشفافية، الإمتنان، التعاون، السعادة، التميز، الإتقان، التعلم / النمو، الإنجاز، الإبداع، الإستثمار، تحمل المسؤولية، الإيثار، الكرم…
لنختر منها ما نراه يتناسب مع شخصيتنا وننطلق بها مؤمنين ومتيقنين برضا الله وتوفيقه وبإذنه تعالى سيكون التوفيق والنجاح حليفنا.
- مسؤول التخطيط والمتابعة، والمشرف العام لبرنامج العلاج بالموسيقى ، والمشرف للفريق البحثي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ، ورئيس رابطة التوعية البيئية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حتى الآن
- حاصلة على بكالوريوس من جامعة بيروت العربية ، وعلى العديد من الدبلومات المهنية والتخصصية العربية الدولية في مجالات التخطيط والجودة والتميز والتقييم والتدريب
- اختصاصي في التخطيط الاستراتيجي والاستشراف في المستقبل – LMG – جنيف ، سويسرا
- مدرب دولي معتمد من الأكاديمية البريطانية للموارد البشرية والمركز العالمي الكندي للتدريب وجامعة مانشستر وبوستن
- خبير الحوكمة والتطوير المؤسسي المتعمد من كلية الإدارة الدولية المتقدمة IMNC بهولندا
- مقيم ومحكم دولي معتمد من المؤسسة الأوربية للجودة EFQM، عضوة مقيمة ومحكم في العديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية خبيرة في إعداد تقارير الاستدامة وفق المبادرة العالمية للتقارير – GRI
- مدقق رئيسي في الجودة الإدارية أيزو 9100 IRCA السجل الدولي للمدققين المعتمدين من معهد الجودة المعتمد بلندن – CQI
- أعددت مجموعة من البحوث و الدراسات منها ما حاز على جوائز وقدم في مؤتمرات
- كاتبة و لديها العديد من المقالات المنشورة في الصحف و المجلات وبعض الإصدارات
- قدمت ونفذت العديد من البرامج والمشاريع والمبادرات الهادفة والتطوعية والمستدامة لحينه
- حاصلة على العديد من الجوائز على المستوى المحلي والعربي منها : جائزة الشارقة للعمل التطوعي ، جائزة خليفة التربوية ، الموظف المتميز ، جائزة أفضل مقال في معرض الشارقة الدولي للكتاب
- حاصلة على العديد من شهادات الشكر والتقدير على التميز في الأداء والكفاءة.
- شاركت في تقديم العديد من البرامج التدريبية في مختلف المجالات الإدارية والجودة والتميز
- عضوة في العديد من الهيئات و المنظمات التربوية والتدريبية والجودة والتميز والتطوعية داخل وخارج الدولة