يتفق العلماء على أن نظام التقاعد هو النظام الوحيد الذي صنعه الإنسان بنفسه ليؤثر على أخيه الإنسان، مما جعل هذا النظام ومرحلة التقاعد مادة بحثية وصحفية وإعلامية تناولها الباحثون والكتاب والأدباء كثيراً لما لها من أبعاد إنسانية ومواقف تسلط عليها الأضواء، ففي عالمنا اليوم ينظر إلى التقاعد على أنه نهاية غير سارة لرحلة طويلة كانت حافلة بالعطاء والنشاط، ولعل الإنسان القديم كان أسعد حظاً عندما كان المجتمع يسمح له بالاستمرار في العمل حتى يتغلب عليه المرض ويفقد قواه مما جعله لا يعاني من النتائج الثقيلة لهذا النظام الحديث.
ولا تتوقف الرحلة بالتقاعد فقط بل في الجهل بما بعد التقاعد، فدور الفرد كمتقاعد ليس له تحديد واضح لمهامه ومسؤولياته وبالتالي لا يبقى لهذا المتقاعد مركز اجتماعي، وهذا الذي يجعل كلمة (متقاعد) كلمة منبوذة من المتقاعد ذاته وتجد الرفض منه لأنها تفقده الكثير من المزايا المادية والمعنوية في المجتمع، ولعل عدم توفر الأنشطة البديلة التي يستطيع المتقاعد أن يقضي بها وقت فراغه هو الذي يجعله يتحسر وبألم لوصوله إلى مرحلة التقاعد خاصة وأنه يجد الجميع لديهم استيعاب واضح لأدوارهم ومهامهم ومسؤولياتهم في المجتمع إلا هو، فمن أين يحصل على اعتراف المجتمع به كمتقاعد له حقوق وعليه واجبات كغيره من أفراد المجتمع.
إن لكلمة متقاعد ـ رغم قلة حروفها ـ وقع قاس على الفرد وقد تؤرقه طويلاً حتى لا يوصم بها ويبذل المستحيل من أجل تأجيلها وابعاد شبحها عنه، وقد اتفق العلماء على أن التقاعد أحد المراحل الأساسية التي يمر بها الإنسان إذا أمد الله في عمره، بل أنه في نظر البعض ثاني أهم أزمة يمر بها الإنسان بعد المراهقة، لما له من تأثير على حياة الفرد، ولما يمثله العمل من أهمية كبرى في حياة الفرد تتعدى الأهمية المادية، باعتبار أن العمل هو المكانة والمركز الاجتماعي والقيمة الأولى في حياة الفرد والتي بالتقاعد يفقدها جميعها، مما قد يظهر مشكلات جديدة تزداد حدتها نتيجة لأن الفرد في هذه المرحلة يواجه العديد من التغيرات الجسمية والنفسية والاجتماعية، بل إن البعض يرى أن العمل هو الدور الاجتماعي الذي تلتف حوله الأدوار الاجتماعية الأخرى للإنسان، وأي خلل في هذا الدور يؤدي إلى اختلال في الأدوار الاجتماعية الأخرى.
ويعد التقاعد ظاهرة حتمية تواجه معظم الأفراد العاملين بغض النظر عن قدراتهم الجسمية والعقلية وهو واحد من الأحداث المهمة في مجرى حياة الفرد، حيث التغيرات السريعة المتلاحقة والتقدم التقني الهائل، وما يترتب عليه من آثار ايجابية أو سلبية، وقد أشارت بعض البحوث إلى أن التقاعد كمرحلة من مراحل الحياة تصاحب بضمور التفاعل الاجتماعي بين المتقاعدين ومجتمعهم، ومن ثم تظهر الانسحابية والعزلة الاجتماعية كأعراض واضحة لدى نسبة مرتفعة من المتقاعدين والتي قد تؤثر في الحالة الصحية للمتقاعد، ويزيد من حدة مشاعر الكآبة والشعور بالضياع والوحدة وفقدان الأهمية لدى المتقاعدين.
