المنطقةُ الشرقية تحتفي بضيوفِ الشارقة وتكرمُ وفادتهم
برحلةٍ إلى خورفكان والفجيرةِ توَّجَ أطفالُ مخيمِ الأمل 27 (بطريقتي أتعلم) يومهم الثاني (الاثنين 19 ديسمبر 2016) فانطلقت قافلتهم صوبهما للتعرُّفِ على أهمِّ المعالمِ السياحيةِ والاستمتاعِ بالطقسِ الجميلِ فكانت أولى المحطات في حديقةِ المطلاعِ بمدينةِ خورفكان.
وقد بدأت الفعالياتُ بإحياءِ ذكرى المتطوعةِ الأستراليةِ هيلين شريدر التي غادرت عالمنا العامَ الماضي وكانت حريصةً لسنواتٍ طِوال على المشاركةِ في مخيمِ الأمل وتنظيمِ الورشِ الفنيةِ الممتعة والمفيدة للأطفالِ ذوي الإعاقة بهدفِ إسعادهم ومشاركتهم الفرحة.
وبهذهِ المناسبة اطلعَ الجميعُ على الرسالةِ التي توجَّهت بها سيسيل ابنة المتطوعةِ هيلين وأكدت فيها أن هيلين لا تريدُ لذكراها إلا أن تكونَ مصدرَ سعادةٍ وبهجةٍ للأشخاصِ ذوي الإعاقة والمتطوعين لأنها كانت تحبُّ الحياة واكتسابَ الصداقاتِ الجديدةِ من مختلفِ الثقافاتِ وكانت علاقتها مع أطفالِ المخيمِ والمتطوعين فيه من أجملِ وأعمقِ هذه الصداقات.
بعد ذلك اندمجَ أطفالُ المخيمِ في الألعابِ الترفيهيةِ والمسابقاتِ المنوعةِ كما شاركوا جميعأً وبفعاليةٍ في ورشِ الرسمِ والتلوينِ وغيرها من الأنشطةِ والفعالياتِ المميزة التي ساهمت فيها (مراكزُ الأطفال) بمشاركة متطوعين من جمعية (مواليف) الإماراتية التطوعية في خورفكان بصحبة موسيقى الأغاني الشعبية من التراث الإماراتي بما ينسجمُ مع رسالةِ المخيم المرتبطة بالتعليم وحقِّ الأشخاصِ ذوي الإعاقة نهلَ العلمِ والمعرفةِ بطريقتهم وبما يتناسبُ مع إمكانياتهم الفردية، واختتمت الرحلة بزيارة ممتعة إلى سوقَ الجمعة في الفجيرة.
السيد (جيل جا هوانغ) أحد المشرفين على الوفد الكوري عبَّرَعن السعادة الكبيرةِ بهذهِ التجربةِ مؤكداً أن التركيزَ على موضوعِ التعليمِ يدلُّ بوضوحٍ على ثقافة المنظمين وإدراكهم الكبير لأهميةِ التنوير المعرفي في مستقبل الشعوبِ وضرورة تسليطِ الضوءِ عليه وتوعية المجتمع به.
كما أكّدَ أن مخيمَ الأملِ بتنظيمهِ المتقنِ وفعالياتهِ العديدةِ، الغنيةِ، ورسالتهِ الإنسانيةِ الاجتماعيةِ العميقة يثبتُ دونَ شكٍّ أنه تظاهرة عالمية تستحقُّ كل الاحترام والتقدير.
وبالنسبة لتكوينِ الصداقاتِ الجديدةِ والتعرفِ على الثقافاتِ الأخرى أوضحَ السيد جيل أن أطفال الوفد يتواصلون بشكلٍ جيدٍ مع أقرانهِم من باقي الوفودِ وعلى الرغمِ من عائقِ اللغةِ الذي يتمُّ التغلب عليه بطرقٍ متعددة، وعلى الرغم من أنه لم يمضِ على انطلاقِ المخيمِ إلا يومٌ واحدٌ إلا أن الأجواءَ أخوية بامتياز وهناكَ إحساسٌ لدى الجميعِ أن الأيام المقبلة ستكونُ على نفسِ القدرِ من الروعةِ إن لم تكن أروع.
