إنها أختي،، شقيقتي عطية الرحمن أتت إلى اسرة متلهفة لقدومها بوجود أربعة أشقاء من الذكور وفتاة واحدة تاقت نفوسهم لأخت لها، فكانت الوردة العطرة والرحمة المنتظرة.
تلقتها أسرتها بحب بوجود أب عظيم يرسم الحياة لأبنائه وأم معطاءة تعطي بلا مقابل وأخت انتظرت نصفها الثاني لتتباهى أمام رفقتها بأختها التي طالما تمنتها فكان الحب على قدر الانتظار والاهتمام بحجم الفرح.. أشقاء أحبوها كلهم بعمق.
كبرت أختي كفراشة في حقل مورد مزدهر وبدأت خطواتها الأولى في عالمها الخارجي إلى روضتها، وبدأت تقفز بفرحة وبلهفة مستقبلة عالمها بكل حماس، وفجأة وبعد التحاقها بوقت قصير بالروضة تلقى والدي اتصالاً من مسؤولة الروضة وكان السؤال: هل لديها مشكلة صحية في أرجلها..!!
وكان رد الأسرة: لم نلاحظ أي شيء. ولكن المسؤولة أكدت ملاحظتها لتأخر حركي طفيف ومشكلة في الصعود لأي مرتفع لديها، ومن هنا بدأت رحلة التحاليل والفحوصات. وكان الخوف من المجهول يسكن في زاوية أخرى… الخوف على الوردة من الذبول، وجاءت نتائج التحاليل بوجود ضمور عضلات ((Muscular Atrophy في مراحله الأولى مع الصغيرة.
طار بها والدي إلى الخارج من بلد إلى بلد، وحيثما سمع عن أمل بالشفاء شد الرحال، ولكن القدر له كلمته، فمرضها لا يوجد له علاج..!! مرض نادر يضعف أعصابها ويفقدها المشي ببطء.
كافح والدي كي تكمل دراستها، فقد كانت شعلة من الذكاء متقدة، حازت المراكز الأولى في المراحل الدراسية كافة، مع أن المرض كان ينال منها ولكنه لم يثبط عزيمتها فلديها أسرة تحفر الصخر من أجلها وأب يأخذها يومياً إلى عملها ودراستها وأم تسجد راكعةً حامدة الله على وصول طفلتها إلى البيت بسلامة وأمان.
اضطرت بسبب المرض إلى استخدام الكرسي المتحرك وهي في بداية المرحلة الثانوية فكان التحدي والعزم وبالفعل تخرجت وكانت من أوائل الثانوية وبنسبة عالية لا يدركها إلا من أعطاه الله البصيرة والفطنة، ثم اجتازت المرحلة الجامعية بامتياز مشرف.
واليوم هي صانعة الأمل تستيقظ صباحاً عندما تستلمها يد أمي الحانية لتساعدها على النهوض، ومن خلال كرسيها المتحرك يبدأ يومها، تعانق النجوم في عملها وتبث التحدي والعزيمة من خلال تميزها وإتقانها لعملها.
وفي عائلتنا تنشر الأمل لا بل تصنعه… تتغلب على كافة التحديات وتجتاز العوائق الصحية الكثيرة وتنثر الورد والحب في كل مكان،… طاقة إيجابية وايمان بالقدر.
هي الآن موظفة إدارية في نادي الثقة للمعاقين بالشارقة، حافظة لكتاب الله كاملاً، مبدعة أشغال فنية ولوحات، عضوة في نادي الشطرنج للفتيات، معلمة صبورة وملهمة لأبناء إخوتها في كافة مراحلهم الدراسية.
بعدد نعمك يا الله لك الشكر والحمد،،،
فاطمة أبو بكر بلفقيه
[email protected]
• إدارية في مدرسة الأمل للصم بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
• ثانوية عامة وحاصلة على دبلوم إدارة أعمال
• الهوايات: الرحلات والقراءة وكتابة الخواطر والنثر
• مبدئي في الحياة: كن إيجابيا دائماً، أحب الخير للآخرين
• حضرت عدة دورات في الإدارة والسكرتارية التنفيذية وخدمة العملاء والعلاقات العامة.