هل تجد نفسك متجهاً إلى الثلاجة لتناول الطعام بدون توقف؟ هل تفضل تناول الحلويات والوجبات السريعة؟..
لا داعي للقلق، فإذا عرفنا السبب بطل العجب. إن هذا رد فعل طبيعي للجسم عند مقاومته التغييرات المفاجئة، كالتوقف عن العمل، والابتعاد عن الفعاليات والأنشطة الاجتماعية الاعتيادية خارج المنزل. فهذه العزلة المفاجئة ـ إن صح القول ـ لا بد أن تنعكس على المزاجية، وتجد طريقَها البديل (كَتعويض) نحو العصبية الشديدة، وذلك كله بسبب رئيس وواضح للتفكير وما يستتبعه من توتر وإحباط مرتبطين بـ (فيروس كورونا) وبالتالي بالحجر المنزلي.
هذه المشاعر المشحونة بالسلبية والإحباط تُسَبِّبُ اضطراب الاكل العاطفي، وهو أحد صور الاضطرابات النفسية التي تنعكس بدورها على تغير العادات الغذائية وتناول الأكل بشكل مفرط وخصوصا في ساعات الليل المتأخِّرَة. ولا شك أنّ هذه السلوكات المفاجئة للجسم والمشاعر ستؤدي إلى زيادة في الوزن وأمراض السمنة والضغط، كما أنها تعمل على إضعاف المناعة؛ ولذلك فمن الطبيعي أن يكون اللجوء إلى استشارات تغذية ونفسية.
بات من المعروف للجميع أننا اليوم في زمن كورونا نقبل ـ من حيث لا ندري ولا نشعر ـ على تغييرات كبيرة في حياتِنا، فهذا الوباء العالمي (كورونا) شغل جزءا كبيراً من حيياتنا، فقد تعطل الناس عن أعمالهم، وصار التواصل والتعليم والعمل عن بُعد، بعد أن كانتْ حياتنا صاخبة بها كلها مع الأصحاب والأحباب. لذلك، فإن هذا التغير المُجْهِد ـ كما يؤكّد على ذلك الأخصائيون النفسيون ــ يولد مشاعر القلق والإحباط والعجز أحياناً، فليس من السهل أن نتقبّل هذا التعديل المفاجئ في مسار حياتِنا. يجب أن نشير إلى أن خبراء التغذية قد حذروا من خطر اضطراب الأكل، فإذا زادت هذا المشاعر السلبيّة تجاه حياتنا الجديدة التي تسبب بها كورونا عن حدها فإن المخ يفرز موادّ كيمياوية تخفض النواقل العصبية المرتبطة بهرمون السعادة مثل (الدوبامين، والسيروتونين)، وبالتالي يلجأ الكثيرون في محاولة للتخفيف والتعويض إلى تناول الطعام لتفريغ مشاعرهم وليس لدواعي ومتطلبات جسمانية حقيقية، وهنا الخطر! خطر اضطراب الأكل العاطفي! وهو استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع ما نشعر به وليس لإشباع الاحتياجات الغريزية الرئيسية، أي الجوع. وهنا، علينا أن نفرّق بوعي بين الجوع الحقيقي (الطبيعي) والجوع العاطفي الزائف؟
في الجوع الحقيقي يكون الشعور بالشبع واضحاً، ويكون التحكم في التوقف عن الأكل أكثر منه في حالة الجوع العاطفي، إذ أن الإنسان في الحالة الأخيرة لا يكترث بالشبع، ولا يستجيب لغرائزه الطبيعية بقدر ما تؤثّر فيه مشاعره، لذلك فهو لا يستمتع بالطعام، ولا يعود قادراً على التفكير بوعي سليم في طبيعة الأكل وعناصِرهِ؛ إنه يريد أن يسدّ شعوراً نهماً يُرضي شعوره وكسله. والخطر هنا يكمن في السعرات الحرارية العالية التي تدفع المخ لإفراز هرمون الكورتيزول (هرمون الإجهاد)؛ وهذا يتبعه شعور بالتخمة، ومن ثَمَّ بالندم، مما يتسبب بمشاكل جسيمة على الصحة البدنية والنفسية. إننا ندرك اليوم جيداً أثر التبدّلات الاجتماعية في حياتنا، إذ إنها قادرة على أن تقلب حياتنا النفسية رأساً على عَقِب.