وقد اختلفت النظريات الاجتماعية في مجال علم الشيخوخة الاجتماعي في تفسيرها للمشكلات الاجتماعية لمرحلة التقاعد فمثلاً ترى نظرية الانسحاب أن المتقاعد ينسحب من السياق الاجتماعي، وتنقص عمليات التفاعل الاجتماعي بين المتقاعد وأفراد مجتمعه، وترى نظرية النشاط أن المتقاعد يواجه عدم قدرة على ايجاد أدوار وأنشطة بديلة لأدواره وأنشطته التي كان يمارسها قبل التقاعد مما يعيق تكيفه مع مرحلة التقاعد، بينما ترى النظرية التبادلية أن المتقاعد نتيجة لعدم تملكه ما يستطيع أن يساوم به أفراد المجتمع ليقدموا له خدمات معينة فإنه يشعر بالإهمال وانعدام القيمة في مجتمعه القائم على تبادل المنافع كأساس لقيام التفاعل بين أفراده، أما نظرية الاستمرارية فترى أن المتقاعد نتيجة للتغير التقني وكثرة الشباب تقل فرص ايجاد عمل مناسب له يتلاءم مع امكاناته وقدراته.
ويرى البعض أن التقاعد يتضمن انقطاع أدوار اجتماعية هامة، وتقلصاً حاداً في الدخل لمن لهم خدمة قليلة في الوظيفة ويقلل من فرص الاتصالات الاجتماعية، وهو مثل الكثير من الظواهر الاجتماعية مركب إلى حد كبير، ومن أهم المشكلات الاجتماعية الناجمة عن التقاعد انقطاع العلاقات الاجتماعية بين المتقاعدين ومجتمعهم، والإحساس بالإهمال والانعزالية، وزيادة وقت الفراغ، ونقص الدخل، والشعور بأنه أصبح مستهلكاً غير منتج، وعدم توفر فرص العمل المناسبة لاعتقاد أصحاب العمل أن المتقاعدين أقل انتاجية وأكثر عرضة للحوادث من الشباب.
ومفهوم التقاعد من المفاهيم الحديثة التي أخذت بها جميع الدول وليس له أصل في التراث الإسلامي، فالتقاعد لم يكن معروفاً ولا موجوداً في المعاجم العربية القديمة، وتأتي كلمة تقاعد بمعنى تقاعد الرجل عن الأمر أي أنه لم يهتم به، وجاء في معجم الوسيط: تقاعد الموظف عن العمل، أي أحيل إلى المعاش.
وعلى الرغم من اتفاق العلماء والمختصين على مفهوم واحد للتقاعد إلا أنهم اتفقوا على عدة جوانب ترتبط بالتقاعد، ومنها: أن التقاعد يرتبط بالوظيفة أكثر من ارتباطه بالعمل، فالمتقاعد يترك الوظيفة عندما يبلغ سناً معيناً وليس شرطاً أن يكون غير قادر على العمل، كما يرتبط التقاعد بالأدوار الاجتماعية الأخرى، ويمكن أن نعرف التقاعد الوظيفي بأنه المرحلة الأخيرة للموظف عند انتهاء خدمته في المنظمة أو هو (انتقال الفرد من مرحلة العمل المتواصل إلى مرحلة تتسم بالراحة والهدوء) وهو (الحالة التي يكون الفرد فيها مرغماً أو مختاراً ليعمل أقل من ساعات العمل المعتادة)، وفي ضوء ذلك فإن هناك ثلاثة معان للتقاعد: أولها يقصد به الانفصال أو الانسحاب من عمل يتكسب منه الفرد، وثانيها يشير إلى الانسحاب نهائياً من قوة العمل، وثالثها يعني نهاية كل نشاط يسهم به الفرد فيما عدا الأنشطة الروتينية التي يقوم بها لصيانة كيانه.
وبصفة عامة يمكن القول (إن التقاعد عملية اجتماعية تتضمن تخلي الفرد اختياراً وإجبارياً عن عمل ظل يقوم به معظم رشده، وبالتالي انسحابه من القوى العاملة في المجتمع وتحوله إلى الاعتماد جزئياً على الأقل على نظام معين للكفاية المادية هو نظام التأمين الاجتماعي، حيث يحل المعاش محل الأجر).
والمتقاعد هو ذلك الشخص الذي يصل إلى سن الستين أثناء أداء مهامه الوظيفية، أو هو (كل من ترك وظيفته سواء اجبارياً بسبب بلوغه سن التقاعد أو اختيارياً بسبب ظروفه الصحية) أو (ذلك الشخص الذي يصل إلى سن الستين أثناء أداء مهامه الوظيفية).
