نوبات الغضب أمر شائع للغاية عند الأطفال الصغار والأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة. فكيف يتعامل الأطفال الصغار مع المشاعر الصعبة! ويُعتبر تفهمكم لمشاعر طفلكم أمراً مساعداً لتتجنبوا المواقف التي تؤدي إلى نوبات غضبه.
فما هي نوبات الغضب؟
تحدث نوبات الغضب في جميع الأشكال والأحجام ويمكن أن تنطوي على انفجارات مذهلة من الغضب والإحباط والسلوك غير المنظم – عندما يفقد طفلكم السيطرة على نفسه قد ترون البكاء أو الصراخ أو الأطراف المتصلبة أو الظهر المقوّس أو الركل أو السقوط أو التباطؤ أو الهروب. وفي بعض الحالات يمسك الأطفال أنفسهم أو يتقيؤون أو يكسرون الأشياء أو يصبحون عدوانيين كجزء من نوبة الغضب.
لماذا تحدث نوبات الغضب؟
نوبات الغضب هي شائعة جداً عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة إلى 3 سنوات، ذلك لأن مهارات الأطفال الاجتماعية والعاطفية بدأت للتو في التطور في هذا العمر. ليس لدى الأطفال في كثير من الأحيان الكلمات للتعبير عن المشاعر الكبيرة. إنهم يريدون المزيد من الاستقلالية ولكنهم يخشون الانفصال عنكم. وهم يكتشفون أنهم يستطيعون تغيير الطريقة التي يعمل بها العالم لذلك فإن نوبات الغضب هي إحدى الطرق التي يُعبر فيها الأطفال الصغار عن مشاعرهم ويديرونها، ويحاولون فهم أو تغيير ما يدور حولهم.
يمكن أن تحدث نوبات الغضب ايضاً للأطفال الأكبر سناً. قد يكون ذلك بسبب عدم تعلمهم طرقاً أكثر مناسبة للتعبير عن مشاعرهم أو إدارتها. أو قد يكون بعض الأطفال الأكبر سناً أبطأ من غيرهم في تطوير التنظيم الذاتي. لكل من الأطفال الصغار والأطفال الأكبر سناً، هناك أشياء يمكن أن تجعل حدوث نوبات الغضب أكثر احتمالاً:
- المزاج – هذا يؤثر على مدى سرعة وقوة رد فعل الأطفال إلى أشياء مثل الأحداث المحبطة. قد يكون الأطفال الذين يشعرون بالضيق بسهولة أكثر عرضة لنوبات الغضب.
- الإجهاد والجوع والتعب والإفراط في التحفيز ـ هذه يمكن أن تجعل من الصعب على الأطفال التعبير عن مشاعرهم وإدارة سلوكياتهم.
- الحالات التي لا يستطيع فيها الأطفال التحمل ـ على سبيل المثال، قد يواجه طفل صغير صعوبة في التحمّل إذا أخذ طفل أكبر سناً لعبة منه.
- المشاعر القوية ـ يمكن أن يكون القلق والخوف والعار والغضب غامراً للأطفال.
التنظيم الذاتي هو القدرة على فهم وإدارة السلوك وردود الفعل.
يبدأ الأطفال في تطويرها من عمر حوالي 12 شهراً ومع تقدم الطفل في السن،
سوف يكون أكثر قدرة على تنظيم ردود أفعاله ويهدأ عندما يحدث شيء مزعج.
وسترون نوبات غضب أقل نتيجة لذلك
ما الذي يجب القيام به حول نوبات الغضب
هناك أمور يمكنكم القيام بها لجعل حدوث نوبات الغضب أقل احتمالاً:
- الحد من الإجهاد. الأطفال المتعبون والجائعون والمحفزون بشكل مفرط هم أكثر عرضة لنوبات الغضب.
- استمعوا إلى مشاعر طفلكم. إذا كنتم على بينة من مشاعر طفلكم، فقد تكونون قادرين على الإحساس عندما تكون المشاعر الكبيرة على وشك الحدوث. يمكنكم التحدث عما يحدث ومساعدة طفلكم على إدارة المشاعر الصعبة قد تكونون أيضاً قادرين على صرف انتباه طفلكم.
- تحديد محفزات نوبة الغضب. على سبيل المثال، قد يواجه طفلكم نوبات الغضب عندما تتسوقون. وقد تكونون قادرين على التخطيط للمستقبل أو تغيير البيئة لتجنب نوبات الغضب. على سبيل المثال: قد يساعد الذهاب للتسوق بعد أن يكون طفلكم قد أخذ قيلولة ووجبة خفيفة.
- تحدثوا عن المشاعر مع طفلكم. عندما يمر طفلكم بشعور صعب، شجعوه على تسمية الشعور وما سببه، على سبيل المثال: (هل رميت لعبتك لأنك غاضب لأنها لم تكن تعمل؟ ما هو الشيء الآخر الذي كان بإمكانك فعله؟).
أحياناً تحدث نوبات الغضب، بغض النظر عما تفعلونه لتجنبها. وهنا بعض الأفكار للتعامل مع نوبات الغضب عندما تحدث:
- ابقوا هادئين (أو تظاهروا بذلك). خذوا لحظة استراحة لنفسكم إذا كنتم بحاجة إلى ذلك. إذا غضبتم، فإنه سوف يجعل الوضع أصعب لكم ولطفلكم. إذا كنتم بحاجة إلى التحدث، حافظوا على صوتكم هادئاً ومنخفضاً.
