إعداد : هشام محمد كتامي
لطالما حلم محمد حجاج، الشاب المغربي ذو الثلاثة والعشرين ربيعاً، بأن يصبح مهندساً للكومبيوتر، لكنه لم يتمكن من الحصول على التدريب الذي يسمح له بتحقيق حلمه بسبب إعاقته الحركية.
ورغم العقبات التي واجهها في رحلته، إلا أنه لم يفقد الأمل واستمر في المثابرة.
عقبات التحصيل الدراسي
وقفت في طريق محمد تحديات عدة قبل أن يصبح مخترعاً، يُغْنِي عالم الابتكار باختراعات مهمة، وصاحب قناة «المخترع البطل» على يوتيوب، التي يتابعه عبرها الآلاف ويبث من خلالها فيديوهات توثق لاشتغاله على اختراعاته، وليومياته التي تحفز الأشخاص ذوي الإعاقة.
أول تحدٍّ حقيقي خاضه في حياته، كان تعلم ركوب الدراجة الهوائية، ليذهب بها يومياً إلى المدرسة الابتدائية البعيدة جداً عن منزل أسرته ويعود إليه.
بقوة إصراره، انتصر في تحديه الأول، ومضت ست سنوات من التحصيل الدراسي، تكلَّلت بحصوله على الشهادة الابتدائية.
أنهى محمد بنجاح المرحلة الأولى من رحلة كفاحه في التعلم المدرسي، ودخل مرحلة جديدة بدأت بانتقاله إلى مدرسة إعدادية- ثانوية أتم فيها دراسته حتى حصل على شهادة (الثانوية العامة).
المدرسة الجديدة كانت قريبة من بيت محمد، لكن رحلته فيها لم تكن سهلة على الإطلاق.
يقول محمد:
” عندما وصلتُ إلى السنة الثالثة من المرحلة الإعدادية، رسبت مرتين بسبب مادة التربية الرياضية التي لم أكن قادراً على ممارستها بسبب إعاقتي.
ورغم تقديم شهادة طبية تثبت عدم قدرتي على ممارسة الرياضة، أصرت إدارة المدرسة على منحي درجة الصفر في تلك المادة، الأمر الذي كان يضطرني إلى تكرار السنة، إلى أن قابلت مسؤولاً في قطاع التعليم، تَفهَّم حالتي، وقرر مساعدتي في الانتقال إلى التعليم الثانوي، وهو ما تم بالفعل”
مرت السنة الأولى من التعليم الثانوي على محمد دون مواجهة عقبات بسبب الإعاقة فنظامها لا يفرض على التلاميذ اجتياز امتحان نهائي كي ينتقلوا إلى المستوى الدراسي التالي، لكن في السنة الثانية هناك امتحان نهائي، هكذا، وجد محمد نفسه أمام عقبة جديدة.
يقول محمد:
رفضَت المدرسة استعانتي بشخص آخر ليكتب أجوبتي في ورقة تحرير الامتحان النهائي، ما أدى إلى حصولي على علامة سيئة، بسبب خطي غير الواضح، نتيجة إعاقتي الحركية.
تلك العلامة السيئة لم تمنع محمد من الانتقال إلى السنة الثالثة (الباكالوريا/ الثانوية العامة)، ومن ثم أدى اجتهاد وكفاح محمد إلى حصوله على الشهادة الثانوية عام 2017، بعد أن سمحت له المدرسة أن يستعين بأخته الصغيرة، التي كتبت أجوبته بخط واضح في ورقة الامتحان.
بعد حصوله على الثانوية العامة، قرر محمد أن يدرس تخصص التدبير التجاري وإدارة المقاولات، أو تخصص تقنيات التنمية في المعلوميات ضمن مؤسسة التكوين المهني وهي مؤسسة تعليمية حكومية، لكن بسبب إعاقته قوبل طلبه بالرفض.
