جابت العالم بحثاً عن علاج لطفلتها الصماء
حب المواطنة بدور سعيد الرقباني لطفلتها، التي ولدت بصمم تام، جعلها تسافر إلى دول عدة بحثاً عن العلاج، فاكتسبت خبرات كبيرة، لكنها لم تحصل على الدواء اللازم، فعادت إلى الدولة، وقررت افتتاح مركز «كلماتي»، لمساعدة أي طفل يعاني الصمم، ولتخفف من معاناة أهاليهم، وتوعيتهم بكيفية التعامل مع أبنائهم الذين يعانون صعوبات في التعلم.
وأكدت الرقباني أن «كلماتي» يعد المركز الأول المتخصص في التواصل وتقديم علاج للغة والنطق، لافتة إلى أنها اختارت اسم «كلماتي»، كون كلمات الطفل وتعابيره هي الأساس في عملية التأهيل.
وروت الرقباني قصة افتتاح مركز «كلماتي» في 2010، بعد رحلة امتدت أربع سنوات لتشخيص وعلاج ابنتها في عدد من الدول، من بينها أميركا، على الرغم من أنها درست فنون العمارة والتصميم، في تخصص الاتصال البصري والتصوير، موضحة أنها حضرت مؤتمرات وندوات للتعلم عن الصمم، وكيفية التعامل مع الأطفال الذين لديهم صمم، مضيفة «كنا في دوامة كبيرة منذ أن شخّص الأطباء حالة ابنتي في 2007 وكانت بعمر السنة، ولم نكن متأكدين من التشخيص الذي أكد أنها تعاني مشكلات صحية، وليس الصمم التام».
وأضافت «كان لدي أحساس كبير بأن التشخيص خاطئ، وأردت أن أقدم لابنتي أفضل الحلول والعلاج المتوافر، وسافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي يقع فيها أحد المستشفيات التخصصية للأطفال، واكتشفوا حالتها بالكامل بعد شهرين من الفحص»، مضيفة أن التشخيص أكد أن ابنتها لديها صمم كامل، وهي حالة نادرة للأطفال، بالإضافة إلى مشكلات عضوية بسيطة في الأعصاب، وتحتاج إلى التأهيل.
وأكملت الرقباني أنها أعجبت بالدعم النفسي الذي قدمه المستشفى لطفلتها في تلك الفترة، إذ إن لديهم قسماً خاصاً لمساعدة الأهالي في تقبل التشخيص، والتفكير في كيفية مساعدة أبنائهم، والتعامل مع الحالة، وسبل التواصل، موضحة أن «التشخيص كان المخرج الأول من الدوامة التي وقعنا فيها لمدة عام كامل»، موضحة أن المختصين في المستشفى أكدوا أن الصمم ليس بالأمر الذي يصعب التعامل معه، بل يجب التواصل أكثر مع الأبناء، وفهم احتياجاتهم.
وأوضحت أنهم زاروا في ذلك العام مدرسة خاصة للصم، بعد أن رتبت لهم إدارة المستشفى الزيارة، وتعرفوا إلى مديرة المدرسة التي لديها صمم أيضاً، لكن الأمر لم يمنعها من متابعة تعليمها، والحصول على شهادة ماجستير، والزواج وتربية أبنائها ليكونوا ناجحين في حياتهم، مضيفة «لحظتها قررت التركيز على نجاح ابنتي للتغلب على الصمم الذي لديها».
وتابعت الرقباني، أنهم أرشدوها إلى مراكز في الدولة لتعلم لغة الإشارة وعلاج النطق مع ابنتها، إلا أنها اكتشفت أن الأمر يختلف عما عهدته في المركز التخصصي السابق، مضيفة «لم ندخل في مرحلة التأهيل، بل كان الأخصائي يعمل مع ابنتي لوحدها، وهي طفلة، وتحتاج إلى الدعم النفسي من أهلها».
وأشارت إلى أنها التحقت بدورات تدريبية، وحضور مؤتمرات للتعلم، وبدأت تثقف نفسها من أجل تأهيل ابنتها، مضيفة أنها مرت بصعوبات كثيرة إلى أن تكونت لديها قناعة داخلية بإنشاء مركز متخصص للنطق والتواصل بين الأهالي وأبنائهم الذين لديهم صمم، وكذلك تأهيلهم بالطرق العلاجية الأفضل.
