إعداد : أماني عبد المنعم ، مها جمال إبراهيم
[email protected], [email protected]
ينظر إلى التعلم المدمج أو الهجين عمومًا على أنه مزيج من التعلم وجهًا لوجه والتعلم عبر الكمبيوتر Graham، 2006، وهو مفهوم مرادف تمامًا للتدريس الهجين ولفهم التعلم المدمج بشكل أفضل ، وقد حاول الكثيرون تنظيم المفاهيم وتصنيفها ، هورن 2012 .
ويعتبر التعليم الهجين أحد الركائز التي تدعم استمرارية متابعة العملية التعليمية خلال كوفيد 19، ويجمع ما بين التعليم المباشر والتعلم من خلال التقنيات الالكترونية الحديثة في التعليم لتحقيق أعلى معايير العملية التعليمية.وفى التعليم الهجين هنالك تحول في أنظمة التعليم، ويجب خلق بيئة تعليمية مدرسية منزلية قادرة على مواكبة التطور.
تعتمد تفعيل استراتيجية التعلم الهجين على أربعة أسئلة رئيسية:
ماذا؟ ماهي الأنشطة التعليمية التي سوف يتم إعطائها الأولوية في التعلم عن بعد أو شخصيا.
متى؟ متى يتم التعلم شخصيا أو عن بعد .
من؟ من هم المعلمون الذين يدعمون المتعلم شخصيا أوعن بعد .
كيف؟ كيف يمكن بناء القدرات لتقويتها في التعلم الهجين.
لا يوجد تعريف محدد للتعلم المدمج:
لا يمكن الوصول الى تعريف دقيق عن مفهوم التعلم المدمج، فكل التعريفات غير مكتملة وقاصرة، فالتعريف الدقيق لابد أن يكون جامعاً مانعاً ، جامعاً لكل أوصاف المصطلح، مانعاً لا يتداخل مع غيره. وتلك الشروط لا تتوفر في تعريفات التعلم المدمج او الهجين لأنه يتداخل مع التعلم الإلكتروني ولا يجمع لمواصفات معينة محددة. كذلك لاختلاف الرؤية للتعلم المدمج سواء من المعلمين أو المتعلمين أو الخبراء والمتخصصين) تم نقلها عن الدكتور حسن الزهراني لعام 1439-1438.
وقد أشار الفقي (2011) أن التعلم المدمج هو مزيج من التدريب التقليدي الموجه بالمعلم Instructor-led training والمؤتمرات المتزامنة على الإنترنت Synchronous on line conferencing والدراسة ذات الخطو الذاتي غير المتزامنة Asynchronous self-paced Study
كما أشار كل من (جون وبجلز، 2012) أن التعلم المدمج يصف نموذجا هجينا من التعلم الإلكتروني الذي يسمح بوجود طرائق التدريس التقليدية بجانب مصادر وأنشطة التعلم الإلكتروني الحديثة في مقرر واحد.
وقد عرف السيد (2012) التعلم المدمج على انه صيغة يتم فيها دمج التعلم الإلكتروني وأدواته مع التعلم الصفي في إطار واحد حيث توظف أدوات التعلم الإلكتروني في الدروس النظرية والعملية مع وجود المعلم مع طلابه وجها لوجه في الوقت ذاته.
وقد أشار السيد (2012) بأن التعلم المدمج هو “توظيف المستحدثات التكنولوجية في الدمج بين الأهداف والمحتوى ومصادرو نشطة للتعلم وطرق توصيل المعلومات لإحداث التفاعل الإيجابي بين المعلم والطلبة والمحتوى وتوفير التناغم بين احتياجات الطالب وبرنامج الدراسة المقدم لتحسين إنتاجية التعلم..
