فى ظل سيطرة أزمة كورونا على كافة صور الحياة في العالم أجمع وما ترتب عليها من فرض حظر على التجمعات الكبيرة ووقف الأنشطة الرياضية والثقافية والدينية بجانب نصائح خبراء الطب بضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعى للحد من انتشار هذا الفيروس بالإضافة إلى حظر الرحلات الجوية ليصبح العالم فى معزل عن بعضه بعضاً.
في ظل هذا الوضع نجد فرقاُ مبدعة من الصم.. أطفال وشباب من أبطال مسابقات الروبوت والبرمجيات لم يستسلموا لهذا الوضع بل وبسرعة قاموا بتنظيم مسابقة فيما بينهم حول برمجة الروبوت من خلال مدربيهم محمد دياب بالغردقة ونادر شريف بالسيوف ومحمد صلاح بباكوس ليلتقوا ثلاثتهم عبر برنامج التواصل المرئى Zoom على شبكة الانترنت لتنظيم مسابقة بين الأطفال والطلائع من المبدعين فى مجال برمجة الروبوت ويشاركهم مدربوهم إيمان عيسوى وميرهان محمد وندى وغيرهم.
أرضية الروبوت
وقد قام المنظمون عبر شبكة الانترنت باستلام ملفات البرمجة لكل طفل وشاب شارك في المسابقة وتم تنظيم لقاءات بين الروبوتات الالكترونية على شاشة الحاسب الآلى وعبر شبكة الانترنت وتم تحديد الفائزين منهم..
يفاجئ بعدها الصم بتنظيم مسابقات ودية من قبل المركز الإقليمي للمعلوماتية التابع للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا حيث أجريت المسابقات عبر شبكة الانترنت أيضاً لمجموعات مختلفة كانت مشاركات الصم فيها الأكثر عدداً وتميزوا فيها كمنافسين بارزين.
تناسوا فيروس كورونا وكانوا أكثر ايجابية في استمرار نشاطهم التكنولوجى وتعلم الروبوت وابداعهم فى عالم الروبوت وبدأوا فى التقدم للمشاركة في المسابقة الدولية للروبوت بفرنسا وتحدوا أيضاً حظر الرحلات الجوية، وهم الآن بصدد المشاركة بتلك المسابقات في فرنسا عبر شبكة الانترنت أيضاً..
لقد خرج الصم عن الشعور بالخوف لدى آبائهم عن الأخبار المتداولة حول فيروس كورونا كما خرجوا من روتين البقاء فى المنزل بمشاركاتهم بتلك المسابقات وإعدادهم لبرامج روبوتاتهم وهو ما استشعروا معه اتساع مساحة منازلهم بخروجهم الالكتروني عنها إلى التعلم كما خرجوا من توتر الآباء.
نتيجة النهائيات
صورة مبهجة تحقق الأمل فى الحياة والاستمرار فى التعلم دون أن تكون هناك أية حواجز أو عقبات أمامهم.. إنهم حقاً قد كسروا مسبقاُ تلك الحواجز التى وضعها عليهم المجتمع ممثلة فى حواجز عزلهم بسبب لغتهم الإشارية الخاصة.. إنهم من تحدوا كورونا وتركوا السامعين بين حواجزه ولكنهم دوماً ما يكسرون حاجز العزلة ويحققون وجودهم.
تحية تقدير واعتزاز لأصحاب الأمل لأصحاب الحياة بالجانب الابداعي مصحوب بالفكر والرقي في إيجاد مكانتهم في المجتمع متحدين كافة قرارات الحظر على التجمعات والحظر عن الرحلات الجوية بعقولهم وإبداعهم ليؤكدوا أنهم حقاً سيظلون خير سفراء لمصر في العالم أجمع حتى فى أصعب الظروف التي يجتازها العالم.