الأشخاص من ذوي الإعاقة متألقون في (الإبداع الفني)
كان إبداع الإنسان ولا زال من أهم الملكات التي أضفت على وجوده رونقاً خاصاً وفتحت أمامه السبل إلى عوالم جديدة ما خطرت على بال من قبل فاستطاع من خلال ما أنعم الله به عليه أن ينتقل من تطور إلى آخر ومن مرحلة إلى أخرى اعتماداً على الإبداع في مختلف الميادين التي خاضها بدءاً من شعلة النار التي أضاءها وأضاءت حياته مسبغة عليها النور والدفء، إلى الكلمة التي خطها وحفظت ملاحمه ومغامراته، إلى المحراث الذي قلب به باطن الأرض وأنبت الزرع وساعده على الإستقرار، إلى الصناعة والآلات البخارية التي اختصر بها الزمن والمسافات، إلى غزو الفضاء والأقمار الاصطناعية، إلى الثورة المعلوماتية في مختلف وسائل الاتصال، والإبداع مستمر.
مما لا شك فيه أن الفن يعتبر من أهم تجليات إبداع البشر، فبالفن استطاع الإنسان أن يقدم نفسه ومشاعره في أبهى حلة، وبالفن استطاع أن يصل إلى قلب أخيه الإنسان ويتواصل معه متخطياً حاجز اللغة والمسافة، فكم من فنون عظيمة أبدعتها شعوب في أقاصي الأرض وصلت إلى شعوب أخرى بعيدة عنها سواء أكان هذا الإبداع بالرسم أو الموسيقى أو النحت أو المسرح أو الغناء أو الشعر، لا بل إن بعض الباحثين والمؤرخين يصنفون الفن في طليعة إبداعات الإنسان.
والأشخاص من ذوي الإعاقة على مر التاريخ ما تركوا فرصة إلا وأثبتوا من خلالها أنهم قادرون على التميز والإبداع وإطلاق العنان لمواهبهم وقدراتهم في مختلف المجالات والميادين، والفن واحد من هذه الميادين التي خاضوها وأثبتوا أنفسهم من خلالها مقدمين صوراً مشرفة عن أنفسهم وعن بلادهم، وجميعنا يعلم أن الموسيقار الكبير يتهوفن أبدع أعظم سمفونياته وهي السمفونية التاسعة بعد أن خسر قسماً كبيراً من حاسة السمع لديه وبات شبه أصم، لكن ذلك لم يقف عائقاً أمام تقديمه للبشرية واحدة من أجمل القطع الموسيقية على مر الزمان، والأمثلة في هذا المجال كثيرة لا مجال لحصرها ولا عدها.
ولأن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تدرك أهمية الإبداع الفني لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة فإنها لم تدخر جهداً في سبيل تنمية هذا الإبداع لديهم ودعمه وتطويره بمختلف الأساليب والطرق ويحضرنا هنا قول مدير عام المدينة سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي (فلنثري حياتنا بمواهبنا وإبداعاتنا، ولنثبت أن الإعاقة لن تحد من قدرتنا على الاحساس بالجمال والمشاركة في صنعه) فكان ذلك بمثابة النهج لجميع العاملين في المدينة كي يسيروا عليه ويعملوا وفق أسسه ومعطياته النبيلة.
محمد بكر: مؤمنون بإبداع الأشخاص من ذوي الإعاقة وتميزهم
الأستاذ محمد بكر مشرف جماعة الإبداع الفني في المدينة قال: عام 1995 تأسست جماعة الإمارات للفن الخاص تحت رعاية مدينة الشارقة للخدمات الانسانية لتحمل على عاتقها مسؤولية اكتشاف وتنمية وتدريب المبدعين والموهوبين من الاشخاص ذوي الاعاقة في مجال الفن التشكيلي لتفتح الطريق أمامهم كي يكونوا على خارطة الثقافة الفنية لإماره الشارقة ومحيطها الإقليمي والدولي، حيث تنوعت إنجازات جماعة الفن الخاص لتشمل العديد من الورش ودورات التدريب في كافة مجالات الفنون التشكيلية والمعارض الفنية الجماعية والفردية لذوي الاعاقة وغير المعاقين إلى أن توجت جهود جماعة الإمارات للفن الخاص في عام 2000 بحصولها على عضوية المنظمة الدولية للفن الخاص بالولايات المتحدة الامريكية.
