الألعاب الإلكترونية – مخاطرها وتأثيرها على سلوكيات الأبناء
وأفكار لتقنين استخدامها
إعداد : الاختصاصية الاجتماعية عبير شوقي الحلفاوي
مع اقتراب حلول الإجازة الصيفية تواجه العديد من الأسر تحدي استخدام أبنائها للأجهزة اللوحية لفترات طويلة.
وفي ظل التطورات الحديثة للأجهزة اللوحية والألعاب الإلكترونية وما صاحبها من جلوس الطفل لفترات طويلة أمام شاشات الأجهزة للعب ولما لها من تأثير على صحة العين، وإصابتها بالإجهاد والجفاف وضعف النظر وفي ظل هذه الأجواء من الضروري أن نتنبه لما يترتب على ذلك من أثار قد لا يلاحظها الكثير من الآباء والأمهات.
ممارسة الألعاب لفترات طويلة من مسببات السمنة وزيادة الوزن بسبب قلة الحركة.
كما أن الجلوس بوضعية غير سليمة يتسبب في الإصابة بمشاكل صحية في العمود الفقري بسبب الفترات الطويلة كتقوس الظهر وآلام الرقبة والعضلات والكتفين ومفاصل اليدين والشعور بالصداع لما تسببه هذه الألعاب من توتر وعصبية وحدة وانفعال أثناء اللعب.
كما أن تعرض الطفل للإشعاعات الخارجة من الأجهزة يسبب الأرق واضطرابات النوم.
الألعاب الإلكترونية تتسبب في ضعف الانتباه وقلة التركيز كما تتسبب بانخفاض التحصيل وضعف المستوى الدراسي.
لجوء الطفل إلى الألعاب الإلكترونية يومياً خلال أوقات طويلة قد يؤثر على تفاعله مع الآخرين وقد يميل للانطواء والانعزالية.
كما تؤثر الألعاب الإلكترونية على مشاركة الطفل في الأنشطة الاجتماعية الهادفة لتنمية مهاراته الابتكارية والإبداعية، مما يؤثر على ميوله وقدراته مستقبلاً.
الألعاب الإلكترونية من مسببات العنف والعصبية الزائدة لدى الأطفال لوجود العديد من الألعاب العنيفة التي تجعل الطفل أكثر عدوانية وشراسة.
يمكن لبعض الأمهات ملاحظة التراجع السلوكي للأبناء من خلال بعض المواقف الحياتية اليومية مثل:
عدم تجاوبه بالكلام والرد بسبب انشغاله باللعب وعدم الانتباه لما يوجه إليه من حديث وكأنه في عالم آخر.
أو أن الأم تطلب منه إنجاز مهام محددة ويتم التسويف والتأجيل أو ترديد العبارة الأكثر انتشاراً (بعد الانتهاء من اللعبة)، أو بعد اجتياز هذه المرحلة من اللعبة.
إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية
يصاب الأطفال بالإدمان على الألعاب الإلكترونية – يمكن أن يكون المصطلح صادماً للبعض لكنه فعلاً موجود ويصل حال بعض الأطفال إلى إدمان الألعاب الإلكترونية، ما يجعل من الصعب التخلي عنها ويؤثر على صحة الطفل بشكل كبير.
القلق والتوتر الدائمين نتيجة كثرة الألعاب الإلكترونية وعدم الرغبة في التحدث مع الآخرين.
لا بد أن نقدم لأبنائنا البدائل ونساعدهم على قضاء إجازة ممتعة وبعيدة عن الأجهزة الإلكترونية ولا يتم الاعتماد عليها باعتبارها البديل السهل لأي أسرة كي تشغل وقت أبنائها وذلك تجنباً للآثار الخطيرة المترتبة على قضاء الساعات الطويلة أمام هذه الأجهزة ونحن معتقدين خطأ أنها الأنسب والأكثر أماناً لأبنائنا لمجرد تواجدهم داخل البيت حيث أن ذلك من المفاهيم الخاطئة لأنها تفقدهم مهارات اجتماعية ونفسية وصحية وبدنية وابداعية مهمة
ولا بد من استثمار أوقات فراغ أبنائنا وتشجيعهم على قضاء إجازة بلا ألعاب إلكترونية.