مفهوم وقت الفراغ وآثاره على المتقاعدين
يقصد بمفهوم وقت الفراغ (الوقت الذي يكون الفرد فيه حراً من ارتباطات أو التزامات أخرى بحيث يمكن الاستفادة من هذا الوقت في الراحة والاسترخاء أو في ممارسة أنواع من النشاط تعود عليه بتطوير ذاته).
أو هو (مجموعة من الوظائف والأنشطة التي ينغمس فيها الفرد بمحض إرادته، وذلك بحثاً عن راحة أؤ منفعة أو لغرض تنمية معلوماته، أو لتحسين مهارته، أو للإسهام في تقديم خدمات تطوعية للمجتمع الذي يحيط به، وذلك بعد تركه لعمله الأساسي سواء العائلي أو الاجتماعي).
ومشكلة وقت الفراغ التي يجد فيها الإنسان نفسه حراً يفعل ما يريد لأنه قد انسلخ عن عداد الساعين للعمل من أجل كسب الرزق مشكلة قديمة قدم الإنسان، وقد وصفها (جالين) منذ تسعمائة عام مضت بقوله (جعلت الطبيعة العمل أعظم علاج يوفر للإنسان السعادة) وهي كلمة يمكن اعتبارها دليلاً على أهمية العمل وتأثيره على الفرد.
إن وقت الفراغ كما ذكرنا هو الوقت الذي يكون فيه الفرد حراً من متطلبات العمل، وهو الوقت الذي لا يمنح عليه الفرد أية أجور لأنه وقته الخاص وباستطاعته التصرف به كما يشاء، وبمعنى آخر إن الفراغ هو تحر الإنسان من واجباته وقيود العمل الوظيفي الذي يعتاش عليه ويحصل منه على رزقه اليومي. وفي وقت الفراغ يعطى الفرد حرية اختيار نشاطاته الترفيهية أو تغييرها لتتلاءم مع أذواقه وتطلعاته الفردية والجمالية. ونشاطات الفراغ التي يمارسها الإنسان يجب ألا تكون قسرية أو مبرمجة مسبقاً أو مفروضة عليه من قبل جهة معينة، وإلا كانت هذه الأنشطة أنشطة عمل تتميز بصفة الإلزام وصفة البرمجة والغرض الذي تحدده الجهة التي تسيطر على العمل وتشرف عليه، وتختلف أنشطة الفراغ التي يمارسها الأفراد في المجتمع باختلاف أعمارهم وأجناسهم وخلفياتهم الاجتماعية والطبقية وأذواقهم وتطلعاتهم وأهدافهم ومصالحهم.
ومن مواطن الضعف في مجال النشاط في فترة التقاعد استغلال وقت الفراغ، ففي الماضي كان قليلون هم الذين يطول بهم العمر لتخطي مسؤوليات الأسرة والعمل بأمل قضاء سنوات قليلة متحررة من تلك المسؤوليات.
أما بالنسبة للكثيرين من المتقاعدين حالياً نجد أن شغل وقت الفراغ يمثل مشكلة كبرى، ذلك أن تعميم التقاعد الاجباري في سن معينة مع تزايد احتمالات طول العمر يجعل فئات المتقاعدين اليوم رواداً في استخدام أوقات الفراغ.
ولكي ننشط الالتزام بالعمل يجب أن يكون الأفراد مقتنعين بأن البطالة خطيئة، والمتاعب التي يعاني منها المتقاعد هي ذلك الخوف الذي غالباً ما يراوده من أن يؤدي به الفراغ إلى الغربة عن المجتمع، ولذلك فهو لا يرغب فيه ولا يستمتع به.. فكيف إذن يقضي المتقاعدون أوقاتهم؟
إن نسبة قليلة منهم ظلوا يعملون ولكن بعض المتقاعدين أمامهم ساعات طويلة من الفراغ يحتاجون لشغلها حسب اختيارهم، ومثل هذا الاختيار ليس دائماً حراً فهناك ظروف عديدة تقيد بعضها يرجع للعجز الجسماني، وبعضها يرجع إلى خبرات المعيشة للمتقاعد، أو إلى التغيرات في البيئة، ومن بين هذه التغيرات: القدرة على الرعاية الذاتية والحركية، والدخل، وتوافر الامكانات والإحساس بالنهاية التي تتملك النفوس، والخوف من الذنب. وتشير أنظمة التقاعد إلى أن وقت الفراغ الذي يعيشه المتقاعد هو مقصود لكي يستغل هذا الوقت في الراحة والتمتع بهذا الوقت فيما يرغب دون إدراك لإحساس المتقاعد بحاجته لهذا الوقت من عدمه وهذا يؤكد أهمية استغلاله.
