برعاية صاحب السمو حاكم الشارقة
محمد بن سعود القاسمي يشهد إنطلاقة مخيم الأمل 27 بالشارقة: (بطريقتي أتعلم)
الموهوبون الصم يبدعون في (الخروج من الدائرة)
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة شهد سعادة الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية عضو المجلس التنفيذي في الشارقة صباح الأحد 18 ديسمبر 2016 حفل افتتاح فعاليات مخيم الأمل السابع والعشرين الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الانسانية تحت شعار (بطريقتي أتعلم) وتشارك فيه وفود من دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية كوريا وزنجبار من جمهورية تنزانيا الاتحادية.
حضر الافتتاح سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمخيم وسعادة الدكتور طارق بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية وسعادة الدكتور خالد عمر المدفع مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام وسعادة العقيد سلطان عبد الله الخيال مدير عام الموارد والخدمات المساندة في شرطة الشارقة وسعادة هنا السويدي رئيس دائرة الشارقة للبيئة والمحميات الطبيعية وسعادة أحمد ناصر الفردان رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة وسعادة فاروج نركيزيان عضو تنفيذي ومدير عام بنك الشارقة وعدد من رؤساء الدوائر والمؤسسات وممثلون عن الوزارات وقنصليات الدول والوفود المشاركة في المخيم وعدد كبير من الطلبة والأمهات وأولياء الأمور وعدد كبير من الضيوف والمهتمين بالتعليم امتلأ بهم مسرح قصر الثقافة بالشارقة.
وقائع الحفل
استهل الحفل بالسلام الوطني وآيات عطرة من القرآن الكريم تلاها الطالب ناجي أحمد أبو الخير من الوفد الإماراتي، ثم ألقى عريف الحفل المتطوع عبد الرحمن الحمادي كلمة المخيم التي رحب فيها بضيوفه في إمارة الشارقة المتوجة عاصمة للثقافة العربية والإسلامية وعاصمة للسياحة والصحافة العربية وقال فيها:
في كل سنة وفي مثل هذه الأيام يتجدد اللقاء الذي يترقبه الجميع بكل لهفة وحماس وتعد له المدينة أفضل ما لديها حاشدة الطاقات والخبرات التي تراكمت منذ انطلاقة المخيم الأولى في يناير 1986 والغاية منه إسعاد الاطفال ذوي الإعاقة ورسم البسمة على وجوههم وإبراز طاقاتهم ومهاراتهم وتوثيق الصلات فيما بينهم وإكسابهم المزيد من المعارف المفيدة والخبرات الجديدة وتعريفهم على الإمارة الباسمة بمعالمها وبشعبها الطيب.
وأكد أنه في كل دورة من دورات المخيم نجحت المدينة في رفع مستوى الوعي بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ووجهت من خلاله رسالة قوية واضحة ومحددة إلى كل المجتمعات أضاءت فيها على قضية هامة من أجل حاضر ومستقبل أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة ابتداء من مخيم الأمل الثاني في يناير 1987 الذي أقامته تحت شعار (انظر إلى عملي لا لإعاقتي) ومخيم الأمل الثالث الذي خصص للفتيات من ذوات الإعاقة وأقيم تحت شعار (وللفتاة المعاقة حق) لتتوالى بعدها الرسائل الهادفة والمحددة التي حملتها دورات مخيم الأمل المتعاقبة وفي كل منها مكسب جديد وإنجاز جديد حققته قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في كل المجالات وصل في يومنا هذا إلى مستويات غير مسبوقة تعززه التشريعات والقوانين النافذة والمبادرات الخلاقة لمكونات المجتمع الإماراتي من أعلى الهرم إلى قاعدته.
وعن رسالة المخيم لهذا العام أوضح الحمادي أن قناعة المدينة تترسخ وتتأكد يوماً إثر يوم بأن التعليم الجيد هو أفضل وسيلة لتطور المجتمعات وتقدمها وأن التعليم لا يقتصر على فئة دون أخرى وأن التعليم كما نفهمه ونمارسه هو في الحقيقة تعليم يلبي كل الاحتياجات ويراعي الخصوصيات ويقدم للمتعلمين كل أشكال الدعم للحصول على حقهم في التعليم.
