بعد 12 سنة من تأخر حمل ولدت مريم في 8 ديسمبر 2010 وكانت الصدمة بعد الولادة! خرجت من غرفة الولادة وسألت زوجي وابنتي فاطمة: أين ابنتي؟ قالا لي في العناية المركزة والدكتور يقول إنها ستبقى 3 شهور في العناية المركزة لأنها ولدت بمتلازمة داون ولديها ثقوب في القلب وتحتاج إلى عملية قلب مفتوح.
كنت كلما أدخل إلى غرفة العناية المركزة تزداد أسئلتي.. دكتورة.. ما هي متلازمة داون.. فتجيبني ولكن ليس بالقدر الذي يشبع رغبتي في المعرفة فكنت ابحث في شبكة الانترنت عن هذه المتلازمة حتى أعرف عنها أكثر.
في يوم من الأيام سمعتني أم تزور ابنتها في العناية المركزة أيضاً وأنا أسأل عن متلازمة داون، فقالت لي: اذهبي إلى مركز التدخل المبكر في مدينة الشارقة للخدمات الانسانية وهناك ستعرفين كل شيء عن هذه المتلازمة.
مضت سبعة أشهر على طفلتي في مستشفى القاسمي بالشارقة تم تحويلها بعدها إلى مستشفى خليفة بأبوظبي لإجراء عملية قلب مفتوح ولله الحمد كانت ناجحة.
وبعد أن استقرت أمورنا قليلاً ذهبت إلى مركز التدخل المبكر بالشارقة وسجلت في خدمة العلاج الطبيعي والإرشاد الأسري.
وبعد عدد من الجلسات تحسنت مريم واعتدلت رقبتها وبدأت تقف على قدميها وخطت أولى خطواتها وهي بعمر 3 سنوات.
التحقت بعدها بخدمة الفصول وتحسنت كثيراً وبدأت تشارك في الأنشطة المدرسية وتحب فقرات الرياضة والموسيقى. وكنت أتابعها باستمرار بفضل ترشيحي في مجلس الأمهات أمينة للسر.
واليوم وبعد كل هذه السنوات صارت عندي الخبرة والمعلومات اكتسبتها من تبادل الخبرات مع الأمهات وحضور المحاضرات وورش العمل وكل الفعاليات والأنشطة.
تخرجت مريم من مركز التدخل المبكر قبل أربع سنوات وهي اليوم طالبة في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات تتفاعل مع الأنشطة المدرسية والاجتماعية ولله الحمد.. إنها بابتسامتها وتفاعلها أدخلت السعادة إلى بيتنا ونشرت الفرحة بيننا.
فشكراً لمركز التدخل المبكر بالشارقة.. وشكراً من القلب لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وكل العاملين فيها.