أنتِ أنثى معقّدة:
لا أعني بالتعقيد الجهل أو التزمّت! إنما أعني الغموض الذي يشوب أفكارك، أنتِ امرأة غامضة، لقد قلتها لكِ في البداية..
دعيني أخبرك بسر كبير: لابد أن تفهمي أن هناك فرقاً كبيراً بينكِ وبين الرجل، لا سيما في الأفكار، ولو أردتِ أن أوضح لكِ أكثر قلت ُ:
للرجل معلومات أساسية لو تعلّمتها لفهمته دون تعب أو حرج أو جهد..
بينما يحتاج الرجل إلى حل الكثير من المتاهات لتبديد الغموض والوصول إلى الفكرة الاساسية في قلب المرأة..
فلا تقارني أفكارك بأفكار الرجل، فكل واحد له أفكاره، لكنكِ تستطيعين أن تزرعي بذور الخير في قلبه لتنبت وتثمر، ولا تقولي في نفسكِ (لا أستطيع) فالمرأة التي تستطيع أن تغير علاقة الزوج بأهله كان باستطاعتها أن تنمّي هذه العلاقة بكل سهولة..
لكننا دائما للخير نسير ببطء وللشر راكضين..
لن تجدي في أي كتاب من كتب الدنيا والحياة ما يغيّر من أفكار زوجك ولن تستطيعي أن تجعليه خاتما في أصبعك مهما حاولتِ، لأن الرجل إذا كان خاتما في أصبع زوجته فهو محروم من جنس الرجال مطرود منهم..
إنما أريدكِ أن تقومي بتغيير أفكاره ليصبح رجلا عظيما يردد دائما (الفضل بعد الله لزوجتي الحبيبة..) ألا تريدين حقا أن تحققي هذا؟؟
كوني واضحة:
أنتِ حقا تتكلّفين في شخصيتك، لدرجة أنك لا تعلمين شيئا عن نفسك، كيف ستعيشين حياتك هكذا، بلا هدف أو طموح، بعض النساء كانت تتمنى أن تنجب ولدا لتعلّمه كيف يكون رجلا عظيما، ولا زالت الكثير من النساء الأخريات ينجبن الأولاد كالقطط ثم يرمينهم في الطرقات ليتعلّموا منها حياتهم..
وبعضهن يحبسن أولادهن في البيوت فتنمو أجسادهم على الرخاء وتتحول شخوصهم وأفكارهم إلى أفكار محدودة، وتكثر فيهم (الحساسية) النفسية، هذا لا يُحتملْ، لا يعرفون كيف يديرون أمورهم لأنهم لم يجرّبوا الحياة حقا، ولم يعاشروا الخلق ليفهموا..
في كل حياتنا لابد أن نستمر بقانون ثابت وهو (قانون الملح) هذا ما أسميه بقانون الاعتدال، فلا تحرمي أولادكِ من الخروج كما لا تعوّديهم على الخروج..
لا تكثري من اللوم ومن العبارت المحبطة..
(ليس عدلا، أنا حزينة، أنا لا أستحق، أنا حظي دائما…) إلى آخر هذه العبارات البائسة، خاصة أمام الزوج لأن هذه الكلمات تنتزع الحب من القلب كما تنزع الشعرة من العجين، بسهولة كبيرة، مهما كان الحب عظيما ستدفعين ثمن هذه العبارات المؤذية لأن الإنسان مخلوق لا يحب أن يستمع إلى الشكوى كما يحب أن يشكو ولا يحب أن يهتم بأحد كما يحب أن يهتموا به، هذه طبيعة البشر…
المتفائل محبوب، يحبه الناس، تحبه زوجته، يحبه أبناؤه، المتفائل شخص نادر لا يمكن تعويضه..
كما أنك إن كنتِ دائمة التفاؤل ستحظين بشخصية عظيمة، ستكونين حقا كالشمعة المضيئة وستصبحين مصدر سعادة الجميع من حولك،… لأوضّح لك الصورة: عندما ندخل إلى المنزل دائما نسأل: أين أمي؟ ليس هناك سبب أو حاجة أو موضوع أتحدث به إليها لكن مجرد دخولنا إلى المنزل نسأل عن أغلى شيء فيه: (أين أمي)! هذه الأم المهمة بالنسبة لنا، هل استشعرتِ معنى السعادة الحقيقية؟..
هو أن تكوني مصدر إلهام لمن حولك، أن يفتقدوك بشدة عندما تغيبين عنهم،.. عندما كانت السيدة خديجة رضي الله عنها مصدر سعادة للنبي صلى الله عليه وسلم حتى أنها لما توفّاها الله بعد وفاة أبي طالب سمّي هذا العام بعام الحزن، لأنه افتقد إلى مصدر السعادة،..
هل لكِ أن تكوني مصدر سعادة حقيقي؟
أي سعادة تدّعينها أنتِ ومن حولك، إذا كان غيابك مثل حضورك؟ سواء غبتِ أو ظهرتِ أو ذهبتِ سواء، ليس هناك أي قيمة لكِ..
لقد آن لكِ أن تعيدي التفكير في شخصيتك، لابد أن تستخرجي قدراتك الحقيقية، لابد أن تنعشيها من جديد..
لابد أن تجعلي الاحترام يطرق بابك دون أن تبحثي عنه في الخارج، هو من يأتيك إذا عرفت نفسك وفهمتيها، واستخرجت اجمل ما لديكِ من علم وعمل وتفكير..
واعلمي أن مجرد التفكير بأنانية وحقد يجعل منكِ امرأة مبغضة للجميع، مكروهة، وأن التفكير بحب وبذل الخير لجميع من حولك وعلى قدر استطاعتك سيجلب لك قلوب الناس.. لتكوني أنت البدر بينهم..