لبى وأسرته دعوة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي
خلدون: الاهتمام الكبير بالأشخاص ذوي الإعاقة في دولة الإمارات أيقظ حلمي بإتمام دراستي الجامعية
لبى المبرمج المبدع خلدون سنجاب وأسرته دعوة سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية رئيسة اللجنة العليا المنظمة لحضور جانب من فعاليات مخيم الأمل السابع والعشرين بالشارقة المقام تحت شعار: (بطريقتي أتعلم)، الذي تصادف مع وجوده وأسرته في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة بلفتة إنسانية كريمة ومنحة علاجية سخية من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبعد نجاح العملية الجراحية الكبرى التي أجريت له في مستشفى «كليفلاند كلينك» بأبوظبي.
كان في استقبال المبرمج المبدع وأسرته في أرض المخيم مدير المدينة الأستاذة منى عبد الكريم والأستاذة كلثم عبيد المطروشي وأمل عبدالله الخميس من اللجنة العليا للمخيم وعدد من رؤساء وأعضاء اللجان، الذين رافقوه إلى مبنى إدارة المخيم وهناك التقى بسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة اللجنة العليا المنظمة للمخيم، التي رحبت بالمبرمج المبدع أجمل ترحيب وشكرته على تلبية الدعوة التي لم تكن وليدة اللحظة كما قالت موضحة أنها تعود إلى سنوات طويلة خلت عندما نشرت المنال في عددها الذي حمل الرقم 216 لشهر سبتمبر 2007 تحقيقاً مطولاً عنه تحت عنوان: يعمل فيبدع ولسان حاله: لسان الفتى نصف ونصف فؤاده، في إشارة إلى قوة إرادته وعزيمته التي جابه بها شدة إعاقته التي لم تبق له سوى شفتيه ولسانه وقلبه النابض بالحياة وبهم استطاع أن يقدم إنجازات علمية ويكتب برامج كمبيوتر ويترجم كتباً برمجية متخصصة بالإنجليزية جعلت منه مثالاً يحتذى به ليس بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة وحدهم بل بالنسبة للجميع الذين يجب أن يشاهدوا ما يستطيع خلدون أن يقوم به.
وكانت سعادة الشيخة جميلة القاسمي في هذه الأثناء تقدم للضيف ـ وهي رئيسة تحرير المنال ـ نسخة من المجلة التي حمل غلافها صورة لخلدون أبرز ما ميزها نظرته المتفائلة إلى الحياة رغم كل ما تعرض له وواجهه من صعوبات، مضيفة أنها قرأت عن خلدون الكثير وعرفت عن الحادث المؤسف الذي تعرض له قبل أكثر من إثنين وعشرين سنة والتحديات التي واجهها للتكيف مع الإعاقة الشديدة التي تعرض لها.. وقالت إنها حرصت أثناء التحضير لملتقى المنال الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مايو 2008 تحت شعار: التلفزيون والإعاقة رسالة ومسؤولية بمناسبة دخول المجلة عامها الثاني والعشرين على دعوته للمشاركة إلا أن صعوبات حالت دون ذلك. ومع هذا ـ تضيف القاسمي ـ فقد كان خلدون حاضراً في الملتقى من خلال عرض فيلم قصير عنه حمل عنوان: (إلى من يهمه الأمر).
بدوره شكر المبرمج خلدون الشيخة جميلة القاسمي والعاملين معها على دعوتها له والتي هي في نظره من المرات النادرة التي يغادر فيها سريره ويستمتع بدفء الشمس في الإمارات وجمال طبيعة الشارقة.. موجهاً الشكر للعاملين في المدينة الذين وفروا له انتقالاً آمناً وسلساً من مكان إقامته في الشارقة إلى أرض المخيم مستخدمين في ذلك كرسياً ملائماً تمكن معه أيضاً وللمرة الأولى من الجلوس والنظر أفقياً لا رأسياً إلى عيون محدثيه وسماعهم والتفاعل معهم بدل الاستلقاء على ظهره وكأنه ملازم لغرفة الإنعاش.. وأشاد خلدون كذلك بالتسهيلات العمرانية التي وجدها في إمارة الشارقة وخصوصاً توفر المنحدرات والممرات المناسبة والمصاعد المهيئة سواء في الأبنية السكنية أو في المرافق العامة أو في الشوارع حيث المواقف الخاصة بمستخدمي الكراسي المتحركة والمداخل المجهزة بمنحدرات ملائمة.