إذن، فلا مفرَّ من التفكير بهذا السؤال لننقذ حياتَنا اليوم، دون أن نتسبب بكوارث لها، ربما تفوق مشاكل كورونا الصحية نفسها، أو نكون غير قادرين فيما بعد على استرجاع أنفسِنا قبل كورونا: كيف نحافظ على ممارسة العادات الصحية، ونتجنب العادات السيئة التي يسببها الحجر المنزلي، ونستغل هذا الزمن لصالحِنا وليس ضدنا؟
في هذه الآونة، نحن بحاجة لنطمئن أنفسَنا ونوثِّق علاقاتنا بأسرنا وذواتِنا، ونقوّي مناعتنا؛ إن هذا هو بالضبط ما نحتاجه اليوم، وعلينا أن نكون واعين جيداً لهذه الأهداف الجديدة التي يقتضيها هذا الحجر.
أصدرت اللجنة الوطنية للتغذية بياناً علمياً حول فيروس كورونا المستجد، وقد أكَّد البيان أنه لا توجد أغذية محددة ثبتَ أنها تعزز المناعة بشكل كبير وتقي من العدوى بالفيروس، إلا أنه شدّد على أهمية اتباع نمط حياة صحي يتضمن تناول الغذاء الصحي والمتوازن وشرب الكميات الكافية من الماء. وهذا يعني الانتباه إلى خطر الإصابة بوسواس التغذية الذي يقوي المناعة، ونكتفي بكميات الأغذية المعتادة وعدد الوجبات الطبيعي. أما حين نشعر بحاجة جسمنا للطعام أو الحلويات فإنه يمكن تعويضه بشرب كميات أكثر من الماء والعصير الطبيعي، في مقابل أن نعوّد أنفسَنا على عادات الأكل الطبيعية، ونشغلها بمُنْجزات أخرى تأخذنا بعيداً عن شهوة الطعام.
يمكن أن نستغل هذه الفرصة، وَلْنَعْتبرْها فرصة، في خلق فرص لتعلُّم أشياء جديدة، ربما فكرنا فيها كثيراً فيما سبق ولكن جاءت فرصتها الآن، أو ممارسة الرياضة المنزلية مثل اليوغا، وتقوية العلاقات داخل الأسرة، ومع أبنائنا من خلال النشاطات والألعاب الابتكاريّة، أو تطوير الذات من خلال الانتساب للدروات التعليمية والورش عن بُعد، وما أكثرَها اليومَ، ومنها عدد كبير بالمجانّ..
حفّز ذاتك! واسترجع نفسك! وفكّر بولادة جديدة.
أخصائيّة اجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة
الإقامة: الإمارات العربية المتحدة
للتواصل:
00971543237640
00791502544529
البريد الإلكتروني:
أخصائية اجتماعية (في المدارس والمستشفيات) ـ التدريس (دراسات اجتماعية) ـ الأعمال التطوعية ـ المنظمات الاجتماعية ـ الرعاية الاجتماعية.
حاصلة على بكالوريوس علم اجتماع وخدمة اجتماعية (2014 ـ 2015)، مشروع التخرج: أثر مواقع التواصل الاجتماعيّ على ثقافة المجتمع وعلاقاتهم.
خدمة اجتماعية في الهيئة الطبية الأردنية (2013 ـ 2016).
دراسة حالات اللاجئين الاجتماعية والبحث في أسباب حياتهم، تأهيلهم للانخراط في المجتمع من خلال ممارسة الأعمال اليدوية.
مشاركة في دورة إعداد مدرّبين TOT، في منصّة تيرا كورسيز الإلكترونية (2019).
مشاركة في دورة المبادئ العامة في الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، في منصة رواق للتعليم المفتوح (2016).
مشاركة في دورة (كيف تصبح معلماً عن بعد في 24 ساعة)، جامعة حمدان بن محمد الذكية.
مشاركة في دورة (كيف تصمم درساً الكترونياً في 24 ساعة)، جامعة حمدان بن محمد الذكية.
مشاركة في دورة في (ICDL) (الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب) في الأردن (2016).
مشاركة في دورة مبادئ إدارة الموارد البشرية، في منصة إدراك للتعليم المفتوح (2016).
مشاركة في دورة العمل التطوعي، في منصة رواق للتعليم المفتوح (2016).
أعمال تطوعية داخل الجامعة وخارجها (2011 ـ 2015).
زيارة مراكز التأهيل الاجتماعية مثل رعاية المسنين ومراكز العناية بذوي التوحّد.
حملات تطوعية مثل العناية بالبيئة (تنظيف الشوارع)