المستقبل عاجل وملح وهناك الكثير مما لا نعلم والكثير من الفرص التي يمكن أن يفني فيها العالم باندفاعه وجنونه الحضارة التي طورها وأمامنا الكثير من الموضوعات المجهولة التي تحتاج إلى عناية وتنقيب
سأكون متفائلاً إلى أقصى حد ـ الكلام ها هنا لـ »واطسون ديفيز« يقول: وأعتبر أن أهم شيء بالنسبة للعالم هو أنه لم ينته. وأنا أعلم أن كثيراً من الناس هزتهم الحروب وأفزعتهم القنابل، ولا يستلزم الأمر إقناع هؤلاء بأن العالم قد انتهى وأن الحضارة في طريق الفناء.
فالحقيقة العلمية الأولى في أسس البحث والدراسة هي فكرة التقدم المطرد المستمر، وهي روح العلم نفسه.
فإذا لم نتقدم إلى الأمام فإننا نركد أو نرجع إلى الخلف.. والحيوان الذي لا يتطور ببطء واستمرار يتعرض للاندثار كما اندثر الديناصور، والقياس مع الفارق.
فمستقبلنا لم يستقر نهائياً، وإذا لم نتوقع أن تتغير الأحوال، فلا فائدة من استمرارنا في أدائنا لما نقوم به من أعمال.
لقد دخلنا المدارس في فترة من حياتنا، ولكثير منا أطفال في المدارس الآن، ولكن المدارس تغيرت، فالتعليم عملية تجارب مستمرة متكررة على بني الإنسان، ويجب أن يتشبع نظامنا التعليمي بفكرة اللانهائية في التقدم وضرورة التغيير المستمر دون نظر إلى المادة نفسها أو إلى المواقع الجغرافية.. طبعاً، وفق المقاصد الشرعية الضابطة والقيم الإنسانية السامية والأهداف العامة المشتركة.
إن أساس تقدّم العلم هو الحرية الشاملة للعمل الشاق الصعب التفصيلي، مع بعد النظر والفطنة والموهبة، مع السير في طريق الخطة الشاملة العامة التي يتضمنها هيكل العلم نفسه.
إن مجرد كتابة قائمة بما وصل إليه العلم حتى في السنوات الحديثة فقط، يجعلنا قانعين راضين.
ولكن، ليس هذا وقت الراحة، فالمستقبل عاجل وملح وهناك الكثير مما لا نعلم، وهناك الكثير من الفرص التي يمكن أن يفني فيها العالم باندفاعه وجنونه الحضارة التي طوّرها ووصل إليها.
وأمامنا الكثير من الموضوعات الرئيسية المجهولة التي تحتاج إلى عناية وتنقيب، وقد لا يتم غزو هذه المناطق المجهولة قبل مضي سنين، وقد يصل إسراع التقدم العلمي إلى بعضها خلال وقت قصير. وهذه بعض المجهولات الرئيسة:
-
مشكلة المرض:
فبالرغم من النجاح الكبير الذي حققه الطب، فما زالت هناك مناطق شاسعة لم تستكشف بعد في الخريطة الصحية للعالم. ومن أخطر الأمراض التي لا نتحكم فيها الأمراض التدميرية كالسرطان واضطرابات القلب والتهاب الكلى والتهاب المفاصل وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض المخ.
-
مشكلة طبيعة العالم والكون:
ففي هذا الكون تحدث تجارب على جانب عظيم من الحجم والقدم.
-
مشكلة العقل والانفعالات:
فالإصابات بالأمراض العقلية عديدة، وتتراوح من الاضطرابات العقلية المزمنة إلى الانفعالات النفسية الحادة، وتؤدي بالشخصيات المنحرفة والمضطربة عقلياً إلى ارتكاب الكثير من الجرائم، بما فيها ما يرتكب ضد المجتمع.
ومن قضايا العقل أو الانفعالات تصرفات الإنسان ولها أهميتها القصوى في إدارة وتشغيل وتوجيه كل ما نقوم به من أعمال وأفعال. ولذا، يجب أن نفهم العقل والانفعالات التي تسيطر أساساً على تصرف الفرد ومجموعات الأفراد، لكي نستطيع السير قدماً بشخصياتنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا وأممنا وعالمنا.
-
مشكلة الحروب:
فقد قاسينا من حروب ضروس جبارة. ولدينا ـ وللأسف ـ أسلحة جديدة لم نستخدمها فعلاً على نطاق كبير، يمكن أن تجعل أي حرب مقبلة حرباً مدمرة لأجزاء كبيرة من العالم. ومن هذه الأسلحة القنابل الذرية التي تلقيها الصواريخ فوق الصوتية بدون طيارين وتوجهها الشبكات التي لا ترى من الرادار، ومنها صندوق العجائب الذي يحوي الجراثيم التي تستخدم في الحروب البيولوجية.
وفي غمرة التفكير في الحروب وتحت ضغطه تعبأ كل مهارة التفسير السيكولوجية أو الدعاية وكل أجهزة الاتصال بالجماهير لبث آرائنا وتفهيمها للعالم، ليعم التفاهم.
ومع ذلك أقول: قد تكتسح القنبلة الذرية حضارة الغد، ولكن المعاهد التعليمية ووسائل نشر المعرفة والفهم والوعي، تستطيع ـ بإذن الله ـ منع القنابل من الانفجار في المستقبل.
ختاماً أقول: لقد صار على الرجل المثقف أن يتبع التقدم في ميادين العلم، ففي كل يوم يخطو العلم خطوة جديدة حتى ليكاد في زحفه يشغل الناس عن الاهتمام بما عداه، ولولا وجود الصحف والمجلات والإذاعات والقنوات الفضائية والانترنت التي تنشر التقدم العلمي وتبسطه لما أمكن الوقوف على سير هذا الزحف في ميادين العلم.
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
مكان الميلاد: الرياض
تاريخ الميلاد: 1385هـ
المؤهلات العلمية:
الماجستير: ماجستير اقتصاد إسلامي عام 1413هـ.
الدبلوم العالي: دبلوم عالي اقتصاد اسلامي عام 1414هـ.
الدكتوراه: دكتوراة اقتصاد اسلامي عام 1419هـ.
التاريخ الوظيفي:
مدرس مواد تجارية: الثانوية التجارية بالرياض 1/2/1408هـ.
معيد: كلية الشريعة بالرياض 30/6/1408هـ.
محاضر: كلية الشريعة بالرياض 29/12/1413هـ.<
محاضر: عمادة البحث العلمي بالرياض 1/4/1416هـ.
محاضر: كلية العلوم الاجتماعية بالرياض 1/6/1418هـ.
عضو هيئة التدريس: عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع بالرياض 1/11/1421هـ.
مستشار اقتصادي: معهد البحوث والخدمات الاستشارية بالرياض 15/7/1423هـ.
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات وورش العمل
عضو في عدد من الجمعيات العلمية العربية والأجنبية
عضو في عدد من اللجان العلمية
أشرف على عدد من الرسائل العلمية
كاتب متطوع في مجلة المنال
صدر له كتابان في سلسلة كتاب المنال، العاشر؛ مشكلات العصر والإعاقة والسادس عشر؛ رؤى فكرية لقضايا عصرية.