تحتفي بهِ في الحادي والعشرين من مارس.. كلَّ عام
مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.. تاريخٌ مُشرِّفٌ في خدمة الأشخاص ذوي متلازمة داون
تعليمٌ.. دمجٌ.. توظيفٌ.. وترويح
239 طالباً من الأشخاص ذوي متلازمة داون استفادوا من خدمات المدينة خلال العام الدراسي 2023 ـ 2024
أعده حازم ضاحي شحادة
تحتفي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنويَّاً باليوم العالمي لمتلازمة داون من خلالِ تنظيمِ العديدِ من الفعالياتِ والمحاضراتِ والندوات والبرامج والأنشطة التي تسعى عبرها إلى تحسين جودةِ حياةِ الأشخاص ذوي متلازمة داون وأسرهم، وفقَ أفضل وأحدث الممارسات العالمية، بالإضافةِ إلى التوعيةِ بحقوقِهم ومن أهمِّها الحقّ في التعليم والدمج والعمل والصحة والتهيئة البيئية…
اقرأ ايضا: اليوم العالمي لمتلازمة داون
واليوم العالمي لمتلازمة داون الموافق 21 مارس من كلّ عام هو يومٌ تمَّ اعتمادهُ من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدفِ التوعية بقضايا المتلازمة، وحثّ المجتمع على المشاركة في تقديم الدعم والمساندة في مختلف المجالات. هذا العام تحتفي المدينة به تحت شعار “إنهاء الصور النمطية”، حيثُ تعمل المدينة على توفير فرصٍ متساويةٍ للأشخاصِ ذوي متلازمة داون وتمكينِ قدراتهم من خلال فهم واستيعاب التحديات، والمساهمة في دمجِ الأشخاص ذوي متلازمة داون في المجتمع وسوق العمل.
ريادة منذ التأسيس
دأبت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ومنذ سنوات طويلة على تعليم وتدريب الأشخاص ذوي متلازمة داون وتوفير الفرص لتحديد خياراتهم وعقد الشراكات وتنميتها وفق أفضل الممارسات مع المؤسسات والمنظمات المحلية والعربية والدولية في سبيل تحقيق مبدأ المساواة بالحقوق التي كفلتها الشرائع والقوانين.
كما تولي المدينة أهمية كبيرة للحقوق المستحقة للأشخاص ذوي متلازمة داون مؤكدة ريادة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ تأسيسها في المطالبة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عموماً ومن ضمنهم الأشخاص ذوو متلازمة داون ومن أهم هذه الحقوق الحق بالدمج الكامل في جميع مناحي الحياة سواء في سوق العمل أو في المؤسسات الخدمية والترفيهية والتعليمية، وجميع المرافق المتوفرة والتأكد من حصولهم على حقوقهم الاجتماعية والإنسانية والحق في الترفيه .
وتنظم المدينة بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لمتلازمة داون العديد من الفعاليات والأنشطة التي يشارك فيها الأشخاص ذوو متلازمة داون وأولياء أمورهم ويلعبون خلالها دوراً مؤثراً في نجاحها وتميزها، وقد بلغ عدد الأشخاص ذوي متلازمة داون الذين استفادوا من خدمات المدينة خلال العام الدراسي 2023 ـ 2024 ( 239) طالباً.
ولا تكتفي المدينة بالفعاليات التي تنظمها داخل فصولها أو أقسامها أو فروعها، بل هي حريصة على دمج الأشخاص ذوي متلازمة داون في مدارس ورياض الأطفال بهدف المساهمة في تقديم الخدمات المجتمعية وإبراز القدرات والمهارات التي يمتلكونها، ومن أهمها قدرتهم على المساهمة في العطاء، كما يشارك الأشخاص ذوو متلازمة داون في الفعاليات التي تنظمها المدينة أو تشارك فيها بالتعاون مع مؤسسات ومراكز المجتمع المختلفة.