جماعة الابداع الفني النشأة والتأسيس
يضيف محمد بكر: استمراراً لمسيرة العطاء، وإيمانا منها بأهمية رعاية وتنمية الموهوبين والمبدعين أطلقت مدينة الشارقة للخدمات الانسانية في ديسمبر 2010 جماعة الإبداع الفني لتساهم في دعم عمل جماعة الإمارات للفن الخاص ولتتوسع دائرة الاهتمام بتنمية القدرات الإبداعية للأشخاص ذوي الإعاقة في مجالات فنية أكثر تنوعا لتشمل مجالات الفنون المسرحية والموسيقى إلى جانب الفنون التشكيلية.
وتعتبر فكرة إنشاء جماعة إبداع فني متخصصة للأشخاص من ذوي الإعاقة خطوة جادة نحو تقديم أعمال فنية متخصصة لذوي الإعاقة بشكل فني ومنهجي مدروس يتيح لهم فرصاً حقيقية للاندماج في الحراك الثقافي والوصول إلى فرص عمل حقيقية بالنسبة للمبدعين من ذوي الاعاقة في المجال الفني حيث يعتمد العمل في هذا المشروع على مسارين رئيسيين:
الأول: اختيار المدربين العاملين في جماعة الإبداع الفني وفقاً لمجموعة من الأسس والمعايير الفنية والشخصية، ثم وضع الخطط والأهداف وآلية التدريب التي سيتم العمل بها مع الطلاب وفقاً لقدراتهم بهدف رسم آلية واضحة وموحدة للتدريب تراعي الفروق الفردية للطلاب وتضمن مشاركتهم بفاعلية وتوظيف مهاراتهم بأفضل صورة ممكنة.
أما المسار الثاني: فينقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية: الأولى تقوم على البحث داخل أقسام ومراكز ومدارس وفروع المدينة والإلتقاء بالمدربين ومعلمي الأنشطة المتخصصين والقادرين على ترشيح الطلاب المؤهلين للإنضمام إلى الجماعة من خلال خبرة المشرفين في التعامل مع طلابهم وإدراكهم للقدرات والإمكانيات الفعلية لديهم والتي تساعد في الوصول إلى الموهوبين أو من لديهم الميول الفنية الإبداعية كالغناء والعزف والرسم والأشغال الفنية اليدوية والتمثيل المسرحي والبانتومايم والتأليف والإخراج المسرحي وكتابة الرواية والقصة القصيرة وفن تصنيع وتحريك العرائس والتعبير الحركي الاستعراضي.
المرحلة الثانية تعتمد بشكل رئيسي على التدريب والتأهيل من خلال ورش فنية متخصصة لصقل تلك المواهب بشكل فني وعلمي مدروس وفقاً لبرامج تدريب منهجية وإنتاج فقرات وعروض فنية متنوعة يتم تصميمها خصيصاً لتلائم قدرات وإمكانات الأشخاص من ذوي الإعاقة.
أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الحصاد ويتم فيها تكوين فرق فنية متخصصة من ذوي الإعاقة تقوم بتقديم مجموعة من الحفلات الفنية المتنوعة التي يقدم خلالها المبدعون من ذوي الإعاقة أعمالاً فنية متكاملة يتم انتقاؤها والتدريب عليها لتظهر الصورة الحقيقية لمواهبهم وتقدم للمجتمع الوجه الحقيقي لتلك الفئة التي لم تقف الإعاقة حاجزاً أمام إبداعها وتميزها.
