أمل علي حسن،، موظفة..
وأن يكون الإنسان موظفاً فهذا ما لا يستحق ضجة كبيرة…
ملايين الناس حول العالم موظفون في مؤسسات حكومية أو خاصة فلماذا نهتم إن كانت أمل موظفة أوعاملة؟
أمل أيها السادة من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، وفي الوقت الذي يواجه فيه معظم أصحاب هذه الإعاقة وغيرها من الإعاقات سوء المعاملة أو الاستهتار بهم أو في أحسن الأحوال عدم الإيمان بقدرتهم على فعل أي شيء ذي قيمة،.. في المقابل تعمل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومنذ زمن طويل جداً على احتوائهم وتدريبهم وتأهيلهم وتمكينهم مؤمنة بطاقاتهم التي تحتاج فقط إلى اهتمام وظروف مناسبة التي متى توفرت استطاع هؤلاء أن يكونوا أفراداً منتجين يساهمون مع أقرانهم من غير المعاقين في تنمية وتطوير مجتمعهم.
أمل تدرجت ضمن أقسام المدينة مذ كانت في السادسة من العمر وهكذا تلقت التعليم والتدريب في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات وقسم التأهيل المهني حتى العام 2010 حين قامت المدينة بتوظيفها كمدربة في ورشة التغذية وهي منذ ذلك الحين تساعد الطالبات في صنع منتجاتهن وتشرف على عملية تسليم الطلبيات للموظفين والأقسام حسب جدول زمني منتظم ودقيق.
لا يقتصر الأمر على ذلك، فأمل ماهرة في إجراء العمليات الحسابية وعندما تقوم بتسليم إحدى طلبيات ورشة التغذية تستلم النقود ثم تعدها بدقة وتجري الحساب لتعيد ما تبقى للمستلم، واللافت في الأمر أن هذه العملية تتم منذ سنوات بدقة ممتازة دون أخطاء تذكر وهذا يدل على الكفاءة الرائعة التي تتمتع بها ويدل دون أدنى شك على إحساس كبير بالمسؤولية أثبتت مع مرور الأيام أنها أهل لها.
علاقة أمل بزملائها من طلبة ومدربين ومشرفين تتسم بالأخوة الصادقة والمحبة العامرة والأهم من ذلك الاحترام المتبادل المبني على أسس متينة أرستها مدينة بذلت ـ منذ تأسيسها ـ كل ما بوسعها كي تعزز ثقة الأشخاص من ذوي الإعاقة بأنفسهم لبناء شخصية مستقلة قادرة تعتمد على نفسها وتغني مجتمعها بما تمتلكه من طاقات في ميدان العمل أو الموهبة أو أي مجال آخر يمكن لها أن تبرز من خلاله.
خلال معظم الزيارات التي يقوم بها ضيوف المدينة إلى ورشة التغذية ترحب بهم أمل وتتولى شرح الخطوات التي تقوم بها الطالبات وهن يصنعن المنتجات التي تضاهي بجودتها أفضل المعايير وتجيب عن أسئلتهم واستفساراتهم بكل رحابة صدر فيلاحظ الجميع مقدار الثقة التي تتمتع بها والتي لا تقل عن ثقتها بقدرتها على تسليم الطلبيات وإجراء الحسابات بدقة ممتازة.
(إضافة من المحرر): … يذكر أن ورشة التغذية في قسم التأهيل المهني كانت قد حازت في يونيو 2014 وبجدارة على شهادة الممارسات الصحية الجيدة (GHP) وبذلك تكون مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أول مؤسسة تعنى بالأشخاص من ذوي الإعاقة تحصل على هذه الشهادة بعد خوض برنامج الشارقة لسلامة الأغذية.
تقول أمل: سعادتي كبيرة لكوني موظفة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وكل كلمات الشكر لا تكفي للتعبير عما أكنه لهذا (الحضن الدافئ) الذي ما بخل يوماً بتقديم كل شيء في سبيل تعليمنا وتدريبنا وتمكيننا حتى اشتد عودنا وبات معظمنا قادراً على خوض غمار الحياة بثقة وثبات حيث أنه من المعروف العدد الكبير للطلبة الذين قامت المدينة بتوظيفهم بعد تخرجهم سواء في المدينة نفسها أو في مؤسسات حكومية وخاصة.
مسؤول قسم التأهيل الأستاذ أمجد الطواهية أشاد بالأداء المتميز للموظفة أمل مؤكداً أنها تقوم بالمهام الموكلة إليها على خير ما يرام وقد اكتسبت خبرة متميزة خلال تدريبها وعملها في ورشة التغذية حتى غدت من العاملات ذوات البصمة المؤثرة وتستطيع القيام وحدها بأكثر من مهمة بشكل دقيق واحترافية جديرة بالثناء والتقدير.
الفهم الخاطئ لدى أغلب الناس لطبيعة الإعاقة الذهنية يدفعهم للتقليل من قدرات أصحابها وما يمكن لهم أن يحققوه سواء في مجال الحياة العامة أو في ميدان العمل، وهنا يبرز دور المدينة كمؤسسة تهتم بتثقيف المجتمع وتوعيته بضرورة تقديم الدعم والمساندة للأشخاص من ذوي الإعاقة بشكل عام وذوي الإعاقة الذهنية بشكل خاص وتوفير الظروف المناسبة لتعليمهم وتدريبهم ودمجهم دمجاً علمياً مدروساً في مجتمعهم.
واعتبر الطواهية أن تجربة المدينة في مجال توظيف ذوي الإعاقة داخل وخارج المدينة تجربة ناجحة وما أمل علي حسن إلا خير دليل على ذلك دون أن ننسى بالطبع أسماء كثيرة لزملائها من ذوي الإعاقة الذين خرجتهم المدينة وعملت على توظيفهم في العديد من المؤسسات وهم هناك يثبتون جدارتهم ويؤدون المهام الموكلة إليهم بشكل متقن.
من جانبها تعتز المدربة في ورشة التغذية آمال عبد الحميد بأمل وزميلاتها فهن نموذج طيب للتعاون والمحبة والسعي الدؤوب لتحقيق الأفضل وحقيقة الإقبال على منتجات الورشة سواء من موظفي المدينة أو الشركات والمؤسسات الخارجية أكبر دليل على النجاح الذي يحققه الطلبة من ذوي الإعاقة ومؤشر دقيق يتيح للمتفكر أن يصل إلى النتيجة الجلية والمتمثلة بكون ذوي الإعاقة ليسوا موهوبين فقط بل هم أيضاً عمال مخلصون لعملهم ومحبون له.
ختاماً لا بد أن نشير إلى أن أمل موهوبة في الرسم وقد سبق لها أن تدربت على التطريز أيضاً وبفضل الله أولأً والمدينة ثانية غدت أمل التي أكملت الـ 31 ربيعاً شخصاً عاملاً ومنتجاً تسهم من خلال موقعها في رفد المجتمع بالطاقة الإيجابية البناءة وقد حققت قدراً كبيراً من الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)