“وعي وحقوق”
وفي هذا الإطار، سبقَ للمدينةِ أن نظمت في مارس 2013 بالتعاون مع منظمة الاحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجمعية الإمارات لمتلازمة داون مؤتمر متلازمة داون تحت شعار (وعي وحقوق) بالتزامن مع اليوم العالمي لمتلازمة داون حيث كان المؤتمر فرصة طيبة لجميع الاختصاصيين والأسر والمهتمين كي يطلعوا على أهم وأحدث ما تم التوصل إليه في هذا المجال، بالإضافة عرض مجموعة من أوراق العمل القيمة والتجارب والخبرات لأمهات وآباء وأخوة الأشخاص من ذوي متلازمة داون.
“العمل.. التوظيف”
ولا تدخر المدينة جهداً في تقديم أية إضافة جديدة لتحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وهي تمد يدها إلى جميع المؤسسات وتتعاون مع الخبرات العملية والأكاديمية المحلية والعربية والعالمية كما تأخذ المدينة على عاتقها دائماً تطوير وتبني الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، كما تعمل على توظيف الأشخاص من ذوي الإعاقة وبالتالي تمكينهم اقتصادياً بما يحقق لهم تطوراً وتقدماً على الصعيدين الشخصي والاجتماعي.
وحدة المناصرة الذاتية
وكانت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية قد أطلقت عام 2022 “وحدة المناصرة الذاتية” التي تهدف إلى تنمية وتطوير العمل على مستوى كافة المدارس والفروع في المدينة والتوعية بالمناصرة الذاتية ودور المناصرين الذاتيين. وتشرف الوحدة على تمثيل المدينة في أنشطة المناصرة الذاتية داخل وخارج الدولة.
وقالت منسق وحدة المناصرة الذاتية الشيخة شيخة سلطان القاسمي: تتولى الوحدة مهام تنظيم وتوحيد وتفعيل جهود المناصرة الذاتية ووضع السياسات والإجراءات، وابتكار ووضع وتنفيذ المبادرات التي من شأنها تطوير عمل المناصرة الذاتية في المدينة، كما تعمل على التخطيط والتنسيق لأنشطة تفعل دور المناصرين الذاتيين على المستوى المجتمعي، وتعزيز دور المناصرين الذاتيين وتأهيلهم وتمكينهم من خلال الدورات والورش التدريبية، وعقد اللقاءات التوعوية والتنظيمية اللازمة.
“سعيدة بالعمل في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية”
وقالت الشيخة شيخة إنَّ المناصرين الذاتيين هم مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يمكنهم تمثيل أنفسهم والآخرين وقيادة أوطانهم والمطالبة بحقوقهم، مشيرة إلى أن الهدف من وحدة المناصرة الذاتية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بناء مجتمع من المناصرين الذاتيين في المنطقة، وجذب الأشخاص من مختلف الإعاقات للتحدث عن تحدياتهم، وسيكون ذلك ممكناً عن طريق تقديم ورش عمل عن المناصرة الذاتية، أهدافها وتطلعاتها.
وعبَّرت الشيخة شيخة القاسمي عن سعادتها الكبيرة بالعمل منذ ثلاث سنوات في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي قدمت لها الفرصة للتوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام ومن بينهم الأشخاص من ذوي متلازمة داون، والدعوة إلى دمجهم في المجتمع وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
الشيخة شيخة القاسمي تحدثت عن الأثر الكبير لدعم الأهل لطفلهم، وأهميته، وفي هذا استذكرت عندما صحبتها والدتها لتسجيلها في المدرسة لكن الإدارة رفضت قبولها، ودمجها مع أقرانها، ثم تراجعت عن هذا القرار أمام إصرار والدتها على تسجيلها في المدرسة بعد أن أصرت على البقاء أمام المدرسة إلى أن يوافقوا على دمجها.