أهداف جماعة الإبداع الفني
يؤكد الأستاذ محمد بكر أن من أهم أهداف جماعة الإبداع الفني اكتشاف الموهوبين من ذوي الإعاقة وصقل مواهبهم، ومساندتهم و تعزيز الثقة بأنفسهم من خلال الاندماج في المجتمع والتعريف بقدراتهم وطاقاتهم ومواهبهم، وتكوين فرق فنيه متخصصة من الأشخاص ذوى الإعاقة، بالإضافة إلى خلق فرص عمل من خلال الفرق الفنية التي يتم إنشاؤها خصيصاً ليقدموا من خلالها إبداعاتهم في شتى الفنون، وتقديم الدعم والمساندة لجهات الإنتاج الفني والفنانين المحترفين الراغبين في تقديم أعمال فنية احترافية بمشاركة أشخاص موهوبين من ذوي الإعاقة.
آلية العمل في جماعة الإبداع الفني
وعن آلية العمل في جماعة الإبداع الفني تحدث مشرف الجماعة عن فلسفة وآلية التدريب والتخصصات الفنية في جماعة الإبداع والفئات المستفيدة مشيراً إلى أن فلسفة التدريب تنطلق ضمن جماعة الإبداع الفني من رؤية شاملة لقدرات الطالب وإمكاناته وكيفية توظيفها بصورة فنية ملائمة عن طريق إبراز تلك القدرات بالإستخدام الأمثل للعناصر الفنية المساعدة كعناصر الصورة البصرية المتنوعة والموسيقى مع ضرورة مراعاة استمتاع الطالب بالعمل الفني والتواصل الايجابي معه خلال التدريب والاستماع إلى أفكاره ومقترحاته.
وحول آلية التدريب أوضح بكر أنها تتم على شكل فقرات وعروض فنية ومعارض تشكيلية لأهمية وجود ناتج يشعر به المتدرب والإبتعاد عن التدريبات والتمارين المجردة، والتأكيد على الإعداد والتحضير الجيد قبل بدء التدريب (وضوح الفكرة والرؤية الفنية للمدرب ـ توفير الإكسسوارات في حال تضمينها في الفقرة الفنية وتوفير مكان ملائم للتدريب وتهيئته بصورة مناسبة بالإضافة إلى وضع خطة تدريب تشمل (مواعيد تدريب مناسبة ـ حصص تدريبية معتدلة لعدم إرهاق الطالب ـ مراحل تدريبية متدرجة المستوى ـ التدريب من خلال مجموعات حيث يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات وفقاً لقدراتهم ـ تخصيص مساحات زمنية للعب والحركة الحرة للطلاب خلال التدريب)، كما يتم العمل على تنسيق جدول زمني لتقديم حفلات فنية مصغرة بشكل دوري، بعضها داخلي في الفروع والاقسام وبعضها خارجي بالتنسيق مع المراكز الثقافية والمدارس والجامعات بهدف إكساب الطلاب الثقة بأنفسهم لتقديم أعمالهم أمام الجمهور وكسر حالة الملل التي يمكن أن تنتج عن التدريب المستمر بدون نتيجة واضحة للطالب.
التخصصات الفنية في جماعة الابداع والفئات المستفيدة
تتضمن التخصصات الفنية في جماعة الإبداع الفنون التشكيلية ويستفيد من هذا التخصص الطلاب من مختلف فئات الإعاقة وفقا لقدراتهم ودون اشتراط للفئة العمرية، العزف والغناء (فردي ـ جماعي) ويستفيد من هذا التخصص الطلاب من مختلف فئات الإعاقة وفقا لقدراتهم و دون اشتراط للفئة العمرية، التمثيل الإيمائي (البانتومايم) ويستفيد من هذا التخصص الطلاب الصم للفئة العمرية ابتداء من 7 سنوات وبدون حد أقصى للعمر، التمثيل المسرحي ويستفيد من هذا التخصص الطلاب من ذوي صعوبات التعلم والإعاقة الذهنية البسيطة ومتلازمة داون والإعاقة البصرية للفئة العمرية ابتداء من 7 سنوات وبدون حد أقصى للعمر، التأليف المسرحي وكتابة الرواية والقصة القصيرة ويستفيد من هذا التخصص الطلاب الصم و الإعاقة البصرية للفئة العمرية ابتداء من 14 عاماً وبدون حد أقصى للعمر، وآخرها الإخراج المسرحي وتستفيد من هذا التخصص حالات الصم للفئة العمرية ابتداء من 16عاماً وبدون حد أقصى للعمر.
