لأن المعلمين المبدعين ينعمون بالاستقلالية المهنية وحب الاستطلاع والمعرفة فإنهم على دراية بقدراتهم الإبداعية رغم أن مثل هذا الوعي والإدراك ربما يبدو للبعض جديداً نسبياً. ومثل هؤلاء المعلمين يبلورون موقفاً متطلعاً للمزيد من الدراية والمعرفة ويسعون للبرهنة عليه ورعايته وينشدون التواصل الفكري في ذات الوقت الذي يسعون فيه لتحقيق مستوى رفيع من الاستقلال الذاتي وكذلك حق التملك. وهم يقومون أيضاً بتقييم الأصالة وتغذيتها فضلاً عن استنباط الأفكار وتقييمها. إن مثل هذه الممارسات حرية بتطوير ميول طلبتهم الإبداعية.
وتدلل استراتيجيات التعليم الإبداعي creative teaching strategies أن الطلبة لا يكتسبون المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والرياضيات فحسب إنما لابد من استيعاب المفاهيم ذات الصلة بها من خلال تعليمهم كيفية التوصل إلى مستويات تفكير عميقة ورصينة.
ولأن للطالب عناصر قوة جنباً إلى جنب مع عناصر ضعف فإن بمقدور المعلمين أن يستثمروا عناصر القوة تلك ويعملوا على تحسينها من خلال اللجوء إلى طرق التعليم الإبداعي كما أن باستطاعتهم أيضا استخدام مظاهر القوة بهدف تحسين الأداء والتعلّم.
تعود طرق التعليم الإبداعي بالنفع على سائر الطلبة وبضمنهم الطلبة الذين لديهم مشاكل سلوكية والطلبة من ذوي الإعاقة وكذلك الطلبة المتفوقون. وهناك العديد من الفرص المتاحة للتعلم وعدم الاقتصار على قراءة كتاب ما أو الأصغاء إلى محاضرة ما فمنهج التعليم الاستكشافي hands-on learning approach أثبت فائدته الكبيرة لأنه يتيح للطلبة التعلم بطرق شتى.
من ناحية أخرى يمكن للمناهج الإبداعية أن تشكل ضغطاً مضافاً على المعلمين لأنه يتعين عليهم أن يتحلوا بعقلية مبدعة وأن يتفهموا احتياجات كل طالب من طلبتهم. عليه يجب على الدولة أن تنفق الأموال اللازمة لإقامة دورات تدريبية خاصة بطرق التعليم الإبداعي للمعلمين. ورغم أن مثل هذه الدورات تثقل كاهل المعلمين فإن حال تدريباتهم لابد أن تكون أفضل بكثير على المدى البعيد.
ولابد من إدخال استراتيجيات التعليم الإبداعي في كل برامج التعليم وفي مستوياته كافة فحتى الأطفال يمكن أن يستفيدوا من مثل هذه الاستراتيجيات المجدية.
إن التعليم الإبداعي فن قائم بذاته فلا يمكن على سبيل المثال أن نجعل المعلمين مبدعين دون إعداد واستعداد فليس هناك ثمة وصفة جاهزة أو إجراء ما لتحقيق ذلك. ورغم أن بعض الاستراتيجيات يمكن أن تساعد في تطوير التفكير الإبداعي فإن على المعلمين أن يعملوا على تطوير المهارات اللازمة التي يمكن تطويعها لمختلف المواقف والظروف.
المصدر:
www.best-teaching.com/0624276-creative-teaching-strategies
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.