تتحدث عارضة الأزياء والناشطة في مجال الإعاقة كيلي نوكس عن صناعة الموضة لمحطة بي بي سي 5 live البريطانية، وتقول: (لقد ولدت بدون ساعدي الأيسر. عرفت طوال حياتي أن جسمي قد يكون (ناقصاً) قليلًا، لكن روحي كاملة، قوية جداً ولا حدود لها. لم أعتبر نفسي معاقة حتى بدأت العمل في عرض الأزياء. في عام 2008، حيث نافست سبع نساء أخريات من ذوات الإعاقة للفوز بجائزة أفضل عارضة في برنامج (ثلاثة) على بي بي سي وهو برنامج واقعي حول عارضات أزياء من ذوات الإعاقة فاقدات الأطراف).
تتابع: لم أر أي شخص يشبهني في مجلات الموضة، أو الحملات الإعلانية أو ممن يسيرون على المنصة. كان من الممكن أن أستسلم بسهولة، لكني لن أخسر ذلك بسهولة! كنت أرغب في تغيير الطريقة التي ينظر بها المجتمع إلى الإعاقة والجمال لإحداث فرق في العالم. لكن بعد عقد من الزمن، لم يتغير الكثير. نحن نرى التنوع من حيث الشكل والحجم واللون والعمر، لكن الإعاقة تبدو المحظور الأخير).
تستكمل كيلي نوكس وتقول (ولغاية هذا التحقيق في محطة بي بي سي 5 live، توجهت إلى كلية لندن للأزياء للتحدث إلى أشخاص يعملون في صناعة الأزياء.. مصمّمة الأزياء كاثرين تيتيم شريكة المصمم البريطاني توماس جونز هي واحدة من أبطالي.
في العام الماضي، وظفتني أنا وجاك آيرز، الذي بترت ساقه عندما كان عمره 16 سنة، في العرض الافتتاحي لأسبوع الموضة في لندن. وبشكل مثير للدهشة، كانت المرة الأولى التي يظهر فيها عارضون من ذوي الإعاقة في أسبوع الموضة في لندن. شعرت بقوة وخطوات واثقة على المدرج بارتداء إبداعاتها الرائعة. لقد كانت من أبرز لحظات حياتي المهنية).
وتقول كيلي: إلى جانب آلات الخياطة والعارضات في كلية لندن للأزياء، سألت كاثرين عما تريد أن يشعر به الناس عندما وظفتني أنا وجاك في ذلك العرض؟ أجابتني كاثرين: (إن رؤيتك على المنصة تسيرين بخطى واثقة على منصة العرض هي صورة قوية). (هذا شيء يمكن أن يلهم فتاة صغيرة من ذوات الإعاقة وتتطلع إلى أن تكون عارضة في يومٍ ما مما يجعلها تفكر في نفسها وتقول: رائع، إنها تفعل ذلك. قد أستطيع فعل ذلك أيضاً).
تستكمل كيلي نوكس جولتها وتقول: كانت المقابلة التالية مع كارولين باكستر، الصحافية والمصممة للأزياء، والتي تتمتع بخبرة تزيد عن 25 عاماً في المجلات الشهيرة. لأني أردت أن أفهم سبب عزوف المجلات عن العارضين من ذوي الإعاقة.
تقول كارولين: (إن عملي يتطلب اختيار اللقطات المناسبة، والتفكير في كيفية الحصول على كل هذه اللقطات في المكان المناسب). [في بعض الأحيان] يجب أن يقف العارض فوق بعض المنحدرات، أو أسفل الوادي، أو على جسر صغير للحصول على اللقطة المثالية. (عليكِ أن تنظري إلى ضرورة التأمين وتأمين النقل).
وتضيف أن استخدام عرض من الأشخاص ذوي الإعاقة سيثير الأسئلة في ذهن القارئ، ويشتت انتباهه عن الموضة. (يحتاج القارئ إلى تفسير. من هذا الشخص؟ سيتوقف عن كونها قصة أزياء).
تساءلت لماذا تصبح قصة الإعاقة؟ المعاقون هم بشر أيضاً. ولهذا السبب من المهم للغاية أن يرى الناس ما يعنيه أن يكون الشخص لديه إعاقة في عام 2018 – شخص جميل وقوي وجدير وقادر وعصري!
دعونا نتحدث عن الجنيه الأرجواني. مع وجود ما يقدر بنحو 12 مليون من ذوي الإعاقة يعيشون في المملكة المتحدة، يبلغ معدل انفاقهم حوالي 249 مليار جنيه إسترليني سنوياً في الاقتصاد المحلي. إنها سوق استهلاكية كبيرة غير مستغلة. لذا فقد كنت حريصة على الحديث حول هذا الأمر مع مدوّنة الأزياء كلارا هولمز.
كلارا لديها متلازمة إهلرز دانلوس، وهو أحد أنماط متلازمة فرط الحركة، وهو اضطراب وراثي. إنها حالة مؤلمة للغاية، وقد أصبحت كلارا تعتمد على الكرسي المتحرك بشكل كامل منذ أكثر من 10 سنوات.
من خلال مدونتها تقوم بمشاركة مغامراتها في عالم الموضة – متحدية فكرة أن الأشخاص ذوي الإعاقة لا يمكن أن يكونوا أنيقين.
أخبرتني كلارا أنها واجهت مشاكل إذا غادرت بعيدا عن مناطق التسوق الرئيسية. (عندما تبدأ في الخروج عن الشوارع الرئيسية، إلى الأماكن الصغيرة في الشوارع الجانبية، توجد مشكلة في المحلات لديهم درجات، ولا يوجد لديهم منحدرات، كما أنها ضيقة للغاية. لا أريد أن أدخل ومعي الفوضى إلى متجر. لا أريد أن أشعر بأنني بحاجة لشراء شيء ما بسبب كل المساعدة التي تم تقديمها لي. لا أريد أن يرفع أربعة أشخاص كرسيّ المتحرك. لا أرغب بحفاوة بالغة. أنا فقط أريد أن أدخل بهدوء. إذا واجهت ذلك مرة، فلن أعود إلى ذلك المحل مرة أخرى).
تجربة كلارا ليست فريدة من نوعها
كشفت دراسة حديثة أجرتها لجنة التكاليف الإضافية أن 75٪ من العملاء من ذوي الإعاقة قد غادروا أحد المتاجر بسبب سوء الخدمة أو صعوبة الوصول، وأن الشركات البريطانية تخاطر بخسارة 420 مليون جنيه استرليني من مبيعاتها.
وعندما يتعلق الأمر بالشراء عبر الإنترنت، تقول كلارا فإن مشاعر الاستبعاد تظهر أكثر فأكثر بسبب العارضين والعارضات الذين يستخدمونهم على هذه المواقع.
(أقوم بشراء ملابسي كلها عبر شبكة الانترنت. بالتأكيد نحن بحاجة إلى أن يتم تمثيلنا على تلك المواقع. من الممكن أن نرى عارضات جالسات – لماذا إذن لا يكون لدينا مستخدم على كرسي متحرك؟ لماذا لا يكون هناك عارضين من ذوي الإعاقة في حملاتهم التسويقية عبر الإنترنت؟ حقاً، ستكون منصة مثالية).
ارتبطت بالكامل بما قالته كلارا. أجسادنا ليست شيئاً نعتذر عنه. يجب ألا نشعر بالخجل أو الذنب بسبب أجسادنا، نحن لا نذهب إلى أي مكان ونستحق التمثيل. لقد حان الوقت الآن لاحتضان الناس كأفراد والاحتفاء بالتفرد، وليس تحديدهم أو تصنيفهم حسب اختلافاتهم.
(*) كيلي نوكس – عارضة أزياء وناشطة في مجال الإعاقة
http://www.bbc.co.uk/programmes/articles/4RGRJhY4zsgKpXc6lwZJczT/is-disability-hidden-in-fashion
• كاتب أردني مقيم في الشارقة
• . مسؤول العمليات الفنية في مدينة الشارقة للخدمات الفنية
• يعمل في مجال الإعاقة والمؤسسات غير الربحية منذ أكثر من عشرين عاماً، شغوف بتعزيز حق القراءة للأشخاص من ذوي الإعاقة، وترسيخ الصورة الحقوقية عنهم في كتب الأطفال واليافعين.
• لديه العديد من المفالات منشورة في عدد من الدوريات العربية الالكترونية والورقية تحمل مراجعات نقدية للكتب، والسينما والحقوق الثقافية لللأشخاص ذوي الإعاقة.
• لديه خبرة في المسرح مع الأطفال والأشخاص من ذوي الإعاقة لديه مشاركات عديدة في مؤتمرات ثقافية ومتخصصة في مجال الكتب والمسرح.
صدر له:
• عن رواية تمر ومسالا – لليافعين عام – 2019 – دار (و) للنشر والوسائل التعليمية – دولة الإمارات العربية المتحدة. –
• قصة خياط الطوارئ – للأطفال عام 2020 ( تحت الطبع) – دار (و) للنشر والوسائل التعليمية – دولة الإمارات العربية المتحدة. –
• حاصل على المركز الأول في جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال سنة 2020 عن قصته “غول المكتبة”