وقال: إن شعار مخيم الأمل السابع والعشرين (بطريقتي أتعلم) هو دعوة لكل المعنيين بالشأن التربوي والتعليمي إلى التنبه لقضية الاختلاف في طرق التعلم والنظر في تباين القدرات بين الأشخاص عامة، وليس فقط بين الأشخاص من ذوي الإعاقة أو ذوي صعوبات التعلم وهذا يعني أن على الجميع أن يدرك ويؤمن بأن التنوع في طرق التعلم ينبغي أن يرتقي إلى مستوى الثقافة المجتمعية وأن الطريق الأمثل للارتقاء بالعملية التعليمية هو منح الفرص المتساوية في التعليم للجميع، وهذا يتطلب تضافر كل الجهود والطاقات للدراسة والبحث وتقديم وسائل حديثة ومبادرات وتعليم مبتكر لتمكين المتعلمين وإيصالهم إلى أقصى ما تسمح به قدراتهم.
وختم عريف الحفل بالإشارة إلى أن هذا ما يؤكده دائماً صاحب السمو حاكم الشارقة وركز عليه منذ ثلاث سنوات أثناء إطلاق مبادرة «لغتي» لتعلم اللغة العربية بوسائل ذكية في سبتمبر 2013 حين قال: (إن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأهمية وأحقية التعليم ضمن أفضل المستويات للوطن والمواطن ولضمان مستقبل دولة وشعب اعتادوا على أن يكونوا في الطليعة دائماً)، و(إن التطوير الذي نسعى إليه في المنظومة التعليمية لبناء الإنسان لا يقتصر على تطوير المناهج والبرامج والأدوات، إنما أيضاً على الهيئات التدريسية والمجتمع)، مؤكداً على حق الجميع في التعلم وفق احتياجاتهم وتبعاً للفروقات فيما بينهم، ومطالباً جميع الجهات والأفراد المعنيين أن يتصدوا لمسؤولياتهم وواجباتهم وأن يحترموا هذا التنوع والاختلاف وأن يعملوا على توفير الكوادر والوسائل المتخصصة والموارد اللازمة والمؤهلة لتقديم المستوى المطلوب من الجودة في خدمة المتعلمين جميعهم.
كلمة الوفود
بعد ذلك ألقى الأستاذ أحمد حسن الكناني من وفد الإدارة العامة للتربية الخاصة في المملكة العربية السعودية كلمة الوفود وتقدم من خلالها بخالص الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة على رعايته الكريمة لهذا الحدث الإنساني الكبير كما تقدم بخالص الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية رئيس اللجنة العليا المنظمة للمخيم على الدعوة الكريمة لكل الوفود المشاركة، كما شكر جميع المتطوعين الذين عقدوا العزم على العمل في سبيل راحة الأطفال ذوي الإعاقة وسعادتهم متمنياً النجاح والتوفيق للجميع.
المتطوعة سعاد آل علي تولت ترجمة كلمات الحفل أولاً بأول إلى اللغة الإنكليزية كما تولى المتطوع وائل سمير الترجمة إلى لغة الإشارة.
العرض المسرحي الإيمائي (خارج الدائرة)
بعد ذلك أبدع طلاب المدينة في تقديمهم للعرض المسرحي الإيمائي (خارج الدائرة) وأثبتوا قدرتهم الفنية الكبيرة في إيصال الفكرة دون استخدام الكلمات على الرغم من أنها فكرة مهمة جداً تتحدث عن التعليم والمعرفة وكيف قد يتحول تحصيلهما إلى كابوس إذا اعتمدت أساليب الضغط والاجبار من أجل ذلك مع التأكيد على سعي الجميع نحو تحقيق دمج عادل للأشخاص ذوي الإعاقة في مجال التعليم وغيره من المجالات لكن الصعوبات المتباينة لا بد من مواجهتها بشكل فاعل ومدروس ليتحقق النجاح المنشود.
العرض من بطولة: عبد السلام زعرب، زكريا سعيد، خالد حافظ، وسام طاهر، حمد بلال، وليد عابد، وأنس بسام (وجميعم من المبدعون الصم)، قام بتدريبهم: إمام النادي، حنان طلعت، حسن حماد، هشام فاروق، وصمم ملابسهم: هالة مخلوف، شيرين السيد وعلياء أبو زيد. وأعد موسيقى العرض محمد سعد، وصمم ونفذ ديكوره أكرم العوضي، وهو من فكرة وإخراج محمد بكر وبإشراف الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي مدير عام المدينة.
تكريم الرعاة
بعد ذلك قام سعادة الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية بتكريم رعاة المخيم وهم:
- بلدية الشارقة واستلم التكريم سعادة عبد الله علي القايدي مدير الإدارة المالية والشؤون الإدارية.
- شرطة الشارقة واستلم التكريم سعادة العقيد سلطان عبد الله الخيال مدير عام الموارد والخدمات المساندة.
- جامعة الإمارات واستلم التكريم سعادة مريم الكعبي مدير مركز التوظيف وشؤون الخريجين.
- دائرة الثقافة والإعلام واستلم التكريم سعادة حسن جاسم رئيس قسم العلاقات العامة في الدائرة.
- مجلس الشارقة الرياضي.
- غرفة تجارة وصناعة الشارقة واستلم التكريم سعادة خالد بن بطي، مدير عام الغرفة.
- مؤسسة نفط الشارقة الوطنية واستلم التكريم سعادة عبد الرحيم محمد علي عبد الله، مدير الاتصالات والشؤون الخارجية والتصاريح.
- جمعية الشارقة التعاونية واستلم التكريم سعادة حمد أحمد بن دخين المطروشي، مدير إدارة المالية.
- بنك الاستثمار واستلم التكريم سعادة سامي فرحات، مدير البنك.
- البنك العربي المتحد واستلم التكريم سعادة الشيخ محمد النعيمي نائب الرئيس التنفيذي للبنك.
- مجموعة شركات جيبكا واستلم التكريم سعادة عبد الحسين صفا المدير الإداري للمجموعة.
- مركز ميجا مول الشارقة واستلم التكريم سعادة سعيد بن محمد القاسمي نائب رئيس مجلس الإدارة.
- شركة سيسلي إنترناشيونال واستلم التكريم سعادة الأستاذ يزن القريوتي مدير الشركة.
- مؤسسة الشارقة للإعلام واستلم التكريم سعادة الدكتور خالد عمر المدفع مدير عام المؤسسة.
مراسم رفع الأعلام
وكانت قد سبقت حفل الافتتاح صباحاً فعاليات رفع أعلام الدول المشاركة في أرض المخيم في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بحضور جميع الوفود المشاركة واللجان العاملة في المخيم.. وقد تمت المراسم وفق الأصول والتقاليد المتبعة وسط أجواء سادها الإلتزام والاحترام.
جولة في الباص السياحي
بعد حفل الافتتاح مباشرة كانت اللجان المنظمة قد استكملت ترتيباتها لحسن الإستفادة من أوقات المخيم فكان الباصات السياحية على أهبة الاستعداد في المواقف خلف قصر الثقافة بالشارقة لتأخذ الضيوف في جولة ممتعة شاهدوا خلالها أهمَّ معالم مدينة الشارقة المميزة، عادوا بعدها إلى أرض المخيم لتناول طعام الغداء وأخذ قسط من الراحة.
اليوم التراثي
وعلى أرض المخيم اجتمعت الوفودُ في يوم التراث الإماراتي الذي ازدانت فعالياته بروح الماضي الجميل فقدم مجموعة من الرجال الإماراتيين فن الليوا الأصيل كما استمتع الجميع بالألعاب التراثية المسلية التي قدمها المتطوع عبد اللطيف القاضي والذي كان حريصاً على إدخال البهجة والسرور إلى نفوس وقلوب الأطفال من ذوي الإعاقة وهم يلعبون (التيلة والقحيف) وغيرها من الألعاب التراثية والمعاصرة، كما تذوق الجميع أطيب المأكولات الشعبية (اللقيمات، رقاق، جباب)، وإجمالاً كانت الفعاليات التراثية على قدر التوقعات وحملت السعادة إلى قلوب ونفوس الجميع.
آراء وانطباعات
خميس إسماعيل المطروشي المدير التنفيذي لقطاع الإذاعة في مؤسسة دبي للإعلام كان من ضيوف اليوم التراثي وتابع باهتمام فعالياته المميزة وأجواءه الأصيلة.
وأشاد المطروشي بفكرة المخيم الرائدة وتطبيقها اللافت على أرض الواقع ومساهمة جميع المتطوعين في دمج الأطفال ذوي الإعاقة والترفيه عنهم بالإضافة إلى تقديم العروض الفنية والمسابقات التفاعلية التي كانوا حريصين من خلالها على رسم البسمة على وجوه الأطفال ذوي الإعاقة.
الشاعر والباحث التراثي سلطان بن غافان ألقى أمام وفود المخيم والمتطوعين فيه مجموعة من أشعاره و(شيلاته الشعبية) التي تماهت إلى حد كبير مع أجواء اليوم التراثي وشكلت بالإضافة إلى طقس الإمارات الساحر في هذه الفترة لوحة جميلة قابلها الجميع بالتصفيق والإعجاب.
الأستاذة فاطمة المغني الخبيرة في التراث الإماراتي كانت أيضاً من ضيوف المخيم مساء أمس وأكدت إعجابها الكبير بجميع الفعاليات التراثية التي تصاحب المخيم عاماً بعد عام في تأكيد على الأصالة الإماراتية وأهمية الإرث الذي تركه الأجداد للمحافظة عليه.
كما شهد اليوم التراثي زيارة الفنانة البحرينية شيماء سبت رئيسة جمعية (متواجدين) التي تعنى بالاشخاص ذوي الإعاقة والأيتام والمتقاعدين وكبار السن.
الفنانة سبت أكدت أنها المرة الأولى التي تزور فيها مخيم الأمل لكنها أكدت أيضاً أنها ليست الأولى التي تسمع به فشهرة المخيم أصبحت لا تقتصر على المنطقة أو الوطن العربي بل غدت عالمية بامتياز.
وأشادت بالرسالة التعليمية الهادفة التي رفعها المخيم شعاراً هذا العام وأهمية التوعية الاجتماعية بحق الأشخاص ذوي الإعاقة أن يتعلموا باستخدام أحدث التقنيات المساندة ومراعاة الفروقات الفردية بينهم ليثمر هذا التعليم النتائج المنشودة.
سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس اللجنة العليا المنظمة للمخيم رحبت بجميع ضيوف المخيم وأكدت خلال ترحيبها بالفنانة البحرينية ووفد الممثلين المرافق لها أهمية الفن في إيصال الرسائل التوعوية إلى قطاعات واسعة من الجمهور بطرق غير مباشرة تساعد على ترسيخ هذه الحقوق والرسائل في أذهان الجميع.
وأوضحت الدور الكبير للبحرين في الانطلاقة الرائدة للمخيم وخاصة في دوراته الثلاثة الأولى حيث لعب المتطوعون البحرينيون الدور الهام والمؤسس في نجاح المخيم.
وفي لفتة كريمة من سعادة الشيخة جميلة دعت جمعية (متواجدين) منذ الآن لحجز مقعد لها ضمن الوفود المشاركة بمخيم الأمل 28 الذي ستنظمه المدينة العام المقبل وقد لاقت الدعوة كل الترحيب والاحترام من الفنانة شيماء وزملائها الممثلين (سامي رشدان، عبد الله سويد، سودابة خليفة، خالد جناحي).
حفل السمر
في حفل السمر الذي نظمته لجنة البرامج والأنشطة بالتعاون مع لجنة الإعلام رحب مقدم الحفل الإعلامي فيصل العطار عضو مجلس الإمارات للشباب بجميع الأطفال ذوي الإعاقة ودعاهم للمشاركة بحماس في فقرات الحفل الترفيهي والاندماج مع زملائهم القادمين من مختلف البلدان بينما تولى الأستاذ وائل سمير مهمة الترجمة إلى لغة الإشارة حرصاً على تفاعل واندماج الطلبة الصم.
تضمن حفل السمر العديد من الفقرات المنوعة والممتعة كفقرة (الساحر) والمسابقات الثقافية و الفنية والترفيهية التي ساهم في رونقها وإضفاء الطابع الجميل عليها تلك الابتسامة التي ما فارقت وجوه الأطفال ذوي الإعاقة وهم يتعلمون ويلعبون على مسرح حفل السمر.
بعد ذلك قدمت لجنة الإعلام مسابقة المصور الصغير التي شاركت فيها صور التقطها أطفال مثلوا الدول المشاركة في المخيم وقد فازت صورة الوفد الكوري بالجائزة وكان قد سبق كل ذلك تنظيم لجنة الإعلام لورشة تدريبية للمصورين الصغار وكيفية التقاط الصور.
شهد حفل السمر أيضاً التقليد السنوي لأول يوم من أيام المخيم والمتمثل بتقطيع قالب الحلوى بمناسبة انطلاقة مخيم الأمل السابع والعشرين.