أسباب إدمان الألعاب الإلكترونية
إدمان الألعاب الإلكترونية ظاهرة منتشرة مع تزايد الوسائل الإلكترونية المتعددة والاعتياد على ممارستها واعتبارها نمطاً سلوكياً أساسياً في الحياة إلى جانب عدم الاستغناء عنها من خلال منحها مساحة كبيرة من الوقت على حساب أمور أخرى أهم يتم تهميشها بسبب الحيز الكبير الذي تشغله الألعاب مثل التحصيل الدراسي أو إنجاز بعض المهام المنزلية أو أداء مهام وواجبات العمل.
ومن الملاحظ عدم وجود الإدراك الكافي عند البعض بخطورة الأجهزة الذكية والسماح لأطفالهم باستخدامها فترات طويلة. وأنها سلاح ذو حدين، كما أنه لا يجب منع الأطفال من استخدامها منعاً باتاً، ولكن يجب التقليل من وقت استخدامها وتقنينه.
قد يلجأ الأطفال إلى استخدام هذه الأجهزة هروباً من الواقع الحقيقي إلى العالم الافتراضي، لتحقيق إنجازات وبطولات وعلاقات لا يستطيع تحقيقها في الواقع.
كما أنه في حال انشغال الأهل عن أبنائهم طوال الوقت يلجأ بعضهم للتخلص من إزعاج الأطفال إلى إعطائهم هذه الأجهزة أو تركهم لمشاهدة التلفاز لفترات طويلة.
تقليد الأطفال لآبائهم في استخدام هذه الأجهزة لفترات طويلة.
العزلة: بمعنى الحالة التي يخلقها الأبوان بسبب قلة التواصل مع الطفل وتركه لهذه الألعاب وهذا العالم الافتراضي.
الفراغ غير الموجه والذي يتغلب عليه الطفل باللعب.
السعادة التي يشعر بها الطفل ويحققها من خلال هذه الألعاب
الهروب من الواقع.
الشعور بالتفوق والاحترافية من خلال الانتصار الذي يحققه باجتيازه لمراحل اللعبة.
بعض الأمهات يوجهن أبناءهن إلى هذه الألعاب بهدف تجنبهن لمشاكلهم أو الضوضاء التي تصدر عنهم.
يجب أن ننتبه إلى موضوع اللعب الإلكتروني الجماعي لأن الطفل يمارسه مع أشخاص لا نعرفهم ومن خلاله يمكن جذب الأطفال واستغلالهم والسيطرة على أفكارهم.
ولا بد أن يكون لدينا خطة أو هدف لتعليم الأبناء مهارات نافعة مثل اكتساب لغة جديدة أو هواية أو المشاركة في المعسكرات أو الرحلات أو الفعاليات الرياضية أو حفظ القرآن الكريم أو حتى العمل التطوعي وخاصة بالنسبةِ للأبناء في المرحلة العمرية لسن 17أو 18سنة فما فوق.
مخاطر الألعاب الإلكترونية
الألعاب الإلكترونية لها مخاطر وتعتبر غير آمنة بالنسبةِ للأبناء، وهي بمثابة دس السم في العسل
فقد أصبحت الأجهزة الذكية في متناول الجميع، وتعلق الأطفال بها أمرٌ واضح جداً، ويؤرق الكثير من الأسر خوفاً على أطفالها في ظل إدمانهم على استخدام الألعاب الإلكترونية وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاهدة الأفلام ومقاطع الفيديو المنتشرة.
إن زيادة المدة التي يقضيها الأطفال وهم يستخدمون الأجهزة الذكية تسبب لهم العديد من المخاطر النفسية والجسدية والاجتماعية والصحية، حيث تتنوع هذه المخاطر ما بين أضرار جسدية واجتماعية ونفسية وصحية منها:
إصابة الطفل بتشنج وآلام في عضلات الرقبة بسبب الجلوس الطويل بشكل غير صحيح وتحديداً وضعية انحناء الرأس والعنق وتقوس الظهر، كما تسببها فترات الجلوس الطويلة وقلة الحركة.
أضرار على الأعضاء الجسدية كالمخ والكلى ومشاكل في العيون كجفاف العين وغيرها من أمراض العيون مما يجعل تأثيرها مضاعف وخاصة عند استخدامها ليلاً وفي الظلام.
إدمان الأطفال لهذه الأجهزة يتسبب في انطوائهم وزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب والانعزالية وقلة التواصل مع الآخرين. كما يسبب اضطرابات النوم وانخفاض المستوى التحصيل الدراسي.