كما أشار أبو موسى والصوص (2014) ان هناك العديد من الدراسات التي تناولت تعريف التعلم المدمج المتماذج منها دراسة دري سكول (2002) حيث أشارت إلى أن هناك أربعة معاني مختلفة لمعنى التعلم المتماذج وهي:
- المزج بين أنماط مختلفة من التكنولوجيا المعتمدة على الإنترنت لإنجاز هدف تربوي.
- المزج بين طرق التدريس المختلفة والمبنية على نظريات متعددة مثل البنائية والسلوكية والمعرفية.
- مزج أي شكل من أشكال التقنية مع التدريس من قبل المدرس وجها لوجه.
- مزج التقنية في التدريس مع مهمات عمل حقيقية لعمل إبداعات فعليه تؤثر على الانسجام بين التعلم والعمل.
وقد أشار بيرسن (2004) كذلك إلى أن هذا هو تعريف التعلم المتماذج مسميات هذا النوع من التعلم وهي:
- التعليم المزيج (Blended Learning).
- التعليم الخليط أو المختلط (Mixed learning).
- التعليم الهجين Hybrid Learning)) (أبو موسى، والصوص، 2014
يتضمن التعلم الهجين نهجًا من ثلاث خطوات مدعومًا بشكل مستمر بالمراقبة والتعديل والضبط وهي :
- الفهم والتصور.
- تحديد نموذج التعلم الهجين.
- التمكين والتنفيذ.
أهداف التعلم المدمج:
هناك نوعين من الأهداف التابعة للتعلم المدمج:
أولا: الأهداف الرئيسية العامة للتعلم المدمج:
- تحسين جودة التعليم تم نقلها عن الدكتور حسن الزهراني لعام 1439-1438
- زيادة المشاركة الطلابية.
- زيادة فاعلية التعلم.
ثانيا: أهداف تفصيلية إجرائية للتعلم المدمج:
حيث اشار كل من جون وبيجلز (2012) إلى مجموعة من الأهداف يسعى التعلم المدمج إلى تحقيقها مثل:
- تدعيم أداء الطلاب بتوظيف مستحدثات تكنولوجية.
- زيادة التفاعل المباشر والغير مباشر مع المعلمين ومع المحتوى التعليمي.
- تقليل النفقات.
- تنمية الجانب المعرفي والادائي للطلاب.
- تحقيق الديمقراطية في التعليم والتعلم الذاتي.
وهنالك شرائح طلابية يجب أخذ أن تكون احتياجاتهم وظروفهم في الاعتبار عند صياغة التعليم الهجين وهم:
- الأشخاص من ذوي الإعاقة.
- الطالب الضعيف الذي يكون في خطر بالابتعاد عن المدرسة.
- الطلاب بدون رعاية أطفال.
- طلاب المرحلة الانتقالية.
ماذا يُدمج في بيئة التعلم المدمج:
- وسائط تقديم متنوعة (تقليدية وقائمة على تكنولوجيا الإنترنت)
- أحداث التعلم المتنوعة ( ذو الخطو الذاتي Self-Paced والفردي والتعاوني Individual&Collaborative والقائم على مجموعات Group-based)
- دعم الأداء الإلكتروني Electronic Performance Support وإدارة المعرفة knowledge Management. الفقي،2011
وقد يكون الدمج متمثلا في أبعاد التعلم المدمج كما ذكر السيد (2011) وتكمن هذه الأبعاد في:
- مزج التعلم المباشر على الإنترنت بالتعلم غير المباشر.
- مزج التعلم الذاتي بالتعلم المباشر.
- مزج التعلم المخطط بغير المخطط.
- مزج المحتوى المخصص (المعد حسب الحاجة) بالمحتوى الجاهز.
- مزج التعلم والممارسة.
ويمكن باختصار معرفة ماذا يُدمج في بيئة التعلم المدمج في النقاط التالية:
- تعلم وجهاً لوجه.
- تعلم إلكتروني.
- تعلم قائم على الإنترنت.
- تعلم قائم على الشبكة العنكبوتية.