ووجهت شيخة القاسمي رسالة إلى الأشخاص ذوي متلازمة داون أكدت فيها أهمية أن يؤمنوا بقدراتهم ويتقبلوا أنفسهم وينموا مواهبهم وقدراتهم ليصبحوا مشاركين في المجتمع، كما وجهت رسالة إلى المجتمع أشارت فيها إلى ضرورة تقبل الاختلاف
“البداية مع الإرشاد الأسري”
السيدة الفاضلة ليلى حسين عبد السلام ولية أمر الطالب محمد أحمد السيد ( 7 سنوات)، تحدثت عن التحاق محمد بخدمات المدينة مذ ما يزيد على خمس سنوات وكانت البداية مع خدمة الإرشاد الأسري في مركز التدخل المبكر، حيث قدمت الاختصاصيات للأسرة أفضل وأحدث السبل في كيفية التعامل مع محمد.
بعد ذلك التحق بخدمة الفصول وبدأ الأهل يشعرون بالتغيير الفعلي، فبعد أن كان محمد انطوائياً، بدأ يتفاعل مع أصدقائه ويندمج أكثر، ورويداً رويداً بدأ ينطق الحروف ويمسك الأشياء بالطريقة الصحيحة.
وتقول أم محمد: منذ عامين انتقل إلى مدرسة الوفاء لتنمية القدرات وفي المدرسة أصبح الاندماج أكبر وأصبح يبادر للمشاركة مع الزملاء في الأنشطة والرحلات، موضحة أن المدينة تضع لمحمد خطة فردية وتشارك الأسرة فيها.
السيدة الفاضلة ليلى عبرت عن عميق الشكر والامتنان لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي لم تقتصر خدماتها على محمد فقط بل امتدت لتشمل الأسرة وساهمت في فهم أكبر لطبيعة محمد وكيفية التعامل معه، ودمجه في المجتمع فكانت الداعم النفسي الأكبر لها ولأبيه وأخوته.
“مساعدة المعلمة مريم”
قبل سنوات طويلة، كانت الأستاذة مريم حسن شهيل طالبة في مركز التدخل المبكر التابع للمدينة، وفيه تلقت الخدمات المناسبة من إرشاد أسري وفصول إلى أن تخرجت فيه وانتقلت إلى مدرسة الوفاء لتنمية القدرات كي تواصل تعليمها تحت إشراف نخبة من أمهر الاختصاصيين والمعلمين، وتدرجت في تعليمها وإتقان المهارات الحياتية والأكاديمية والاجتماعية إلى أن وظفتها المدينة بعد رحلة العلم والتعليم وأصبحت منذ خمس سنوات مساعدة معلمة في المدرسة.
تتنوع المهارات والخبرات التي تتقنها مريم فهي تسهم في إعداد الوسائل التعليمية للطلاب وتدربهم على هذه الوسائل، كما تتقن العديد من المهارات الإدارية كتصوير الأوراق والطباعة وغيرها، كما تشرف على الأنشطة التعليمية للطلاب وفق الأهداف والخطة التربوية الفردية لهم.
الأستاذة مريم من المناصرين الذاتيين وتشارك في الاجتماعات والمحاضرات الخاصة بالمناصرين الذاتيين ومن هواياتها الرسم والموسيقى.
“مركز مسارات للتطوير والتمكين”
الأستاذة مريم محمد يوسف بن صندل مدير مركز مسارات للتطوير والتمكين بالإنابة قالت: يقدم مركز مسارات للتطوير والتمكين التابع للمدينة عدة خدمات للأشخاص ذوي الإعاقة ومن ضمنهم الأشخاص من ذوي متلازمة دوان، حيث يخضع الطلاب في المركز لبرنامجين بحسب القدرات الذهنية ومهارات التعلم وهما: برنامج التعليم المستمر (بيتك): ومن خلاله يتم تقديم خدمة التعلم الأكاديمي وتعلم مهارات الحياة الضرورية للتوظيف ويقدم للطلاب من ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة والقادرين على مهارة التعلم الأكاديمي.
