الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم.. إن اكتشاف الموهوبين ورعايتهم من الأمور التي أصبحت مجتمعاتنا ولله الحمد توليها اهتماماً واضحاً، ولعلنا كعاملين في هذا المجال أصبح حرياً بنا أن نوليهم قدراً من الاهتمام والعناية، على أن يستثمر هذا الاهتمام لصالح الوطن ويجير لصالح الموهوب، وبذلك نكون حققنا هدفين بجهد واحد، الأول تنمية قدرات الموهوب وصقلها، والثاني إنماء الوطن والحد من الهدر الناتج عن هجرة العقول.
مع العلم أن الاستثمار الأمثل لمقدرات الأمم يتمثل في الاستثمار البشري وخاصة في العقول النيرة التي وهبها الله قدرات وخصائص تفوق أقرانها، خاصة وأن عالمنا العربي يئن من قصور حاد في شتى العلوم، والأولى بنا ونحن نخوض في مجال الموهبة والإبداع أن نعمل جاهدين على إيجاد مفاهيم وآليات تقودنا إلى الكيفية التي نستثمر بها الموهوب لصالح وطنه، على أن يكافأ ذلك الموهوب بمزيد من الدعم المادي والمعنوي، والذي سينعكس حتماً على فاعليته وعطائه، علماً أن تلك الفئة قد تسهم بفعالية في سباق الحضارة مع الأمم التي سبقتنا في شتى العلوم.
لذا علينا أن نعطي هذا الأمر جل اهتمامنا وأن نسعى جاهدين لإبرازه على المستويات كلها، ونهيب بجميع المسؤولين والقائمين على مرافق دولنا العربية في القطاعات الحكومية والخاصة وفي المؤسسات والهيئات الاهتمام بهذا الأمر وتسخير الإمكانات اللازمة له، وإيجاد قسم أو شعبة في كل قطاع أو مؤسسة تهتم بهذا الأمر بشكل جدي، وتخطط وتنفذ، ومن ثم تستقطب هؤلاء الأفراد وفق تخصصها واحتياجها، بالتنسيق مع المراكز المتخصصة في هذا المجال.
أختم قولي بالتأكيد على محورية هذه القضية فهي ليست ترفاً اجتماعياً بل قضية قومية تنتج عنها أمور كثيرة وتتحدد بها نتائج عملية تنعكس على الواقع العربي.
ووفق الله الجميع للخير.