أفكار وحلول لتقنين استخدام الألعاب الإلكترونية
من المهم تقديم البدائل عن الألعاب الإلكترونية وتقديم الألعاب المفيدة والتي تنمي التركيز والملاحظة مثل ألعاب الفك والتركيب والبناء وكذلك الألعاب الحركية التي تفيد في تنمية وبناء الجسم وتفريغ الطاقة وتنمية الجانب الإبداعي والابتكاري. وأن يكون لدينا برنامج متوازن وموجه ما بين الترفيه والاستفادة لإكساب الأبناء مهارات مثل تعلم لغة أو هواية أو المشاركة في المعسكرات أو الرحلات أو الفعاليات الرياضية أو حفظ القرآن الكريم.
تحدثوا مع الطفل وأوضحوا له أضرار الألعاب الإلكترونية وممارستها بشكل مفرط ومبالغ فيه.
الإجابة عن اسئلته بالتفصيل، وسيفاجئكم بوعيه وتقبله لأفكاركم ورغبته في التعاون.
ضعوا وحددوا وقتاً لاستخدام الأجهزة الإلكترونية لساعة واحدة يومياً ولأغراض الدراسة فقط، يمكنك استخدام برامج حماية لضمان أن الطفل يستخدم هذه الأجهزة بشكل مسؤول.
ابعدوا الأجهزة الإلكترونية عن متناول أيدي الأطفال وضعوها في مكان آمن واسمحوا له باستخدامها لساعتين فقط، وفي أيام العطلات المدرسية فقط كي لا يتأثر تركيز الطفل أو اهتمامه بالنشاطات الأخرى وأهمها الدراسة وحل الواجبات.
قدموا البديل للطفل – كي ينشغل بنشاطات أخرى ممتعة، كانضمامه لنادٍ رياضي، وتشجيعه على قراءة الكتب وممارسة النشاطات الإبداعية والفنية كالرسم والتلوين والأشغال اليدوية، وتنمية الجوانب الفنية والابداعية سيجعله يستمتع بوقته. ويمكن توجيه الطفل لتربية الحيوانات الأليفة. توسعة دائرة ونطاق المهام التي يمكن أن يكلف بها كبعض الأعمال المنزلية المناسبة.
ضرورة التحكم في الأجهزة الإلكترونية في المنزل عبر تفعيل رقم سري لمنع الأطفال من استخدام الأجهزة في اللعب دون علم الآباء مما يساعد على التحكم في الوقت الذي تم تحديده ومراقبة نوعية التطبيقات والألعاب.
تعزيز الصداقات الحقيقية – من خلال اشتراك الأطفال في أندية مختلفة كي يكوّنوا صداقات حقيقية وجديدة تعوضهم عن صداقات الألعاب الإلكترونية.
تنظيم الوقت – من خلال تشجيع الطفل ومساعدته على تنظيم وقته وتوزيعه بنجاح بين الدراسة والنشاطات المختلفة كيلا يشعر بالملل أو الضغط من كثرة المسؤوليات فيشعر أنه بحاجة للهروب إلى عالم الألعاب الإلكترونية الافتراضي.
توجيه الأبناء للقيام بالأعمال التطوعية والخيرية وتحمل المسؤولية وتنمية الحس المجتمعي.
الابتعاد عن التعنيف.
مشاركة الطفل ألعابه غير الإلكترونية للترفيه والتواصل الإيجابي.
اكتشاف مواهب الطفل ومساندته وتشجيعه على تطوير هذه القدرات والمهارات.
تجنب التفاعل مع الألعاب المؤذية والعنيفة.
لا تشعروا الطفل أن إبعاده عن لعبته المفضلة عقاب له، وأخبروه أن باستطاعته أن يلعب بها ولكن ضمن وقت محدد.
من المهم أن تشعروا الطفل باطلاعكم على هذه الألعاب وعلى أهميتها في التسلية، مع التذكير بخطورة الإفراط في لعبها على الصحة الجسمية والذهنية بالإضافة إلى إبراز التأثيرات السلبية لهذه الألعاب على النمو السليم ودراسته وتفوقه التعليمي على أن يتم ذلك بكل هدوء وبمناقشات ذكية ولبقة مع توفير البدائل الأفضل للمشاركة فيها.
مع أجمل التمنيات بقضاء إجازة سعيدة وممتعة.
المراجع:
- online.concordia.edu/computer-science/pros-and-cons-of-video-gaming
- health.harvard.edu/blog/the-health-effects-of-too-much-gaming