وأضافت الأستاذة مريم: أما برنامج العيش المستقل فيستند إلى منهاج “تيتش” ويقدم للطلاب من ذوي الإعاقة المتوسطة مهارات الاستقلالية والتواصل والمهارات الوظيفية المناسبة لقدراتهم، ويشتمل على عدة أنشطة يقدم جزء منها بشكل فردي من خلال خطة الطالب الفردية، والجزء الآخر بشكل جماعي مع زملائه في الصف.
وبالنسبة للورش الإنتاجية يتيح المركز فرصة التوظيف في الورش الإنتاجية بعد تلقي التدريب المناسب داخل الورش وتمكن الطالب من الإنتاج في العمل، وقد وظف المركز ثلاثة من الأشخاص ذوي متلازمة داون يعملون يداً بيد برفقة زملائهم.
وأوضحت مدير مركز مسارات للتطوير والتمكين بالإنابة: يقوم قسم التوظيف في المركز بمساعدة الباحثين عن عمل من الأشخاص ذوي الإعاقة بمن فيهم الأشخاص من ذوي متلازمة داون سواء من طلاب المركز أو من خارج المركز ويقدم هذا القسم خدمة استلام السيرة الذاتية للباحثين، والإرشاد المهني وتقييم الميول المهنية للباحث، والمساعدة في إيجاد فرص وظيفية مناسبة في مؤسسات ومراكز المجتمع.
ويتيح مركز مسارات فرصة العمل في عدد من الشواغر الوظيفية مثل وظيفة مساعد معلم، أو مساعد في الورش الموجودة في المركز، وقد تم تعيين عدد من الأشخاص ذوي متلازمة داون خلال السنوات الماضية في المركز.
“أولياء الأمور”
وعبر السنوات الطويلة التي شهدت اهتمام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بتعليم وتدريب ودمج الأشخاص ذوي متلازمة داون وفق أفضل الممارسات العالمية، لطالما أشاد أولياء الأمور بهذه الخدمات والبرامج التعليمية والتدريبية التي ساهمت مساهمة مباشرة في تطوير مهارات وقدرات أبنائهم ومكنتهم من تعزيز ثقتهم بأنفسهم والتفاعل مع أقرانهم في المدينة والمجتمع.
وأكد أولياء الأمور أن المدينة لا تدخر جهداً في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر، ومشاهدة الأهل لأبنائهم وهم يحققون الإنجازات تعليمياً واجتماعياً يدخل إلى قلوبهم السعادة ويشعرهم بالتقبل والدمج المجتمعي وأن لدى أبنائهم قدرات وإمكانات كامنة مع التأكيد على الاستمرارية في تقديم هذه الخدمات المميزة للطلاب ذوي متلازمة داون.
“مركز التدخل المبكر.. “
الأستاذ محمد فوزي مدير مركز التدخل المبكر أكد أن السنوات الأولى من حياة الأطفال تعتبر مرحلة حرجة جداً ومهمة للغاية وهذا ما أكدته الكثير من الدراسات والأبحاث في المجال حيث يكون الطفل في المراحل الأولية من عمره أكثر حساسية وعرضة للاستجابة للتجارب والمثيرات المحيطة به وبالتالي فإن توفير خدمات التدخل المبكر للأطفال من ذوي متلازمة داون من شأنه العمل على تطوير مهاراتهم المختلفة وتقليص الفجوة في مجال النمو بين الأقران ومراقبة تطور النمو لديهم ومعالجة أية انحرافات بشكل فوري.
وأضاف: إن برامج مركز التدخل المبكر وكجزء من النظام الشامل للمجتمع تنخرط في برامج التوعية المجتمعية وتنظيم الأنشطة الرامية إلى التركيز على مهارات وقدرات الأطفال من ذوي متلازمة داون ومشاركتهم الفاعلة كجزء من النسيج المجتمعي، حيث يقدم المركز مجموعة من الخدمات للأطفال من ذوي متلازمة داون من أهمها: خدمات الإرشاد الأسري والتدريب المنزلي للفئة العمرية من الولادة إلى عمر 3 أعوام، خدمات التعليم والتدريب ومتابعة برامج التعليم الدامج للفئة العمرية من 3 إلى 5 أعوام، خدمات التمكين والتدريب للأسرة، برامج الدعم والترفيه النفسي والاجتماعي.