إنجازات جماعة الإبداع الفني خلال مسيرتها في العمل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة
ذكر مشرف جماعة الإبداع الفني عدداً من الأعمال الفنية التي قدمتها الجماعة منذ تأسيسها عام 2010 ومنها:
اوبريت تناغم 2010 وهو من بطولة طلبة المدينة من الأشخاص ذوي الإعاقة، تأليف الشاعرة القديرة صالحة غابش واخراج الفنان القدير محمود أبو العباس حيث تم تقديمها في الحفل الختامي لأنشطة المدينة للعام الدراسي 2010.العرض المسرحي (سعيد ومسعود) بالتعاون مع المكتب الثقافي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في مارس 2011 خلال انعقاد المهرجان الرابع للكتاب المستعمل والعرض من بطولة الطلبة من ذوي الإعاقة، ومن تأليف الشاعرة القديرة صالحة غابش وإخراج خالدة مجيد.المشاركة فى المهرجان المسرحي المدرسي الأول لإمارة الشارقة بالعرض المسرحي كتابي ذاكرتي وذلك في مايو2011، وانتاج فيلم دائرة الضوء الذي عرض خلال مؤتمر تمكين المرأة المعاقة في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة وهو من تأليف سندريلا حسن وإخراج محمد بكر.المشاركة بمهرجان المسرح الخليجي الثاني للأشخاص من ذوى الاعاقة بعرض مسرحية صور تذكارية على مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية في نوفمبر2011، بطولة الطلبة من ذوي الإعاقة وإخراج محمد بكر، والمشاركة أيضاً من خلال (أوبريت رحلة وطن) في احتفالية عيد الاتحاد (ديسمبر2011) على مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية وهو أيضاُ من بطولة الطلبة من ذوي الإعاقة، تأليف سندريلا حسن، واخراج محمد بكر.المشاركة في الحفل الختامي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (ابداعات) 2011، وتقديم اوبريت (عزنا سلطان) في افتتاح مخيم الامل 22 ديسمبر 2011 وقد كان الأوبريت من أشعار سعود الكعبي وغناء الفنانة دينا سعد وإخراج محمد بكر.عرض مسرحية البداية في شهر فبراير 2012 في الجامعة الأمريكية بالشارقة، المشاركة في الحفل الختامي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية 2012 بأوبريت (حبات اللؤلؤ)، والمشاركة في العرض المسرحي (عودة الكلمة) بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته 31 على المسرح الداخلي في إكسبو الشارقة، والمشاركة في الحفل الختامي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لعام 2013 من خلال اوبريت (ألف ليلة وليلة).
طلاب مبدعون
لطلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الكلمة الفصل في عمل جماعة الإبداع الفني فمواهبهم وعطاءاتهم الفنية هي التي ترسم للجماعة هذه الصورة الناصعة والمشرفة ومن خلال جهدهم المتواصل لتقديم أفضل ما عندهم سواء في المسرحيات أو الفعاليات التي تنظمها جماعة الإبداع الفني أو تشارك بها أو في (البروفات) الاستعدادية لهذه الأعمال، وهنا يبرز التفاهم والانسجام بين الطلبة والمخرج والمشرفين المرافقين كل حسب القسم الذي يتعلم فيه.
محمد عبد الولي من طلاب قسم التأهيل المهني ومشارك متميز في أنشطة جماعة الإبداع الفني حيث يتمتع بقدرات متميزة في الأداء الفردي وقد شارك في العديد من المسرحيات والفعاليات التي نظمتها الجماعة منذ تأسيسها ومنها (أوبريت حبات اللؤلؤ) (أوبريت تناغم) (أوبريت ألف ليلة ولية) وغيرها من المسرحيات والفعاليات.
محمد عبر عن سعادته الكبيرة في المشاركة في إبداعات الجماعة وكونه عنصراً فعالاً فيها يقدم موهبته من خلال أعمالها متميزأ في الإيقاع الحركي مع الموسيقى وإتقان الرقصات الشعبية والتراثية مؤكداً أن التدريب المتواصل مع زملائه تحت إشراف المخرج محمد بكر وباقي المدربين يلعب دوراً كبيراً في المحافظة على هذا المستوى الطيب من التميز والإبداع.
