إن كل فرد هو عبارة عن مجموعة معقدة من المكونات فلكل منا مجموعة متنوعة من الاهتمامات والمهارات والقدرات إضافة الى خلفية فريدة لكل فرد. ولنا جميعاً سمات جسدية مختلفة، ولكل منا شخصية لها طابعها الخاص وخلال تفاعلاتنا مع الأخرين، فنحن نرغب في أن يفهمونا وأن يعرفوا حقيقة ما نحن عليه كما نأمل ألا يحكموا علينا بصورة سطحية.
لغة الإنسان ـ أولاً
للغة تأثير كبير، فالكلمات التي نستخدمها تكشف عن معتقداتنا حول الإنسان الموجود خلف المسمى أو التصنيف ويمكن للمرء أن يحاجج بأن الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم في الواقع إعاقتان الأولى هي التشخيص الفعلي والثانية هي الاتجاهات المقيدة التي تنظر للطالب كإعاقة.
إن تشخيص التوحد في حد ذاته ليس سبباً في التعاملات التي تشمل المضايقة والاستقواء على الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد أو الحط من قدراتهم ولكنها الادراكات والاتجاهات المبنية على معلومات خاطئة هي التي تقود إلى المعاملة السيئة.
إن الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد هم بشر أولاً وقبل كل شيء، فعلينا أن ندعو لإدراك الإنسان ككل وأن نقلل من الأثر السلبي للمسمى أو التصنيف. وقد يتواجد اضطراب التوحد لدى الطالب ولكن الطالب ليس هو الاضطراب.
إن لغة الإنسان تضع الإنسان أولاً قبل مسمى الإعاقة أو التصنيف وهي تصف ما يتواجد لدى الطالب وليس ما يكونه ذلك الطالب. إن الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد هم أشخاص أولاً. إن أوصافاً كمعاق أو متخلف لم تعد مصطلحات مقبولة عند الحديث عن الأشخاص ذوي الإعاقة. إن هذه المصطلحات تخلق إدراكاً قاصراً حول الأشخاص ذوي الإعاقة، فمن المناسب أن نتجنب مصطلحات مثل (طالب توحدي) لتعريف الفرد.
إن الصفة المفردة (توحدي) تخلق افتراضات غير دقيقة وتقود إلى توقعات منخفضة واستنتاجات خاطئة. إن هذه الأوصاف الخاطئة تغيّب الإنسان الحقيقي خلف التصنيف أو المسمى وتحد من فرصته في أن يتم التعرف عليه من خلال مواهبه ونقاط القوة لديه.
المصدر:
Kaweski, W. (2014). Teaching Adolescents with Autism (1st ed., P.37).
New York: Skyhorse.
مدير ادارة الخدمات التعليمية و التأهيلية بمدينة الشارقة للخدمات الانسانية
عضو الفريق البحثي -عضو اللجنة العلمية للمؤتمر
متخرج في قسم علم النفس بجامعة عين شمس بالقاهرة
حاصل على ماجيستير علم النفس (مجال الاعاقة الذهنية) عام 2002 من نفس الجامعة .
تدرج في العديد من الوظائف في مجال الاعاقة كالتدريس و التقييم النفسي و الاشراف الفني و الادارة الفنية و تقديم الاستشارات في مؤسسات مختلفة خاصة و غير هادفة للربح .
لديه خبرة تزيد عن 25 عاما من العمل مع الاشخاص ذوي الاعاقة و أسرهم و مع فرق العمل في مؤسسات و هيئات متنوعة في كل من مصر و السعودية و الامارات.