“فريق عابر للتخصصات”
الأستاذ محمد أكد أن المركز يعمل وفق نظام الفريق العابر للتخصصات – مقدم الخدمات الرئيسي حيث يحرص فريق العمل على تقديم تجربة فريدة للأسرة والطفل في المركز وأن يكون هذا المركز هو الملاذ الآمن والاختيار الأول للأسرة.
وأردف: السبب الرئيسي لاعتماد المركز هذا النهج (العابر للتخصصات) ـ حيث يعتبر هذا النوع من الفرق الأكثر نجاعة في تقديم خدمات التدخل المبكر ـ هو أن هناك أدلة جيدة على أن الآباء يفضلون ويعملون بشكل أفضل مع متخصص واحد لأنه كلما زادت مشكلات الصحة أو النمو التي يواجهها الطفل من ذوي متلازمة داون زادت الخدمات التي يتلقاها وزادت مواقع الخدمة التي يمكن الوصول إليها.
وفي ظل هذه الظروف، الخدمات تكون أقل تمحوراً حول الأسرة. وما يريده الآباء هو نقطة اتصال واحدة بالخدمات وشخص فعّال وموثوق به لدعمهم للحصول على ما يحتاجون إليه. حيث أن معظم الأُسر تفضل أن يكون لديها شخص ثابت يعمل معها طوال السنوات الأولى من عمر الطفل، كذلك فإن هذا النهج يقلل من التقارير المتضاربة أحياناً ويسهم في تنسيق الخدمات بطريقة أقل إرباكاً للأُسرة وهذا الدور يقوم به ما يعرف بصديق الأسرة.
وقال مدير مركز التدخل المبكر: هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الممارسة عابرة التخصصات تعتبر أفضل ممارسة في خدمات التدخل المبكر. وتتمثل مزايا طريقة العمل هذه في أنها تبسط إلى حد كبير العلاقات الأُسرية مع فريق الاختصاصيين، وتضمن حصول الأُسرة على مشورة منسقة، وتشرك الأُسرة في جميع القرارات، وتمكن الأُسرة من إدارة الطلبات في وقتها، وتقلل من الإجهاد الواقع على الأُسرة. وهناك أدلة جيدة على أن هذا يؤدي إلى زيادة الرضا لديها عن الخدمات، والمزيد من تقديم الخدمات التي ترتكز على الأسرة، ونتائج أفضل للأطفال والأسر.
ويركز فريق العمل على تقديم الدَعم والمساندة وتعزِيز الثِقة والكفاءة للأُسرة ومُقدِمي الرِعاية لتقْديم الفائدة المرجوة لتطوير قدرات الأطفال من ذوي متلازمة داون للانخراط في المجتمع بشكلٍ فاعل، حيث يتم تكاتف فريق العمل والمكون من (معلم الإرشاد الأسري، معلم التربية الخاصة، اختصاصي العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وعلاج النطق واللغة والاختصاصي النفسي بالإضافة إلى الاختصاصي الاجتماعي والعلاج بالموسيقى والتدريب الفردي ومتابعة الدمج والتغذية جميهم يتحدون مع الأسرة لتشكيل فريق عمل متجانس يقدم خدمات تناسب تطلعات واحتياجات واوليات الأسرة.
