إعداد : فرع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية – المنطقة الشرقية – كلباء
اسمي “أسماء سعيد الزعابي”، عمري 35 سنة، طالبة في “قسم مسارات لتنمية المهارات” في فرع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بكلباء، مناصرة ذاتية ومساعدة معلمة، وأرسم بمهارة.
سأحكي لكم قصتي التي أعتبرها من ” قصص النجاح الملهمة” رغم الصعوبات والتحديات
ولدت بعد معاناة والدتي رحمها الله من ارتفاع السكر في الأشهر الأخيرة من الحمل، وبدأت حياتي دون إعاقة، ثمّ التحقت بالروضة مع من هم في عمري، وفي الروضة اكتشفت معلمتي أن لدي مشاكل في النطق والاستيعاب، لكن والدتي رحمها الله استمرت في إرسالي إلى الروضة ولم تصغي للمعلمة بل كانت تشجعني وتأخذني معها إلى كل مكان تذهب إليه.
وفي يوم العيد، وبينما كنت أرتدي فستان العيد وأنا فَرِحة به، أصابتني نوبات اهتزاز قوية تسببت بفقداني الوعي لدقائق، ثم أسرعت بي أمي إلى المستشفى وهناك علمت أنني مصابة بالصرع. ثم كانت نوبات الصرع تأتي على فترات متقاربة، في البداية لم تصدق أمي رحمها الله بأني مصابة بالصرع ورجحت أنني مصابه بالعين والحسد ولكنها بعد ذلك اقتنعت.
بدأت حياتي تختلف وبدأ قلق أمي يزداد، توقفت عن الذهاب إلى الروضة وبدأ يتراجع مستوى النطق لدي، بقيت في المنزل فترة طويلة وخلال هذه الفترة أمضيت أغلب أيامي في المستشفيات. قضيت طفولتي في كنف أسرتي، لم يكن عندي أصدقاء سوى أمي رحمها الله.
وفي عام 2006 طرأ تغيير جميل على حياتي مذ التحقت بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي أصبحت المنقذ من حالة المرض والتعب والملل التي كنت أعيشها.
البداية كانت في قسم الإعاقة الذهنية، وفيه تلقيت المهارات المعرفية واللغوية والاستقلالية. تعلمت الكثير من المدينة وتمكنت من الاعتماد على نفسي في كل شيء. العناية بالنفس، إعداد طعامي، واختيار ملابسي. امتلكت شخصية ورأياً، وأعجبت جداً بحصص التربية الفنية والرياضة، بدأت أرسم وأُلون وأشارك في المسابقات وكان هذا يقودني أكثر فأكثر إلى الاستمرارية وخاصة عندما أرى الدعم والتشجيع والاحتواء.
أحببت الألوان وأحببت كتيبات التلوين.
بدأت يدي تخط الأشكال والرسومات والوجوه. أصبح الرسم جزءاً مني حيث وجدت نفسي فيه.
بدأت أشارك في المعارض والورش على مستوى فرع المدينة في كلباء من خلال بعض الرسومات التي لاقت استحسان من شاهدها وأثنى عليها.
لم أتوقف هنا بل كبر طموحي وبدأت أشارك في المسابقات على مستوى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ثمّ كبر الطموح أكثر وبدأت بالمشاركة في المسابقات على مستوى الدولة والعالم العربي، حيث عُرِضت رسوماتي في الدورة السادسة ضمن الملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة، وفازت بالمركز الأول وكانت مشاركتي عبر لوحات متميزة دمجت فيها الألوان مع الأشغال اليدوية لإبراز التراث الإماراتي ممثلاً في زي المرأة الإماراتية القديم.
والآن أرسم بعض اللوحات المميزة التي سأشارك فيها ضمن معرض “الدب القطبي” مع مركز الفنون.
لم يكن الرسم موهبتي الوحيدة فأنا رياضية من الدرجة الأولى، وشاركت في عدد من المسابقات الرياضية، كما شاركت في الأولمبياد على مستوى العالم العربي في “سوريا”، وفزت بالميداليات الذهبية والفضية، ولازال طموحي نحو القمة منطلقاً يوماً إثر يوم، ويوماً ما سوف أصبح رسامة مشهورة