إن أبرز ما يميز عمل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية هذه المكاسب والانجازات الكبيرة التي تراكمها سنة بعد سنة إذ لا يمضي عام دون أن تحقق بأبنائها وعامليها المزيد من النجاحات وفي كل المجالات لتضيفها إلى رصيدها الكبير ولتزيد من قوتها وحيويتها وقدرتها على التكيف مع كل الصعوبات.
المطلع على قوانين عمل المؤسسات الربحية وغير الربحية وشروط استمرارها وتطورها يدرك أهمية هذه الانجازات لكل الأطراف المشاركة في صنعها.. فهي ضرورية في حالتنا لعدة أطراف؛ للأبناء كي يستمروا ويأملوا ويتحضروا للمستقبل أكثر.. وللأهل كي تزداد ثقتهم بأبنائهم وقدراتهم فيشجعونهم على المضي ولا يبخلون عليهم في توفير احتياجاتهم وهي ضرورية للأفراد والجهات الداعمة من القطاعين العام والخاص ليعرفوا أن عطاءهم في محله ولم يذهب سدى وهي أيضاً ضرورية للعاملين لكي تنمو لديهم نبتة الأمل ويروا غرسهم قد نما واشتد عوده ولم يذهب تعبهم أدراج الرياح فتزداد القناعة وتقوى الإرادة لديهم للمضي قدماً في تعليمهم وتأهيلهم وايصالهم إلى أقصى ما تسمح به قدراتهم.
لقد أتيح لنا ونحن نستكمل ما تبقى لدينا من أعمال قبيل الإجازة الصيفية أن نطلع على ما قامت به مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ـ بطلابها وموظفيها بفروعها وأقسامها والمراكز التابعة لها ـ طوال عام دراسي مضى فكنا كمن يزهو ويفرح بجمع غلاله وجني ثماره ويتخير أطيبها هدية غالية لكل من كان له دور في بذرها وغرسها وريها وانضاجها ثماراَ شهية تسر الناظرين.
كان الحصاد حقاً وفيراً وطيباً.. أطيبه انجاز لأبنائنا الصم الذين خاضوا غمار امتحانات الشهادة الثانوية العامة بقسمها الأدبي وكانوا أهلاً لحمل المسؤولية لم ينتظروا تعديل المنهاج أو اكتمال شروط الدمج الموعود وقبلوا أن يؤدوا امتحاناتهم كغيرهم من الطلاب السامعين على أساس من المساواة في الواجبات ولكن ليس الحقوق أو تكافؤ الفرص! تحملوا كل الصعوبات ولم يضعفوا قبلوا بما قدم لهم ولم يتذمروا صبروا ودرسوا واجتهدوا وكان النجاح نصيبهم مكافأة لهم على جهدهم وتعبهم ووسام شرف وافتخار لكل من عمل معهم وساعدهم على تجاوز الصعاب والعقبات
وتنوع الإنجاز ولم يكن مقتصراً على الأبناء الصم أو مدرسة الأمل، فكل طفل في المدينة في كل معهد أو فرع أو مركز هو مشروع إنجاز.. وها هم أبناؤنا يتفوقون مرات ومرات في مسابقات حفظ القرآن الكريم ويحرزون أرفع الميداليات في كل البطولات التي يشاركون بها ويتقدمون على أقرانهم في خدمة المجتمع والحفاظ على البيئة ويثبتون قدرتهم على تحمل أعباء العمل في أماكن التدريب أو الوظائف الثابتة.
وإذا كنا نسلط الأضواء في هذه السطور على بعض الحالات، فإن غايتنا أن تكون نماذج يقتدي بها ليس فقط أبناؤنا بل كل أبنائنا من ذوي الإعاقة لأن أي نجاح لأي ابن معاق هو نجاح لكل الأبناء المعاقين وكل العاملين معهم في كل مكان ولكل الداعمين ـ أفراداً ومؤسسات ـ الذين وثقوا بهم ولم يبخلوا بعطائهم.
فتحية شكر وتقدير لكل من أسهم في صناعة الانجاز وتحية اعتزاز لأبنائنا وزملائنا مصدر سعادتنا وسبب رضانا وكل عام وأنتم بألف خير وفقنا الله وإياكم إلى المزيد من النجاحات والانجازات.