عمل دؤوب للكشف والتدخل المبكرين للحد من الإعاقة
افتتحه صاحب السمو حاكم الشارقة رسمياً في 26 نوفمبر 1994
بمناسبة ذكرى إفتتاح مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والذي يصادف 26 نوفمبر من كل عام تسترجع المدينة ذكرى قيمة من أيامها المشهودة والتي تعود إلى نشأة هذا الصرح الذي افتتحه رسميا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسمو الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس البرنامج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة، في السادس والعشرين من شهر نوفمبر عام 1994 وبعد سنة من مباشرة العمل الفعلي فيه في أكتوبر عام 1993 وتقديم خدماته للأطفال دون سن الخامسة من العمر الذين يعانون من صعوبات أو إعاقات حسية أو عقلية أو جسمية أو سلوكية،وسبق ذلك توقيع مشروع التدخل المبكر في 13 أكتوبر 1992 بالتعاون بين المدينة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة اليونيسيف.
وقد حرص صاحب السمو حاكم الشارقة، على دعم فكرة المدينة لإنشاء مركز التدخل المبكر للوقاية من الإعاقة وبذلك يعتبر الأول من نوعه في منطقة الخليج والشرق الأوسط، كما وجه سموه المؤسسات العاملة بالدولة إلى دعمه لما له من أهمية كبيرة في وقاية الأطفال المعرضين للإعاقة، ولأهمية تدريبهم وتطوير قدراتهم ومهاراتهم في سن مبكرة، وقد ساهم المركز منذ نشأته في تدريب كوادر على المستويين المحلي والخليجي وأيضا العربي وتهيئتهم للعمل مع ذوي الإعاقة وأسرهم، وأيضا تدريب وتوجيه الأسر نحو التعامل الصحيح مع أطفالهم من ذوي الإعاقات على اختلافها.
الشيخة جميلة القاسمي:
جهود المدينة منذ تأسيسها تهدف إلى توسيع قاعدة خدماتها وتحديث برامجها ومواكبة التطورات الحاصلة في مجال الإعاقة
وفي هذا الإطار أكدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أن المدينة ومنذ تأسيسها عام 1979 تبذل الجهود الحثيثة لتوسيع قاعدة خدماتها وتحديث برامجها ومواكبة التطورات الحاصلة في مجال الإعاقة لتحقيق هدفها في تقديم أفضل الخدمات لفئة ذوي الإعاقة التي لا تقل أهمية عن باقي فئات المجتمع وأيضا لضمان حقوقهم في كافة المجالات التي تمثل مرجعاً ملحوظاً للحكم على مستوى تطور ورقي المجتمع وتقدمه.
وقالت مدير عام المدينة: إن ذكرى إفتتاح مركز التدخل المبكر تحمل معان راسخة لهذا الإنجاز الإنساني من خلال ما قدمه منذ افتتاحه إلى يومنا هذا من خدمات شاملة للأطفال من ذوي الإعاقة وأيضاً من خلال مساهماته الدائمة في تطوير الكفاءات المهنية للكوادر العاملين والمتخصصين في مجال التربية الخاصة.
وأوضحت مدير عام المدينة: أن التجارب والدراسات السابقة أكدت أن الإهتمام يجب أن ينصب على الوقاية من الإعاقة والكشف المبكر عنها، خاصة أنه يمكن منع حدوثها إذا ما توفر الوعي الكافي ونفذت الإجراءات الوقائية المناسبة في الوقت المناسب، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تأسيسه لإيجاد الحلول السريعة والمبكرة، وكان من المهم أن ترتقي دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال افتتاح مركز التدخل المبكر إلى تقديم أفضل الخدمات الشاملة للحد ومنع الإعاقة حفاظاً على سلامة جيل المستقبل وتنمية المجتمع والوطن.
وبهذه المناسبة وجهت الشيخة جميلة القاسمي أسمى آيات التقدير والعرفان لصاحب السمو حاكم الشارقة على توجيهه الكريم ودعمه المتواصل لما تقدمه المدينة من خدمات والذي يمثل مركز التدخل المبكر واحداً من أهمها، كما وجهت أصدق تحياتها إلى جميع العاملات والعاملين في المركز على جهودهم وإخلاصهم وتفانيهم المهني ما أعطى المركز السمعة الطيبة التي هو أهل لها.