أهمية أنشطة الفراغ والترويح لدى المتقاعدين
كما بينا من قبل بأن أنشطة الفراغ التي يزاولها المتقاعدون تنقسم إلى قسمين ـ أنشطة الفراغ الجادة والنافعة وأنشطة الفراغ غير الجيدة، لذا ينبغي على المجتمع اتخاذ الاجراءات المناسبة التي من شأنها أن تغير أساليب المتقاعدين في قضاء أوقات فراغهم والتوجه نحو ممارسة أنشطة الفراغ الجيدة، إن أهم الأسباب التي تستلزم الاهتمام بمسألة أوقات فراغ المسنين والترفيه اجتماعياً وثقافياً وروحياً تهيئة سبل ووسائل الفراغ والتسلية التي يحتاجونها.
إن الاحساس بمشكلة وقت الفراغ يتوقف على علاقة الأفراد بأعمالهم قبل التقاعد، فإذا كان العمل وسيلة غير مستحبة فهو لمجرد كسب العيش ففي هذه الحالة يكون وقت الفراغ الذي ينتجه المتقاعد تعويضاً عن جهد مبذول وجهد ضائع، أما إذا كان العمل خبرة ايجابية ففي هذه الحالة لا يعد التقاعد تعويضاً، وإنما بديلاً لشيء ذي قيمة افتقده المتقاعد، وهناك اعتقاد لا مبرر له مؤداه أن وقت الفراغ يمكن أن يكون تعويضاً أو مكافأة عن فقد العمل، وأىضاً بأن الفراغ لا يتيح أمام المتقاعد آفاقاً جديدة ففي اللحظة نفسها التي يتحرر فيها من القيود والإجبار، تسلب منه وسائل استخدام حريته، فهو محكوم عليه بأن يركد في ملل ووحدة.
لا شك أن عدم استغلال وقت الفراغ بصورة مفيدة بعد التقاعد، كالعمل المناسب، أو الأنشطة الترفيهية أو التطوع في الجمعيات الخيرية والأهلية وغيرها من المجالات له انعكاسات سلبية على الصحة الجسمية والنفسية للمتقاعد، إلا أن عدم توفر الأنظمة والمؤسسات الرسمية التي تتيح للمتقاعد استغلال وقت الفراغ يزيد من تفاقم هذه المشكلة لدى المتقاعد وقد يشعره بالغربة والوحدة داخل المجتمع لشعوره بأن المجتمع أوقعه في هذه المشكلة ولم يساعده في التغلب عليها، ولا شك أن الإعداد للتقاعد مبكراً يساعد في توقع هذه المشكلة وأخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهتها.
وقد اهتمت الدول المتقدمة بشغل أوقات الفراغ لمتقاعديها فأنشأت مراكز للرعاية المفتوحة وأندية خاصة بهم، وبرامج في الإذاعة والتلفزيون لتسليتهم والترويح عنهم وحثهم على المحافظة على صحتهم واستغلال أوقات فراغهم بما يعوضهم افتقادهم للعمل ويضفي عليهم الشعور بالرضا والسعادة.
إن استغلال وقت الفراغ بالإضافة إلى أنه قد يشغل هذا الوقت المهم بشيء مفيد للفرد، فإنه يساهم في تحقيق النشاط الحركي الذي يساهم في المحافظة على صحة المتقاعدين كما أنه يحقق التوازن النفسي ويكسبهم مهارات جديدة ويجدد حيويتهم، وقد يشبع الهوايات التي قد يكون العمل لم يساعدهم على ممارستها، كما أن شعور الفرد بضعف امكاناته وقدراته بعد التقاعد وإحساسه برفض المجتمع له يجعله يكف عن المشاركة في الأنشطة الخاصة بالشباب ومتوسطي العمر وتنقطع صلته المباشرة بالناس ويقل تأثيرهم إزاء الآخرين مما يجعله يتجه للعزلة عنهم ودون رضاه وتشير بعض نظريات علم الشيخوخة الاجتماعي كنظريتي الاستمرارية والنشاط أن التكيف مع حياة التقاعد لا يتم إلا عند ايجاد أنشطة جديدة يحقق من خلالها الفرد أهدافه الشخصية ويشغل وقت فراغه ويستمر في ممارسة حياته بطريقة مشابهة لما كان يمارسه قبل التقاعد.