زميله في القسم خالد طالب سليمان أشار إلى أهمية الإرشادات التي يقدمها المخرج والمدربون للطلبة كي يخرج العرض المسرحي على هذه الدرجة من الجودة والإتقان فيلاقي التفاعل الإيجابي من قبل الجمهور بالإضافة إلى أن الطلبة يبذلون أقصى ما باستطاعتهم لإنجاح هذه العروض الفنية وتقديم الصورة الحقيقية عما يمكن للأشخاص من ذوي الإعاقة إبداعه في مختلف المجالات.
كما أوضح خالد أنه يجيد العزف على بعض الآلات الإيقاعية كالدف والطبل الأمر الذي يساعده في إداء مجموعة متنوعة من الأدوار التمثيلية في مختلف المسرحيات والأوبريتات التي يشارك فيها متوجهاً بالشكر إلى مشرف جماعة الإبداع الفني وجميع المدربين الذين يحرصون دائماً على إظهار مواهب الطلبة الإبداعية وتعريف الجمهور عليها.
طلاب مدرسة الوفاء لتنمية القدرات ناجي أحمد، رولا رائد أبو أرشيد، محمد منير أحمد صالح اعتبروا أن المشاركة مع جماعة الإبداع الفني أمر متميز يحقق لهم أحلامهم في إظهار ما يمتلكونه من موهبة إبداعية ويساعدهم على التواصل أكثر مع الجميع ويعزز من عملية الدمج القائم على المحبة والاحترام بعيداً عن النظرة السلبية التي قد يأخذها بعض أبناء المجتمع تجاه الأشخاص من ذوي الإعاقة.
شاركهم الرأي زملاؤهم طلبة مدرسة الأمل للصم (بيان محمد، علياء علي، شوق خالد الشامسي، سارة كمال، ميثاء محمد، رضا إسماعيل، نعمة إسماعيل، خلود يعقوب) الذين أضافوا بدورهم أن المشاركة في عروض جماعة الإبداع الفني وخاصة في التمثيل الإيمائي يحقق لهم فرصة ذهبية ليثبتوا إمكانياتهم وقدراتهم الحقيقية
صالحة غابش
الاستاذة صالحة غابش مدير عام المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة ومؤلفة أوبريت (تناغم) وأغاني أوبريت (حبات اللؤلؤ) أكدت أن كتابة الأعمال الأدبية الخاصة بالأشخاص من ذوي الإعاقة لا تخلو من التحدي وهي ليست باباً بإمكان أي كاتب طرقه والولوج منه بسهولة فالأمر يحتاج إلى دراية ومعرفة عميقتين بهذه الرشيحة وأن يكون الكاتب مطلعاً بشكل جيد على واقعها وقدراتها وتطلعاتها المستقبلية.
وأشارت إلى تجربة سابقة خاضتها منذ سنوات في كتابة أغنية للأشخاص الصم، لكن كتابة الأوبريت جاءت بعد فترة من التجربة والخبرة والتعرف أكثر على الأشخاص من ذوي الإعاقة بفضل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والمشاركة في بعض الورش التي تسلط الضوء عليهم بشكل عام، لذا عندما جاءت اللحظة المناسبة قامت بتأليف هذا الأوبريت الذي وضعت له عنوان (تناغم) سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة ونلاحظ من خلاله الدعوة إلى حالة التناغم بين أبناء المجتمع من معاقين وغير معاقين.
كما عبرت مدير عام المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الاعلى عن أمنيتها في تكرار التجربة والكتابة للأشخاص من ذوي الإعاقة لأن ذلك من دواعي الفخر والسعادة بالنسبة لها فالكتابة لهذه الفئة تزيد من خبرة الكاتب وتفتح أمامه مجالات للكتابة واسعة وغنية.