مركز التدخل المبكر مواكب لكل التطورات خدمة للأطفال من ذوي الإعاقة
ومن جهته تحدث الأستاذ محمد فوزي مسؤول قسم العلاج الطبيعي والوظيفي والمدير الإداري بالإنابة، عن أهمية المركز في المنطقة وأهمية الخدمات التي يقدمها والنتائج التي تحققت منذ إفتتاحه قائلا: ساهم المركز منذ تأسيسه إلى هذا اليوم في تخفيض نفقات كثيرة على الدولة ،حيث يعمل المركز بأقسامه وكوادره في جميع تخصصات التربية الخاصة على التدخل المبكر وإيجاد الحلول الملائمة لمنع الإعاقة والتي قد يكلف علاجها مبالغ طائلة، والمركز له دور بارز في هذا الجانب خاصة بتطبيق المسح الذي يساعد في كشف الحالات بشكل مبكر وتطبيق الحلول للحد من الإعاقة.
وأضاف أن المركز يعتمد على تطوير الكفاءات المهنية ومواكبة كافة التطورات الحاصلة في هذا المجال لتقديم خدمة تتميز بالجودة والكفاءة وتحقيق أفضل النتائج والأهداف التي تخدم فئة الأطفال خدمة صحيحة ودقيقة تضمن سلامتهم باعتبارهم جيل المستقبل.
جودة الخدمات وتطوير مستمر
وتحدث الأستاذ وائل علام المدير الفني بهذه المناسبة عن جودة الخدمات التي يقدمها المركز والتي جاءت من خلال البحث المتواصل في إكتساب الخبرات وتبادلها على المستوى الإقليمي والدولي والتي تعكس جهد فريق عمل رفيع المستوى، ما أهل المركز للحصول على الكثير من الجوائز الفخرية وشهادات التقدير والتميز وقال: « إن تخصصات المركز متكاملة تغطي جميع احتياجات الطفل والأسرة كما نركز على أهداف التوعية والوقاية عبر مختلف المراحل ويتم ذلك بالتخطيط لفعاليات ومحاضرات وندوات، كما ندعو المجتمع إلى داخل المركز لتكثيف التوعية بقضايا الإعاقة، ويهتم المركز بالجانبين العلمي والأكاديمي من خلال الدورات التي ينظمها سنوياً للإرتقاء بمستويات العاملين في المركز وتأهيلهم بتخصصات حديثة ودقيقة لرفع مستوى الخدمات المقدمة للأطفال.
فلسفة التدخل المبكر
وتتمثل فلسفة مركز التدخل المبكر بالنظر إلى مرحلة الطفولة المبكرة، والتي تنحصر في السنوات الخمس الأولى من عمر الإنسان بوصفها مرحلة حاسمة من مراحل النمو.. حيث تتشكل لدى الطفل في هذه المرحلة العمرية كافة جوانب النمو (اللغوي ـ المعرفي ـ الحركي ـ النفسي ـ الإجتماعي ـ الإنفعالي)، لذا نجد أن الأطفال في هذه المرحلة الحساسة نمائياً بحاجة ماسة للحصول على الخدمات التي من شأنها تجنيبهم عوامل الخطر العضوية والبيئية، وتزويدهم بالخبرات التعليمية التدريبية في أبكر وقت ممكن حتى تتطور قدراتهم ويتحسن أداؤهم، وتنطوي فلسفة المركز أيضاً على ترجمة مفهوم التدخل المبكر إلى عملية ثنائية تتضمن الوقاية من الإعاقة من جهة، وبذل الجهود العلاجية والتربوية ـ النفسية للحيلولة دون تطور حالة الضعف إلى إعاقة أو تحول حالة الإعاقة إلى عجز.
أقسام المركز وخدماته
ويقدم المركز عدة خدمات لعل أهمها: خدمة الإرشاد الأسري والتدريب المنزلي، تلك الخدمة التي أساسها الأسرة والطفل ذو الإعاقة وقد بلغ عدد الأسر المستفيدة في سنة 2010 ـ 2011 وحدها ما يفوق 160 أسرة، ووصل عدد أطفال الفصول إلى 50 طفلا وبلغ عدد الخريجين من قسم الفصول والإرشاد في آخر 5 سنوات ما يقارب 150 خريجاً.