وعادة ما تكون مرحلة التقاعد ذات تأثير سلبي على الفرد الذي كان يشغل وقته بالعمل ومن هنا فإن التقاعد يأتي مفاجئاً وسريعاً على حياة الفرد وبحلوله تنقطع أنماط السلوك والعادات والروتين اليومي الذي درج عليه عشرات السنين فتكون الآثار السلبية أشد مما نتصور سواء من النواحي الصحية والاجتماعية والنفسية، وقد تكون أيضاً هذه المرحلة شديدة الإيلام للنفس خاصة لشخص كانت حياته مليئة بالنشاط والحيوية، حيث يجد الشخص نفسه يعيش في فراغ كبير وقد يصاب باكتئاب الشيخوخة لشعوره بالعزلة والخوف من المرض أو الموت أو التعرض للفقر نتيجة التقاعد مما قد يدفع البعض إلى الانتحار.
لذلك فإن ادماج المتقاعدين في أنشطة المجتمع بدلاً من عزلهم والعمل على ايجاد أدوار بديلة عن تلك التي فقدت نتيجة التقدم في العمر والتقاعد يمكن أن يؤدي إلى تدعيم بقية الخدمات وتأمين عمل ولو بنفس قدر المعاش، المهم أن يشعر المتقاعد بحاجة المجتمع له وبأن له وظيفة ينفع بها نفسه والمجتمع، وليس معنى ذلك أن اتساع قاعدة الشيوخ في ميدان العمل تعني بقاءهم في المناصب القيادية وحجبها عن فئة الشباب، بل يجب أن تتاح للمتقاعد بعد الستين فرصة عمل آخر في مجال عمله السابق نفسه، حتى ينتفع به من الناحية الاقتصادية، وفي الوقت نفسه لا تضيع قوة غالباً ما ستصبح معطلة بعد أن كانت عاملة ومنتجة.
ولا شك أن أوقات الفراغ تزداد حدتها لدى المتقاعدين عند عدم توفر المؤسسات الاجتماعية الخاصة بالمتقاعدين كغيرهم من فئات المجتمع، كما أن النظرة غير الايجابية نحو المتقاعدين من قبل فئات المجتمع الأخرى واعتبارهم فئات غير منتجة عفا عليها الزمن تجعل المتقاعدين يتراجعون كثيراً عن ممارسة الأنشطة التي يشغلون بها وقت فراغهم، لذلك فإن توفر مثل هذه المؤسسات وتقدير المتقاعدين من قبل فئات المجتمع المختلفة قد يساهم في القضاء على مشكلة وقت الفراغ لديهم والعيش في هذه المرحلة بدون ملل أو شقاء.
لذلك خير للمجتمع المعاصر أن يجد مجالاً لشغل وقت الفراغ لدى المتقاعدين والاستفادة من خبراتهم وبما يتناسب مع قدراتهم ومهاراتهم من أن يعولهم دون مردود بحيث يتقاعد الفرد من مهنة لأخرى أكثر مناسبة له وإلى نشاط آخر أكثر ملاءمة لمرحلته الحياتية الجديدة. وهذا يتفق مع توصية الجمعية الدولية للشيخوخة منذ عام 1982 التي ترى عدم سن القوانين التي تحرم أو تستبعد القيام بأعمال إضافية بعد التقاعد وأن تتخذ التدابير اللازمة لمساعدة المتقاعدين على القيام بأعمال جزئية لشغل وقت فراغهم، لذلك فإن إنشاء مراكز وأندية للمتقاعدين قد يساهم في التخفيف من حدة المشكلة، حيث أكدت على ذلك توصيات الندوة العملية لرعاية المسنين بالدول العربية الخليجية عام 1982 بضرورة إنشاء أندية للمتقاعدين لممارسة هواياتهم المختلفة وتوفر لهم فرص اللقاء والتفاعل بين المتقاعدين وأفراد المجتمع بفئاته المختلفة مما يدعم الصلة بين الأجيال، وعلى ضرورة إعادة النظر في سن التقاعد والسماح للمتقاعدين بالاستمرار في العمل بصفة أخرى تتناسب وخبراتهم طالما كانت لديهم القدرة على العمل والرغبة فيه، والسماح لهم بالجمع بين معاش التقاعد وأي دخل يحصلون عليه من أي نشاط آخر.