- اعترفوا بمشاعر طفلكم الصعبة. على سبيل المثال: إنه مزعج جداً عندما يقع الآيس كريم من الكوز (الأرطوس)، أليس كذلك؟. هذا يمكن أن يساعد على منع السلوك من أن يصبح خارجاً عن السيطرة أكثر ويعطي طفلكم فرصة لإعادة تشكيل المشاعر.
- انتظروا نوبة الغضب. ابقوا على مقربة من طفلكم حتى يعرف أنكم موجودون. ولكن لا تحاولوا أن تتحدثوا معه بالمنطق أو تصرفوا انتباهه. لقد فات الأوان بمجرد أن بدأت نوبة الغضب.
- تولوا المسؤولية عندما تكونون بحاجة إليها. إذا حدثت نوبة الغضب لأن طفلكم يريد شيئاً، لا تعطوه ما يريد. إذا كان طفلكم لا يريد أن يفعل شيئاً ما، استخدموا حكمتكم.
- كونوا ثابتين وهادئين في نهجكم. إذا أعطيتم طفلكم في بعض الأحيان ما يريده عندما يواجه نوبات الغضب وأحياناً لا تفعلون ذلك، فإن المشكلة قد تزداد سوءاً.
عندما يتصرف طفلكم بشكل جيد، قوموا بمكافأته مع الكثير من الثناء الحماسي
على سبيل المثال: عندما يسمي مشاعر صعبة مثل (الغضب)،
أو أنه يهدأ قبل بدء نوبة الغضب
نوبات الغضب لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة والأطفال في سن المدرسة المبكرة
يمكنك استخدام جميع النصائح أعلاه للمساعدة في نوبات الغضب لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة والأطفال في سن المدرسة المبكرة، ففي هذا العمر، الأطفال هم أيضاً أكثر قدرة على فهم أن أفعالهم لھا آثار أو عواقب. وهذا يعني أنه يمكنكم أحياناً استخدام العواقب لإدارة سلوك طفلكم.
من المهم أن تتأكدوا من أنكم لا تكافئون نوبات الغضب بطريق الخطأ. على سبيل المثال، إذا كان طفلكم يواجه نوبة غضب لأنكم قلتم لا لشراء مصاصة له ولكن بعد ذلك قمتم بشراء المصاصة، هذا التصرف يكافئ نوبة الغضب. الصراخ أو التضرع لطفلك عندما يواجه نوبات الغضب يمكن أن يكون أيضاً مكافأة له لأنه يعطيه الاهتمام.
التعامل مع نوبات الغضب
يمكن أن يكون التعامل مع نوبات الغضب متعب ومجهد جداً. قد تشعرون بأنكم بحاجة إلى التدخل لإنهاء نوبة الغضب على الفور ولكن إذا كان آمناً، فإن أخذ استراحة يمكن أن يساعد بينما تقررون كيفية الاستجابة.
فيما يلي بعض الأفكار الأخرى للحفاظ على الهدوء وإبقاء الأمور في نصابها:
- ضعوا استراتيجية لنوبات الغضب. تأكدوا أن لديكم خطة واضحة لكيفية التعامل مع نوبة الغضب في أي وضع تكونون فيه. ركزوا على وضع خطتكم قيد العمل عندما تحدث نوبة الغضب.
- اقبلوا أنه لا يمكنكم التحكم بمشاعر أو سلوك طفلكم مباشرة. يمكنكم فقط الحفاظ على سلامة طفلكم وتوجيه سلوكه حتى يكون حدوث نوبات الغضب أقل احتمالاً في المستقبل.
- اقبلوا أن التغيير سيستغرق وقتاً. لدى طفلكم الكثير من الوقت للنمو قبل أن تختفي نوبات الغضب إلى الأبد. إن تطوير مهارات التنظيم الذاتي وممارستها هي مهمة لمدى الحياة.
- احذروا من التفكير بأن طفلكم يفعل ذلك عن قصد أو يحاول الحصول على اهتمامكم. لا تحدث نوبات الغضب لدى الأطفال عمداً – إنه عالق في عادة سيئة أو مجرد ليس لديه المهارات في الوقت الراهن للتعامل مع الوضع.
- حافظوا على روح الدعابة. ولكن لا تضحكوا على نوبة الغضب – إذا ضحكتم، فإنه قد يكافئ طفلكم بالاهتمام. قد يزعجه أيضاً أكثر إذا كان يعتقد بأنكم تضحكون عليه.
- إذا نظر إليكم الناس الآخرون ببعض النظرات المستنكرة، تجاهلوهم. إما إذا لم يكن لديهم أطفال أبداً أو قد مرت مدة طويلة جداً منذ أن كان لديهم طفل صغير فقد يحدث أنهم نسوا كيف يبدو الأمر.
- إذا كان طفلكم لديه احتياجات إضافية مثل اضطراب طيف التوحد فإنه قد يعاني من نوبات غضب متكررة أو شديدة، اطلبوا المشورة من المهنيين الذين يعملون مع طفلكم.
لا تحكموا على نفسكم كأب أو أم على أساس عدد نوبات الغضب لدى طفلكم.
تذكروا أن جميع الأطفال لديهم نوبات غضب.
بدلاً من ذلك، ركزوا على كيفية الاستجابة لنوبات الغضب.
وتذكروا أنكم بشر فقط وجزء من الأبوة والأمومة هو التعلم من الأخطاء.
المرجع:
شبكة تربية الأطفال (2017)
https://raisingchildren.net.au/toddlers/behaviour/crying-tantrums/tantrums