ممارسة الرياضة تسهم في تنمية القدرات العقلية
والنفسية والاجتماعية للأشخاص من ذوي الإعاقة
بات الإهتمام والعناية بالأشخاص من ذوي الإعاقة يعكس حضارة الدول وتقدمها في دعم الخدمات الإنسانية بما تكفله لهم من حقوق وواجبات وخدمات انطلاقا من مبدأ تكافؤ الفرص بدون تمييز وفوارق وذلك في مختلف مجالات الحياة العامة وأثبتت الدراسات أن الرياضة وممارستها في سن مبكر تسهم في تنمية الأشخاص من ذوي الإعاقة وتحسن صحتهم الجسدية والنفسية والإجتماعية، كما تنمي مهاراتهم وقدراتهم، ويتضاعف دور الرياضة في حياة الشخص المعاق حيث أنها تأخذ شكل التحدي ومواجهة ضعف الجسد ومصاعب الإعاقة بقوة الإرادة والعزيمة فالرياضة بأهميتها هي حق للجميع.
والتربية الرياضية لها أهمية قصوى بالنسبة لغير المعاقين، وكذلك لها أهمية مضاعفة بالنسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة حيث تسهم في التعرف على قدراتهم والعمل علي تنميتها وتطوريها بالممارسة الرياضية والتوجيهات التي يتلقاها المعاقون من المدربين أو المتخصصين والمؤهلين في الجهات المعنية بتأهيلهم، ويتم تنمية المهارات الرياضية لدى المعاقين عن طريق إعداد البرامج الرياضية الخاصة بكل شخص معاق حسب نوع ودرجة إعاقته وحسب قدراته وإمكانياته البدنية مع مراعاة الفروق الفردية فيما بينهم.
وتعتبر التمرينات الرياضية مظهرا من مظاهر النشاط الرياضي وهي تلك الحركات المتقنة التي تهدف من خلالها إلى تنمية وترقية القدرات البدنية والحركية للوصول بالفرد المعاق إلى أحسن مستويات الأداء الحركي سواء في مجالات الرياضة أو الحياة بشكل عام، والتمرينات الرياضية للمعاقين يجب أن تخضع لمبادئ العلوم المرتبطة بجسم الإنسان وبما يتناسب مع الهدف المراد تحقيقه سواء الوصول إلى مستوى أداء احترافي ومنافسة في النشاط الرياضي، أو مجرد هواية للإستمتاع بحياة صحية سليمة والمحافظة على اللياقة البد نية للشخص المعاق.
الرياضة حياة للمعاقين أو غير المعاقين
بها يتجاوز المعاق المصاعب وصولا لأعلى مراحل التوازن النفسي والمجتمعي
وقد أكدت دراسات عديدة مدى الآثار الإيجابية في الصحة النفسية لدى المعاقين الممارسين للأنشطة الرياضية عن غيرهم من المعاقين غير الممارسين للرياضة، وفي تميزهم وتفوقهم عن غيرهم من المعاقين غير الممارسين للرياضة وإحساسهم بالحرية وبعض السمات النفسية الإيجابية الأخرى التي تساعد في تنمية قدراتهم وميولهم في مجال الرياضية وغيرها، ومن أهم مميزات الرياضة أنها تساعد في تسهيل عملية التفاعل بين المعاقين وغير المعاقين وتغير نظرة المجتمع القاصرة اتجاه قضايا الإعاقة ما يسهل دمجهم المجتمعي ليعيشوا في مساواة تامة وحياة كريمة بدون تمييز.
وتكمن أهمية ممارسة الرياضة للأشخاص من ذوي الإعاقة في النمو المتزن على الصعيد الجسدي والنفسي وتنمية مهاراتهم الحركية وتطوير شعورهم بالإنتماء والمشاركة المجتمعية حيث تكسر انطوائهم وانعزالهم عن الآخرين، كما تعمل علي زيادة إدراكهم المعرفي وتحسين قدراتهم العقيلة، والأهم في ذلك أن الرياضة تكسب المعاقين احترام الآخرين لهم وتقديرهم على الممارسة الرياضة بغض النظر عن نوع إعاقتهم، بالإضافة أن الرياضة تقوي الإحساس بالذات لدى الشخص المعاق وتمنحه الثقة بالنفس والإعتزاز والتكيف مع معطيات الحياة، خاصة أن الرياضة تعد من أقوى وأهم الوسائل لتجاوز ضغوطات الحياة والترفيه عن النفس.