“فوائد متوقعة”
وأوضح فوزي أن الفوائد المتوقعة للأسر الملتحقة ببرامج التدخل المبكر تتمحور حول تحسين معاملة الأُسرة للطفل من ذوي متلازمة داون وإكسابها المعلومات والمهارات اللازمة لتعليم طفلها وإكسابه المهارات المطلوبة، تخفيف الأعباء المتعلقة برعاية الأطفال، وتكاليف العناية على المدى البعيد، مساعدة الأُسرة على التقبل والانخراط في المجتمع وأنشطته المختلفة وتعديل اتجاهات الأسر ومساعدتها على تقبل الطفل وتدريبه، تفريغ الطاقة السلبية والتفكير بشكل إيجابي وتخفيف الضغوط النفسية وإيجاد حلول ملائمة لأولويات واحتياجات الأسر وزيادة الوعي الصحي والاجتماعي للأسر وإيجاد مصادر الدعم المتنوعة، إعداد المتطلبات الإرشادية والعلاجية التي تسهم في إعطاء المعلومات التي تطلبها أسرة الطفل، تدعيم العلاقة بين الأُسرة والجهات المسؤولة عن الرعاية والتعاون بينهم
“الإرشاد الأسري”
أما عند الحديث عن دور الإرشاد الأسري لأسر الأطفال الصغار من ذوي متلازمة داون فإنه يلعب دورًا حيويًا في تقديم الدعم والتوجيه للأسرة مما يزيد من الكفاءة الوالدية في مساعدة الأطفال على الانخراط في المجتمع بشكل متوازن من خلال عدد من النقاط الرئيسية هي: التوجيه النفسي والاجتماعي إذ يساعد الإرشاد الأسري في توجيه أفراد الأسرة (الوالدان، الأبناء، وحتى الأقارب) على فهم الحياة الأسرية وتحقيق الاستقرار والتوافق، ويساعد في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطفل وأسرته، ويشجع الأسرة على استخدام البرامج التدريبية لتطوير المهارات الحياتية والاجتماعية للطفل، كما يساعد الأسرة في استغلال فرص التعلم الفطرية والمتوفرة في بيئة الطفل، وتوجيه الأسرة في كيفية مواجهة مجموعة من المواقف الحياتية المختلفة والاستفادة من هذه المواقف في سبيل تطوير مهارات الطفل.
“مراحل مساعدة الأسرة”
يمر الأهل بعدة مراحل بعد ولادة طفل من ذوي متلازمة داون، بما في ذلك الصدمة، الحزن، الشعور بالذنب، الرفض، الغضب، الخوف، والتكيف، حيث يساعد الإرشاد الأسري في تقديم الدعم والتوجيه خلال هذه المراحل والخروج من هذه المراحل، والتمكين من خلال برامج تدريبية موجهة للأسرة تمكنها من العناية وتقديم الفائدة المرجوة للأطفال وفق قائمة من الاحتياجات والأولويات الخاصة بالأسرة
“التحديات والحلول”
يساعد الإرشاد الأسري في تحديد المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لتحقيق التكيف النفسي والاجتماعي، من خلال نمط تعاوني يهدف إلى استخلاص الحلول المقترحة من طرف الأسرة وآليات تنفيذ هذه الحلول، ويساعد في إدراك واستيعاب التحديات الناجمة عن تواجد طفل من ذوي متلازمة داون في الأسرة، ويهدف الإرشاد الأسري إلى تحقيق سعادة واستقرار الأسرة وتقديم الدعم اللازم للأهل والأطفال، كما يتم التركيز خلال العمل مع الأسرة على الممارسات القائمة على تيسير التعلم من خلال التجارب في الأنشطة اليومية والروتينية للطفل والأُسرة ، ويتم تقديم معظم خدمات الإرشاد في المنزل حيث إنها “بيئة طبيعية” للأطفال الصغار أو يمكن أن تقدم في الحضانات أو مكان يتواجد فيه الأطفال من ذوي متلازمة داون في الظروف الاعتيادية والأماكن التي يقضون فيها أوقاتهم مع أسرهم دون الإخلال بالنظام اليومي للأسر.