وذكرت الرقباني أنها اكتسبت خبرات كبيرة من خارج الدولة لمعرفة الأساليب التي يمكن أن تتناسب مع المجتمع الإماراتي، مضيفة «اللغة العربية لها خصوصيتها، والمجتمع كذلك، وكنت أريد أن أضيف مهارات تتناسب مع المجتمع الإماراتي ذي الطبيعة الخاصة».
وأوضحت أن المراكز الخاصة في الدولة تعلم «الإنجليزية ولغة الإشارة الأميركية»، مع وجود لغة إشارة عربية، لكن التركيز عليها قليل، متابعة «أردت أن ألحق ابنتي بأحد المراكز الخاصة، وفوجئت بأنه يقدم مناهج بثلاث لغات، الإنجليزية والإشارة الأميركية والإماراتية، إلا أنه قال إنها لن تحتاج إلى اللغة العربية، لأنها (لن تتحدث بها)، لهذا أردت أن يركز المركز على أكثر من لغة».
وذكرت أنها افتتحت مركز «كلماتي» غير الربحي في 10 أكتوبر في 2010، الذي يقدم خدماته بلغات عدة «العربية، والإنجليزية، والفرنسية، ولغة الإشارة الأميركية، ولغة الإشارة الإماراتية»، وفق حالة الطفل، ونسبة الصمم التي لديه.
وأضافت أن المركز استقبل 270 طفلاً في عدد من المجالات، في علاج النطق واللغة، والعلاج الوظيفي، وعلاج صعوبات التعلم، والخدمة الأساسية في زيادة الوعي في المجتمع بتنظيم مؤتمرات وفعاليات للأهالي، مضيفة أنه المركز الأول المتخصص في التواصل وعلاج النطق واللغة بإدارة إماراتية.
وأكملت الرقباني أنها افتتحت المركز بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، قائلة «حصلنا على تبرعات من أهلي وأصدقائي ومعارفي لمساعدة الأطفال في مراحل التأهيل الأولى»، مضيفة أن مرحلة التدخل المبكرة للأطفال منذ الولادة وحتى سن السادسة تعد الأهم في حالة الطفل الأصم.
مساعدات
قالت صاحبة مركز «كلماتي» للنطق والتواصل، بدور سعيد الرقباني، إنها تلقت مساعدات عدة من أصدقائها، خصوصاً صديقتها التي ولدت في الدولة وتحمل الجنسية الهندية، التي صممت المركز كاملاً، فيما أعطاها والد صديقتها مساعدة مالية لصندوق الوقف الخيري للأطفال والأهالي الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج، مضيفة «عندما سألتهم عن سبب مساعدتهم، قالوا إنهم رأوا الخير في الدولة، وأرادوا رد الجميل لأبنائها».
ذكرت أنها تعلمت المثابرة على استكمال هدفها من والدها الذي عمل لمدة 30 عاماً وزيراً في الدولة، وأسس أول جمعية خيرية في الفجيرة، إلى جانب عمله كمستشار لصاحب السمو حاكم الفجيرة، إضافة إلى الدعم المتواصل من والدتها وزوجها، وأبنائها الثلاثة، الذين بادروا في اختيار الدول التي يمكن أن يحصلوا من خلالها على علاج أفضل لابنتها.
دعم كامل للأهالي
ذكرت صاحبة مركز «كلماتي» للنطق والتواصل، بدور سعيد الرقباني، أنها تخطط للانتقال إلى موقع آخر للتوسعة وتقديم خدمات أكثر للأطفال الذين لديهم صمم، وتقديم التسهيلات والدعم الكامل للأهالي، مضيفة أنها تركز حالياً على تطوير المركز، كما أنها مهتمة بشكل واسع بقضايا الأطفال الصم، إذ إنها عضو في قاموس الإشارة الإماراتي، ورئيسة لجنة الأطفال الصم في جمعية الإمارات للصم، وعضو في مجلس إدارة مدرسة المزهر الأميركية، وعضو في مجلس خريجي الجامعة الأميركية في الشارقة، التي تصب في مصلحة المركز وتطويره.
المصدر:
جريدة الإمارات اليوم، ديسمبر 2014
مركز كلماتي للتواصل والتأهيل
تأسّس مركز كلماتي للتواصل والتأهيل في تاريخ 10 أكتوبر 2010 لتلبية الطّلب المتزايد على خدمات العلاج اللّغوي في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة. ثقةً منّا بأنّ لكلّ طفل نقاط قوّة خاصة به، يهدف مركز كلماتي دائماُ لمساعدة كلّ طفلٍ على تحقيق أقصى قدراته، وذلك بمساعدة الأخصائيّين الّذين يعملون كفريقٍ واحدٍ بالتّعاون مع أولياء الأمور والمعلّمين والمهنيّين الطّبّيين.
