كيف حالكم اليوم، لم تدخلي هذا الموضوع إلا لأنك أحسستِ بحاجتك إليه، هل تعلمين أن الكاتب قد جهّز الفكرة، ثم بحث في ذاكرته عن بعض الكلمات فاجتمعت لترسم حروف هذا الموضوع؟
في مجالس النساء تكثر الحكايا، وبعض النساء يشتكين من تصرفات أزواجهن أو أخلاقهم، وبعضهن يفضّلن المديح، وبعضهن يكتفين بالصمت، مستمعات لا متكلّمات.
ومن بين هذه الشكاوى امرأة أرسلت لي في البريد تقول: زوجي غامض لا يحكي لي شيئاً، وإذا سألته أين أنت لا يجيب، وإذا أجاب كان الجواب ممزوجا بالسخرية.
وأخرى تعاني من برود زوجها وصمته الدائم وأما الثالثة فزوجها صاحب مزاج عصبي، والمرأة تعاني والرجل في الغالب لا يهمه أو لا يهتم بمشاعرها..
كيف يمكنك أن تغيّري من أسلوبه وأن تتخلصي من هذه التصرفات..
في البداية لابد أن تفهمي أن تفكير زوجك يختلف عن تفكيرك فهو رجل وأنت أنثى ولا يمكن أن تجبريه على أسلوبك أي الرقة والأنوثة فالرجال غالبا لا يظهرون اهتمامهم بالعواطف وغالبا ما تكون لديهم الجدية في التعامل، على عكسك تماما أخيتي الأنثى، فإذا فهمت هذا الأمر سأنتقل معك إلى الخطوة التالية.. وهي كيف نفهم هذا الرجل الغامض؟
لا تظني أن الأمر صعب، بل هو سهل جدا، لكنه يحتاج إلى تركيز بسيط منكِ وسأضرب لك بعض الأمثلة:
- في أول أيام زواجك لم تكوني تألفين طبعه، ولم تفهمي ما يحبه ولا ما يكره.
- بعدها صرت تفهمين ماذا يريده منك، في الصباح هل يفضل الإفطار أم شرب القهوة فقط، هل يحب الاستحمام، هل يكره الزيارات، هل يحب أن يرى فيك الأنوثة، كل هذه الأمور اتضحت لك بعد فترة من زواجكم.
- اجلبي ورقة ودوّني عليها الايجابيات والسلبيات في زوجك، ثم ابدأي بعلاج سلبية واحدة من هذه السلبيات، حتى تنتهي منها جميعاً.
- الخطأ الذي تقع فيه كثير من النساء هو أنها تريد زوجها زوجا كاملا لا عيوب فيه وهذا لا يمكن حدوثه، واعلمي أخية أنك إذا كرهت خلقا في زوجك فهناك أخلاقا أخرى جميلة فيه لا تنسيها.
ماذا يريد الزوج من زوجته:
- الزوج يحب الهدوء: لا يحب أن يسمع صوت امرأته أعلى من صوته، سواء كانت تصرخ على أولادها.. وبعض النساء يصرخن حتى على أزواجهن.
- الزوج يحب طاعة زوجته: يقول لها لا تخرجي لا تفعلي كذا وكذا، فتعانده وتخالفه فتصنع ما يكرهه زوجها، وهذا ما يفسد الود بينهما، ويمزق الطمأنينة، ثم إذا كنت تفهمين أن مخالفتك لزوجك هي الطريقة الصحيحة للحفاظ عليه فأنت مخطئة لأن الرجل لا يحب أن يكون تابعا والأصل أن تكون القوامة له وكمال المرأة وأنوثتها في طاعتها لزوجها.