الدمج والتعليم الدامج
دعاء الدريدي المشرف على وحدة التعليم الدامج في المدينة أكدت أن دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم بشدة توفير الخدمات التعليمية للأشخاص ذوي الإعاقة حيث كفل دستور الدولة حق التعليم من خلال القانون الاتحادي رقم 29 لسنة 2006 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والمعدل بقانون اتحادي رقم 14 لسنة 2009 لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة وينص القانون على الحقوق والرعاية والفرص المتساوية لهم في مجالات التعليم والرعاية الصحية والتأهيل والتدريب.
وأضافت: انطلاقاً من رؤية ورسالة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في ” احتواء ومناصرة وتمكين” الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعليم والتأهيل والتوظيف ليكونوا مشاركين ومستقلين في مجتمعاتهم، تعمل وحدة التعليم الدامج على أن الدمج ليس مجرد نموذج من نماذج التربية الخاصة وإنما هو أسلوب للتفكر والممارسة يشمل جميع أفراد المجتمع.
وأشارت إلى أن عدد الطلاب المدموجين للعام 2023-2024 من الأشخاص ذوي متلازمة داون هم 22 طالباً وطالبة.
من أهم الخدمات التي تقدم للأشخاص ذوي الإعاقة ومن ضمنهم الأشخاص من ذوي متلازمة داون، تقول الدريدي: تحقيق مبدأ العدالة للأشخاص من ذوي الاعاقة في تمكينهم للحصول على فرص متكافئة في التعليم، تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم من خلال توفير التعليم الملائم والتنمية الشاملة للقدرات في البيئة الأقل تقييداً بدءاً من مرحلة ما قبل المدرسة مروراً بمراحل التعليم المختلفة ومراكز الإعداد والتأهيل المهني وصولا إلى دمجهم في المجتمع، تقييم الطلاب المرشحين للانضمام إلى برنامج الاستعداد المدرسي من قبل فريق متعدد التخصصات وفق المؤشرات وإجراء التقييم المستند إلى المنهاج ومهارات الاستعداد المدرسي والتقييمات المعمقة وفق الاختصاصات ورأي الفريق العمل لرصد قدرات الطفل من نقاط قوة ونقاط احتياج ووضع أهداف الاستعداد المدرسي لإدراجها ضمن الخطة التربوية الفردية والبدء في جلسات الاستعداد المدرسي، تقديم جلسات إرشادية مقدمة لأسر الطلبة لمنتسبين لوحدة التعليم الدامج لتقديم الدعم والمساندة لهم بما يؤهلهم للتعامل مع التحديات التي تواجههم قبل وأثناء وبعد عملية الدمج من خلال تقديم الاستشارات المتخصصة لأسر والإجابة عن أية استفسارات تخص الدمج وتكون وحدة التعليم الدامج هو المرجعية الأساسية للأسر عند احتياجها لأية استفسارات أو بيانات تخص عملية الدمج.
كما تقدم خدمات الدمج الجزئي بهدف تهيئة الطلاب للالتحاق بالمؤسسات التعليمية واكتساب خبرة الصفوف التعليمية في البيئة المدرسية وتنفيذ بنود الخطة الانتقالية من قبل فريق العمل والأسرة. والعمل على اختيار الحضانة أو المدرسة الدامجة من قبل الأسرة وفريق العمل بما يتلاءم واحتياجات الطالب والتنسيق معهم لاستقبال الطالب تدريجياً خلال اليوم المدرسي، وخدمات المتابعات الميدانية والدورية عند التحاق الطالب بالمدرسة لمتابعة سير تطورهم وتقدمهم في المدارس وتقديم الدعم اللازم لفريق الطالب في المدرسة، بالإضافة إلى تهيئة ورفع الوعي المجتمعي وقدراتهم واحتياجاتهم، وتفعيل الشراكات المجتمعية الداعمة للدمج وضمان حقوقهم في جميع المجالات خصوصاً في التعليم.
“أبرز التحديات التي تواجه دمجهم “
- قبول جميع الطلبة دون شروط
- إيجاد الحلول لارتفاع التكلفة المادية.
