إعداد : هيئة التحرير
كانت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أول من تبنى تحقيق مطلب الأشخاص ذوي الإعاقة بالحصول على رخص قيادة السيارات وقد بدأ تدريب الأشخاص المعاقين وتسهيل حصولهم على رخص القيادة ، وأصبح اليوم بإمكان أي شخص ذي إعاقة قابل وقادر على قيادة السيارة أن يحصل على رخصة سواقة بعد أن يتلقى التدريب اللازم له والذي توفره إدارة المرور والترخيص بالشارقة على أيدي مدربين مختصين وباستخدام سيارات خاصة للأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية أو الحركية
ولأنه من غير الممكن الوصول إلى تحقيق هذا الهدف في يوم وليلة فقد وظفت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية العديد من نشاطاتها التوعوية ومبادراتها لنشر ثقافة إزالة الحواجز المادية والمعنوية التي تعيق الأشخاص ذوي الإعاقة عن ممارسة حقوقهم كافة، والدعوة لتيسير البيئة العمرانية لهم أو ضمان سهولة تنقلهم باستقلالية وحصولهم على رخص قيادة السيارات بالتعاون مع إدارة المرور والترخيص بشرطة الشارقة على أيدي مدربين مختصين وباستخدام سيارات خاصة فأصبح من المتيسر منذ عام 1987 على الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية الحصول على رخص قيادة السيارات بسهولة ويسر و عام 1990 بالنسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية.
هذا بالإضافة إلى تعاون بلدية الشارقة مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لتخصيص مواقف سيارات للأشخاص ذوي الإعاقة في كل شوارع ومرافق الشارقة الحيوية وفرض غرامات مالية على كل ينتهك خصوصية هذه المواقف، وهذا الأمر تم تطبيقه في مختلف إمارات الدولة .
وكان رمزي سمير ظريفة وهو شاب فلسطيني ، حاصل على الجنسية البلجيكية ومقيم بها أول شاب يحصل على رخصة السواقة في إمارة الشارقة سنة 1987.
فبسبب وجوده للدراسة في بلجيكا ومعرفة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بوضعه و بأسرته وجه سموه المدينة للاطلاع وتبني طرق التعليم من خلال التعاون مع المركز الذي يدرس فيه رمزي لتدريب المعلمين وعليه تبنت المدينة طريقة الفيربوتونال ( اللفظ المنعم)
وتعتبر الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول العربية التي أصدرت رخصة قيادة لذوي الإعاقة السمعية وفيما يلي التصنيف العالمي لسنوات إصدار تراخيص القيادة :
- الولايات المتحدة الأمريكية : عام 1925
- كندا : عام 1931
- المملكة المتحدة : عام 1939
- أستراليا وألمانيا : عام 1940
- بلجيكا : عام 1959
- فرنسا : عام 1959
- الإمارات العربية المتحدة : عام 1987
- المكسيك : عام 1996
فما هي طريقة فيربتونال وكيف يتم التدريب عليها ؟
أسس هذه الطريقة البروفيسور دكتور بيتر جويرينا يوغسلافي الجنسية وهو أستاذ لعلم الصوتيات بجامعة زغرب وبدأت الفكرة عندما كان يدرس اللغة الفرنسية بجامعة السربون وأخذ يفكر بطريقة تجعل الأجانب يتكلمون اللغات الأخرى مثل أهلها ، وتوصل إلى فكرة هامة مفادها أن أذن الفرد الذي يتدرب على لغة ثانية دون لغته الأم هي نفس أذن ضعيف سمع أو أصم من حيث استقبال وإدراك الأصوات وهنا التقى جوبيرينا دون قصد بالصم وضعاف السمع ،فتوصل إلى ضرورة أن يُنقى الصوت تماما ليسمع بطريقة واضحة و يتمكن الفرد من النطق السليم وتعتمد هذه الطريقة على استخدام البقايا السمعية مهما كانت ضئيلة ويتم تدريب وتأهيل الأطفال باستخدام أجهزة تكبر وتنقي الأصوات بحيث يتمكن المخ من إدراك الحديث من خلال البقايا السمعية لكل طفل على حدة والهدف من هذه الطريقة هو إدماج الأفراد من ذوي الإعاقة السمعية في المجتمع وإمكانية التواصل معهم من خلال الطريق الطبيعي وهو الكلام .
وما هو اللفظ المنغم :
هو طريقة طبيعية شفوية للتواصل مع الصم وضعاف السمع ، تهدف إلى تنمية مهارات الاستماع والنطق والتحدث مع الطفل الأصم وضعيف السمع منذ سن مبكرة (من سن الثالثة وتتواصل حتى سن الثالثة عشرة باستخدام المعينات السمعية) وتهدف أيضا إلى استغلال أية بقايا سمعية عنده مهما كانت بسيطة لتنمية لغة الحوار والحديث وإذا كانت أذن الإنسان العادي حساسة للذبذبات من 20 إلى 20000 هرتز فإن الأصم عادة حساس للذبذبات المنخفضة أكثر من الذبذبات المرتفعة لأسباب فيزيولوجية و لا سيما أن منطقة الكلام تقع بين الترددات من 300 إلى 3000 هرتز وهذا ما يمكن الأصم إذا توفر له التأهيل السمعي الجيد واكتشاف مجاله السمعي الامثل من تنمية لغته وحل مشكلاته النفسية و الاجتماعية .
و تتميز طريقة اللفظ المنغم عن غيرها من الطرق الشفوية وذلك بإدخالها أبعادا جديدة للغة والكلام والتي تتوفر بصفة تلقائية و طبيعية لدى الطفل وهي تستخدم مع الصم وضعاف السمع وتعمل على استغلال بقاياهم السمعية منذ سن مبكرة مما يساعد على نموهم النفسي والاجتماعي واللغوي .