الدكتورة ليزا كوبينين Liisa Kauppinen من الشخصيات الفريدة التي أتيح لي اللقاء معها في أكثر من مناسبة، وهي فنلندية استطاعت رغم صممها المطلق أن تواصل تعليمها وتحصل على شهادة الدكتوراه، واستطاعت أن تسهم وبشكل ملحوظ في تطوير الاتحاد الفنلندي للصم، ثم شغلت أمين عام الاتحاد العالمي للصم The World Federation of the Deaf واستطاعت بفضل جهودها ودعم حكومتها لها واتحادها الوطني استضافة مقر الاتحاد العالمي للصم في بلدها فنلندا ليصبح فيما بعد مقراً دائماً في عام 1987، بعد أن استضافته روما منذ تأسيسه عام 1951.
تولت رئاسة الاتحاد العالمي للصم الذي يضم أكثر من 130 منظمة وطنية للصم في جميع أنحاء العالم وهو يعد أقدم اتحاد عالمي للأشخاص ذوي الإعاقة يضم في عضويته منظمات الصم الوطنية في نحو 126 دولة، وهو يمثل نحو 70 مليون شخص أصم في العالم.
أنهت د. ليزا دورتها في رئاسة الاتحاد في عام 2003، واختيرت فيما بعد رئيسة فخرية للاتحاد العالمي للصم، وتسجل لها المشاركة الفاعلة كممثلة للاتحاد في كل مراحل العمل في صناعة اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة UN Convention on the Rights of Persons with Disabilities منذ عام 2005 إلى أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الاتفاقية وبروتوكولها الاختياري، وفُتحت باب توقيعهما في 30 آذار/ مارس 2007 واستطاعت خلال مناقشات الصياغة أن تعزز مواد الاتفاقية الخاصة بحقوق الأشخاص الصم في العالم لاسيما المتعلقة بلغة الإشارة وتكافؤ الفرص وحقوق التعليم والتأهيل وحق الوصول إلى المعلومات.
تعرفت إليها وعدد من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد العالمي للصم خلال المؤتمر العربي السابع في بيروت -لبنان والذي عقد تحت شعار (الصّم العرب والقرن الحادي والعشرون) من 27 إلى 30 نوفمبر 1995، وقد أدهشني مشاركاتها القوية في جلسات المؤتمر رغم اعتمادها على مترجم لغة الإشارة المرافق لوفدها.
وكذلك خلال (الندوة البرلمانية العربية الخاصة بتشريعات الإعاقة) التي استضافتها المملكة الأردنية الهاشمية في عمان يومي 16 و17 آذار/ مارس 2005م، وفي نهاية المؤتمر دعتني إلى اجتماع مجلس خبراء الأمم المتحدة للإعاقة بإشراف المقرر الخاص للأمم المتحدة لشؤون الإعاقة، حيث رشحتني (ليزا) باسم (الاتحاد العالمي للصم) لأكون مقرر الجلسة ومعد توصيات هذه الجلسة التي وجدتها تجربة خصبة أغنتها (ليزا) وباقي خبراء وممثلي الاتحادات العالمية بالمداخلات والملاحظات.
إنها حقا المرأة القوية بكل المقاييس رغم تحديات الإعاقة، والتي استطاعت بفضل دعم مجتمعها أن تحقق نجاحات ملموسة على الصعد الشخصية والوطنية والعالمية.
إضافة من المحرر:
تمنح الأمم المتحدة كل 5 سنوات جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالتزامن مع احتفالها في العاشر من كانون الأول / ديسمبر من كل عام بيوم حقوق الإنسان وقد تصادف هذا الحدث مع الاحتفال في العام 2018 بالذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مع الإشارة إلى أن هذه الجائزة مخصصة للإقرار بالإنجازات المميزة للأفراد أو المنظمات في مجال حقوق الإنسان.
وقد فاز بها في العام 2013 السيد بيرام الداه أعبيدي من موريتانيا لمكافحته ضد الرق؛ والسيدة هيلجمنيجيتا أبوك من كوسوفو لحملتها دفاعاً عن حقوق الأشخاص قصار القامة؛ والسيدة ليزا كوبينين من فنلندا لنضالها من أجل حقوق الصُّم؛ والسيدة خديجة الرياضي من المغرب لمناصرتها عدداً متنوعاً من القضايا المعنية بحقوق الإنسان؛ ومحكمة العدل العليا للمكسيك لدورها في الحماية الدستورية لحقوق الإنسان؛ والسيدة ملالا يوسفزاي من باكستان لتأييدها حق الفتيات في التعليم في ظل مخاطر كبيرة.
طبيب بشري حائز على شهادة الماجستير في طب الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها، والبورد السوري، بالإضافة إلى الدراسات العليا من جامعة برمنجهام في المملكة المتحدةBirmingham, UK، وهو من الناشطين في المجتمع المدني العربي والدولي، له إسهامات طبية وثقافية وإنسانية عديدة، إلى جانب الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
له عدة إصدارات في مجال الإعاقة السمعية، والبصرية، كما نشر المئات من المقالات والأبحاث في الصحة، والإعاقة، والعمل الإنساني والحقوقي وجوانب ثقافية متعددة.
شارك في تأسيس وإدارة وعضوية (الهيئة الفلسطينية للمعوقين)، (الرابطة السورية للمعلوماتية الطبية)، (الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم)، اللجنة العلمية لنقابة أطباء دمشق، وهيئة تحرير (المجلة الطبية العربي)، ولجنة الإعاقة بولاية كارولينا الشمالية للسلامة العامة، قسم إدارة الطوارئ، وعضو جمعية نقص السمع في منطقة ويك، ولاية كارولينا الشمالية، وعضو لجنة العضوية في تحالف الأطباء الأمريكي، ومستشار مؤقت لمنظمة الصحة العالمية إقليم المتوسط في القاهرة للمؤتمر الإقليمي (أفضل الممارسات في خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأشخاص المعوقين)، القاهرة، مصر (نوفمبر 2007)، كما شارك في كتاب (مواضيع الشيخوخة والإعاقة)، منظور عالمي، إصدار لجنة الأمم المتحدة غير الحكومية للشيخوخة، نيويورك 2009.
(http://www.ngocoa-ny.org/issues-of-ageing-and-disabi.html)
وقد حاز الدكتور غسان شحرور خلال مسيرته على:
- درع الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم، 2000.
- جائزة الإمارات العالمية التي يرعاها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعمل الطبي الإنساني عام 2002.
- درع الأولمبياد الخاص، بمناسبة تشكيل الأولمبياد الخاص الإقليمي، 1993.
- براءات التقدير والشكر من منظمات الإعاقة والتأهيل في مصر، الإمارات، قطر، تونس، والكويت وغيرها.
- منظم ومدرب (مهارات التقديم المتطورة للعاملين الصحيين والأطباء)، رابطة المعلوماتية 2006.
- جائزة نجم الأمل العالمية، للإنجازات في مجال الإعاقة، مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة اتفاقية أوتاوا، كارتاجنا، كولومبيا 32 ديسمبر / كانون الأول 2009.
- أختير ضمن رواد المعلوماتية الطبية في العالم وفق موسوعة (ليكسيكون) الدولية 2015،
Biographical Lexicon of Medical Informatics ،
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4584086/