الشيخة جميلة القاسمي:
التمكين الاجتماعي مبادرات إنسانية وإنجازات موجهه لتمكين الأيتام
حفل عام 2019 بمجموعة متميزة من البرامج والمشاريع والإنجازات الداعمة والمساندة لأسر الأيتام التي انطلقت من رؤية شمولية لتترجم مقاصد خدماتها المقدمة وهي (بيئة متميزة لإطلاق طاقات الأيتام ليصبحوا قادة)، منتهجة تقديم رعاية شاملة لأسر الأيتام في مختلف أوجه التمكين المقدمة.
وأكدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أن ما حققته مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي من إنجازات هو استمرار لمسيرة تمكين الأيتام على نهج واضح من العمل على مدى سنوات متواصلة حافلة بالإنجازات محققة خلالها رسالة إنسانية تسخرها لخدمة أسر الأيتام، زاخرة بتلبية احتياجاتهم وإيجاد بيئة ممكنة ومستدامة عن طريق برامج ومشاريع خلاقة ساهمت في دعمهم وتمكينهم.
وقالت سعادتها: إن المؤسسة تعمل بفعالية وإستمرارية على مواكبة احتياجات الأيتام في الجوانب المادية والمعنوية لإعداد يتيم متمكن قادر على مجابهة الحياة والاستمرار في خوض تحدياتها، موضحة أن هذا العمل وتقديم الخدمات لأسر الأيتام يشكل غاية هامة نسعى لتحقيقها إيماناً منا بأنها تخدم تطلعات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في النهوض والإهتمام بأبناء الإمارة الباسمة.
الأستاذة منى بن هده السويدي مدير عام المؤسسة قالت: (إن الجهود التي بُذلت خلال عام 2019 تركزت على ملامسة احتياجات أسر الأيتام وتلبية متطلباتهم، ورفع كفاءات أبنائنا وخلق بيئة ممكنة لهم لإعداد جيل مثقف واع وملهم ومدرك لدوره القيادي، ولطالما دعمت جهودها بمشاريع مبتكرة ساهمت في النهوض بالمنتسبين ومثلت دعائم فاعلة لخدمتهم، ولا شك أن كل ما قدم خلال العام المنصرم يصب في جهود متتابعة عبر سنوات عطاء المؤسسة للوصول إلى تمكين الابن اليتيم وما كان لنا أن نصل إلى ما وصلنا عليه اليوم لولا فضل الله ثم جهود وتوجيهات قيادتنا الرشيدة واهتمامها الكبير ببناء الإنسان وتمكينه على اعتبار أنه أساس ومحور أي عملية تنموية شاملة ومستدامة).
وتابعت : (لقد شهد عام 2019 ارتفاع عدد الأسر المنتسبة حيث التحقت بالمؤسسة 988 أسرة و 2474 يتيماُ، وتم الوصول إلى تمكين 148 ابناً، وبالنظر إلى ما حققناه من مشاريع وإنجازات فإننا نؤكد استمرارنا بالمضي قدماً نحو بناء منظومة متكاملة من العمل الإنساني والتكافلي متطلعين لآفاق أوسع من الطموحات والتطلعات في سعينا الدائم لخدمة الأيتام وتسخير السياسات لتنمية قدراتهم ورعاية مواهبهم وإمدادهم بالمهارات اللازمة للارتقاء بطاقاتهم والسير قدماً لتمكينهم في شتى المجالات المقدمة).
جوائز 2019
في إنجاز جديد يسجل لصالح المؤسسة نال مشروع علم بالقلم جائزة (مائة فكرة وفكرة) ضمن أبرز 101 مبادرة في عام زايد، وحازت أيضاً على جائزة الشارقة للتميز والتفوق التربوي – فئة المؤسسات الداعمة للتعليم نظير جهودها في دعم تعليم الأيتام، إضافة إلى حصولها على المركز الأول في جائزة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم لإبداعات الطفولة في فئة المؤسسات الراعية للطفولة في مجال خدمة ورعاية الطفولة.
التمكين الاقتصادي لحياة كريمة لليتيم
ما يزيد على 4,000,000 درهم خصصتها المؤسسة لمشاريع التمكين الاقتصادي وتقديم الدعم والرعاية الاقتصادية والاجتماعية التي استفاد منها 997 وصياً و2487 يتيماً، فحفلت حملة (زك) بمجموعة من المشاريع الرمضانية التي خصص لها ما يقارب 1,500,000 درهم، التي برزت من خلال تقديم عدة مشاريع لتواكب احتياجات أسر الأيتام و تأمين معيشة كريمة ومستقرة لهم.
كما قدمت المؤسسة مجموعة من المساعدات المالية قدرت بما يزيد على 2,500,000 درهم استفاد منها 409 أسرة و 988 يتيماً، تنوعت بين المساعدات الشهرية والمساعدات المقطوعة ومساعدات زواج للأبناء وتغطية مساعدات لأيتام مقطوعة عنهم الكفالة، إضافة إلى جميع الاحتياجات المالية الطارئة للمساهمة في سد الإحتياجات المعيشية للأسر.
وقد انضم لمشروع (كافل) الهادف إلى توفير الدعم المادي والدخل الثابت لليتيم وأسرته 864 كافلاً، قدموا كفالة شهرية لـ 1835 يتيماً تحقيقا لحياة كريمة لهم.
وللسنة الرابعة على التوالي واصلت المؤسسة مشروعها الريادي (سدرة الأمنيات) الهادف إلى تحويل أمنيات الأيتام إلى واقع ملموس بما ينعكس إيجاباً على نفوس أبنائها المنتسبين، حيث حظي 100 يتيم بتحقيق أمنياتهم خلال عام 2019.
التمكين الأكاديمي.. رعاية تعليمية شاملة عبر (علم بالقلم)
ما يقارب الـ 4,500,000 درهم قدمتها المؤسسة للطلبة الأيتام المنتسبين للمؤسسة ضمن مصروفات الدعم التعليمي خلال 2019 من خلال مشروع (علم بالقلم) الذي جاء للسنة الثانية على التوالي ليقدم سلسلة مشاريع وخدمات أكاديمية، التي استفاد منها 1422 طالباً من طلبة المدارس والجامعات، فقدم مشروع القرطاسية المدرسية قسائم شرائية بقيمة 300 درهم لكل طالب، كما تم تسديد الرسوم الدراسية للأبناء لصالح 686 يتيماً، وحظي ما يزيد على 40 طالباً بتوفير مستلزمات دراسية، علاوة على توفير دروس تقوية لـ 162 طالباً، واستفاد 7 أبناء من سداد رسوم دورة الايلتس، كما حصل 11 طالباً على منحة دراسية جامعية من الجامعة القاسمية.
تعزيز قدرات الأيتام من خلال التمكين النفسي والتربوي والاجتماعي
وكعادة المؤسسة في العناية بصحة منتسبيها نفسياً وجهت المؤسسة الجهود خلال 2019 لتقديم خدمات وبرامج للوصول إلى أفضل توافق مع الذات، وقد بلغ إجمالي المستفيدين من البرامج والخدمات النفسية 445 يتيماً و99 وصياً شملت تقديم 7 خدمات نفسية استفاد منها 54 وصياً وما يزيد على 200 يتيم، كما بلغ عدد المستفيدين من برنامج أساليب نفسية علاجية ما يقارب 40 وصياً و 100 يتيم.
هذا وقد نفذت المؤسسة برنامج تخطي أكثر من 50 مرة خلال العام المنصرم واستفاد منه ما يزيد على 70 يتيماً، وفيه يتم تركيز الجهود على توجيه اهتمام أكبر بصحة ووقاية الأبناء الأيتام من التأثيرات النفسية والاجتماعية لفقدان الأب باستخدام الأساليب التربوية والعلاجية في التعامل معهم لتخطي آثار صدمة الوفاة، والعمل على إزالتها من طريقهم، وفق خطة تهدف إلى رفع الثقة بالنفس، وتساعد على بناء الشخصية المرنة القابلة لاحتواء المواقف الجديدة وإدارة الأزمات، للخروج بأقل الخسائر الممكنة على نفسية اليتيم.
واتسع نطاق الإنجازات ليشمل العناية بالجانب السلوكي والتربوي لليتيم الذي استفاد منه خلال العام المنصرم 278 يتيماً و70 وصياً، فتقوم المؤسسة من خلال خدمات التمكين التربوي السلوكي بتوجيهه الأبناء بأسلوب تربوي يقوم على المتابعة والتكامل بين البيت والمؤسسة والمدرسة والابن نفسه، و تعويدهم على تطبيق مبادئ سلوكية وتقويمية مبنية على أساليب التنشئة الاجتماعية وتوجيههم بوسائل تربوية صحيحة، فشملت الخدمات المقدمة: الجلسات التربوية، والإرشاد التربوي، والاستشارات، والزيارات الميدانية، والورش التدريبية.
كما قدمت المؤسسة خدمات وبرامج اجتماعية لصالح 502 يتيم و297 وصياً عبر برامج التمكين الاجتماعي ركزت خلالها على تنمية الجوانب الشخصية والإجتماعية والحياتية في نفوس منتسبيها، حيث جاءت خدمات التمكين الاجتماعي لتقدم المشورة والتوجيه للمنتسبين فيما يتعلق بالمشكلات التي تواجههم و ذلك من خلال متابعة الأبناء في تنفيذ الجوانب الإرشادية التي تم تقديمها لهم لتشكل دوراً مهماً في خلق بيئة داعمة للأيتام، حيث بلغ إجمالي عدد الحاصلين على الخدمات الاجتماعية خلال عام 2019 ما يقارب 140 يتيماً و120 وصياً تنوعت بين جلسات إرشادية واستشارات وزيارات ميدانية، فيما قدمت المؤسسة 4 برامج اجتماعية لما يقارب الـ 400 يتيم و200 وصي.
رعاية صحية لأسر الأيتام
وتواءمت تطلعات المؤسسة في العناية باليتيم مع أهمية رعاية الجانب الصحي له، فقد بلغ إجمالي المستفيدين من برامج التمكين الصحي 156 يتيماً و126 أسرة عبر تقديم العديد من الخدمات والمساعدات الصحية كسداد الرسوم العلاجية، ورسوم إجراء عمليات جراحية، وتكاليف شراء أدوية، وتوفير مستلزمات طبية بالإضافة إلى إصدار وتجديد بطاقات صحية، قدمت لصالح 25 ابناً و6 أوصياء، كما تلقت المؤسسة دعماً خارجياً بتوفير علاج مجاني لمنتسبيها الأيتام وأوصيائهم استفاد منه ما يزيد على 100 يتيم و53 وصياً، إضافة إلى تقديم 5 ورش توعوية صحية استفاد منها ما يقارب 70 وصياً و30 يتيماً.
عناية بمنزل اليتيم من خلال برامج التمكين البيئي
67 أسرة استفادت من برامج التمكين البيئي التي امتدت إنجازاته لتشمل الاهتمام بمكان إقامة اليتيم والعناية بالبيئة السكنية اللائقة له من خلال برامج التمكين البيئي استشعاراً بأهمية المسكن في توفير الإستقرار النفسي للأسرة مما يحقق صحة نفسية أفضل لهم، فنفذ من خلال مشروع جدران أعمال صيانة مختلفة لمنازل 5 أسر لأيتام، هذا إلى جانب تقديم مساعدات بيئية لشراء أجهزة استهلاكية و مستلزمات منزلية قدمت لصالح ما يزيد على 60 أسرة وما يقارب 200 يتيم.
برامج التمكين المهني الوظيفي لرفع كفاءة المنتسبين
بلغ إجمالي المستفيدين من برامج التمكين المهني الوظيفي 39 يتيماً و 6 أوصياء التي وجهت برامجها لغرس مهارات مهنية وتعزيز الإستقلال المادي للأسر، فتم إلحاق 11 ابناً بالتدريب الوظيفي في 5 جهات حكومية وخاصة، كما وشارك 12 ابناً ووصياً في أيام الشارقة التراثية.
وللإرتقاء بمستوى أداء وتفكير المنتسبين في الجانب المهني حرصت المؤسسة على إدراجهم في دورات نظرية وعملية، فشارك 15 ابناً و 5 أوصياء في دورات تأهيلية حول الإدارة الناجحة للمشاريع الريادية، ودورة في التجارة الإلكترونية، ودورة أخرى في إدارة المشاريع متناهية الصفر، إضافة إلى تدريب وتأهيل مجموعة من الفتيات وأمهاتهن لتحضير المشروبات الباردة.
وبرزت جهود المؤسسة في رعاية مواهب أيتام المؤسسة المبدعين في مجال الخياطة وصنع المشغولات اليدوية بتوفير ورشة الخياطة وكافة المستلزمات الإنتاجية لهم ليخرج (منتج تمكين) بدرجة عالية من الإتقان والإبداع، فبلغ إجمالي عدد المنتجات المستلمة من الورش الإنتاجية ما يزيد على 1,000 منتج، تم ترويجها في 11 معرضاً على مستوى الدولة.
طموح يعانق سماء الإبداع
تعكس الإنجازات المحققة جهود مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي والهدف الاستراتيجي الذي تطمح إليه للنهوض بأبنائها للأفضل فتطلق البرامج وتستحدث المشاريع التي تستهدف تمكين الأيتام في مختلف نواحي الحياة وينعكس أثرها على الابن اليتيم وعلى مجتمعه، وهكذا تخطت المؤسسة العناية بمفهومها التقليدي إلى مفهومها الشامل لجميع احتياجاتهم المادية والمعنوية، في طموح لها لتحقيق التمكين لليتيم والوصي على حد السواء، وغرس الروح القيادية في نفوس وشخصيات الأبناء الأيتام ليصبحوا مستقبلاً قادة في المجتمع.