انتشر في الآونة الأخير ظهور نوع جديد من الرهاب يسمى (نوموفوبيا) Nomophobia وهو عبارة عن الشعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو السير بدونه. فوبيا + النوموفوبيا، قد تعاني منه ولكنك لا تدرك!!
الـ NomoFobia هي اختصار لـ كلمة no-mobile-phone phobia وقد اكتشف هذا المصطلح لأول مرة في عام 2008 من قِبل المحققين البريطانيين، وهو يعني (الخوف من عدم وجود هاتف المحمول) وهو يشير إلى أشخاص عندما تنقطع التقنية لديهم بكل أنواعها يصابون بتشويش ذهني واضطراب واضح، هذا المصطلح لم يطلقه العلماء عبثا بل تم قبوله علميا وحتى في كل المجتمعات أصبح حالة واضحة (مثل مجتمع الكمبيوتر الكفي)، التحقيقات تشير إلى أنه من بين الـ 1000 شخص الذين تم عليهم الاختبار 66% منهم عانوا من النوموفوبيا مقارنة بـ 53% في السابق.
النوموفوبيا رهاب قد تعاني منه ولكنك لا تدرك!! حيث أن هذا الفقدان يعني عدم القدرة على التواصل مع الأصدقاء والانقطاع عن كل ما يحدث حولهم. يأتي ذلك بعد أن اعتاد هؤلاء الناس حمل الهواتف في كل مكان يذهبون إليه في حجرة النوم، وفي مكان العمل، وأثناء سيرهم، وأثناء استخدامهم المصعد وحتى أثناء دخولهم دورة المياه وبالتالي فإن فقدان الهاتف الجوال يعني فقدان واحد من أعز الأصدقاء الذي يقضي معه أكبر وقت من حياته.
أثبتت الدراسة وبالأرقام أن نسبة الإناث اللاتي يخشين فقدان الهاتف أو نسيانه أعلى من نسبة الذكور: 70% للسيدات ـ 61% للرجال. وكذلك يميل الذكور إلى امتلاك أكثر من هاتف بنسبة 47% أكثر من النساء (36%).
وقد تجد الشخص المصاب بالنوموفوبيا يتعذب أحيانا ولا يمكن أن يطفئ الجهاز الخاص به، ويخاف في الوقت نفسه من الاستهلاك العالي لبطارية الجهاز، وهو يتفقد هاتفه دوما خوفا من تفويت رسالة نصية أو مكالمة فائتة أو إيميل لم يقرأ.
أشارت الدراسة أنه يمكن رصد المونوفوبيا من خلال مجموعة من التصرفات مثلاً أن يقوم الشخص بتفقد هاتفه المحمول أكثر من 30 مرة يومياً، أو أن يشعر بكل بساطة أنه يستحيل عليه الاستغناء عن هاتفه والعيش دونه.
هل تظن ان هذا الأمر وهذه الحالة هي حالة مفتعلة ولا تعني شيئا؟؟ أنت مخطئ! حينما يبتعد الانسان المصاب عن تقنية الموبايل فإنه يحس كـأنه ضائع! يحس نفسه تائهاً! تغيب عنه حالة الأمن، في هذه الحالة فإن الإنسان عندما يحس أن أحداً ما يشغله عن هاتفه النقال أو التقنية التي يملكها فإنه يحاول أن يبتعد عن هذا الشخص! وهذا يؤدي طبعا إلى محدودية التواصل الاجتماعي في الحياة الحقيقة، وهذا يعني تقليل الخروج من البيت، تقليل التواصل مع الناس، وأيضا يعني تقليل الارتباط بالعالم الخارجي!
في كاليفورنيا يقدم مركز Morning Side استشارات للذين يعانون من مشاكل في الادمان على شيء ما، وأعترف أن الكثير ممن يراجعونه يمتلكون هذه النوموفوبيا، وقالوا إن النوموفوبيا هي بالأصح ادمان على التقنية مثلها مثل الادمان على المخدرات أو السجائر أو أي شيء آخر.