وقد عمل المركز على تطوير منهاج خاص للأطفال الملتحقين يتم التركيز فيه على كافة المجالات النمائية ويتم تطبيقه في قسم البرامج التعليمية والعلاجية من خلال مجموعات عمل تقوم بالتعليم على أساس الخطط الفردية لكل طفل من خلال مجموعة، وكما هو معروف فإن للتشخيص والتقويم دوراً مهماً في معرفة جوانب الضعف والقوة لكل طفل قبل وضع أي برنامج تعليمي تدريبي له.
للأسرة النصيب الأكبر من إهتمام المركز
وأوضحت الأستاذة مها جمال مشرفة قسم الإرشاد والفصول: أن القسم يقدم خدماته للأطفال من بعد الولادة إلى عمر 3 سنوات وأحيانا إلى 5 سنوات وتغطي البرامج التي يقدمها القسم إمارة الشارقة وأيضا إمارة عجمان وقالت: نعتمد على تطبيق برنامج التنمية الشامل للطفولة المبكرة «البورتج» وهو برنامج أمريكي ومترجم للعربية ومقنن لدولة الإمارات وأيضا نستخدم عدة مقاييس أهمها مقياس الشارقة النمائي الذي تم إنشاؤه وتعديله من قبل المركز، وتركز البرامج على مشاركة الأم أو المسؤول المباشر عن الطفل، وهناك خدمات كثيرة نقدمها وجميعها تصب في خدمة الطفل وأسرته في سبيل الوصول به إلى أقصى درجات التطور، ومنها: جلسات التخاطب والعلاج النطقي خدمة العلاج الطبيعي والوظيفي والحث الكهربائي وذلك يتم برأي الأخصائي الذي يحدد نوع الإحتياج بعد تقييم حالة الطفل وتحديد الأولويات للبرنامج التدريبي، بالإضافة إلى توعية المجتمع المحلي بإلقاء المحاضرات وعقد الجلسات الإرشادية التي يتم فيها شرح الإعاقة بشكل عام وأسبابها وكيفية الوقاية منها والتعامل الصحيح مع أصحابها.
ويتم تدريب الأطفال من ذوي الإعاقة على المهارات الإستقلالية عن طريق الألعاب ذات المضمون التربوي الهادف كما يعتمد المركز في سياسته السنوية على زيادة التواصل مع الأسر من خلال حضور الجلسات التدريبية وذلك يتم من خلال غرفة الملاحظة المجهزة بأحدث الوسائل لإعطاء المجال للأسر لمشاهدة ومتابعة عملية التدريب.
الدمج هو الأساس
ويعتبر دمج الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس العامة توجهاً يتماشى مع أهداف مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بشكل عام ومركز التدخل المبكر بشكل خاص في توفير حياة كريمة للأفراد ذوي الإعاقة وضمان حقهم في التعليم، وقد نجحت سياسة الدمج التربوي حيث بلغت حالات الدمج في المدارس من عام 2007 إلى 2010 (36) حالة تتم متابعتها بشكل دوري وأكثر الحالات المدموجة في المدارس العامة من ذوي إعاقة متلازمة داون، وجميعهم أثبتوا نجاحهم في الدمج التربوي وحققوا نتائج دراسية جيدة.
قسم التخاطب
ويعد قسم التخاطب واحداً من أهم الأقسام في المركز حيث أن 99% من الأطفال الملتحقين بالمركز يحتاجون إلى خدمة تخاطب سواء كتقييم أو جلسات تخاطب ومتابعة، ويوضح الأستاذ رامي مجدي أخصائي تخاطب أن القسم يستقبل الأطفال من عمر ما بعد الولادة إلى عمر 5 سنوات ويقدم في السنة الأولى والثانية التقييم اللغوي وإرشادات الأسر في كيفية التعامل مع الأطفال في الجانب اللغوي ومن السنة الثانية تبدأ الجلسات مع الأطفال بالإضافة إلى المتابعة مع أولياء أمورهم ويحرص القسم على متابعة الأطفال بعد دمجهم في الحضانة أو المدرسة العامة.
والهدف الأساسي لقسم التخاطب هو تسهيل التواصل والتعبير عن الإحتياجات بمختلف الطرق سواء بالكلام أو بالإشارة أو بالصور والرموز تبعا لحالة كل طفل وحسب قدراته وذلك بتنمية الحواس أو توظيف الحواس الأخرى.