من جانبها أشادت المشرفة من وفد زنجبار ـ تنزانيا (وحيدة داهيبو) باللفتةِ الذكيةِ لمنظمي المخيمِ وانتقائهم شعاراً يؤكد على حقَّ الأشخاصِ ذوي الإعاقة بالتعلمِ ويؤكّدُ على ضرورةِ التوعيةِ بهذهِ القضيةِ ليدركَ الجميعُ أنَّ توفيرَ الظروفِ المواتيةِ ليتعلمَ الأشخاص ذوو الإعاقةِ ضمنَ أفضلِ الظروفِ الممكنة ركيزة أساسيةٌ من ركائزِ تقدُّمِ ورقي الأمم.
وعبَّرت عن سعادتها الكبيرةِ بهذهِ المشاركة وهي الأولى من نوعها لأطفال الوفد لكنها تمنت بصدق ألا تكونَ الاخيرة وأن يشهدَ المستقبلُ مشاركاتٍ طيبةٍ أخرى نظراً لأهميةِ هذه الفعالية وأثرها الإيجابي على الأطفالِ ذوي الإعاقة.
حفل السمر
بعد العودة من رحلة المنطقة الشرقية اجتمع الأطفال والمتطوعون في خيمة السمر ثم بدأت فعاليات الحفل الذي قدمه الإعلامي محمد الفرجاوي فكانت لهذا اليوم ـ كما لكل يوم ـ ميزته الخاصة حيث تلاقت ثقافات الشعوب وتعرف المشاركون على عادات وتقاليد البلدان.
وكانت من أبرز فعاليات حفل السمر تقديم وفدي الكويت وسلطنة عمان فقرتين وطنيتين شارك بهما الجميع بحماسة لم تنقص منها رحلة المنطقة الشرقية بل على العكس كان النشاط والطاقة الإيجابية في أقصى حالتيهما.
وفي بادرة جديدة قدمتها لجنة الإعلام سمحت لمتابعي حساب المدينة على الانستغرام (SchsUae) بالتصويت على الصور المشاركة في مسابقة المصور الصغير والتي التقطها الأطفال من ذوي الإعاقة خلال الرحلة إلى المنطقة الشرقية، وفازت صورة الطفل محمد عدنان مساعد من وفد دولة الكويت بحصولها على أكبر عدد من الإعجابات من قبل المتابعين، والباب مفتوح أمام الجميع للمشاركة في هذا التصويت طيلة أيام المخيم لاختيار الصورة الفائزة بوضع علامة الإعجاب عليها.
كما شهد الحفل مسابقات ترفيهية وألعاباً وتسالي أدخلت البهجة إلى نفوس الأطفال من ذوي الإعاقة.
الإعلامي محمد الفرجاوي عبر عن فخره واعتزازه بالمشاركة في مخيم الأمل مؤكداً أنها المرة الاولى له لكنها بإذن الله لن تكون الأخيرة.
وقال: (عادة يصيبني بعض الارتباك حين أشارك في تقديم الفعاليات والمناسبات لكن الطاقة الإيجابية التي بثها الأطفال من ذوي الإعاقة ومتطوعو المخيم منذ اللحظة الأولى للقائي بهم أزالت كل ارتباك ووجدت نفسي مندمجاً معهم كأنني أعرفهم منذ سنوات طويلة).
الإعلامي المميز أشاد بشعار المخيم (بطريقتي أتعلم) وأكد أنه يدل على الوعي الكبير لدى اللجنة العليا المنظمة وسعيها الدؤوب لا للترفيه عن الأطفال ذوي الإعاقة فقط بل تعليمهم وتشجيعهم على التعلم وتوعية المجتمع بأهمية هذه القضية.