بطالبٍ وموظفٍ ومتطوع… وعبد الله جاسم.. نجمٌ من نجومِ التطوع
تسلم طالب فرع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في خورفكان عبد الله جاسم محمد رمضان شهادة تكريم جائزة الشارقة للعمل التطوعي من سعادة الشيخ محمد بن سعود القاسمي عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رئيس الدائرة المالية المركزية خلال الحفل الذي نظمته لجنة الجائزة في الجامعة القاسمية (الأربعاء 1 مارس 2017) وسط حضور جماهيري وإعلامي كبير.
وجاء تكريم الطالب المتميز عبد الله ضمن فئة نجوم التطوع (المرحلة الثانوية) تقديراً لجهوده الكبيرة في مجال التطوع وتأكيداً على أن الأشخاص ذوي الإعاقة شركاء حقيقيون في بناء المجتمع وتقدمه.
بابتسامة عريضة استقبل الطالب عبد الله وهو من الأشخاص ممن لديهم متلازمة داون تكريمه مؤكداً أن حبه للعمل التطوعي ليس مرتبطاً بالسعي للحصول على جائزة أو غيرها وإنما بحبّ الخير وعمله.
في مركز مسارات للتطوير والتمكين يتدرب طالب المدينة بصحبة زملائه ضمن ورشة الزراعة العضوية ويبلي فيها بلاء حسناً كما يبدي مهارة كبيرة في الاستقلال الذاتي والاعتماد على النفس وهذا ما أكده معلمه في المركز حاتم عبد العزيز علي أحمد.
منظم، ملتزم، خلوق، بشهادة الجميع، وإقباله على عمل الخير داخل المدينة وخارجها في مختلف مؤسسات المجتمع هو ما دفع بإدارة الفرع إلى تقديم ملفه ليكون مشاركأً هذا العام في جائزة الشارقة للعمل التطوعي وليكون نموذجاً يقتدى به لا بالنسبة لزملائه وحسب بل لأقرانه من الأشخاص ذوي الإعاقة وغير المعاقين.
الأستاذ حاتم أكد أيضاً أن مهارات عبد الله تشمل القدرة على التعامل مع الحاسوب والاندماج في المجتمع بشكل مميز والجميع يعرف عن عبد الله حماسته الشديدة للعمل التطوعي ومساعدة الآخرين.
الاستاذة الفاضلة نجاة وهي شقيقة الطالب عبد الله عبرت عن سعادتها بفوزه بجائزة الشارقة للعمل التطوعي موضحة أن حب أخيها لفعل الخير يستحق هذا التقدير لحث جميع أبناء المجتمع على حب الخير والإقدام عليه مراراً وتكراراً.
وقالت: لا يقف الأمر عند هذا الحد فعبد الله رياضي مميز في رياضة البوتشي ومؤخرأً شارك في البطولة التي نظمتها جمعية الإمارات لمتلازمة داون وحقق فيها الميدالية الذهبية والمركز الأول.
يتطوع عبد الله في جمعية الشارقة الخيرية بخورفكان ويتطوع في نادي الثقة للمعاقين ويتطوع في العديد من مؤسسات ومدارس المنطقة وجميع من يعرفونه يكنون له أعمق مشاعر الاحترام والتقدير لا على عمله وحسب بل على مبادرته أيضاً.
إلتزام عبد الله وانضباطه ظاهران في سلوكه فهو محب جداً للتحية العسكرية وخلال الصيف الماضي شارك في معسكر تدريبي لعدة أشهر ضمن مركز الشرطة بخورفكان مما ساعد على ترسيخ انضباطه وقوة شخصيته.
رئيس مجلس أمناء جائزة الشارقة للعمل التطوعي عفاف إبراهيم المري عبرت عن سعادتها بفوز الأشخاص من ذوي الإعاقة وتميزهم مؤكدة أن تكريم الطالب عبد الله هذا اليوم أكبر دليل أنهم قادرون على المشاركة والتفوق في مختلف المجالات وإظهار التقدير والاحترام لهم أقل واجب ممكن.
ولفتت إلى أن جائزة الشارقة للعمل التطوعي أنشئت بالمرسوم الأميري رقم 2 لسنة 2001 الصادر عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة، بهدف تشجيع ودعم العمل التطوعي وغرس قيمة العمل التطوعي في كافة أفراد المجتمع ودعم ورعاية وتشجيع الفئات المساعدة والمؤازرة التي ترفد التطوع ومؤسساته بعطاءات دائمة ومستديمة.
لم يكن طالب فرع الخدمات الإنسانية في خورفكان وحده من المكرمين في الجائزة فقد استحق الأستاذ جهاد عبد القادر مسؤول قسم تنمية الموارد المالية والاستثمار التكريم عن فئة العاملين في مجال العمل التطوعي بعد ترشيحه من قبل المدينة للجائزة تقديراً لجهده وإخلاصه في العمل.
وأكد عبد القادر أن هذه الجائزة وسام يعتز به وحافز يدفعه إلى بذل المزيد في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة.
وقال: شرفتني إدارة المدينة بترشيحها لي وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمامها لا بطلبتها وحسب بل بموظفيها والعاملين معها ومنحهم التقدير الذي يستحقون للمواظبة على تقديم أفضل الخدمات التي تؤدي إلى تمكين وتعليم وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل مستمر، متوجهاً بخالص الشكر والتقدير إلى الإدارة العليا على الثقة الغالية التي سيبذل للحفاظ عليها كل ما بإمكانه.
أيضاً كان من بين المكرمين ضمن فئة أفضل شخصية مساهمة في العمل التطوعي المتطوع عبد اللطيف مصطفى القاضي وهي المرة الثانية التي ينال فيها التكريم تقديراً لما قدمه وما زال في ميدان التطوع مع مختلف المؤسسات والمراكز العاملة مع الأشخاص ذوي الإعاقة وتلك التي تعنى بالأعمال المجتمعية والإنسانية من خلال هيئة الهلال الاحمر الإماراتي وإدارة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة.
عبد اللطيف القاضي ذو الباع الطويل في مجال التطوع مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وخاصة في مخيمها السنوي للأمل الذي تنظمه منذ العام 1986 وكانت دورته السابعة والعشرين قد حملت في ديسمبر 2016 شعار (بطريقتي أتعلم) أكد أن سعادته كبيرة بهذا التكريم كما أكد على عزمه مواصلة هذا الدرب مع المدينة سعياً لتقديم الأفضل دائماً للأشخاص ذوي الإعاقة.
كما عبر المتطوع المخضرم عن فخره واعتزازه بتاريخه المشترك مع المدينة وأهم اللحظات فيه خاصة تلك التي قام فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بتقليده وسام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في حفل افتتاح مخيم الأمل الثالث والعشرين في ديسمبر 2012 وتكريمه من قبل سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة في اليوبيل الفضي لمخيم الأمل بالشارقة في ديسمبر 2014 مع زملائه المتطوعين الذين تطوعوا لأكثر من 15 عاماً وكان عبد اللطيف القاضي من بينهم.
وأوضح أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية واحة خصبة للتطوع وقد حرصت طوال مسيرتها على غرز هذه البذرة في نفوس مختلف أبناء المجتمع وشجعتهم على تنميتها خلال العديد من الفعاليات التي كان لها السبق في تنظيمها والريادة في تعريف الجميع عليها وتوعيتهم بها.
وبهذه المناسبة توجه القاضي بخالص الشكر والتقدير إلى القيادة العامة لشرطة الشارقة التي تسهل دائماً تطوعه مع هذه الجهات متمنياً النجاح للجميع.
جدير بالذكر أن العديد من موظفي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والمتطوعين فيها فازوا خلال السنوات السابقة بجائزة الشارقة للعمل التطوعي في تأكيد مستمر على ريادة المدينة وتشجيعها للعمل التطوعي ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.