- تعلم قائم على الحاسب الآلي.
سلبيات التعلم المدمج او الهجين:
أشار كل من جون وبجلز (2012) أن للتعلم المدمج العديد من السلبيات والمشكلات والتي يمكن أن نلخصها فيما يلي:
- اعتماد التعلم المدمج على تقنيات ما تزال غير معتمد عليها، فما زال الإنترنت غير فعال في بعض الأماكن من العالم خاصة الأماكن الريفية أو الأماكن النائية.
- استخدامه بشكل فعال يتطلب من الطالب الإلمام باستعمال التكنولوجيا بشكل جيد.
- اعتماد التعلم المدمج على الأجهزة الحاسوبية والتي تتطلب الكثير من الأموال وأعمال الصيانة والتركيب.
- تدني مستوى المشاركة الفعلية للمتخصصين في المناهج في صناعة المقررات الإلكترونية المدمجة.
- التركيز على الجوانب المعرفية والمهارية لدى الطلاب أكثر من الجوانب الوجدانية.
- التغذية الراجعة والحوافز التشجيعية والتعويضية قد لا تتوافر أحيانا.
- تدني مستوى فاعلية نظام الرقابة والتقويم والتصحيح والحضور والغياب لدى الطلبة.
التحديات التي تواجه التعلم المدمج
يمكن تحديد التحديات التي تواجه التعلم المدمج (نقلاً عن الدكتور حسن الزهراني لعام 1439-1438) كما يلي:
- التحدي الأول متعلق بالتعريف: لا يوجد تعريف جامع مانع للتعلم المدمج.
- التحدي الثاني القيمة والجدوى لهذا النوع من التعلم: يرى الباحثون أن التعلم المدمج قد ينشأ بسبب المرونة الذي يوفرها وليس بسبب الفائدة او الجدوى التي يوفرها هذا النوع من التعلم.
- التحدي الثالث التقييم والقياس: كيف يتم قياس ما تم تعلمه من خلال عملية الدمج؟
- التحدي الرابع يرتبط بالتصميم التعليمي: كيف يمكن وضع العديد من المكونات التعليمية معا لخدمة هدف واحد مع الأخذ في الحسبان أن لكل مكون إجراءاته وتجهيزاته.
- التحدي الخامس الإطار الثقافي في المجتمعات:
- تحديات بشرية: عدم الرغبة في التغيير والتمسك بالتعليم التقليدي بالنسبة للمعلم وعدم توافر العديد من المهارات لدى المتعلم مثل المشاركة والتفاعل والتعلم الذاتي ومهارة استخدام الكمبيوتر.
- تحديات تقنية: توفير نظام لإدارة التعلم (lms) أو توفير مقرر إلكتروني لكل مادةE-course
- تحديات إدارية: انخفاض الوعي والتخطيط للتعلم المدمج.
- تحديات اجتماعية واقتصادية: تتمثل في انخفاض الوعي بالتعلم المدمج وارتفاع تكلفة الأجهزة.
المرجع:
- من التعلم وجها لوجه الى التعلم المدمج اثناء كوفيد 19 28/10/2020مؤتمر site interactive online
- § التعلم الهجين كعنصر أساسي في ضمان التعلم المستمر اثناء كوفيد 19 اليونسكو يوليو 2020.
- جون، اليسون ليتل، وبجلز، كريس (2012). الاعداد للتعلم الإلكتروني المدمج. ترجمة: عثمان بن
- تركي التركي، عادل السيد سرايا، هشام بركات بشر حسين، الرياض: النشر العلمي والمطابع..
- § (كتاب التعليم المدمج المتمازج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني 2011). تأليف د/ احمد أبو موسى و د/ سمير عبد السلام الصوص)
أ.أماني إبراهيم
أ.مها جمال
مشرفات تربويات في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
عضوات بمجلس الاختصاصيين النفسيين والمشرفين التربويين بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية