نصائح لأولياء الأمور للمساعدة في طمأنة الأطفال وحمايتهم
بحثتُ في شبكة الانترنت عن معلومات صادرة عن جهات علمية مرموقة تستند إلى البيانات فوجدت معلومات كثيرة مفيدة مثل تلك التي تنشرها منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. لكنني عندما بحثت في الشبكة عن المعلومات المتوفرة حول هذا الموضوع باللغة العربية تيقنت أنها شحيحة وقليلة الفائدة. ولأن كثيرين في دولنا العربية لا يتقنون اللغة الإنجليزية فقد ترجمت بتصرف أهم الإجراءات التي يقدّمها خبراء علم النفس والعلوم الصحية. وها انا أنشرها لعلها تكون نافعة لكم ولأبنائكم.
أصبح الحجر الصحي وحظر التجول والتباعد الاجتماعي الآن أموراً شائعة على مستوى العالم لمكافحة تفشي فيروس كورونا المتصاعد. هذه الإجراءات ضرورية للحد من انتشار الفيروس، ولكن لا يجب تجاهل الآثار المحتملة التي قد تترتب على الصحة النفسية والسلوكية للناس بما في ذلك الأطفال. لذلك علينا الانتباه لعلامات تأثر الصحة النفسية والسلوكية في أنفسنا وفيمن حولنا. قد تشمل هذه الأعراض خوف الإنسان وقلقه على صحته وصحة أحبابه، وتغيرات في أنماط النوم أو الأكل، والغضب والانفعال، وصعوبة في النوم أو التركيز، والقلق والاكتئاب، وغير ذلك.
والأطفال والمراهقون يتفاعلون جزئياً مع ما يرونه من البالغين من حولهم. فعندما يتعامل الآباء بهدوء وثقة، يمكنهم تقديم أفضل دعم لأطفالهم. والأطفال لا يستجيبون للضغوط بنفس الطريقة، فاستجاباتهم تتباين ولكن التغييرات الشائعة التي يمكن الانتباه إليها تتمثل في:
- البكاء أو التهيج المفرط لدى الأطفال الصغار
- العودة إلى السلوكيات التي تجاوزوها (على سبيل المثال، التبول اللاإرادي)
- القلق المفرط أو الحزن
- عادات الأكل والنوم غير الصحية
- صعوبة الانتباه والتركيز
- تجنب الأطفال للأنشطة التي كانوا يستمتعون بها في الماضي
- الصداع أو آلام الجسم غير المبررة
تقدم اليونيسيف النصائح التالية لأولياء الأمور لطمأنة أطفالهم وحمايتهم:
1 ـ اطرح أسئلة مفتوحة واستمع
ادعُ أطفالك للحديث عن المشكلة. اكتشف كم يعرفون. إذا كانوا صغارا ولم يسمعوا عن تفشي المرض، فقد لا تحتاج إلى إثارة المشكلة. فقط اغتنم الفرصة لتذكيرهم بممارسات النظافة الجيدة دون إثارة مخاوف جديدة. وتأكد من أنك في بيئة آمنة واسمح لطفلك بالتحدث بحرية. قد يساعد الرسم والقصص والأنشطة الأخرى على فتح باب المناقشة. والأهم من ذلك، لا تقلل من مخاوفهم أو تتجنبها. أكد لهم أنه من الطبيعي أن يشعروا بالخوف من هذه الأشياء. أثبت أنك تستمع من خلال انتباهك الكامل لهم، وتأكد من أنهم يفهمون أنه يمكنهم التحدث إليك عن الموضوع وقتما يحلو لهم.
2 ـ كن صادقًا: اشرح الحقيقة بطريقة صديقة للأطفال
للأطفال الحق في الحصول على معلومات صادقة حول ما يجري في العالم، ولكن البالغين أيضا يتحملون مسؤولية الحفاظ على سلامتهم من الكرب. استخدم لغة تتناسب مع عمر الطفل، وانتبه إلى ردود أفعالهم، وكن حساسا لمستوى قلقهم. وإذا لم تتمكن من الإجابة على أسئلتهم، فلا تخمّن. ذكّرهم بأن بعض المعلومات على الإنترنت ليست دقيقة، وأنه من الأفضل الوثوق بالخبراء.
3 ـ وضح لهم كيف يحمون أنفسهم
واحدة من أفضل الطرق للحفاظ على سلامة الأطفال من الفيروسات التاجية وغيرها من الأمراض هي ببساطة تشجيع غسل اليدين بانتظام. لا ضرورة للحديث عن هذا الأمر بطريقة مخيفة. اجعل التعلم ممتعا للأطفال.
4 ـ اعمل على طمأنتهم
قد لا يميز الأطفال بين الصور المعروضة على الشاشة وواقعهم الشخصي، وقد يعتقدون أنهم في خطر وشيك. يمكنك مساعدة أطفالك على التعامل مع الإجهاد من خلال إتاحة الفرص لهم للعب والاسترخاء، عندما يكون ذلك ممكنا. حافظ على روتينك وجداولك المنتظمة قدر الإمكان، خاصة قبل أن يناموا. وإذا كنت تعاني من تفشي المرض في منطقتك، فذكّر أطفالك بأنه من غير المحتمل أن يصابوا بالمرض، وأن معظم الأشخاص الذين يعانون منه لا يمرضون بشدة، وأن الكثير من البالغين يعملون بجد للحفاظ على سلامة عائلتك.
5 ـ اعتنِ بنفسك
ستتمكن من مساعدة أطفالك بشكل أفضل إذا كنت تتأقلم أيضا. إذا كنت تشعر بالقلق أو الانزعاج، خذ وقتا لنفسك وتواصل مع العائلة والأصدقاء والأشخاص الموثوق بهم في مجتمعك. خصص بعض الوقت للقيام بأشياء تساعدك على الاسترخاء والتعافي.
6 ـ اختم المحادثات معهم بعناية
من المهم ألا نترك الأطفال في حالة من الضيق. في نهاية محادثتك معهم، انتبه لمستوى قلقهم من خلال مشاهدة لغة جسدهم، مع الأخذ في الاعتبار ما إذا كانوا يستخدمون نبرة صوتهم المعتادة ومشاهدة تنفسهم. ذكّر أطفالك أنه يمكنهم إجراء محادثات صعبة أخرى معك في أي وقت. ذكّرهم بأنك تهتم، وأنك تستمع وأنك متاح عندما يشعرون بالقلق.
أدعو لكم جميعاً ولأحبابكم بالعافية والطمأنينة النفسية.
أستاذ التربية الخاصة في قسم الإرشاد والتربية الخاصة، كلية العلوم التربوية/الجامعة الأردنية. حصل على البكالوريوس من الجامعة الأردنية (1976) ، والماجستير من جامعة ولاية متشيغان (1982)، والدكتوراه من جامعة ولاية اهايو (1982). عمل نائباً لعميد كلية الدراسات العليا، ورئيساً لقسم الارشاد والتربية الخاصة، ومستشاراً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مدينة الشارقة للخدمات الانسانية.
له أكثر من عشرين كتابا في التربية الخاصة وتعديل السلوك منها: المدخل إلى التربية الخاصة، وتعديل السلوك الإنساني، ومناهج وأساليب التدريس في التربية الخاصة، ومقدمة في الإعاقة العقلية، ومقدمة في تأهيل الأشخاص المعوقين، ومقدمة في الإعاقات الجسمية والصحية، واستراتيجيات تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة في المدارس العادية، ومقدمة في التدخل المبكر. ونشر أكثر من خمسين بحثاً في مجلات عربية وأجنبية محكمة.
شارك في أكثر من 100 دورة تدريبية، ومؤتمر علمي، وندوة. وأشرف على أكثر من ستين رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه في التربية الخاصة، وقام بتدريس أكثر من 40 مادة في التربية الخاصة على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وقدّم عدداً كبيراً من الاستشارات في التربية الخاصة على المستوى المحلي والعربي.
وشارك في عضوية العديد من اللجان والمجالس العلمية والمنظمات المحلية والدولية مثل: المجلس الأمريكي للأطفال ذوي الحاجات الخاصة، والأكاديمية الأمركية لاختصاصيي التربية الخاصة، ومجلس البحث العلمي في الجامعة الأردنية، والمجلس الوطني للأشخاص المعوقين، وهيئة تحرير مجلة دراسات، ومجلسي أمناء جامعة عمان الأهلية وجامعة الحسين بن طلال، ولجنة ترجمة الفكر العالمي في الجامعة الأردنية.
حصل على الجوائز العلمية التالية: جائزة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان للعلوم الانسانية (1993)، وجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم (1994)، وجائزة جمعية الأطفال المعاقين للبحث العلمي في التربية الخاصة، السعودية، (1998)، وجائزة وزارة التعليم العالي للباحث المتميز في العلوم الإنسانية (2005)، وجائزة خليفة التربوية في مجال التعليم العالي على مستوى الوطن العربي (2010)، وجائزة جامعة فيلادلفيا لأفضل كتاب مؤلف (2010).