وبلغ عدد الأطفال الذين تم تقييمهم وتشخيصهم لغويا من سنة 2004 إلى 2011 ما يقارب 1402 طفلا في حين بلغ عدد الأطفال الذين تلقوا جلسات تخاطب 372 طفلا بمعدل 3 جلسات في الأسبوع أما عدد الأطفال الذين تم إجراء مسح خارجي لهم في الروضات فقد وصل عددهم من عام 2006 إلى 2011 مسح 2980 طفلا بما فيهم الأطفال من دولة الإمارات العربية المتحدة والدول المجاورة
كما يستخدم قسم التخاطب أدوات مقننة تتجدد سنويا بالإضافة إلى اختبار اللغة المعياري المعدل ومقياس الصورة العمانية لقياس المهارات اللغوية عند الأطفال وهو مقنن وعماني كما يستخدم القسم مقياس تطور السلوك التواصلي والرمزي وهو مترجم من الإنجليزية إلى اللغة العربية وتمت ترجمته في المركز والهدف هو الوصول بالطفل إلى تساوي عمره اللغوي مع العمر الزمني ليتم دمجه وتحقيق أفضل النتائج.
ويعتبر قسم الخدمة الإجتماعية واجهة المركز وقد أكدت الأستاذة منى حاجوني اختصاصية اجتماعية أن القسم يعمل على استقبال الأسر للتسجيل وفتح الملفات كما يقدم عدة أدوار كدراسة الحالة والحصول على جميع المعلومات المتعلقة بالطفل وعائلته بدءاً من مرحلة الحمل إلى مرحلة ولادته وجميع الظروف المتعلقة به ومدى ملاءمة تطوره للمعيار الطبيعي لتطور الأطفال بالإضافة إلى المشكلة التي يعاني منها ونوعية الخدمات التي تحتاجها الأسرة بعدها يتم تحويل الطفل إلى الاختصاصيين لإجراء التقييم المناسب وقد بلغ عدد الأطفال المسجلين في المركز منذ افتتاحه إلى يومنا هذا 2254 طفلا،وتستمر مهام القسم في متابعة الأطفال المدموجين لاكتشاف مشكلاتهم وإيجاد حلولها.
تكامل الأدوار
تترابط الأقسام في أدوارها المكملة لبعضها بعضاً حيث كشفت الأستاذة خلود الجنيبي اختصاصية نفسية أن الخدمة النفسية هي مكملة لجميع الخدمات التي يقدمها المركز وتتم بمقابلة أولياء الأمور بوجود الطفل للتعرف على الأسرة وحالة الطفل وترتكز على عدة مهارات (التحدث ـ الإستماع ـ التركيز على الطفل وملاحظة سلوكياته) كما يعطى للطفل فرصة لإكتشاف غرفة التقييم والألعاب والتدخل في حالة انسجامه) وتتم الجلسات بتطبيق مقياس قدرات نمائية يحدد من خلاله العمر النمائي الحقيق للطفل وأيضا اختبارات خاصة بالتوحد واختبارات خاصة بالإعاقات الشديدة والهدف هو تخفيف التوتر النفسي للطفل وأسرته كما يساهم القسم في نشر الوعي الخارجي.
العلاج الطبيعي والوظيفي
ويعتبر العلاج الطبيعي والوظيفي من المهن الطبية المساعدة والمتخصصة في العناية الصحية التي ترتكز بشكل أساسي على تقويم ورفع أو المحافظة على الوظيفة الجسمية بوسائل طبيعية عن طريق التمارين الحركية وهي تخصصات مهمة ومساندة في مجال التأهيل والتربية الخاصة، ويتمثل العلاج الوظيفي في أهمية إعادة تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة من أجل الإعتماد على أنفسهم في مختلف جوانب الحياة اليومية حيث يعنى بتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة ليحسنوا من أدائهم الوظيفي وكيفية التعامل مع مهاراتهم الحياتية لتجنب المشاكل التي من الممكن أن تعترضهم مستقبلا، كما يعنى بالجانب الحركي والإدراكي للشخص المعاق، وأهم الطرق التي يمكن استخدامها في العلاج الوظيفي لتحسين أداء الأطفال من ذوي الإعاقة هو تحسين الأداء الحسي لهم من خلال تحفيز البصر والسمع واللمس وحس التوازن بالجسم والإحساس بالموقع بالنسبة للبيئة المحيطة حيث يؤدي هذا التحفيز دورا فعالا في تطوير قدرات الطفل المعاق العامة وبالتالي سينعكس إيجابيا على قدرته الحركية والتواصلية.
وقد استفاد من خدمات قسم العلاج الطبيعي في المركز سنة 2010 ـ 2011 ما يفوق 450 طفلا، من الحالات الداخلية والخارجية.
قسم برامج الإعاقة البصرية
ويشمل مركز التدخل المبكر قسم الإعاقة البصرية الذي يقدم خدماته إلى الأشخاص ضعاف البصر والمكفوفين من مختلف الأعمار بالإضافة إلى أطفال من ذوي الإعاقة البصرية المصحوبة بإعاقات أخرى ويتبنى القسم سياسة الدمج حيث يقوم بتدريب الأطفال قبل سن المدرسة على تنمية الحواس المختلفة بالإضافة إلى مهارات الحركة والتنقل كما يتم تدريب الأطفال على استخدام طريقة برايل وتدريبهم على إستخدام العصا البيضاء لذوي الإعاقة البصرية فقط، وأوضحت الأستاذة هبة ياسين أخصائية إعاقة بصرية أن القسم يقدم ضمن إستراتجيته السنوية خدمات إرشادية توعوية وتثقيفية لأسرة الطفل من ذوي الإعاقة البصرية في كيفية التعامل الصحيح وطرق تدريبه ومتابعته في البيت بالإضافة إلى متابعة المدموجين وتوفير البيئة الملائمة لهم وتوعية المجتمع بأساليب التعامل مع الشخص الكفيف كما يسعى القسم إلى توفير الكتب المطبوعة بالبرايل وتوفير الإمكانيات المتاحة لتكبير الكتب لضعاف البصر بالتعاون مع المنطقة التعليمية.
وتتوفر في القسم كافة التجهيزات الأساسية والمطلوبة لتحقيق الأهداف وبلغ عدد المستفيدين من خدمة الإعاقة البصرية من سنة 2005 ـ 2011 ما يقارب الـ 361 مستفيدا.
مركز مدينة الشارقة للسمعيات
ويساهم مركز مدينة الشارقة للسمعيات التابع للمدينة والموجود في مبنى مركز التدخل المبكر في الكشف على جميع أطفال المركز ويتضمن الكشف على الأذن لمعرفة ما إذا كانت هناك إلتهابات في الأذن الخارجية أو طبلة الأذن لأخذ العلاج اللازم والمتابعة ويتم ذلك بأجهزة متطورة بعمل قياس سمع لتحديد نسبة سمع لكل طفل وقياس ضغط طبلة الأذن لمعرفة مدى وجود إلتهابات في الأذن الوسطى والإشراف على المتابعة لمنع حدوث أية مضاعفات بالإضافة إلى الكشف الخارجي حيث يستقبل المركز حالات خارجية يوميا.
المسح: مشروع المسح عن الإعاقات في رياض الأطفال
ويتميز مركز التدخل المبكر ببرنامج المسح في الروضات والحضانات وذلك بفريق عمل متكامل من الاختصاصيين في الخدمة الإجتماعية والنفسية والنطق واللغة والسمعيات والإعاقة البصرية والعلاج الطبيعي والوظيفي، وجاءت فكرة المسح سنة 2005 وأوضح الأستاذ وائل علام أن الهدف الرئيسي هو التدخل المبكر يكون فعال أكثر كلما تم اكتشاف حالة الإعاقة بشكل مبكر ويساعد البرنامج في الكشف عن حالات الإعاقة وله دور بالغ الأهمية في الحد والوقاية من الإعاقة ومنع تفاقم مشكلاتها وذلك بإكتشافها المبكر لإيجاد الحلول السريعة، وبلغت الإحصائيات لعام 2009 ـ 2010 مسح (454) طفل وأوضحت نتائج المسح بأن (114) طفل تطلبوا إعادة تقييم ( سواء في الفحص السمعي وتقييم التخاطب والتقييم الحركي والكشف عن المشاكل السلوكية والتأخر في القدرات النمائية والتقييم البصري) ويتم ذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
وتعكس هذه الأرقام أهمية برامج المسح التي يقدمها المركز وأهمية إكتشاف الأطفال الذين يعانون من مشاكل قد تكون غير ظاهرة لكن إهمالها قد يؤدي في الغالب إلى إعاقات، ويضع المركز ضمن أولوياته برامج المسح لإيجاد الحلول الملائمة وتطبيقها كي لا يتحول التأخر إلى إعاقة ولا تتحول الإعاقة إلا عجز ، والمسح أيضا له دور كبير في التوعية والتثقيف وتتطلب أهميته وجود قانون ينص على عملية المسح الشامل لحماية الأطفال من حالات الإعاقة وتداركها المبكر.