- توفير التقنيات والوسائل والمعينات التي تمكن وتسهل تعليم الأشخاص ذوي الاعاقة.
- توعية الأسرة والأشخاص الفاعلين في العملية التعليمية والمجتمع بأهمية الدمج
- توفير التدريبات التخصصية المستمرة لتأهيل الكوادر البشرية التربوية والتعليمية لتعليم الأطفال ذوي الإعاقة وفق أفضل الممارسات العالمية.
- دعم آليات التعاون وتبادل الخبرات والتجارب ما بين المؤسسات التعليمية والمنظمات التي تعنى بالأشخاص من ذوي الإعاقة والأسرة كشريك أساسي.
- توفير الدراسات الميدانية الكافية
“جواز سفر طبي”
وكانت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية قد أصدرت عام 2020 (جواز السفر الطبي) المخصص للأشخاص ذوي متلازمة داون بهدف توعية أولياء الأمور وأطباء الأطفال بالإجراءات والفحوص الأساسية التي ينبغي القيام بها وفق المعايير والشروط المعتمدة عالمياً.
وجاءت هذه الخطوة والفحوصات المعتمدة من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ولجنة علم الوراثة (الإشراف الصحي على الأطفال ذوي متلازمة داون)، في إطار حرص المدينة على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتقديم الخدمات العلاجية والتربوية والتعليمية والتأهيلية لهم بشكل مباشر، وسعيها المستمر للحد من أسباب الإعاقة بالكشف والتدخل المبكرين بالإضافة إلى تقديم الخدمات التوعوية والتثقيفية بشكل عام.
“خطواتٌ هامة”
مجموعة من الخطوات واجبة على أولياء الأمور القيام بها بهدف الاستفادة المثلى من الجواز وفي مقدمتها ملء صفحة المعلومات بدقة ومن ثم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة (سنوياً) لأبنائهم من ذوي متلازمة داون تبعاً للأعمار والتواريخ المحددة لكل فاحص.
ومن هذه الفحوصات المهمة جداً بالنسبة للأشخاص ذوي متلازمة داون: فحوصات القلب والسمع والبصر والغدة الدرقية والفحص الخاص بفقرات الرقبة عند عمر الـثلاث سنوات وهذا الفحص يجرى (لمرة واحدة في العمر) بالإضافة إلى فحوصات الدم بشكل عام نظراً لكون الأشخاص ذوي متلازمة داون معرضين أكثر للإصابة باللوكيميا، بما يضمن المتابعة العلمية الدقيقة لتطور كل حالة وبالتالي تجنب أية مخاطر مفاجئة.
ومن الخطوات الضرورية أيضاً متابعة نتائج هذه الفحوصات مع الجهات الطبية المتخصصة أولاً بأول، والإحاطة بأي تطور سلبي أو إيجابي مرتبط بحالة أبنائهم وبالتالي المبادرة إلى تقديم الحلول لأية مشكلة قبل تفاقمها.
ومصطلح (جواز سفر طبي) يشمل الإجراءات المذكورة ولا علاقة له أبداً بموضوع (السفر)، حيث أن المدينة لا تدخر جهداً في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة وتنمية الشراكة مع المؤسسات والجهات محلياً وعربياً وعالمياً لتعزيز حقوقهم في مختلف المجالات وفي مقدمتها مجال الصحة وفق أفضل الممارسات العالمية.
“ملتقى متلازمة داون (الافتراضي)
كما نظمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عام 2020 الملتقى الافتراضي حول متلازمة داون بحضور عدد لافت من أولياء الأمور والاختصاصيين والمهتمين. وجاءَ الملتقى في إطار حرص المدينة على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة والتوعية بقضاياهم وتقديم الخدمات المناسبة لهم ولأولياء أمورهم وفق أفضل الممارسات العالمية، بالإضافة إلى تقديم الخدمات التوعوية والتثقيفية بشكل عام.
بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
صدر له حتى الآن:
المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
(مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية).