بهدف تحسين جودة التدريس في المستوى الجامعي يتعين على أعضاء هيئة التدريس أن يعملوا بعض الوقت خارج بيئتهم الأكاديمية في مهن ووظائف ذات صلة بالمقررات الدراسية التي يدرّسونها. ولاشك أن توفر التدريسيين على خبرة مباشرة في حقل اختصاصهم يعود بالنفع والفائدة عليهم وعلى مجمل العملية التعليمية لأن مثل هذا التوجه حري بتحسين نمط التعليم داخل الكلية. والفوائد المستقاة من ذلك لا حصر لها وتشمل الجانب العملي والخبرة في حقل الاختصاص والاحتكاك المباشر بالواقع العملي لأنها تعزز قدرات التدريسيين كثيرا مما يسهل عملية التواصل مع طلبتهم ومشاركتهم المعلومات التي اكتسبوها.
وتعتبر البراغماتية Pragmatism واحدة من أهم المزايا التي تبرز الحاجة إليها في عصرنا الحاضر بهدف التنافس والنجاح الفعال في بأي حقل معرفي. ولنضرب مثالا على ذلك حالة طالب الطب الذي تغمره الفرحة لأن العملية الجراحية التي أجراها أستاذه قد ولّدت فرصا ومنطلقات جديدة يمكنه الخوض فيها، فبمقدور الأستاذ الجامعي أن يشبع رغبات طلبته المعرفية من خلال الخبرات الحياتية العملية.
من هنا نلاحظ أن غالبية أعضاء هيئة التدريس في الكليات الطبية هم في الواقع أطباء ممارسون. ثم أننا في هذا العصر نفكر في الواقع في الجانب العملي حين نتعلم نظرية جديدة فنحن حين درسنا قوانين نيوتن المتعلقة بالحركة انصب اهتمامنا في الأساس على الأهمية العملية لتلك القوانين، لذا لابد أن يتجه التدريسي إلى عصف أذهان طلبته لإثارة اهتمامهم وخلق الدافعية لديهم في حقل الاختصاص الذي يدرّسه لأن مشاركة الطلبة في الخبرات العملية سوف يعينهم على فهم النظرية في وقت لاحق.
ولا شك أن الخبرة هي أفضل معلّم فهي تعين على تحديد المعوقات المحتملة وتعمّق معرفة المرء، فالطلبة يحتاجون إلى العون حين يواجهون أية عقبات في حياتهم لأن الخبرة تعين على تشخيص الأسباب المحتملة أولا ومن ثم العمل على تجاوزها؛ والخبرة في العادة تنقل الإنسان من حال إلى حال أفضل. ولنأخذ على سبيل المثال عضو هيئة التدريس في اختصاص علوم الحاسبات الذي يخطط لتطوير موضوع ما ذي صلة باختصاصه. مثل هذا التدريسي لا يستطيع التوصل إلى ما يصبو إليه من برمجيات ما لم يكن قد عمل في مشروع عملي حيث أن التجربة العملية تعينه على تحقيق المزيد من التعلّم الخاص بالأنماط ذات الصلة بالتصميم وإجراء البحوث اللازمة حول ذلك أو العمل على تطوير تصميم خاص به.
ويشير البعض إلى أن بمقدور التدريسيين اكتساب الخبرة من التجارب المختبرية التي يقومون بإجرائها في مختبرات كلياتهم؛ الواقع أن مثل تلك التجارب لا تمثل سيناريوهات واقعية وعملية فهذه التجارب تجري في بيئة مغلقة تتيح التحكم بالعوامل المحيطة بنا أما السيناريوهات الواقعية فلا يمكن التحكم بها على الأر جح.
إن تشغيل ماكنة ما داخل المختبر ربما يعتبر أمرا ناجحا لأن بإمكاننا أن نتحكم بدرجات الحرارة والحمل وتوليد الطاقة اللازمة لتشغيل الماكنة. لكن الأمر ليس كذلك في الواقع العملي فالطلبة بعد تخرجهم ينطلقون إلى واقع الحياة الفعلي لتطبيق المعرفة التي اكتسبوها في كلياتهم. من هنا تصبح المعرفة والخبرات العملية التي يزودهم التدريسيون بها أمرا مهما سيما وأن مثل هذه الخبرات لا يمكن تضمينها بسهولة في المقررات الدراسية التي يدرسونها بسبب ضخامتها وأن اكتسابها لا يتم إلا من خلال الخبرة المباشرة.
خلاصة القول إن اكتساب المعرفة العملية في حقل الاختصاص أمر ضروري لكل من التدريسيين والطلبة الأمر الذي يساعد على تأهيل طلبة خريجين يتحلون بمعرفة عملية حتى قبل أن يشرعوا بتطبيق المعرفة التي اكتسبوها على أرض الواقع.
المصدر
www.urrch.com/forums/gre-analysis-issue/121266-order-improve-quality-instruction-college-university-level.html
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.