المؤهلات التعليمية
- دكتوراه الفلسفة في علم اجتماع 1423هـ مع مرتبة الشرف .
- ماجستير الآداب في الخدمة الاجتماعية تخصص التأهيل الاجتماعي 1415هـ بتقدير ممتاز.
- دبلوم في علم التربية 1411هـ بتقدير جيد جداً .
- بكالوريوس الخدمة الاجتماعية 1410هـ بتقدير جيد جداً .
- الشهادة الثانوية (القسم الأدبي), مدرسة هوازن في محافظة الطائف (1404هـ), ومدرسة أبي تمام في مدينة الرياض (1405هـ / 1406 هـ), بتقدير جيد جداً .
- الشهادة المتوسطة مدرسة أبي محجن القفي في محافظة الطائف (1401هـ / 1403هـ),.
- الشهادة الابتدائية مدرسة على بن أبي طالب في محافظة عفيف (1395هـ / 1400هـ),.
العمل الحالي
- أستاذ علم الاجتماع المشارك بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
- المشرف العام على الإدارة العامة للسلامة والأمن الجامعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
- عضو مجلس معهد البحوث والخدمات الاستشارية بالجامعة .
- عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية بالخارج.
- مستشار غير متفرغ بوزارة الداخلية منذ عام 1/12/1425هـ وحتى الآن .
- عضو اللجنة الدائمة للاحتفالات بالجامعة، وعضو اللجنة الدائمة لإسكان أعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
- عضو اللجنة الدائمة للسلامة والأمن الجامعي .
- محاضر غير متفرغ في المعهد العالي للدراسات الأمنية بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض .
- عضو فريق مشروع الحماية الاجتماعية ممثلاً لوزارة التعليم العالي .
- مستشار خيري في المؤسسة السعودية للتعليم والتدريب .
رتبة الأستاذية
حصل الدكتور عبد العزيز على رتبة أستاذ (بروفيسور), في علم الاجتماع بتقدير ممتاز بإجماع هيئة التحكيم وذلك عن نتاجه العلمي الذي قدمه للترقية المتمثل في ثماني دراسات هي:
- بعض التغيرات البنيوية للأسرة السعودية: دراسة ميدانية لعينة من الأسر في محافظة الخرج بمنطقة الرياض. العدد (4),، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 2007.
- القبول الاجتماعي للمدمن المتعافي: دراسة ميدانية لعينة من أفراد المجتمع السعودي. العدد (38),، مجلة البحوث الأمنية، كلية الملك فهد الأمنية، 2008م.
- الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لأسر الأطفال المتعرضين للإساءة في المجتمع السعودي. العدد (34),، مجلة الطفولة العربية، جمعية الطفولة الكويتية، 2008م.
- آراء الطلبة الجامعيين السعوديين نحو الزواج من الأقارب. العدد (2),، مجلة الآداب، جامعة الملك سعود، 2008م.
- موقف الشباب الجامعي نحو الإصلاح الاجتماعي والسياسي في المملكة العربية السعودية. العدد (3),، المجلد (36),، مجلة العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت، 2008م.
- التفضيل الترويحي لدى كبار السن في المجتمع السعودي. العدد (132),، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، جامعة الكويت. 2009م.
- آراء معلمي مقررات علم الاجتماع بالمرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية في دور تلك المقررات في تدعيم القيم الاجتماعية لدى الطلاب. مجلة العلوم الاجتماعية، المجلد (1),، العدد (1),، جامعة أم القرى 2009م.
- دور مصادر المعلومات الصحيحة في تشكيل الوعي الصحي للمرأة السعودية. العدد (37),، مجلة العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت، 2009م.