وفي هذا السياق أوضحت الأستاذة زبيدة آل علي اختصاصية اجتماعية بالمركز، أن تخصصات المركز متكاملة وتغطي جميع احتياجات الطفل والأسرة، كما ترتكز أهدافه على التوعية والوقاية عبر مختلف المراحل وذلك من خلال الأنشطة والمحاضرات والندوات التثقيفية والتعريفية.
كما أشارت إلى أهمية المسح خاصة في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل بوصفها مرحلة حاسمة من مراحل النمو.. حيث تتشكل لدى الطفل في هذه المرحلة العمرية كافة جوانب النمو (اللغوي ـ المعرفي ـ الحركي ـ النفسي ـ الاجتماعي ـ الانفعالي)، والأطفال في هذه المرحلة العمرية بحاجة ماسة إلى الحصول على الخدمات التي من شأنها تجنيبهم عوامل الخطر العضوية والبيئية، وتزويدهم بالخبرات التعليمية التدريبية في أبكر وقت ممكن حتى تتطور قدراتهم ويتحسن أداؤهم.
وقالت: «إن وجود فريق المسح بروضة البراعم اليوم له أهمية كبيرة للتعريف بخدمات المركز وأيضا للكشف عن عينة عشوائية من الأطفال وصل عددهم إلى 25 طفلا وتستغرق عملية المسح ساعتين يتم خلالها فحص الأطفال بطرق مدروسة ومتطورة في مجال التدخل والكشف المبكرين لمعرفة أي مشكلة غير ظاهرة عند الطفل، ويتم بعد هذه المرحلة تقييم حجم المشكلة وعرضها على أهل الاختصاص لإيجاد الحلول السريعة، موضحة أن أنواع المشكلات قد تكون مختلفة عند الأطفال فقد تكون نفسية أو ضعفا في البصر أو ضعفا في السمع أو مشكلات في تأخر النطق والكلام وأحيانا تقوس العمود الفقري وغيرها وعادة لا ينتبه أهالي الأطفال لمثل هذه الظواهر الخارجية التي قد سبب إهمالها إلى التعرض لإعاقة مستقبلية.
وناشدت الأستاذة زبيدة آل علي أولياء الأمور والأسر الإهتمام والتدقيق في كل ما يخص سلامة نمو أطفالهم، وأيضا جميع المؤسسات العاملة في مجال الطفولة إلى ضرورة تكثيف الوعي ومتابعة الأطفال واكتشاف أي مشكلات لديهم وعرضهم على أهل الاختصاص لإيجاد الحلول في وقت مبكر حفاظا على جيل المستقبل والتنمية الوطنية.
ولأهمية الموضوع أضافت الأستاذة فاطمة سالم عبد الله مديرة روضة البراعم الحكومية، أن مركز التدخل المبكر له دور فعال وأساسي من خلال حملة المسح التي ينظمها والتي تساعد على اكتشاف مختلف المشكلات غير الظاهرة عند الأطفال خاصة أن العاملين في الروضة غير متخصصين لتشخيص هذه المشكلات ومعرفة أسبابها أو أنواعها، وقالت: «ما يقدمه المركز من خلال زيارة فريق المسح المتخصص وفق برنامج مدروس يسهل علينا وعلى الأسر إيجاد الحلول السريعة للأطفال للحد من تفاقم المشكلة وتحولها إلى إعاقة يصعب علاجها وهي مبادرة توعوية وإنسانية وإجتماعية تخدم المصلحة العامة ويجب على المجتمع أن ينتبه إلى هذه التفاصيل في نمو الأطفال والإهتمام بالمراجعة والتشخيص حيث أن أي إهمال قد يعرض الطفل إلى مخاطر تؤدي به إلى إعاقة على إختلاف أنواعها والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم الكشف والتدخل المبكرين».