- الزوج يحب المرأة الذكية النشيطة: من طبيعة الرجال أن يترك ملابسه على السرير أو في أي مكان فإذا عاد من عمله وجد ملابسه مرتبة مكوية نظيفة، في مكانها المخصص، لن أتكلم عن سوء تصرفه في رميه للملابس فهذا سيكون في موضوع آخر لكن الأهم أن تكون المرأة نظيفة مرتبة تهتم بنظافة بيتها وترتيبه، وبعض النساء تترك كل شيء على ما هو عليه، فلا يرى الزوج أي ترتيب أو تنظيف وخاصة في هذا الزمان مع كثرة وسائل الترفيه والتواصل، صار الرجل يتزوج امرأة مشغولة بملذاتها لا تهتم لزوجها ولا لبيتها، فالمرأة الذكية هي من تهتم بهذه التفاصيل، من ترتيب وتنظيف بالإضافة إلى نظافتها الخاصة، فلا تستقبل زوجها برائحة مطبخها الملتصقة بملابسها..
- الزوج يحب أن يسمع المديح من زوجته: دائما قولي له أنا أفخر بك، أنا لن أجد أفضل منك، أنا أثق بك، وتظهرين له الأنوثة وتثبتين له الرجولة فإذا تكلم أنصت وإذا أمرك أطعت، وحين يرى الرجل أن له تقديرا عظيما من زوجته لن يرى غيرها، وستقرّ عينه بها، جرّبي هذا، وكوني له أنثى حقيقية، بصمتها وطاعتها وحفظها لأسراره.
- الزوج يحب أن يحفظ سرّه: بعض النساء ما إن تصل إلى بيت زوجها حتى تصبح كالسيل الجارف، تنثر كل أسرار زوجها لأهلها، وهذا من الخطأ، حافظي على أسراره.
- الزوج يحب العفة وصون النفس في زوجته: فهذه تكلم الرجال ولا يعلم زوجها والأخرى تتكلم مع هذا وذاك في الأسواق، وربما أعطت رقم هاتفها للرجال في الأسواق بحجة الشراء أو غيره.. كمن تضعه عند محل لأجل بيع شيء أو شراء أو تبليغ لمنتج حال وصوله، ويمكنها أن تعطيه رقم زوجها فليس من الضروري أن تعطيه رقم هاتفها، فلابد أن تنتبه المرأة لهذا الأمر إذا كانت حقا تريد أن تحافظ على سلامة الحياة الزوجية.
- الزوج يحب أناقة زوجته وتجمّلها: ليس بالضروري أن تشتري أفضل الملابس وأفضل الماركات، لتكون جميلة في نظره، يكفيها أن تكون نظيفة، مرتبة، تبتسم كلما نظر إليها، خجولة، مؤدبة بحديثها معه،… لا يعني أنك إذا تزوجت أن تفقدي حياءك مع زوجك، فالحياء مطلوب حتى بعد الزواج.
- وهناك الكثير من الاشياء التي يحبها الرجل، وبذكائك ودقة ملاحظتك تستطيعين أن تكتشفي هذه الأشياء، ثم بعد اكتشافها وتنفيذها ستكونين الأولى والأخيرة في حياة زوجك.
تحليلي الخاص لغموض الرجل:
إن غموض الرجل نابع عن سبب، وأهم هذه الأسباب هي (الثقة بالنفس).. إن الكثير ممن قرات شخصياتهم وتمعّنت فيها، لديهم ضعف شديد في الثقة بأنفسهم، وبعضهم يعتمد على زوجته اعتمادا شبه كلّي، وفي هذه الحالة اكتشفنا أن الرجل الذي لا يثق بنفسه هو رجل غامض في الغالب، كسول عن أداء مهام البيت، ولا يتحدث كثيرا إلى زوجته، فما على الزوجة أن تفعل؟
تستطيع المرأة أن تعيد الثقة إلى زوجها، من خلال تشجيعها واهتمامها، تكثر من المديح له، إذا رأت أنه لا يستطيع أن يفعل أمرا شجّعته، وأخبرته أنه يستطيع أن يفعل هذا والأمر سهل، لتساعده في اعادة ورسم الثقة في نفسه من جديد، إن الرجل إذا اكتسب الثقة بنفسه سيكون واضحاً وسيزول عنه هذا الغموض المزعج لزوجته.
والقاعدة الأخيرة لتفهمي زوجك:
[ادرسي المشكلة ثم ابدأي بتحليلها وعالجيها بهدوء، لا تستسلمي فهناك الكثير من الرجال تغيّروا بسبب نسائهم وأسلوبهن الذكي].