الشيخة جميلة القاسمي عقبت على حديث الضيف وقالت إنه يستحق كل خير ونحن موجودون هنا من أجل الأشخاص ذوي الإعاقة جميعاً لا نفرق بين جنسية وأخرى أو أية صفة أخرى تفرق بين البشر وأن الإعاقة بالنسبة لنا قضية وقناعة ليست حرفة وليست مهنة بل هي إيمان بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في الوصول إلى حقوقهم كاملة،.. منوهة بالشعارات والرسائل العميقة التي رفعها مخيم الأمل وآخرها في المخيم الحالي المقام تحت شعار: بطريقتي أتعلم وهو ـ كما تقول سعادة الشيخة جميلة القاسمي ـ دعوة لكل المعنيين بالشأن التربوي والتعليمي إلى التنبه لقضية الاختلاف في طرق التعلم والنظر في تباين القدرات بين الأشخاص ومنحهم الفرص المتساوية في التعليم من خلال توفير الكوادر والوسائل المتخصصة والموارد اللازمة والمؤهلة لتقديم المستوى المطلوب من الجودة في خدمة المتعلمين جميعهم.
في هذه الأثناء كانت واحدة من أكثر فعاليات مخيم الأمل تشويقاً وهي سباق التحدي قد انطلقت ووصلت إلى أوج حماسها وكان لابد من دعوة الضيف ومرافقيه للاطلاع عن كثب على هذه الفعالية والتعرف على المشاركين فيها من الأطفال ذوي الإعاقة ومرافقيهم من دول الخليج العربية وزنجبار بتنزانيا وجمهورية كوريا.. وبالفعل كانت هذه الساعات القصيرة ـ كما يقول خلدون ـ الأولى التي أشاهد فيها مثل هذا الحشد من الأطفال ذوي الإعاقة من عدة بلدان ومن عدة إعاقات حركية وذهنية وسمعية عرب وأجانب يتفاعلون فيما بينهم بكل محبة وإنسجام رغم عائق اللغة تحيط بهم كوكبة من المتطوعين حريصون على راحتهم وسلامتهم وسعادتهم.
ويقول خلدون إن ما رآه ولمسه في دولة الإمارات منذ قدم إليها بمنحة علاجية من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وما رآه في مخيم الأمل من اهتمام المتطوعين والمنظمين بالأطفال والتعامل الراقي الذي لمسه منهم… وكل ما صادفه في الإمارات.. كل هذا أيقظ في نفسه حلماً لما ينقضي بعد وهو مواصلة دراسته الجامعية بعد أن تعثر ذلك نظراً للحادث المؤسف الذي تعرض له قبل أكثر من 22 سنة، وخصوصاً بعد أن سمع من العاملين في المدينة عن وجود مركز الموارد لذوي الإعاقة في جامعة الشارقة يهتم بتيسيير فرص حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على التعليم الجامعي، وقد استطاع بالفعل أن يوفر بيئة مؤهلة لضمان تمتعهم بجميع حقوقهم، معرباً عن نيته الأكيدة بزيارة المركز في الأيام القليلة القادمة.
مرافقو المبرمج المبدع خلدون سنجاب نيابة عن إدارة المخيم شكروه جزيل الشكر على تلبيته الدعوة معربين عن تمنياتهم بنجاح مسعاه في إكمال دراسته الجامعية وعلى أمل اللقاء به في المستقبل القريب.
سر ابتسامة خلدون
عبرت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة اللجنة العليا المنظمة لمخيم الأمل بالشارقة عن سعادتها شخصياً بلقاء المبدع الذي رفض الاستسلام وأثبت للعالم أن الشخص ذا الإعاقة قادر على تحدي الصعاب، ليس هذا فقط، بل والتغلب عليها، مؤكدة أن الابتسامة التي رأتها على وجه خلدون لا تقدر بثمن..
هنا قاطعتها بلطفٍ زوجة خلدون السيدة (يسرى هلال) التي كانت تحتضن ابنتها الرضيعة ريحانة ذات الثمانية أشهر مؤكدة أن سرّ هذه الابتسامة يعود بعد فضل الله سبحانه وتعالى إلى أمرين اثنين:
- الأول: هو اللفتة الإنسانية والمكرمة النبيلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي تكفل بنقل خلدون وأسرته من بيروت بلد نزوحه في لبنان على متن طائرة خاصة مزودة بأحدث الأجهزة الطبية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حيث أجريت له بنجاح عملية جراحية استطاع من خلالها التخلي عن أجهزة التنفس لأول مرة منذ 22 عاماً.
- الأمر الثاني: هو مقابلة سعادة الشيخة جميلة بنت القاسمي وجميع المتطوعين والمشاركين في مخيم الأمل 27 خاصة أن المدينة تكفلت بإرسال سيارة وكرسي متحرك خاص لنقل خلدون من مقر سكنه في الشارقة إلى أرض المخيم وكانت هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من 22 عاماً التي يركب فيها خلدون سيارة غير سيارة الإسعاف ودون أن يكون ممدداً على سرير طبي.