استعدادا لانطلاقة الدورة الثامنة والعشرين من مخيم الأمل بالشارقة الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في الفترة من 18 إلى 23 ديسمبر 2017 تحت شعار (كلنا مسؤول) وبمشاركة وفود من دول مجلس التعاون الخليجي ووفدين ضيفين من المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية نيبال الديموقراطية الاتحادية اجتمع المتطوعون (السبت 9 ديسمبر 2017) ضمن ورشة عمل نظمتها اللجنة العليا للمخيم بهدف التعريف به وبأهدافه ومهام اللجان العاملة فيه وكيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة قام بترجمة محتواها واستفسارات المتطوعين مترجم وخبير لغة الإشارة في المدينة الأستاذ وائل سمير.
وقد أكدت سعادة منى عبد الكريم اليافعي مسؤول لجنة حفل الافتتاح أن على المتطوعين تمثيل المدينة خير تمثيل مع الحرص على التبسّم الدائم في وجه الأطفال ذوي الإعاقة والأخذ بعين الاعتبار عدم الإنجرار وراء العاطفة أو الشفقة وبالتالي معاملتهم باحترام ومساعدتهم على تمضية أوقاتهم بشكل مفيد يحقق السعادة والفائدة.
وقالت: التعامل السليم مع الأشخاص ذوي الإعاقة من أهم ركائز نجاح المخيم مشيرة إلى أهمية تعريف المتطوعين بمهام كل اللجان والتنسيق بين الجميع تطبيقاً لتوجيهات سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة اللجنة العليا المنظمة للمخيم وحرصاً على تحقيق أهدافه ومعاني شعاره.
وتحدث قائد أمن المخيم عبد الله الخميس والأستاذة كلثم عبيد المطروشي من اللجنة العليا عن كيفية التعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة واحترامهم وطلب الإذن من الشخص ذي الإعاقة قبل تقديم المساعدة له وحسن التواصل معه.
كما قام بعض المتطوعين (القدامى) بتنفيذ مجموعة من التطبيقات العملية لكيفية التعاطي مع الأشخاص ذوي الإعاقة والتصرف الصحيح كما شارك المتطوعون في الورشة التي قدمها خبير لغة الإشارة وائل سمير وتحدث فيها عن أساسيات لغة الإشارة وأهم الإشارات التي تتيح للمتطوعين التواصل مع الأشخاص الصم وآداب التعامل معهم.
وذكرت الدكتورة سامية محمد صالح مدير مدرسة الوفاء لتنمية القدرات أمام المتطوعين أهمية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة وفق المرحلتين العقلية والزمنية وتبني التوقعات الإيجابية واحترام خصوصياتهم والتركيز على تنمية قدراتهم ومواهبهم.
ولفتت إلى أهمية تشجيع الأطفال ذوي الإعاقة على المشاركة في الرحلات والفعاليات والورش التي سيشهدها المخيم مع الحرص على مخاطبتهم باللغة التي يفهمونها بالتنسيق مع مشرفيهم.
وقدمت المهندسة أمل الخميس عضو اللجنة العليا للمخيم تعريفاً بمخيم الأمل وأهدافه وشعاره لهذا العام مشيرة إلى أن مخيم الأمل منذ انطلاقته الأولى في يناير 1986 تطبيق عملي لرؤية ورسالة المدينة في احتواء وتمكين ومساندة الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأشارت الخميس إلى أن أعداد المتطوعين الراغبين في الانتساب في هذا المخيم يتزايد مع كل دورة حيث بلغ عدد المتطوعين الذين سيشاركون بالدورة الحالية الـ 149 متطوعاً من مختلف الأعمار والفئات العاملة ضمن المؤسسات الحكومية والخاصة داخل الدولة وخارجها مع التنويه إلى أن بعض المتطوعين يشاركون في المخيم منذ 25 عاماً وأكثر.
ولفتت إلى استمرارية المخيم وانطلاقته نحو العالمية حيث بدأ المخيم باستضافة وفود من دول مجلس التعاون الخليجي ومن ثم فتح المجال لمشاركة الدول العربية وجاءت استضافة وفود من النرويج وإسبانيا في المخيم سنة 2007 خلال الدورة 17 للانطلاق نحو العالمية بخطوات مدروسة حيث تمت استضافة 16 وفداً من دول عربية و7 وفود أجنبية بالإضافة إلى وفود دول الخليج العربية وها هو في هذه الدورة يستضيف وفداً من جمهورية النيبال تعزيزاً لمسعاه وتأكيداً على نهجه المستقبلي متمثلاً باستضافة وفود من شتى دول العالم.
وقالت: يتبنى المخيم في كل عام شعاراً مرتبطاً بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ليكون منهجاً لمختلف أنشطة وفعاليات المدينة طوال السنة الدراسية وشعار الدورة الثامنة والعشرين (كلنا مسؤول) يركز على التوعية بالمسؤولية المجتمعية وأنها لا تقتصر على دور الأفراد والمؤسسات الداعم للأنشطة والبرامج المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة بل لا بد من تسليط الضوء عليها من خلال الابتكار الاجتماعي والتوعية بقدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على ممارسة المسؤولية المجتمعية لا استقبالها فقط.
وأوضحت أن مدينة الشارقة للخدمات ليست مؤسسة تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة وحسب بل هي أكبر في المعنى من ذلك بكثير لأنها لا تكتفي باستقبال المسؤولية المجتمعية بل تمارسها من خلال برامج التوعية وتهيئة المتطوعين والاستمرارية في تقديم الخدمات.
وعن أهداف مخيم الأمل قالت المهندسة أمل: من أهم هذه الأهداف إتاحة الفرصة أمام الأطفال ذوي الإعاقة للتعارف واكتساب المهارات الاجتماعية وتعويدهم على الاعتماد على النفس والاستقلالية بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أمام العاملين في مجال التربية الخاصة للتعارف وتبادل الخبرات والمعلومات وتعريف المشاركين في المخيم بمعالم الإمارات والترويح عنهم وصقل مهارات المتطوعين وتنمية خبراتهم في المجال التطوعي مع الأشخاص ذوي الإعاقة.
ختاماً تم تقديم فكرة عن طبيعة عمل كل لجنة من اللجان العاملة كما تم الاطلاع على أهم القوانين واللوائح الناظمة لعمل مختلف اللجان بالشكل الذي يحقق الانضباط الأمثل لسير أيام المخيم بإذن الله.