ولكن هذا الادمان ليس خطرا على الشخص وليس سماً مهلكاً يذهب إلى رئتيك أو إلى قلبك، لكن يمكن القول إنه سم للروابط الاجتماعية بين الأفراد، لكن لننظر إلى الناحية السلبية لهذا الأمر وهو ان الاستسلام لهذه الحالة قد يؤدي الى الاستسلام لحالات إدمان اخرى لا سمح الله، وذلك لأنه قدرة الجسم والعقل على التحكم بالنفس تصبح أضعف، وطبعا هنا يحرص ديننا الحنيف على عدم التعرض لذلك من خلال الحث على جهاد النفس.
وقد أوضحت الدراسة أن مصطلح النوموفوبيا لا يقتصر فقط على الخوف المرضي من فقدان أو نسيان جهاز الهاتف المحمول، وبالتالي فقدان القدرة على الاتصال؛ بل تشمل أيضاً القلق من عدم التواجد في نطاق التغطية لشبكة الاتصال المحمول. وكشفت الدراسة أيضاً أن النوموفوبيا تنتشر بصورة أكبر في المرحلة العمرية أقل من 25 عاماً.
يذكر أن الطب أحصى عدداً من الأمراض المرتبطة بالموبايلات، من بينها إمكانية التسبب بسرطان الدماغ، والتأثير السلبي على العين.
اللقب: أبو حبيبة Abohabiba
عضو هيئة تدريس بقسم الصحة النفسية ـ كلية التربية ـ جامعة بنها المصرية.
مؤسس ومدير الشفا للصحة النفسية والتربية الخاصة ـ مرشد ومعالج نفسي لذوى صعوبات التعلم.
حاصل على جائزة أفضل رسالة دكتوراه ـ وحاصل على جائزة الأسرة العربية التقنية ـ وحاصل على جائزة الشارقة للبحث العلمي.
عضوية الجمعيات العلمية:
- عضو الجمعية العالمية الاسلامية للصحة النفسية.
- عضو الرابطة العالمية لعلماء النفس المسلمين.
- عضو رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية.
- عضو الرابطة الدولية للتنمية والتميز في دراسات الموهبة.
- عضو مؤسس المركز الدولي للإستشارات والتدريب والتخاطب (دبي), منذ إنشائه.
- عضو الجمعية المصرية لصعوبات التعلم.
- عضو الجمعية السعودية لصعوبات التعلم.
- عضو الجمعية المصرية لدمج ذوى الاحتياجات الخاصة.
- عضو الجمعية المصرية للتنمية الإنسانية.
من الدراسات والبحوث:
- معوقات الابداع لدى طلاب الجامعات العربية: دراسة اقليمية.
- العلاج المعرفي السلوكي لصعوبات التعلم.
- العلاج النفسي لاضطرابات التخاطب اثر المواقف الصادمة «السيكودراما نموذجاً».
- طلاب الجامعة ذوو صعوبات التعلم وبرامج الارشاد النفسي.
- فاعلية العلاج النفسي الدينى في تخفيف أعراض الوسواس القهري لدى عينة من طالبات الجامعة.
- الارشاد النفسي لطلاب الجامعة المتفوقين عقلياً ذوي صعوبات التعلم.
- دور مشروع الطرق المؤدية الى التعليم العالي في رعاية طلاب الجامعة الموهوبين والمتفوقين عقليا.
- التدريب كمدخل لتحسين جودة الحياة وتنمية المهارات التواصلية لدى ذوى صعوبات التعلم.
- حقوق ذوى الإعاقة الكلامية بالوطن العربي؛ رؤية حالية وبرنامج مستقبلي.
- العلاج النفسي لذوى صعوبات التعلم (الراشدون والموهوبون),.
- علاج اضطرابات التخاطب لدى الصم وضعاف السمع: برنامج مقترح.
- العلاج النفسي والتخاطبي لصور التلعثم لدى ذوي صعوبات التعلم.