تحدى إعاقته البصرية بالجودو
إعداد المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة
( درست الصف الأول في مركز النور للمكفوفين بصنعاء، ثم بعد ذلك تم انتقالنا إلى ألمانيا وأتممت دراستي هناك، أعني في ألمانيا وكان انتقالنا إلى ألمانيا بشكل عائلي وبسبب اهتمامهم بالمعاقين حصلت على الفرصة في الدراسة والاستقرار هناك )
شجاع نشوان لاعب جودو “كفيف” من أصول يمنية هاجر إلى ألمانيا مع اسرته ، وهو في عمر السادسة، تعلق كثيراً بالرياضة وشغف بها لدرجة قد لا يتوقعها أحد ، وبمثابرته استطاع “شجاع” الوصول إلى العالمية، ويعد أحد لاعبي المنتخب الوطني الألماني للمكفوفين . عبر المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة تم التواصل معه ومعرفة أهم جوانب التميز في حياته وكيف استطاع أن يلج عالم الرياضة ويضع له بصمة متميزة كبطل من أبطال العالم
من هو شجاع نشوان .
يقول : “شجاع نشوان” البالغ من العمر ثلاثة وعشرون عاما ” أنا أسمي شجاع سامي نشوان اسكن في مدينة “هنوفا” الألمانية طالب في الجامعة ـ طب علم نفس ـ متزوج حديثاً ولقد أقمت العرس في اليمن شهر أغسطس /آب الماضي أثناء زيارتي لليمن ، أنا أصلي من محافظة إب وأحمل الجنسية الألمانية وسبب إعاقتي منذ الولادة .
شجاع ورياضة الجودو .
بدأ شجاع بممارسة العديد من الرياضات لكنه وجد نفسه أقرب إلى الرياضات القتالية ومنها رياضة (الكونغ فو ) يقول: شجاع ” نظرت إلى كثير من الرياضات فرغبت في (الكونغ فو) وهي من الرياضات الصينية ثم بعد ذلك بدأ يخف نظري فبدأت أمارس لعبة (الجودو) وهي لعبه يابانية، وكانت أسهل لي عندما خف نظري حيث تعتمد فقط أن يكون الشخص أمامي وأنا قابض عليه بيدي “.
البداية كانت صعبة بالنسبة لشجاع ومدرب لا يشفق .
من خلال تواصلنا في الـــ MCPD مع “شجاع نشوان” وللوهلة الأولى تلمسنا فيه تلك الروح المرحة والابتسامة التي لا تفارق محياه ، بدئ لنا وكأنه يسعى جاهدا لإخفاء الكثير من الأعباء التي ترهق كأهله, ويحلم شجاع بتحقيقها فلم تكن بداياته الأولى بتلك البساطة أو السهولة التي قد يتوقعها البعض لمجرد علمهم أنه في بلد بها من الإمكانيات والوسائل المتاحة التي قد تصنع له النجومية ، ولكن منذ تعرفنا على بداياته الأولى جعلتنا نؤمن برسالة يجب أن نوصلها لكل الأشخاص من ذوي الإعاقة وهي أن الإعاقة ليست في البدن وإنما هي في روح الإنسان ، يصف لنا شجاع بداياته بقوله : ” لقد بدأت التدريب مع الأصدقاء ومع مدرب لي وكان لا يشفق عليا , وكان يدفعني ويدربني بكل قوة وحب لكي تصل إلي رسالة منه وهي ( أعتمد على نفسك) وحتى أزداد قوة وثقة بالنفس , ولقد احتجت إلى كثير من الوقت في تلك الأيام حتى نجحت وعلمت أنني بطل وأنني أستطيع تحمل كل شي بعد كل هذا الجهد المبذول ، وجدت العديد من الصعوبات كبعض المواقف التي أتذكرها مثل أن تصطدم قدمي بالحديد دون أن أعلم وغيرها، وكانت اللعبة الصينية (الكونغ فو) صعبه بعض الشيء لأنني لا أستطيع أن أرى الخصم ومن أين سوف أتلقى اللكمة ، وزحلقة القدم من أين ستأتي … ولكني الآن مع لعبة الجودو لا أواجه صعوبة كبيره فكل من أعرفهم ومن لا أعرف يحترمونني ويقدرون هذا الشيء “.
كن شجاعاً ..
بعد مشوار طويل من التدريب الشاق النابع من حب “شجاع” للرياضة استطاع أن يضع له بصمة متميزة بل واسم معروف ليكن بطل من إبطال العالم وثامن أبطال أوروبا واضعاً شعاراً يمنحه القوة والإرادة التي يحتاج إليها في كل بطولاته التي يخوضها وهو (كن .. شجاعاً )
وكما يقول شجاع ” البطولات التي شاركت فيها هي للمكفوفين بطولات أوروبا هي : للشباب من عمر الواحد والعشرون سنه عام 2017 فزت وكنت الثالث في كأس العالم في بريطانيا , وفي إيطاليا كنت ثالث أبطال أوروبا لكأس العالم لعام 2019 , وكذلك شاركت في 2019 في بطولة طلاب الجامعات في ألمانيا وكنت ثالث أبطالها , وأنا الآن ثامن أبطال أوروبا وأول كفيف يستطيع ممارسة الرياضة مع الذين هم مبصرين , وسأشارك في الألعاب البارالمبية في اليابان وهي أكبر رياضه في العالم , وتقام كل أربع سنوات , وكُنا سنلعبها هذه السنة إلا أن كورونا أنتشر فتم تأجيلها إلى السنة القادمة بإذن الله وأنا أنتظرها بكل حماس ، وشعاري دائما هو كن .. شجاعا “
طموحاتي أن أحقق لليمن الحب والسلام .
بروحه المرحة والمتواضعة النابعة من حبه لبلده اليمن يحدثنا “شجاع” عن طموحاته فيقول : ” من طموحاتي أن أحقق لليمن وأهلها بعلمي وحبي لها وتدريبي” السلام” وأن نحصل على حل للمشاكل في اليمن وهي محتاجة لكل أبنائها لكي نكون يداً واحدة لنقدم الدعم اللازم من تدريب وتعليم وأمن وغير ذلك من الاحتياجات اللازمة “
فكل شخص يستطيع تقديم المساعدة لكل من حوله ولمجتمعه وبذلك ننشر السلام والحب في وطننا الحبيب وأريد أن أقول في رسالتي هذه أن الإعاقة ليست اعاقة الجسد وإنما هي في روح الإنسان ، فنحن نعمل بجد ومثلي كثير ولقد حققنا طموحات وإنجازات كثيرة ولله الحمد .
بهذه الرسالة التي يختم بها البطل “شجاع نشوان” لقائنا معه وهو على يقين أن هذا الطموح هو أمل وحلم كل أبناء الشعب اليمني فأن هذا الطموح لن يتحقق كما قال نشوان الا عندما نكون يدا واحدة نقدم الدعم اللازم كل حسب مجاله وتخصصه .