قد تستغرب عزيزي القارئ حين تقرأ هذا العنوان وما تبعه من علامات في أوله وأوسطه وتتساءل عما تعنيه أو ما الذي توحي به هذه العلامات وهذا العنوان وما يكمن خلفه من تعبير او ما يحتويه هذا العنوان!
هذا هو اسم هاشتاك على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تم عمله لأقوم بالتغريد أو بالمصطلح الانجليزي twitt من خلاله عن المكفوفين ومشاكلهم وطموحاتهم واحتياجاتهم كشخص كفيف يغرد عن المكفوفين بشيء من الصراحة والوضوح بعيداً عن النظرات التي لها نوع من أنواع المبالغة أو الشفقة التي وجدتها في المجتمعات العربية كلها.
بدأت تلك الفكرة عندما قررت مع أحد الشخصيات أن أقوم بالكتابة عن أوضاع المكفوفين في مصر وباعتباري شخصاً كفيفاً مصرياً وصعيدياً يتحدث لاقت فكرتي عن هذه الشخصية ترحاباً واسعاً جدا جعل تلك الفكرة وحولها من فكرة صغيرة إلى فكرة تستحق المتابعة.
ما هي هذه الفكرة! إنها تعريف للمجتمع المحيط على تويتر بالمكفوفين بشكل صريح وفعال وناتج عن تجربة شخصية بعيدا عن الكتب والمقالات التي يكونها أشخاص لا يعيشون داخل هذا العالم الجميل والممتع (عالم المكفوفين)… هل تتخيل مثلا أن هناك شخصاً يتحدث عن عالمه بشكل واضح!
بدأت أغرد في البداية بشيء من التخوف أو كان ينتابني شعور من الخوف البسيط من تلك الفكرة الجديدة، لكن بعد أن رأيت أول (ريتويت) لما أكتبه بمعنى إعادة نشر من المتابعين لي على تويتر بدأت أتحمس بشكل جنوني وبدأت أعرف أن هناك اشخاصاً مكفوفين على تويتر وكيف يتعاملون مع تويتر والكمبيوتر.
ثم تنقلت للحديث عن مشكلة الكفيف في التعليم ما قبل الجامعي والجامعي والدراسات العليا وتجربتي الشخصية في هذا المجال بشكل صريح ودخلت بسبب ذلك نقاشات جميلة مع المتابعين لي على تويتر وكانوا يتناقشون معي بشكل فعال جدا بما جعلني استمر بشكل جميل واستمتع بنقاش ذلك مع من يتابعني بفخر مني.
بعدها انتقلت لاحتياجات الشخص الكفيف من البيئة المحيطة ودور الأسرة في تنميته وتشجيعه ومساعدته بشكل سهل ودون اشعاره بالعجز والعطف أو الشفقة عليه وبما يجعل منه شخصية ناجحة تؤدي ما عليها بشكل فعال ومنتج في المجتمع.
ثم انتقلت إلى تعريف المتابعين بطريقة برايل بشكل تخيلي فقط وتعريفهم كيف يمكن أن تقرأ وتكتب وبشكل استحوذ على اهتمام من يتابعون هذا الهاشتاج بشكل ملفت للنظر أو محبتهم في التعرف على عالمي الذي أعيشه.
انتقلت بعدها إلى الحديث عن الأمل والنور الذي في القلوب بطريقة فلسفية أو كما اطلق عليها المتابعون لي طريقة حكيمة.
انتقلت بعدها للحديث عن السعادة في حياة الكفيف وكيف يعيشها حتى وإن كان الظلام يملؤها أو كيف يلونها أو يرسم منها طاقة نور وسعادة تنطلق به نحو آفاق أفضل وأجمل.
ثم توقفت قليلا عن الحديث لعدة أيام بسبب انشغالي بالأحداث السياسية المصرية التي أتابعها على تويتر وأعود إلى الكتابة في هذا الهاشتاج بالكلام عن المجتمع وتنمية مواهب وإبداعات الكفيف وكانت تردني بعض الأسئلة التي يريد أصحابها التعرف على بعض الحاجات عن عالمي الرائع الجميل من وجهة نظري المتواضعة وسأكمل المشوار في هذا الهاشتاج الذي جعل لي متنفساً يكتب فيه قلمي ما أحس به ككفيف.
مدرب كمبيوتر بمركز نور البصيرة لرعاية المكفوفين وضعاف البصر بجامعة سوهاج