أكثر من 55 طالباً وطالبة من ذوي الإعاقة في المدرسة الأمريكية الدولية الحديثة
بقلم محمد مصطفى الشنابلة
التعليم حق أساسي لكل طفل بغضِّ النظر عن احتياجاته الخاصة أو قدراته، ففي الثلاثين سنة الماضية شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة تحولات ملحوظة نحو تعزيز الاندماج الاجتماعي والتعليمي للأشخاص ذوي الإعاقة في المدارس النظامية.
هذه الخطوة تعكس أهمية تحقيق بيئة تعليمية شاملة تتيح لهؤلاء الطلاب فرصة التعلم والتفاعل مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة، مما يسهم في بناء مجتمع متنوع ومتوازن.
يتناول هذا الحوار الصحفي أهمية الدمج والتحديات التي تواجه الطلاب والمعلمين وكذلك التجارب الناجحة في هذا المجال من خلال تسليط الضوء على آراء خبراء التربية، حيث نسعى إلى تقديم نظره شاملة حول كيفية تحقيق الاندماج الفعال والإيجابي.
في المدرسة الأمريكية الدولية الحديثة بالشارقة التقيت الأستاذة دعاء محمد راشد الاختصاصية الاجتماعية و بسؤالها عن عدد الطلاب ذوي الإعاقة في المدرسة و الاستراتيجيات التعليمية التي يتم استخدامها لتلبية احتياجاتهم قالت إن أكثر من 55 طالباً و طالبة من ذوي الإعاقة يتعلمون في المدرسة، وثمة العديد من الوسائل و المفاهيم التي تعتمدها المدرسة في التعامل معهم منها التعليم المتمايز والذي يشمل تعديل طرق التدريس و المحتوى و الأنشطة لتناسب احتياجات جميع الطلاب بالإضافة إلى تعديل الأساليب والتقنيات بناءً على قدرة الطالب واستخدام الوسائل البصرية بالنسبة للطلاب ذوي الإعاقة السمعية، بالإضافة إلى استخدام أنشطة عملية للطلاب الذين يواجهون تحديات في التعليم النظري و بالطبع هناك العديد من أنواع التعلم و البرامج العلمية و يتم من خلالها تعديل ما يلزم ليناسب قدرات و احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، كما تعمل المدرسة على الاستفادة من التكنولوجيا المساعدة مثل أجهزة و برامج التعرف على الصوت و استخدام التطبيقات التي تدعم تعلم اللغة والنطق.
كيف تقيِّمون الطلاب في الصف؟
هناك تشخيص أولي حيث يتم بدء التقييم بناءً على إشارات أو ملاحظات من المعلمين أو الوالدين أو غيرهم من العاملين في المدرسة ممن يلاحظون صعوبات في الأداء الأكاديمي أو الاجتماعي لدى الطالب، و هناك مراحل تتضمن جمع المعلومات الأساسية عن طريق تاريخ الطالب الأكاديمي و طبيعة المشكلات التي يواجهها و أي تقارير طبية و نفسية موجودة.
وأضافت: هناك أيضاً الملاحظات السلوكية ضمن البيئة المدرسية واستبيانات ومقابلات مع المعلمين وأولياء الأمور حيث من الضروري أن يتم جمع معلومات من مصادر عدة، ” المعلمون، الأهل، والطلاب أنفسهم”، ونعتمد المعايير لتقييم الطلاب بناءً على القدرات المعرفية ومهارات التحصيل الأكاديمي والمهارات الاجتماعية والسلوكية ومهارات التواصل واللغة بالإضافة إلى التقييم الطبي النفسي.
ما هي التحديات الرئيسية التي تواجهكم في تعليم الطلاب ذوي الإعاقة وكيف تتعاملون معها؟
الطلاب ذوو الإعاقة يختلفون بشكل كبير في احتياجاتهم التعليمية والسلوكية عن أقرانهم من غير ذوي الإعاقة، قد يكون بعضهم بحاجة إلى دعم أكاديمي فقط بينما يحتاج آخرون إلى دعم اجتماعي أو عاطفي وبعضهم قد يحتاج إلى مساعدات خاصة مثل الأجهزة المساعدة أو العلاج الخاص. هناك ايضاً نقص في التفاهم بين الطلاب من غير ذوي الإعاقة والطلاب من ذوي الإعاقة ونتعامل مع ذلك من خلال تشجيع التعليم التعاوني داخل الفصول الدراسية من خلال العمل الجماعي بين الطلاب وهذا يساعد على بناء الفهم المتبادل والمهارات الاجتماعية بالإضافة إلى ورش عمل للتلاميذ وأولياء الأمور لزيادة الوعي حول الاحتياجات التعليمية.
كيف تتعاونون مع أولياء الأمور لدعم استمرار تعليم الطلاب ذوي الإعاقة في المنزل بعد المدرسة؟
بالتأكيد التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور هو أساس لبناء علاقة قوية تسهم في دعم تعلم الطالب في المنزل وهناك احتياجات دورية ولقاءات وتواصل رقمي وتقارير فصلية واستراتيجيات لإدارة السلوك وتوجيه ودعم أساليب التعليم المنزلية ومن المهم مشاركة أولياء الأمور في عمليه التقييم والتخطيط.
ما هي الأنشطة والمشاريع التي تعتقدين أنها كانت الأكثر نجاحاً في تعزيز التعليم للأشخاص ذوي الإعاقة؟
هناك أنشطة تفاعلية وحركية وأنشطة تعتمد على التعلم المتعدد الحواس كمثال الأنشطة الحسية مثل استخدام الألوان والأشكال الملموسة وأنشطة صوتية وبصرية مثل استخدام الفيديوهات التفاعلية والألعاب الصوتية ونماذج ملموسة مثل استخدام البلاستيك والطين لتعلم الرياضيات وتصور الأفكار المجردة، بالإضافة إلى مشاريع العمل الجماعي والأنشطة التفاعلية مع الأقران حيث يتعاون الطلاب ذوو الإعاقة مع زملائهم في الصفّ لتعزيز التعلم و تبادل المعرفة و غير ذلك العديد من الأنشطة الفنية و الرحلات و المشاريع الميدانية و مشاريع الخدمة المجتمعية.
ما هي النصائح أو التوصيات للتعامل مع الضغوط النفسية والعاطفية للطلاب ذوي الإعاقة؟
التأكيد على بيئة شاملة وآمنة، حيث يجب أن نتأكد من أن البيئة المدرسية تشجع على القبول و الاحترام لجميع الطلاب بما في ذلك الطلاب من ذوي الإعاقة و يجب أن تكون هذه البيئة خالية من التنمر أو التمييز، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب العاطفي و التواصل الاجتماعي و تعزيز الاستقلالية و التمكين.
وفي المدرسة الأمريكية الدولية الحديثة نعمل على توعيه المعلمين وتدريبهم على التعامل مع الضغوط النفسية وتعديل المناهج والأنشطة لتقليل الضغط الاجتماعي، كما ندعم الأنشطة التي تحفز الإبداع والأنشطة المرنة إذ من المهم أن يكون هناك تواصل مستمر بين المعلمين وأولياء الأمور وتوجيه دائم لهم حول برامج دعم الأسرة وتنظيم جلسات استشارية لمساعدتهم في التعامل مع الضغوط الخاصة بهم وكيفية دعم أبنائهم نفسياً.