نظراً لتطوّر وتقدّم مركز كلماتي، إرتأينا إضافة خدمات علاجية جديدة تتضمّن العلاج الوظيفي، التربية الخاصة، علاج تعديل السلوك وخدمات مساندة أخرى.
يؤمّن مركز كلماتي، المليء بالحبّ والمتعة والحياة، نوعيّة خدمات علاجيّة لمساعدة طفلك الحصول على أفضل دعم ممكن.
خدمات المركز
- خدمات التربية الخاصة باعتبارها خدمة مساندة للأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلّمية خفيفة الى معتدلة، مثل عسر القراءة، خلل الحساب، اضطراب نقص الانتباه، التوحّد وصعوبات النطق واللغة بالإضافة إلى دعم الأطفال الموهوبين والمتفوقين.
توفّر خدمة التربية الخاصة في مركز كلماتي ما يلي:
- جلسات فردية و / أو ضمن مجموعة.
- تقييم موجز لإمكانية وجود صعوبات تعلّمية عند بعض الأطفال.
- تطوير وتكييف أساليب التعليم لتلبية الاحتياجات الفردية للطفل.
- إرشاد أولياء الأمور والتعاون مع مدرّس الصف لتحديد الأهداف المناسبة المرتبطة بالمنهج الدراسي.
- تقدّم الجلسات باللغتين العربية والإنجليزية.
- العلاج السلوكي للأطفال متوفر كجلسات فردية
- العلاج الوظيفي هو فنّ وعلم لتمكين المشاركة في الحياة اليومية من خلال الوظائف، ووظيفة الطفل الرئيسية هي اللعب والتعلّم.
إنّ أخصائيات العلاج الوظيفي في مركز كلماتي مدرّبات على تقييم وتطوير مهارات التعلّم واللعب في المجالات التالية:
- المهارات الحركية الكبيرة: التوازن، التخطيط الحركي، التحكّم بقوة العضلات والتنسيق بين الجانبين من الجسم.
- المهارات الحركية الدقيقة (اليد): الالتقاط، تناول الأغراض، التآزر الحركي، الكتابة، استخدام أدوات المائدة، إغلاق الزرّ وفتحه، التحكّم بقوّة اليد والمهارات اليدوية.
- مهارات الكتابة: كتابة الحروف، التحكّم بقبضة القلم، التحكّم بحجم كتابة الحروف والمسافة بينها، أشكال الكتابة – طبع ونسخ.
- التحكّم بالمهارات البصرية العملية: السيطرة على عضلات العين على سبيل المثال تتبّع جسم متحرّك والقراءة عبر المسح البصري.
- المهارات الإدراكية البصرية: هي عملية ذهنية لتلقّي المعلومات والاستجابة عليها على سبيل المثال لعبة إيجاد الفرق بين صورتين وألعاب الذاكرة البصرية.
- المهارات الحسيّة: كيفية ترجمة المعلومات والاستجابة عليها على سبيل المثال اللمس، الذوق، السمع، النظر بالإضافة إلى وكيفية تحرّك الجسم.
- أنشطة الحياة اليومية: مثل خلع الملابس، استخدام المرحاض، الأكل والمشاركة في الروتين اليومي.
- علا ج النطق واللغة: إنّ علاج النّطق واللّغة في مركز كلماتي يقدّم خدمات التقييم، التشخيص معالجة حالاتٍ متنوّعة من اضطرابات النّطق والتّواصل واللّغة المتعلّقة بالأطفال.
يمكن لبرامج العلاج (الفرديّة والجماعية) تناول ما يلي:
- ضعف السّمع: العلاج السّمعي اللّفظي، تأهيل قبل وما بعد زراعة القوقعة، لغة الإشارة الأمريكية
- التدخّل المبكّر
- التأخّر اللّغوي
- اضطرابات الأصوات اللّغويّة ومخارج الحروف
- اضطرابات النطق واللغة
(تٌقدّم جلسات العلاج باللغات العربية، الفرنسية، الإنجليزية ولغة الإشارة الأمريكية).
- ورشات لتعليم لغة الإشارة الأمريكية
يقدم المركز ورشات لتعليم لغة الإشارة الأمريكية للأطفال والكبار.
بطاقة الإتصال
Sabine El Deek
042839196
042839086
www.kalimati.org
Mirdif Dubai, Dubai, United Arab Emirates
55482P.O.Box
المصدر: هنا