ودعت الاستاذة صالحة غابش الجهات والمؤسسات المجتمعية المعنية كي تساهم في مشاركة الأشخاص من ذوي الإعاقة في مختلف الأنشطة الفنية والإبداعية لأنهم أثبتوا مقدرتهم على التميز والتألق في شتى المجالات، حتى في التمثيل فقد كان أداؤهم لأوبريت (تناغم) ولغيره من الأعمال الفنية التي تنظمها جماعة الإبداع الفني في المدينة أداء رائعاً جديراً بالإعجاب والتقدير والاحترام.
محمود أبو العباس
محمود أبو العباس مخرج مسرحي والمشرف العام على المسرح في مراكز أطفال الشارقة وهو مخرج أوبريت (تناغم) الذي قدمته جماعة الإبداع الفني في الحفل الختامي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية للعام الدراسي 2010 حيث اشترك في أداء هذا الأوبريت طلبة من مختلف أقسام وفروع المدينة من مختلف الإعاقات وهي التجربة التي لخصت بالنسبة للمخرج ـ على حد تعبيره ـ كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة وأكسبته خبرة ومعرفة عميقين بما تمتلكه من طاقات ومواهب.
واعتبر أن جماعة الإبداع الفني تحقق من خلال ما تقدمه من عروض صلة وصل اجتماعية رائعة جدأً بين الأشخاص من ذوي الإعاقة وباقي أبناء المجتمع وتتيح الفرصة للجميع كي يشاهدوا القدرات الفنية المميزة لديهم وما بإمكانهم أن يبدعوه على خشبة المسرح، خاصة أن هذه التجربة معهم جعلته يدرك مدى تفاعلهم الإيجابي مع التوجيهات والإرشادات التي يتلقونها كي يظهر العرض بأبهى حلة.
وأكد أبو العباس أن تجربته الإخراجية من خلال أوبريت تناغم دفعته للعمل على إصدار كتاب (المسرح والإعاقة) وهو دراسة توثيقية تحليلية لعلاقة المسرح والأشخاص من ذوي الإعاقة يضم بين دفتيه البحوث والدراسات التي تم تقديمها في ملتقى المنال (المسرح والإعاقة رسالة ومسؤولية) والذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عام 2010، كما سيضم الكتاب دراسة تحليلية للعروض التي شاهدها المخرج.
أضاف قائلاً: الآن أعمل أيضاً على بحث مطول عن مسرح الناشئة في الإمارات حيث سينشر هذا البحث ضمن كتاب من إنتاج الهيئة العربية للمسرح سيتضمن الكتاب فصلاً كاملاً عن نشاطات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مجال المسرح حيث سيحمل الكتاب عنوان (المسرح قبل الاحتراف في الإمارات)، كما يعمل أبو العباس أيضاً على كتاب بعنوان (المسرح والأسرة) سيرصد من خلاله النشاط المسرحي في المجلس الاعلى لشؤون الأسرة بالشارقة وسيتضمن بحثاً مطولاً عن جماعة الإبداع الفني في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
وقد أعرب المخرج المسرحي محمود أبو العباس عن رغبته في التعاون من جديد مع الأشخاص من ذوي الإعاقة في عمل مسرحي مبدع لا يقل شأناً عن أوبريت تناغم.
خاتمة
ستظل فكرة دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة في الحراك الثقافي أمنية يشوبها الكثير من الصعوبات سواء للقائمين أو العاملين بالمجال الفني أو للموهوبين والمبدعين من الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم، وهذه الصعوبات تتجلى مظاهرها في ندرة الأعمال الفنية التي تقدم عن ذوي الإعاقة أو بمشاركتهم وندرة المادة العلمية من أبحاث ودراسات ومناهج تتعلق بصقل وتدريب الموهوبين منهم في مكتبتنا العربية، وجميع العاملين في جماعة الإبداع الفني يأملون إن يكون هذا المشروع بمثابة بقعة ضوء تساهم في دعم المحاولات المستمرة من قبل المهتمين والعاملين في مجال رعاية وتأهيل الأشخاص من ذوي الإعاقة علها تساعد على إيجاد آلية تدريب منهجية تساهم في اكتشاف ودعم وصقل مواهب المبدعين منهم.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)