تحت عنوان (عيشِ حياتك متوازنة)، اختتمت الخميس 16 نوفمبر 2017 في الشارقة جلسات مبادرة (960 دقيقة) التي نظمتها إدارة مراكز التنمية الأسرية التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في كل من الشارقة والمنطقة الوسطى والشرقية على مدار خمسة أيام متتالية في نادي سيدات الشارقة، وتضمنت الجلسات مجموعة من الدورات والورش التدريبية قدمها عدد من أمهر المستشارين والمدربين النفسيين.
وتعتبر (960 دقيقة) من أهم المبادرات المجتمعية التي أطلقتها إدارة مراكز التنمية الأسرية، من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف الإنسانية والاجتماعية التي تتمثل في اكتشاف وإطلاق الطاقات وتطويرها عبر خلق نهج إبداعي في التحفيز وتطوير القدرات ومهارات العمل الجماعي والتواصل مع الآخرين وعرض التجارب القيادية لتمكين المشاركات من الاندماج المجتمعي، ما سيسهم بدوره في بناء الشخصية الاجتماعية، ومساعدة أفراد المجتمع على تحقيق الاستقرار النفسي والأسري والكيان المستقر.
جلسات المبادرة التي بدأت في خورفكان من 5 إلى 9 من نوفمبر 2017، قدمتها الدكتورة والاستشارية هدى العريان ستكمل مشوارها ايضاً في الأسبوع القادم بالمنطقة الوسطى بمدينة الذيد.
وفي ختام الدورة بمدينة الشارقة أعربت الاستشارية النفسية منى الحمدان من دولة الكويت عن سعادتها لتقديمها مبادرة (960 دقيقة)، موضحة أنها تهدف إلى التعرف على كيفية الإدارة الفاعلة للذات، وبناء الشخصية الإنسانية والتخلص من الأفكار السلبية، وبناء مخزون من الثقة للوصول إلى نقاط القوة والضعف في الشخصية ومحاولة التخلص من الضغوط النفسية.
وقالت الحمدان: إن (960 دقيقة) تقوم على أساس أن التغيير في شخصية الانسان لا يتضمن السلوك فحسب، بل يمتد ليشمل تواصله الاجتماعي ومشاعره التي حتماً بحاجة إلى توجيه مستمر، وهذا ما حاولت ان أقدمه في الدورة التدريبية التي قمت بتنفيذها وإعطائها للمشاركات، وهي عبارة عن قياس لجوانب الشخصية بأكملها بدءاً من التفاعل الاجتماعي من خلال تنمية وفهم وإدراك 13 مهارة لابد أن يقوموا باستيعابها والتدريب عليها.
وأكدت المدربة النفسية أن تلك المهارات موزعة على جميع جوانب الشخصية، ويأتي على رأسها التخلص من الجوانب السلبية والتحكم في الانفعالات وتعزيز السلوكيات الإيجابية وتقوية الإرادة.
وثمنت الحمدان مشاركة وتفاعل المشاركات قائلة: إن التفاعل بيني وبينهن أثبت بالفعل إرادتهن ورغبتهن في تنمية مهاراتهن ورغبتهن في تغيير أنماط شخصياتهن.
وأضافت أن التغيير في الشخصية يعد من أصعب الأمور التي يمكن التعامل معها، على الرغم من أنها سنّة الحياة، فالتغيير يتم من خلال 3 أنواع الأول النمو وهي المراحل الطبيعية التي يمر بها الإنسان، أما الثاني فيكون من النوع الصادم، خاصة عندما يتعرض الإنسان في حياته لظروف سلبية، سببت له صدمة فاستوجب تغييرها، بينما يأتي أصعب أنواع التغيير في الشخصية والسلوك ألا وهو التغيير بالتعلم، وهذا يتطلب إرادة حديدية من المتلقي الذي لابد أن تكون لديه الرغبة العارمة في تغيير ذاته واكتشافها وتطويرها، وهذا هو الهدف الاستراتيجي الذي تقوم عليه مبادرة (960 دقيقة)، وتلك هي الأساسيات التي قمت بتقديمها في الورشة التدريبية التي شرفت بإعطائها في مراكز التنمية الأسرية بالشارقة.
وتحدثت هدى بوكفيل مدير إدارة برامج الأسرة بمراكز التنمية الأسرية عن مدى أهمية مبادرة (960 دقيقة) قائلة: إنها تهدف في الأساس إلى تنمية الإنسان، وتدريبه على مواجهة المصاعب، وتزامن انطلاقها مع عام الخير في الإمارات والحقيقة إنها مبادرة تعطي الأمل، وأعتبرها رحلة التغيير من خلالها نركب زورق الأمل ونبحر لنصل بسعادة لمراحل الإنجاز.
وأضافت بوكفيل أن (960 دقيقة) اختلفت من عام إلى آخر، ففي السنة الماضية حققت صدى كبيراً وإنجازاً استطعنا أن نشعر به هذا العام عندما بدأت الناس تطلب المزيد من البرامج والفعاليات والورش التدريبية، لذا أستطيع القول إننا نجني الآن ما زرعناه من أجل أن نقدم صرحاً شامخاً يليق بأبناء هذا الوطن.
وقالت نجلاء الزدجالي، رئيس قسم البرامج والأنشطة في مراكز التنمية الأسرية: إننا نعمل على تلك المبادرة منذ وقت طويل، وقدمنا الكثير والعديد من الورش والتدريبات الخاصة بها، وبرنامجها يخدم الفئة العمرية ما بين 25 وحتى 40 سنة وتم إنجازه على 3 مراحل، الأولى كانت مرحلة التأهيل والتي تمت خلال يومين بمعدل 360 دقيقة من التدريب وقد قامت المشاركات معنا بالتعرف على بناء الشخصية والتعرف على الذات، بينما أُنجزت المرحلة الثانية خلال 3 أيام بمعدل 420 دقيقة من التحدي. والحقيقة أنها كانت مرحلة في غاية الأهمية إذ كان الهدف الأساسي منها تطوير القدرات والمهارات وأدوات التخطيط من خلال الورش المقامة وعرض تجربة قيادية يمكن الاقتداء بها، لتكتمل أركان المبادرة بالمرحلة الثالثة والتي استغرقت 180 دقيقة من الإنجاز وتم من خلالها اكتشاف جوانب التغير لدى المشاركات عن طريق التطبيق وتنفيذ تجارب واقعية.
وعن تواصل مبادرة (960 دقيقة) تؤكد الزدجالي أن ما تقدمه المدربة النفسية في تلك الدورة، موضوع غاية في الأهمية ألا وهو: اثبات الذات، وهو أمر غاية في الصعوبة ولكنها استطاعت أن تجذب الحضور إليها من خلال تفاعلهم معها، ونجحت في أن تصحب الجميع في رحلة تأملية حيث لا مكان إلا للأمل والحياة والتجديد.