بقلم : الدكتور علي صابر محمد
السيدات والسادة، في الأول من يوليو 2022، نشرت مجلة علم الأعصاب الصادرة عن الجمعية الأمريكية للطب الباطني أحدث دراسة من نوعها عن موضوع يشغل الأطباء والعاملين في المجال الصحي، كما يسأل عنه الأهالي والمرضى، ألا وهو: هل تعاطي الأم المصابة بمرض الصرع للأدوية التي تقيها من هذا المرض أثناء الحمل قد يؤدي لإصابة المولود باضطراب طيف التوحد أو التأخر النمائي؟
بداية، إن مرض الصرع وأعراضه ونوباته أثناء الحمل، يمثل خطراً على حياة الأم والجنين، ومن ثم لا يمكن وقف العلاج الدوائي أثناء الحمل، لهذا تتم الموازنة بين الحفاظ على حياة الأم والجنين، مقابل بعض الأخطار المحتملة على الجنين وكيفية تقليلها إلى أدنى درجة ممكنة مع استمرار تعاطي الأدوية أثناء الحمل.
و كما تتوقعون، فقد أجريت دراسات عديدة عن احتمالات إصابة المولود بأمراض أو إعاقات نتيجة تناول الحامل للأدوية المعالجة للصرع، وأحدث هذه البحوث نشرته مجلة :
JAMA Neurology, 2022, Jul 1.
Association of prenatal exposure to anti-seizure medications with risk of autism and intellectual disability.
وهي دراسة أجريت في (الدنمارك وفنلندا وآيسلندا والنرويج والسويد)، شملت فحص السجلات الطبية لأربعة ملايين وسبعمائة ألف سيدة حامل وأبنائهن المولودين بين عامي 1996 و2017، حيث تم جمع البيانات وتحليلها خلال شهر فبراير 2022. وأوضحت نتائج الدراسة أن احتمالية الإصابة باضطراب طيف التوحد تتجاوز ضعف ما يحدث لدى الأطفال الذين أصيبوا باضطراب طيف التوحد رغم أن أمهاتهم لم يتناولن أدوية للصرع، وفي الدراسة مراجعة بحثية شاملة لكل من يدرس ويهتم بجمع البيانات الحديثة ضمن المجال.
ألقاكم على خير