في خضم هذا الإحباط، لم يسمح محمد لليأس أن يتمكن منه بل استفاد من الإنترنت ليعلم نفسه بنفسه، ورفض الاستسلام وبالفعل، درس تخصصات البرمجة، والتقنيات، والتصميم، و«الرُّوبُوتِيكْ»، والمونتاج، وتخصصات أخرى، كما بدأ في دراسة تخصص تقنيات التنمية ضمن مدرسة خاصة، تكفل بعض أصحاب الأيادي البيضاء بدفع مصاريفها.
اختراعات مهمة
في عام 2020، بدأ محمد تقديم ابتكارات مهمة، فكان أول اختراع له (روبوت) يتم التحكم فيه بواسطة الهاتف المحمول، ويقوم بأنشطة لا يستطيع الإنسان القيام بها، كالتصوير في أماكن لا يمكن للإنسان الوصول إليها، ويمكنه أن يؤدي دور العمال في الشركات الكبرى، وهو يبحث حالياً عن شركة تقوم بتمويله.
وخلال جائحة كوفيد19، صمم محمد قناعاً ذكياً للوقاية من كورونا، يطلق إنذاراً صوتياً عندما يخرق مرتدوه مسافة الأمان مع الأشخاص المحيطين بهم، كما يطلق معقماً عند الاقتراب من الآخرين.
ولم يكتفِ محمد بدراسة التخصصات المذكورة على الإنترنت، بل استفاد أيضاً في تعلم اللغتين الفرنسية والإنجليزية، اللتين قال إنه أصبح يتقنهما كتابة، وقراءة، وفهماً، وتحدثاً.
كما اطلع على الدورات التأهيلية، التي تنظمها بعض الجمعيات مجاناً في تخصصات مرتبطة بفن الخطابة والإلقاء، وتنمية القدرات في الصحة النفسية وعلوم التربية، ومواضيع أخرى.
ولم تمنع الإعاقة محمداً من ممارسة الرياضة، فهو يلعب اليوم مجموعة من الرياضات من بينها كرة القدم، الكرة الطائرة، كرة السلة، وجري المسافات الطويلة، وقد حاز على جوائز فيها.
المصدر
الرؤية -يناير 2021
https://www.alroeya.com/170-60/2190658-
هشام محمد كتامي،
الجنسية: مغربي ،
الإقامة: الشارقة ،
الإمارات العربية المتحدة المتحرك:00971503078161،
البريد الالكتروني: [email protected]،
حاصل على دبلوم معهد خاص إشراف فرنسي في مجال التربية الخاصة بالمملكة المغربية سنة 1999.
دراسة جامعية علوم اقتصادية، قانونية وإنسانية في جامعة الحسن الثاني بالمملكة المغربية.
التحق ببرنامج تدريبي لتأهيل الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في جامعة الشارقة (من 7 سبتمبر 2010 إلى 4 مايو 2011).
سكرتير تنفيذي في الإدارة العامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ 2006 حتى تاريخه.
سكرتير تحرير مجلة المنال الالكترونية.
عضو الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 2011 حتى أغسطس 2020.
عضو ناشط في فريق الإعلام الاجتماعي ومهتم بمجال الإعلام والتسويق.
عضو بمنظمة الطفل العربي.
عضو متطوع بمؤسسة تكاثف.
عضو فريق الصحة والسلامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
عضو متطوع في اكسبو 2020 الإمارات العربية المتحدة.
ملتحق بدورة تدريب مدربين وحاصل على شهادة مدرب معتمد من جامعة عجمان بالإمارات العربية المتحدة وعضوية تدريب صادرة من American east coast university
خبرة عملية سابقاً في التنسيق والاستقبال والتنظيم لمدة خمس سنوات في تلفزيون القناة الثانية بالمملكة المغربية وخبرة عملية في الاستقبال بفندق قصر المامونية بمدينة مراكش بالمملكة المغربية.
منسق عام لرابطة التوعية البيئية لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 2008 حتى أغسطس 2020.